5 أمور يجب معرفتها قبل 500 يوم من انطلاق كأس العالم 2026

جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)
جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)
TT
20

5 أمور يجب معرفتها قبل 500 يوم من انطلاق كأس العالم 2026

جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)
جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)

عندما فازت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك باستضافة كأس العالم للرجال 2026 في يونيو (حزيران) 2018، شعرت بأن البطولة على بعد دهر من الآن.

كانت نسخة ذلك العام في روسيا على وشك الانطلاق، وكان الحلم المحموم الذي سبق كأس العالم 2022 في قطر، بملاعبها المكيفة في الهواء الطلق، لا يزال يبدو تصورياً إلى حد كبير.

ومع ذلك، ها نحن ذا، على بعد 500 يوم فقط من انطلاق النسخة الافتتاحية لمونديال 2026، في ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي.

إن المرحلة التحضيرية النهائية لأي كأس عالم هي مرحلة خاصة بها. وكلما اقترب موعد البطولة، فإنها بطبيعتها تظهر على الرادار بشكل متكرر وأكثر قوة وأحياناً أكثر إثارة للجدل.

في جميع أنحاء أميركا الشمالية، تستعد جميع المدن الـ16 المستضيفة للبطولة للخدمات اللوجستية للنسخة الأكبر على الإطلاق من البطولة، بـ48 فريقاً و104 مباريات، وفي الولايات المتحدة، لا يزال العديد من المشجعين -وبعض المشجعين الذين لم يصبحوا مشجعين بعد- يتساءلون عما يعنيه كل ذلك.

من سيفوز، ومن سيفشل، وما إذا كانت البطولة نفسها ستسجل نجاحاً أم لا؟ كل ذلك سيتحدد في صيف 2026.

أما الآن، فلتعتادوا على حقيقة أن مرحلة جديدة من دورة كأس العالم على الأبواب. شئنا أم أبينا، ستكون أحاديث كأس العالم جزءاً ثابتاً من حديث كرة القدم على مدار الـ17 شهراً القادمة.

تأهل منتخب الولايات المتحدة الأميركية بالفعل، وهذا له جانب سلبي إذ وصلت الإثارة المحيطة بالمنتخب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يدرب ماوريسيو بوكيتينو مجموعة من اللاعبين الذين يمارسون مهنتهم في أوروبا إلى حد كبير. من بينهم قائد الفريق كريستيان بوليسيتش الذي أصبح لاعباً أساسياً في فريق ميلان الإيطالي، ويمكن القول إنه أول لاعب معترف به عالمياً في منتخب الولايات المتحدة الأميركية.

لا يتعين على الولايات المتحدة أن تقلق بشأن التأهل للبطولة، بصفتها البلد المضيف.

ظاهرياً، يبدو ذلك ميزة -فقد أظهرت الدورات الأخيرة أن الحصول على مكان في التصفيات ليس أمراً مؤكداً. لكن التأهّل التلقائي كمستضيفين مشاركين ترك الولايات المتحدة لكرة القدم في مأزق بالنسبة للفرق التي ستلعب ضدها في الفترة التي تسبق البطولة، حيث إن معظمها يلعب في التصفيات.

كانت الولايات المتحدة ستلعب ضد خصوم الكونكاكاف، وهو الاتحاد الإقليمي الذي يغطي أميركا الشمالية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي. ستكون تلك المباريات صعبة في كثير من الأحيان، في بيئات معادية وضد خصوم متحمسين للغاية. من المحتمل أن يفضل بوكيتينو هذه الأنواع من المباريات على ما سيتبقى له من مباريات ودية غير تنافسية ضد فرق إما أنها أقصيت بالفعل أو أن منتخبات مناطقها لا تلعب خلال فترة الكونكاكاف.

سيحصل منتخب الولايات المتحدة الأميركية على الأقل على بعض مظاهر المنافسة عندما يلعب في نصف نهائي دوري الأمم الكونكاكاف في لوس أنجليس في مارس (آذار)، والكأس الذهبية في يونيو ويوليو (تموز).

