الذهب يحلق إلى مستوى قياسي جديد

بدعم من المخاوف بشأن التعريفات الجمركية الأميركية

سبائك ذهبية في بورصة المعادن النفيسة الأميركية في نيويورك (رويترز)
سبائك ذهبية في بورصة المعادن النفيسة الأميركية في نيويورك (رويترز)
TT
20

الذهب يحلق إلى مستوى قياسي جديد

سبائك ذهبية في بورصة المعادن النفيسة الأميركية في نيويورك (رويترز)
سبائك ذهبية في بورصة المعادن النفيسة الأميركية في نيويورك (رويترز)

سجَّلت أسعار الذهب أعلى مستوى على الإطلاق، يوم الجمعة، محققةً أفضل أداء شهري لها منذ مارس (آذار) 2024، مدفوعةً بازدياد تدفقات المستثمرين نحو المعدن الآمن؛ بسبب المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأميركية المتزايدة، في وقت تنتظر فيه السوق تقرير التضخم الرئيسي للحصول على مزيد من التوجيه.

وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة إلى 2798.96 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:49 (بتوقيت غرينتش)، ليحقق مكاسب تزيد على 6 في المائة هذا الشهر، بعد أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2800.99 دولار في وقت سابق. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.1 في المائة إلى 2826.50 دولار، وفق «رويترز».

وشهد التداول ضعفاً مع إغلاق الأسواق الصينية بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات المكسيكية والكندية.

من جانبه، قال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «لقد أسهمت التهديدات المتكررة بفرض الرسوم الجمركية في تعزيز تدفقات الملاذ الآمن نحو الذهب... وأي مفاجأة سلبية في بيانات التضخم قد تشير إلى مزيد من المرونة السياسية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يعزز التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة ويزيد من دعم الذهب».

وتنتظر السوق تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر (كانون الأول)، المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم، للحصول على مزيد من الأدلة حول مسار أسعار الفائدة. وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد صرَّح، يوم الأربعاء، بأن بيانات التضخم والوظائف ستحدد توقيت التيسير النقدي.

ويُعدّ الذهب من الاستثمارات الآمنة في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية، ويزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وقال بنك «غولدمان ساكس»: «نؤكد أن الذهب طويل الأمد يظل أعلى توصية تداول لدينا بين جميع السلع الأساسية، مدفوعاً بعوامل هيكلية (شراء البنوك المركزية) ودورية (شراء صناديق الاستثمار المتداولة)».

ومع ازدياد المخاوف بشأن التعريفات الجمركية الأميركية، ارتفعت مخزونات الذهب في المستودعات المعتمدة من «كومكس» إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو (تموز) 2022.

وأشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في «كيه سي إم تريد»، إلى أن مزيداً من المكاسب قد تكون في انتظار الذهب إذا تحوَّلت التهديدات بالتعريفات من مجرد ورقة للمساومة إلى حقيقة اقتصادية، مضيفاً أن الأسعار قد تتجاوز 2800 دولار.

على صعيد المعادن الأخرى، انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.7 في المائة إلى 31.46 دولار للأوقية، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.2 في المائة إلى 986.75 دولار، بينما سجَّل البلاتين زيادة بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 969.10 دولار. وعلى الرغم من التراجع الطفيف، فإن الفضة والبلاتين كانا في طريقهما لتحقيق مكاسب أسبوعية.


مقالات ذات صلة

الذهب يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر

الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيت ميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بروسيا (رويترز)

الذهب يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر

تراجعت أسعار الذهب، الجمعة، متجهة نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مع ارتفاع الدولار وترقب المستثمرين بيانات التضخم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك الذهب في بورصة المعادن النفيسة الأميركية في نيويورك (رويترز)

الذهب ينخفض بعد صعود الدولار وعوائد السندات

تراجعت أسعار الذهب قليلاً الخميس تحت ضغط من ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)

رسوم ترمب الجمركية لا تزال تضغط على أسعار الذهب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الأربعاء، بعد أن سجلت أدنى مستوى في أسبوع بالجلسة السابقة؛ حيث أدى ازدياد عدم اليقين الناجم عن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم…

الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستعيد بعضاً من خسائره بدعم من تدفقات الملاذ الآمن وتصريحات ترمب

سجل الدولار ارتفاعاً طفيفاً يوم الثلاثاء، مستعيداً بعض خسائره بعدما هبط إلى أدنى مستوى في أكثر من شهرين مع بداية الأسبوع، مدعوماً بتدفقات الملاذ الآمن.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد حامل مشروبات ذهبي على طاولة قهوة في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

المخاوف من رسوم ترمب ترفع الذهب لقرب أعلى مستوى قياسي

استقر الذهب قرب أعلى مستوى قياسي يوم الثلاثاء، بدعم من الطلب على الملاذ الآمن وسط مخاوف من خطط ترمب للرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تراجع غير متوقع في إنفاق المستهلكين الأميركيين

متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)
متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)
TT
20

تراجع غير متوقع في إنفاق المستهلكين الأميركيين

متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)
متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)

سجّل إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعاً غير متوقع في يناير (كانون الثاني)، إلا أن ارتفاع التضخم قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مبرراً لتأجيل خفض أسعار الفائدة لمدة أطول.

