تقرير: طاقم العاملين ببرج المراقبة لم يكن طبيعياً وقت اصطدام طائرة الركاب والمروحية

طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني (أ.ف.ب)
TT
20

تقرير: طاقم العاملين ببرج المراقبة لم يكن طبيعياً وقت اصطدام طائرة الركاب والمروحية

طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني (أ.ف.ب)

أفادت وسائل إعلام أميركية الخميس بأنّ عدد العاملين في برج المراقبة بمطار ريغان الوطني في العاصمة واشنطن لم يكن كافياً عند وقوع حادث الاصطدام بين طائرة ركاب ومروحية عسكرية في كارثة جوية خلفت 67 قتيلاً.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تقرير أولي داخلي صادر عن إدارة الطيران الفدرالية أنّ عدد العاملين «لم يكن طبيعياً بالنسبة إلى الوقت في ذلك اليوم وحجم حركة المرور».

وأورد التقرير أنّ «المراقب الذي كان يتعامل مع المروحيات في محيط المطار مساء الأربعاء، كان أيضاً يعطي التعليمات للطائرات التي كانت تهبط وتغادر من مدرجاته».

وأشار التقرير إلى أنّه «عادة ما يتمّ إسناد هاتين الوظيفتين إلى مراقبين اثنين وليس إلى مراقب واحد».

وقال تود إنمان عضو المجلس الوطني لسلامة النقل في تصريح صحافي، الخميس، إنّ المجلس لن يحدّد سبب الحادث ولن يتكهن إلى حين تكتمل تحقيقاته.

وقال عضو في المجلس الوطني لسلامة النقل إن المحققين يستهدفون تقديم تقرير أولي بالنتائج التي يتوصلون إليها في غضون 30 يوماً.

عناصر الإنقاذ تبحث في مكان اصطدام مروحية بطائرة ركاب في واشنطن أمس (رويترز)
عناصر الإنقاذ تبحث في مكان اصطدام مروحية بطائرة ركاب في واشنطن أمس (رويترز)

وقال جيه. تود إنمان، عضو المجلس، في مؤتمر صحافي: «نعتزم تقديم تقرير أولي في غضون 30 يوماً، وسيصدر التقرير النهائي بمجرد انتهائنا من جميع أعمال التحقيق وتقصي الحقائق».

ومن جانبه، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مذكرة رئاسية ثانية تطلب من إدارة الطيران الاتحادية تقييم أضرار سياسات التنوع وضمان الكفاءة في التوظيف.

وفي وقت سابق من اليوم، أشار الرئيس، دون دليل، إلى أن الاصطدام الجوي الذي أسفر عن قتلى بين طائرتين في واشنطن مساء أمس الأربعاء كان نتيجة لجهود إدارة الطيران الاتحادية لتوظيف قوة عاملة أكثر تنوعاً ومراعاة للمساواة.

يذكر أن ترمب كان أكد أنْ لا ناجين من الكارثة الجوية التي شهدتها سماء العاصمة واشنطن، ليل أمس الأربعاء، حين اصطدمت مروحية عسكرية بطائرة ركاب كان على متنها 64 شخصاً.

وقال ترمب في البيت الأبيض: «أتحدث إليكم هذا الصباح في لحظة ألم لأمّتنا. لقد تحوّل العمل الآن إلى مهمة لانتشال الجثث. للأسف، لا يوجد ناجون. كانت هذه ليلة مظلمة ومؤلمة في عاصمة بلادنا».

ترمب (أ.ب)
ترمب (أ.ب)

كما اتّهم الرئيس الأميركي سلفيه الديمقراطيين جو بايدن وباراك أوباما بخفض معايير السلامة الجوية في البلاد، وذلك في الكلمة التي ألقاها عقب الحادث الذي أوقع 67 قتيلاً.

وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: «لقد أعطيتُ الأولوية للسلامة. أوباما وبايدن والديمقراطيون وضعوا سياساتهم في المقدّمة»، مهاجماً خصوصاً برامج التوظيف المتّبعة في وكالة الطيران الفيدرالية الرامية لتعزيز التنوّع في صفوف الموظفين.

يتزامن ذلك مع انتشال الغواصين جثثاً من مياه نهر بوتوماك المتجمدة.

أجزاء من حطام الطائرة تطفو على سطح نهر بوتوماك (إ.ب.أ)
أجزاء من حطام الطائرة تطفو على سطح نهر بوتوماك (إ.ب.أ)

ومع بزوغ الفجر على موقع الحادثة على بعد خمسة كيلومترات فقط من البيت الأبيض، بدا حطام الطائرة والمروحية جلياً في المياه، فيما مشطت قوارب الطوارئ وفرق الغوص المنطقة.

وقال قائد جهاز الإطفاء في واشنطن جون دونيلي خلال مؤتمر صحافي في مطار ريغان الوطني: «نحن الآن في مرحلة حيث ننتقل من عملية إنقاذ إلى عملية انتشال».

وأضاف: «لا نعتقد أن هناك أي ناجين»، مضيفاً أنه تم العثور على 28 جثة، إحداها لشخص كان على متن المروحية.