منظر جوي لملعب غوادالوبي بالمكسيك الذي سيكون أحد الملاعب التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)
منظر جوي لملعب غوادالوبي بالمكسيك الذي سيكون أحد الملاعب التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

التذاكر! لن تكون رخيصة: بطولات كأس العالم ليست رخيصة أبداً، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير في النسخ الأخيرة.

لم يتم الإعلان عن أسعار تذاكر البطولة حتى الآن، لكن العرض المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك أعطى المشجعين فكرة عن أسعار التذاكر قبل بضع سنوات، حيث توقعت مبيعات تذاكر بقيمة 1.8 مليار دولار.

وهو ما يعادل 10 أضعاف المبلغ الذي حققته بطولة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، والتي لا تزال البطولة الأكثر حضوراً في تاريخ كأس العالم -وهو رقم قياسي من المؤكد أنه سيتم تحطيمه هذه المرة، حيث يتوقع «الفيفا» حضور أكثر من خمسة ملايين مشجع لكأس العالم 2026.

يمكن للمشجعين أيضاً التطلع إلى كأس العالم للأندية هذا العام للحصول على مزيد من المعلومات.

فقد طُرحت تذاكر هذا الحدث، الذي يُقام هذا الصيف في الولايات المتحدة لأول مرة، للبيع وأقل ما يمكن قوله إن أسعارها باهظة. فبالنسبة للمباريات التي يشارك فيها فريق إنتر ميامي الذي يلعب في دوري كرة القدم الأميركية -وبالتالي ربما ليونيل ميسي- تقترب الأسعار من 700 دولار. أما بالنسبة للأدوار الإقصائية، فإن بعض المقاعد تصل أسعارها إلى أربعة أرقام.

رجال أمن منعوا الجماهير من الدخول وهو ما تسبب في الازدحام عند البوابات لنهائي كوبا أميركا (رويترز)
رجال أمن منعوا الجماهير من الدخول وهو ما تسبب في الازدحام عند البوابات لنهائي كوبا أميركا (رويترز)

أظهرت كوبا أميركا أن الأمن يمثل مشكلة حيث تصدرت هذه البطولة في الصيف الماضي عناوين الصحف للأسباب الخاطئة، حيث عانت عدة مباريات من مشكلات أمنية.

في ميامي، تسلق بعض المشجعين السياج المحيط بالملعب واقتحموا بوابات الملعب، ودهس بعضهم البعض أثناء ذلك. كانت المشاهد مروعة: نساء وأطفال يبكون، وبعضهم يكافح من أجل التنفس في ظل الحرارة والرطوبة. في شارلوت، دخل لاعبو أوروغواي إلى منطقة الجلوس للدفاع عن عائلاتهم من المشجعين العنيفين.

لقد اعتادت الولايات المتحدة على استضافة هذا النوع من الأحداث، ونادراً ما تنتهي كما حدث خلال كوبا أميركا، حيث يلقي معظم المراقبين بنصيب الأسد من اللوم على اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم. ومع ذلك، يظل الأمن مصدر قلق رئيساً قبل البطولة.

في ديسمبر (كانون الأول)، طلبت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» مبلغ 625 مليون دولار من الأموال الفيدرالية لاستخدامها في تمويل التدابير الأمنية المحيطة بالبطولة.

في بعض النواحي، ليست المباريات نفسها هي مصدر القلق هنا. فالمدن ستقيم مهرجانات للمشجعين وحفلات للمشاهدة وما شابه ذلك، وهي أحداث يصعب ضبطها.

قال «الفيفا» إنه سيعمل مع السلطات الفيدرالية والمحلية والبلدية للتأكد من سير الأمور بسلاسة. مع تقدم عام 2025، من المؤكد أننا سنسمع المزيد من التفاصيل حول كل ذلك.

