محققو الأمم المتحدة: هناك «أدلة كثيرة» على جرائم الأسد في سوريا

أحد عناصر الأمن السوري يمشي أمس بين أطلال زنازين سجن صيدنايا العسكري على مشارف دمشق (أ.ب)
أحد عناصر الأمن السوري يمشي أمس بين أطلال زنازين سجن صيدنايا العسكري على مشارف دمشق (أ.ب)
TT
20

محققو الأمم المتحدة: هناك «أدلة كثيرة» على جرائم الأسد في سوريا

أحد عناصر الأمن السوري يمشي أمس بين أطلال زنازين سجن صيدنايا العسكري على مشارف دمشق (أ.ب)
أحد عناصر الأمن السوري يمشي أمس بين أطلال زنازين سجن صيدنايا العسكري على مشارف دمشق (أ.ب)

رغم تدمير وثائق وغيره من الأدلّة على الجرائم المرتكبة في سوريا خلال حكم بشار الأسد، أكّد محقّقو الأمم المتحدة، الجمعة، أنّ «كثيراً من الأدلّة» لا يزال سليماً.

وقال هاني مجلّي، عضو لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا، إنّ «البلد غنيّ بالأدلّة، ولن نواجه صعوبة كبيرة في إحقاق العدالة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبعد السقوط المفاجئ للأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، تمكّنت اللجنة من الدخول إلى البلاد، بعدما كانت تحاول التحقيق عن بُعد بشأن وقوع جرائم منذ بداية الحرب في عام 2011.

وبعد زيارة أجراها مؤخراً إلى سوريا، أضاف مجلي، أمام جمعية المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة: «كان من الرائع أن أكون في دمشق بعدما مُنعت اللجنة من دخول البلاد منذ البداية».

وخلال وصفه الزيارات التي أجراها إلى سجون في دمشق، أقرّ بأنّ «كثيراً من الأدلّة تضرّر أو دُمّر» منذ تدفّق الناس إلى السجون ومراكز الاعتقال بعد سقوط بشار الأسد.

وأشار عضو لجنة التحقيق إلى أنّ سجن صيدنايا سيئ الصيت، الذي شهد عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وعمليات تعذيب ترمز إلى الفظائع المرتكبة ضدّ معارضي الحكومة السورية، «أصبح خالياً عملياً من كل الوثائق».

وأوضح أنّ هناك أدلّة واضحة على «عمليات تدمير متعمّدة لأدلّة»، خصوصاً في موقعين يبدو أنّه تمّ إحراق وثائق فيهما، من قبل أفراد تابعين للأسد قبل فرارهم.

لكنّه قال إنّ الدولة السورية في ظلّ حكم الأسد كانت «نظاماً يحتفظ على الأرجح بنسخٍ أخرى من كلّ شيء، وبالتالي إذا تمّ تدمير أدلّة فإنّها ستكون موجودة في مكان آخر». وأشار إلى وجود مبانٍ أخرى تحتوي على كثير من الأدلّة.

وخلُص إلى أنّه «يبدو أنّ هناك عدداً من الأدلّة التي أصبحت آمنة الآن، ونأمل في أن يكون من الممكن استخدامها في المستقبل» لضمان تحقيق العدالة.


مقالات ذات صلة

سوريا: الأمن العام ينتشر في جرمانا بعد رفض متورطين بمقتل عنصر بالدفاع تسليم أنفسهم

المشرق العربي سيارات تتنظر على حاجز المسلحين المحليين (درع جرمانا) على مدخل المدينة الشمالي (الشرق الأوسط)

سوريا: الأمن العام ينتشر في جرمانا بعد رفض متورطين بمقتل عنصر بالدفاع تسليم أنفسهم

هدوء حذر في جرمانا... و«الهيئة الروحية» أكدت لـ«الشرق الأوسط» حرصها على تفعيل دور المؤسسات والشرطة، لكن بالتشارك مع أبناء المدينة.

موفق محمد (دمشق)
المشرق العربي وليد جنبلاط خلال اللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع في ديسمبر الماضي

جنبلاط يحذّر من المكائد الإسرائيلية في جبل العرب وسوريا

حذّر رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط من المكائد الإسرائيلية في جبل العرب وسوريا، معلناً أنه سيزور دمشق للمرة الثانية قريباً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مقاتلون تابعون للقيادة السورية الجديدة في نقطة تفتيش عند مدخل قاعدة حميميم العسكرية بمحافظة اللاذقية يوم 29 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

مصادر: سوريا تسعى للحصول على مقابل لإبقاء القاعدتين الروسيتين مثل إسقاط ديون

مصادر سورية وروسية تحدَّثت عن تفاصيل لم تنشر عن أول اجتماع رفيع المستوى بين الشرع ومبعوث بوتين، بينها إعادة أموال سورية يقال إنها في روسيا.

«الشرق الأوسط» (اللاذقية (سوريا))
قائد القيادة الأميركية الوسطى «سينتكوم» الجنرال مايكل كوريلا (أ.ب) play-circle

 واشنطن تعلن مقتل قائد عسكري بفرع تنظيم «القاعدة» في سوريا

قالت القيادة المركزية الأميركية «سينتكوم»، إن القوات الأميركية قتلت قائداً عسكرياً بارزاً من جماعة «حراس الدين»، أحد فروع تنظيم «القاعدة»، في شمال غربي سوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال انتشارهم في مناطق سورية (الجيش الإسرائيلي)

إسرائيل تهدد بالتدخل عسكرياً في سوريا «إذ تعرض النظام للدروز»

هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد قوات دمشق «إذا أقدم النظام على المساس بالدروز».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT
20

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.