وأفاد دونيلي بأن 300 من عناصر الطوارئ يشاركون في العملية التي جرى معظمها في الظلام واستمرت لساعات.

وقال: «واجه هؤلاء ظروفاً شديدة البرودة من رياح عاتية وجليد على المياه. عملوا طوال الليل في ظل هذه الظروف».

لم ترد أي تفاصيل بعد عن سبب الحادثة؛ إذ قال مسؤولون في قطاع النقل إن الطائرة والمروحية كانتا في مسار طيران عادي في ليلة صافية مع رؤية جيدة.

خدمة الإسعاف تقول إن الظروف «صعبة جداً» لعمل المسعفين إثر حادثة تحطم الطائرة في واشنطن (أ.ب)
خدمة الإسعاف تقول إن الظروف «صعبة جداً» لعمل المسعفين إثر حادثة تحطم الطائرة في واشنطن (أ.ب)

كما صرّح وزير النقل شون دافي في مؤتمر صحافي: «هل أعتقد أنه كان من الممكن تجنّب (الحادث؟) بكل تأكيد».

وبحسب التسجيلات الصوتية، سأل مراقبو الحركة الجوية المروحية مراراً عما إذا كانت طائرة الركاب «في مرمى البصر». ثم قبل التحطم مباشرة، طلبوا منها «المرور خلف» الطائرة.

كرة من النار ثم اختفت وسُمع أحد مراقبي حركة الطيران وهو يقول لآخر بعد انقطاع الاتصال بالمروحية: «لم أر غير كرة من النار ثم اختفت».

سقطت الطائرتان في نهر بوتوماك وبدا جسم طائرة الركاب منقسماً ثلاثة أجزاء.

تعليق العمليات مؤقتاً

قال مسؤولان أميركيان لـ«رويترز»، اليوم الخميس، إن وحدة الجيش الأمريكي، التي تورطت طائرة هليكوبتر تابعة لها في حادث التصادم بطائرة ركاب قرب واشنطن، تم تعليق عملياتها مؤقتاً مما يعني أن طائرات الهليكوبتر التابعة لها لن تحلق في الوقت الراهن.

وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن طائرات الهليكوبتر التابعة للكتيبة الجوية الثانية عشرة ستتوقف مؤقتاً عن العمل. وليس من الواضح إلى متى سيستمر هذا التوقف. وأضاف المسؤول أنه سيظل مسموحاً لطائرات هليكوبتر أخرى، مثل تلك التابعة لقوات الحرس الوطني، بالمساعدة في جهود الإنقاذ.


مقالات ذات صلة

التفاؤل يساعد على تجاوز الأزمات

يوميات الشرق التفاؤل هو نظرة إيجابية تدفع الأفراد إلى توقع الأفضل حتى في الظروف الصعبة (جامعة باث)

التفاؤل يساعد على تجاوز الأزمات

أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص المتفائلين يتمتعون بصحة نفسية أفضل وقدرة أكبر على التكيف مع الضغوط طويلة الأمد؛ مما يساعدهم على تجاوز الأزمات بمرونة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أوروبا عمال الإنقاذ يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية على كريفي ريه في أوكرانيا (رويترز)

فرنسا تخشى أن يصرّ ترمب على فرض وقف النار بأوكرانيا في غضون أسابيع

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين فرنسيين قلقهم من أن يصرّ ترمب على فرض وقف إطلاق نار بأوكرانيا في غضون أسابيع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ كاش باتيل لدى أدائه اليمين مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (رويترز)

ترمب يسند مهمة إضافية لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي

قال مصدر مطلع إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيعين كاش باتيل، الذي جرى حديثاً تعيينه مديراً لمكتب «إف بي آي» بأعمال رئيس مكتب «الكحول والتبغ والأسلحة النارية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ماسك يطلب من موظفين فيدراليين رفع تقارير عن إنجازاتهم غداً أو الاستقالة

ماسك يطلب من موظفين فيدراليين رفع تقارير عن إنجازاتهم غداً أو الاستقالة

أرسلت الإدارة الأميركية رسائل بالبريد الإلكتروني إلى موظفين بالحكومة تطلب منهم تقديم تفاصيل بحلول غد (الاثنين) عن الإنجازات التي حققوها في عملهم وإلا سيُطردون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ صورة مجمّعة تظهر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

رئيس وزراء كندا يبحث مع ترمب حرب أوكرانيا وجهود مكافحة تهريب المخدرات

قالت رئاسة وزراء كندا، السبت، إن رئيس الوزراء جاستن ترودو بحث هاتفياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحرب في أوكرانيا وجهود مكافحة تهريب مخدر «الفنتانيل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البنتاغون و«إف بي آي» ووكالات أخرى تطلب من موظفيها عدم الرد على رسالة ماسك

تظاهرة منددة تصرفات مستشار دونالد ترمب إيلون ماسك في واشنطن (إ.ب.أ)
تظاهرة منددة تصرفات مستشار دونالد ترمب إيلون ماسك في واشنطن (إ.ب.أ)
TT
20

البنتاغون و«إف بي آي» ووكالات أخرى تطلب من موظفيها عدم الرد على رسالة ماسك

تظاهرة منددة تصرفات مستشار دونالد ترمب إيلون ماسك في واشنطن (إ.ب.أ)
تظاهرة منددة تصرفات مستشار دونالد ترمب إيلون ماسك في واشنطن (إ.ب.أ)

طلبت وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالات حكومية أميركية أخرى، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) من فِرَقها عدم الرد على رسالة إلكترونية تطالب الموظفين الفدراليين بتبرير أنشطتهم، وذلك عقب أمر أشبه بالإنذار النهائي وجهه مستشار دونالد ترمب إيلون ماسك.