دونالد ترمب (أ.ب)
دونالد ترمب (أ.ب)

من المحتمل أن يحضر الرئيس: شهد الأسبوع الماضي حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. لقد لعب كرة القدم عندما كان مراهقاً، ولديه ابن كان يلعب في السابق في فريق أكاديمية الدوري الأميركي لكرة القدم، وقد أبدى اهتماماً كبيراً باستقطاب بعض الأحداث الرياضية البارزة. كما يبدو أن هناك علاقة صداقة ناشئة تجمعه برئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو، الذي حضر الاحتفالات التي أحاطت بتنصيب ترمب.

وقال ترمب في الأيام المحيطة بقرعة كأس العالم للأندية، والتي أشار إلى أنه قد يحضرها: «كرة القدم في أميركا تشهد ازدهاراً كبيراً، كما يعلم الجميع. إنها تبلي بلاءً حسناً بشكل خيالي».

ترمب شخصية مثيرة للاستقطاب في الولايات المتحدة، ومن المؤكد أن حضوره للبطولة سيسبب قدراً من الجدل والحسرة لدى شريحة من الشعب الأميركي، وربما حتى على مستوى العالم.

ومع ذلك، فإن حضوره شبه مضمون. من المعتاد أن يحضر رؤساء الدول المباريات خلال البطولة -وهي ليست المرة الأولى التي تتواجد فيها شخصية مثيرة للجدل على رأس البلد المضيف: فقد رحب موسوليني بالمشجعين والمشاركين في كأس العالم 1934.

«فيفا» لم يكشف بعد عن أسعار تذاكر كأس العالم 2026 (رويترز)
«فيفا» لم يكشف بعد عن أسعار تذاكر كأس العالم 2026 (رويترز)

لن تتمكن من تجاهلها: يعشق الاتحاد الدولي لكرة القدم الأضواء، وكالعادة، سيتم الترويج لهذه البطولة بشكل كامل وتسويقها تجارياً.

وقد أصدر الاتحاد الدولي يوم الاثنين سلسلة من مقاطع الفيديو التي تم تصويرها على مدار 60 يوماً في المدن المستضيفة للبطولة في محاولة لإعطاء المشجعين العالميين لمحة ثقافية عن أميركا الشمالية.

مما لا شك فيه أن كأس العالم 1994 كان لها تأثير هائل على كرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث عرّفت الملايين على هذه الرياضة وأدت إلى تأسيس الدوري الأميركي لكرة القدم الذي لا يزال يزدهر بعد 30 عاماً.

ويقول الاتحاد الدولي لكرة القدم إنه يتطلع إلى ترك بصمة مماثلة في هذه البطولة. وإذا كانت توقعاتهم لنسب المشاهدة والحضور الجماهيري واقعية، فمن المؤكد أن ذلك يبدو ممكناً.

وقد خطط الاتحاد الدولي لكرة القدم لمجموعة من الفعاليات خلال الفترة التي تسبق البطولة، بما في ذلك فعاليات إطلاق الملصقات الخاصة بالمدن المضيفة ومختلف الفعاليات الجماهيرية.


مقالات ذات صلة

سكان بلدة يقطنها السود في ولاية أوهايو يُشكلون «فرق حماية» للسلامة والمراقبة

الولايات المتحدة​ متظاهرون ضد العنصرية (أ.ب)

سكان بلدة يقطنها السود في ولاية أوهايو يُشكلون «فرق حماية» للسلامة والمراقبة

بدأ سكان بلدة لينكولن هايتس بولاية أوهايو التي تقطنها غالبية من السود، بحراسة شوارعهم بالبنادق بعد انتقادهم لاستجابة الشرطة لمسيرة للنازيين الجدد.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب وزيلينسكي يلتقيان في برج ترمب بنيويورك 27 سبتمبر 2024 (رويترز)