وأفاد مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة، يوم الجمعة، بأن إنفاق المستهلكين الذي يمثّل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، انخفض بنسبة 0.2 في المائة خلال الشهر الماضي، بعد أن شهد ارتفاعاً معدلاً بالزيادة بنسبة 0.8 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).

وكان خبراء اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقّعوا ارتفاع إنفاق المستهلكين بنسبة 0.1 في المائة، بعد زيادة سابقة بلغت 0.7 في المائة في ديسمبر، حيث عزّز الشراء الاستباقي الطلب تجنباً للرسوم الجمركية التي من شأنها رفع أسعار السلع المستوردة. ويُعزى التراجع في إنفاق المستهلكين خلال يناير إلى فقدان الزخم الاقتصادي، بالإضافة إلى تأثير العواصف الثلجية والطقس البارد غير المعتاد، التي اجتاحت أجزاء واسعة من البلاد، فضلاً عن حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق من لوس أنجليس؛ مما أثر سلباً في النشاط الاستهلاكي.

ضغوط اقتصادية وتداعيات التعريفات الجمركية

أسهمت العواصف الشتوية في تعطيل قطاع البناء والإسكان، كما حدّت من نمو الوظائف، مما يتماشى مع التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي خلال الربع الأول من العام. وتشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي قد يسجّل معدل نمو سنوياً دون 2 في المائة خلال الفترة من يناير إلى مارس (آذار)، مقارنة بمعدل 2.3 في المائة خلال الربع الأخير من العام الماضي.

بالإضافة إلى التأثيرات المناخية، يواجه النشاط الاقتصادي قيوداً بسبب سياسات إدارة الرئيس دونالد ترمب التي تتضمّن فرض رسوم جمركية جديدة وخفض الإنفاق الحكومي بشكل حاد؛ مما أدّى إلى فقدان عشرات الآلاف من الوظائف في القطاع الحكومي والمقاولات الفيدرالية.

وفي إطار تصعيده للسياسات الحمائية، أصدر ترمب في شهره الأول بسلسلة من التعريفات الجمركية، شملت ضريبة إضافية بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية. كما أعلن، الخميس، دخول تعريفة بنسبة 25 في المائة على السلع المكسيكية والكندية حيز التنفيذ في 4 مارس (آذار)، بعد تأجيلها لمدة شهر، بالإضافة إلى رسوم أخرى بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية. ومن المتوقع أن يتم قريباً تطبيق تعريفات أخرى على واردات الصلب والألمنيوم والمركبات.

تصاعد المخاوف وانعكاسها على التضخم

تسبّبت هذه التحركات في تدهور ثقة الشركات والمستهلكين، وسط مخاوف من اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع التكاليف التشغيلية، وهو ما انعكس في ارتفاع توقعات التضخم السنوية للمستهلكين خلال فبراير.

وحسب البيانات، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3 في المائة في يناير، بعد تسجيل زيادة مماثلة في ديسمبر. وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار بنسبة 2.5 في المائة، بعد زيادة بلغت 2.6 في المائة خلال الشهر السابق. وعند استثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر التضخم الأساسي بنسبة 0.3 في المائة خلال الشهر، و2.6 في المائة على مدار العام، مقارنةً بـ2.9 في المائة في ديسمبر.

ويراقب الاحتياطي الفيدرالي من كثب هذا المؤشر لتقييم مدى تحقيق هدفه التضخمي البالغ 2 في المائة، في حين تشير التوقعات إلى استئناف خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو. وكان البنك المركزي الأميركي قد أوقف تخفيضاته في يناير، محافظاً على سعر الفائدة في نطاق 4.25 - 4.50 في المائة، بعد أن خفّضه بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول)، عندما بدأ دورة التيسير النقدي.

وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، المنعقد يومي 28 و29 يناير، أن صانعي السياسات يعبرون عن قلقهم بشأن تأثير ارتفاع التضخم، الناجم عن الإجراءات التجارية الجديدة لإدارة ترمب. وكان البنك المركزي قد رفع أسعار الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية خلال عامي 2022 و2023، في محاولة لكبح التضخم المرتفع.