جاءت خطوة ماسك بعد ساعات على حض الرئيس الأميركي حليفه، أثرى أثرياء العالم الذي كان أكبر متبرع لحملة ترمب الانتخابية ويقود حاليا جهود إقالة عشرات الموظفين الحكوميين، على التصرّف بـ«جرأة أكبر» لخفض الإنفاق الحكومي. وكتب ماسك السبت أن «جميع الموظفين الفدراليّين سيتلقون قريبا رسالة إلكترونية تطلب منهم تفسير ما فعلوه الأسبوع الماضي». وتابع «عدم الرد سيُعتبَر استقالة».

وكتب دارين سيلنيك، وهو مسؤول في البنتاغون، في بيان نُشر الأحد على منصة إكس المملوكة لماسك، أن «وزارة الدفاع مسؤولة عن تقييم أداء موظفيها وستجري أي مراجعة وفقا لإجراءاتها الخاصة». وطالب سيلنيك «في الوقت الحالي» بـ«تعليق أي رد» على الرسالة الإلكترونية التي أرسلها السبت مكتب إدارة الكوادر بعنوان «ماذا فعلتم الأسبوع الماضي».

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد نصح مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الخارجية والاستخبارات الوطنية موظفيهم بعدم الرد. وكتب كاش باتيل، المدير الجديد للشرطة الفدرالية الذي عيّنه ترمب «مكتب التحقيقات الفدرالي، من خلال مكتب المدير، هو المسؤول عن جميع إجراءات التقييم».

وبحسب نسخة من الرسالة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، سيُطلب من الموظفين الفدراليين تقديم «حوالى خمس نقاط توضح ما أنجزوه الأسبوع الماضي». وجاءت الرسالة وموضوعها «ماذا فعلتم الأسبوع الماضي؟» من «المكتب الأميركي لإدارة الكوادر» OPM، مع تحديد مهلة نهائية للرد حتى 11,59 مساء الاثنين، رغم أن الرسالة لم تشر إلى أن عدم الرد سيفضي إلى الإقالة.

وأفاد ماسك على منصة «إكس« بعد صدور المهلة النهائية «وصل بالفعل عدد كبير من الردود الجيدة. هناك أشخاص يتعيّن التفكير في ترقيتهم». من جانبها، تعهّدت أكبر نقابة للموظفين الفدراليين «الاتحاد الأميركي للموظفين الحكوميين» بتحدي أي إقالات غير قانونية في بيان صادر عن رئيسها إيفريت كيلي الذي انتقد ماسك وإدارة ترمب، قائلا إن الخطوة تنمّ عن «ازدراء مطلق بالموظفين الفدراليين والخدمات الأساسية التي يقدّمونها للشعب الأميركي».

وأضاف «إنه أمر قاس ويقلل من احترام مئات آلاف الجنود السابقين الذين يرتدون بزاتهم الثانية من أجل الخدمة المدنية أن يُجبروا على تبرير مهماتهم الوظيفية لهذا الملياردير المنفصل عن العالم والذي يتمتع بميّزات ولم يقض قط ساعة واحدة من الخدمة المدنية الصادقة في حياته».

أفاد عدد من الموظفين الفدراليين بأنهم تلقوا نصيحة من وكالاتهم بعدم الرد على الرسالة، في انتظار مزيد من التعليمات، وهي توصية أكدها أيضا «اتحاد موظفي الخزانة الوطنية».

عيّن ترامب قطب التكنولوجيا مسؤولا عن «إدارة الكفاءة الحكومية« (دوج DOGE) الاستشارية، موكلا إياه مهمة خفض الإنفاق العام والتعامل مع شبهات الهدر والفساد. وفي آخر سلسلة إجراءات لخفض النفقات، أعلنت وزارة الدفاع الجمعة أنها ستخفض القوة العاملة لديها بنسبة خمسة في المئة على الأقل.

والأحد، أعطى إيلون ماسك الذي أهداه الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الأسبوع الماضي منشارا كهربائيا كرمز لبرنامجه لخفض الإنفاق العام، تبريرا لتصرفاته. وكتب قائلا «هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يفترض أن يعملوا لدى الحكومة لا يفعلون الكثير، لدرجة أنهم لا يتفقدون صناديق بريدهم الإلكتروني»، على الرغم من أن الرسالة الإلكترونية أُرسلت خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أضاف «في بعض الحالات، نعتقد أن هناك أشخاصا غير موجودين أو يتم استخدام هويات أشخاص متوفين لتلقي الرواتب. وبعبارة أخرى، هذا احتيال».