هل تؤدي صفقة المعادن بين واشنطن وكييف إلى نظام دولي جديد؟

أثار بعض المسؤولين الأوروبيين تساؤلات حول ما تعنيه الاتفاقية المقرر توقيعها، وكيف لأوكرانيا أن تثق بأن هذه الاتفاقية ستضمن دعم الولايات المتحدة.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ توجيه حاكمة نيويورك بإزالة إعلان وظيفة لدراسات فلسطينية يثير انتقادات واسعة

توجيه حاكمة نيويورك بإزالة إعلان وظيفة لدراسات فلسطينية يثير انتقادات واسعة

أثارت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، جدلاً واسعاً بعد إصدارها توجيهاً لجامعة مدينة نيويورك (CUNY) بإزالة إعلان وظيفة كان يروج لمنصب أستاذ في دراسات فلسطين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل جين هاكمان (أ.ب)

العثور على الممثل جين هاكمان وزوجته ميتَين في منزلهما

عُثر على الممثل جين هاكمان (95 عاماً) ميتاً إلى جانب زوجته عازفة البيانو الكلاسيكية بيتسي أراكاوا، وكلبهما، في منزلهما بسانتا في، بولاية نيو مكسيكو الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق مجموعة من الأصدقاء يتجمعون حول لعبة لوحية (أ.ف.ب)

بينها أسئلة يجب الابتعاد عنها... 4 قواعد لإجراء محادثات أفضل

يحضر الكثير من الأشخاص الحفلات والمناسبات الاجتماعية ويواجهون صعوبة في إنشاء محادثات فعالة ومسلية خلالها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف أصبح دومينيك سوبوسلاي القلب النابض لليفربول؟

سوبوسلاي (وسط) وفرحة هز شباك نيوكاسل (أ.ب)
سوبوسلاي (وسط) وفرحة هز شباك نيوكاسل (أ.ب)
TT
20

كيف أصبح دومينيك سوبوسلاي القلب النابض لليفربول؟

سوبوسلاي (وسط) وفرحة هز شباك نيوكاسل (أ.ب)
سوبوسلاي (وسط) وفرحة هز شباك نيوكاسل (أ.ب)

واصل ليفربول متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي مسيرته نحو الفوز باللقب المحلي بفوزه 2 - صفر على نيوكاسل يونايتد الأربعاء، ليوسع الفارق إلى 13 نقطة مع أقرب منافسيه بفضل هدفي دومينيك سوبوسلاي وأليكسيس ماك أليستر بواقع هدف في كل شوط. سجل سوبوسلاي هدف التقدم في الدقيقة 11 في استاد أنفيلد عندما انطلق لويس دياز بالكرة من الناحية اليسرى قبل أن يرسلها إلى سوبوسلاي الذي سمح له ساندرو تونالي لاعب وسط نيوكاسل بالانطلاق نحو مساحة خالية.

وأطلق لاعب الوسط المجري تسديدة من مسافة قريبة مرت من بين ساقي الحارس نيك بوب، وهي المرة الأولى التي يسجل فيها في مباراتين متتاليتين مع ليفربول. وكان سوبوسلاي قد أحرز هدفاً، وقدّم تمريرة حاسمة في المباراة التي فاز فيها ليفربول على مانشستر سيتي بهدفين دون رد في الجولة الماضية، وأظهر مدى أهمية الدور الذي يلعبه مع «الريدز». واتفق سوبوسلاي مع مدربه أرني سلوت على أنه لا يوجد مجال للراحة بعد. وقال لاعب الوسط: «(سنحتفل) عندما لا يكون لدى آرسنال الفرصة حسابياً للتفوق علينا. نحن سعداء للغاية لأننا نتقدم بفارق 13 نقطة على أقرب منافسينا، لكننا نركز فقط على أنفسنا». وعند سؤاله عن فرصة تحقيق فريقه لكثير من الألقاب هذا الموسم، تردد اللاعب المجري، وقال: «عندما أتيت إلى ليفربول كنت أرغب في الفوز بكل شيء في موسمي الأول. لذا لا أحب الحديث عن ذلك. علينا أولاً التحضير لمباراتنا في دوري أبطال أوروبا، ثم مباراة في الدوري، ثم نهائي الكأس ضد فريق صعب للغاية (نهائي كأس الرابطة في 16 مارس (آذار) أمام نيوكاسل). علينا أن نكون مستعدين ونركز أولاً على دوري أبطال أوروبا، ثم النهائي بعد ذلك». يتم إلقاء الضوء في هذا التقرير على ما يقدمه سوبوسلاي في الثلث الأخير من الملعب، بالإضافة إلى الدور المهم الذي يلعبه في حال فقدان الكرة.

فور إطلاق صفارة نهاية المباراة أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، سقط سوبوسلاي أرضاً، في مشهد يعكس مدى المجهود الهائل الذي بذله على مدار 90 دقيقة. وأسهم نجم خط الوسط المجري بشكل فعّال في فوز الريدز خارج ملعبه على حامل اللقب، حيث صنع الهدف الأول لمحمد صلاح وسجل بنفسه الهدف الثاني، ليقود فريقه لحصد ثلاث نقاط ثمينة في صراع المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

لعب سوبوسلاي دوراً هجومياً أكبر من المعتاد أمام نيوكاسل ومانشستر سيتي وأستون فيلا (إ.ب.أ)
لعب سوبوسلاي دوراً هجومياً أكبر من المعتاد أمام نيوكاسل ومانشستر سيتي وأستون فيلا (إ.ب.أ)

ووفقاً للكمبيوتر العملاق لشركة «أوبتا» المتخصصة في الإحصاءات، فإن فوز ليفربول في المواجهتين على نيوكاسل ومن قبله مانشستر سيتي، إلى جانب هزيمة آرسنال المفاجئة أمام وست هام السبت قبل تعادله مع نوتنغهام فورست الأربعاء، يعني أن فرص فوز ليفربول باللقب قد ارتفعت من 84.7 في المائة قبل أسبوع إلى 95.8 في المائة بعد نهاية المباراة أمام نيوكاسل. ولم يقتصر دور سوبوسلاي على مساهماته التهديفية في المباراتين، حيث بذل مجهوداً استثنائياً، كما عوّدنا. في الواقع، هناك شيء ما في مظهر لاعب خط الوسط المجري يجعله يبدو وكأنه بذل جهداً أكبر من فيرجيل فان ديك أو محمد صلاح، نظراً لأن شعره الدهني يبدو وكأنه غارق في العرق، كما أن تركه للحيته يجعله يبدو أكثر إرهاقاً من معظم لاعبي كرة القدم الذين يحرصون دائماً على الظهور في أفضل حالاتهم.

لكن في حالة سوبوسلاي، فإن الإرهاق الذي يبدو عليه لا يعود إلى مظهره فحسب، ولكن إلى المجهود الجبار الذي يبذله داخل المستطيل الأخضر. ففي مواجهة مانشستر سيتي، ركض النجم المجري أكثر من أي لاعب آخر في ليفربول (11.5 كيلومتر). كما أن المسافة التي قطعها خلال تلك المباراة جعلته أكثر لاعب ركضاً في ليفربول في أي مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وجاء سوبوسلاي نفسه في مركزين ضمن هذه القائمة (11.8 كيلومتر أمام توتنهام هوتسبير و11.7 كيلومتر أمام مانشستر يونايتد).

تسديدة سوبوسلاي في طريقها لتعانق شباك مانشستر سيتي (أ.ب)
تسديدة سوبوسلاي في طريقها لتعانق شباك مانشستر سيتي (أ.ب)

ولعب سوبوسلاي دوراً هائلاً في الفوز على مانشستر سيتي على وجه التحديد، نظراً لأن ليفربول قضى وقتاً طويلاً من المباراة محروماً من الكرة، ولا يوجد لاعب في الريدز يقوم بعمل أفضل منه عندما لا يكون الفريق مستحوذاً على الكرة. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن هذه المباراة كانت الأقل استحواذاً على الكرة لليفربول في أي مباراة فاز بها في الدوري منذ موسم 2003 - 2004.

يميل ليفربول إلى الاستحواذ على الكرة، وهو جيد بما يكفي للقيام بذلك، لكنه يجيد أيضاً قتل المنافسين من دون الاستحواذ على الكرة كثيراً عند الضرورة. لقد كان ليفربول فعالاً للغاية أمام مانشستر سيتي، حيث سجل هدفين من ثماني تسديدات و0.71 هدف متوقع، بينما فشل مانشستر سيتي في التسجيل من 16 محاولة على المرمى أو 0.65 هدف متوقع. وتشير الإحصاءات أيضاً إلى أن ليفربول سجل أهدافاً من الهجمات المرتدة السريعة أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ويلعب سوبوسلاي دوراً رئيساً في ذلك، حيث يقدم الدعم اللازم في كل هجمة من مركزه في قلب خط الوسط، ويلعب دوراً في التحركات أكثر من معظم لاعبي الفريق.

وفي الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024 - 2025، فإن اللاعبين الوحيدين الذين يتفوقون على سوبوسلاي في معدل التسديدات بعد الهجمات المرتدة السريعة هم صلاح (33 مرة)، وكول بالمر، وماثيوس كونيا، ونيكولاس جاكسون (20 مرة) مقابل 19 مرة لسوبوسلاي. ويمكن وصف النجم المجري بأنه «ماكينة ضغط»، حيث يلعب دوراً مفيداً للغاية في عملية الضغط على المنافسين. إنه واحد من 11 لاعباً فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز مارسوا عملية الضغط على المنافس أكثر من 200 مرة في الثلث الأخير من الملعب، و300 مرة في الثلث الأوسط من الملعب هذا الموسم، حيث يتم تعريف عملية الضغط على المنافس بأنه الاقتراب من اللاعب الذي بحوزته الكرة بهدف استعادتها، أو الحد من خيارات التمرير الخاصة به.

وكما كان يفعل الفريق تحت قيادة المدير الفني السابق يورغن كلوب، فإن سوبوسلاي يبرز بشكل أكبر في عملية الضغط المضاد، أي الضغط الذي يبدأ في غضون ثانيتين فقط من فقدان الكرة. وتشير الأرقام إلى أن ثلاثة لاعبين فقط - دومينيك سولانكي، وديان كولوسيفسكي وبالمر - تفوقوا على سوبوسلاي في عدد عمليات الضغط المضاد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، مع الوضع في الاعتبار أن كولوسيفسكي وبالمر لعبا ما لا يقل عن 300 دقيقة أكثر من اللاعب المجري.

بالإضافة على ذلك، فإنه يضيف قوة هائلة لخط وسط ليفربول لا يستطيع سوى عدد قليل من المنافسين التعامل معها. صحيح أن الفريق لم يعد يمارس الضغط العالي المتواصل على المنافسين كما كانت الحال تحت قيادة كلوب، لكنه «يخنق» المنافسين من خلال الضغط ومحاضرة الخصوم في ثلث ملعبهم. كما يتميز سوبوسلاي بدقة التمرير. فالضغط لا يمثل سوى نصف المهمة فقط، وليفربول لديه كثير من الجودة التي تمكنه من التعامل مع الكرة بشكل رائع فور استعادتها، وخاصة فيما يتعلق الأمر بسوبوسلاي، الذي يتحرك بشكل رائع ويجيد التعامل مع الكرة من لمسة واحدة، والتمرير بدقة هائلة، ويستخدم هذه المميزات لترجيح كفة فريقه في المباريات.

ويمكننا أن نشير هنا إلى ما يسمى بمقياس «التأثير الإجمالي للمُرر»، لإظهار مدى تأثير سوبوسلاي على المباريات. يقيس هذا المقياس عدد مرات نجاح التمرير بالفعل مقارنة بما يسمى «احتمالية التمرير» (التي يتم حسابها باستخدام بيانات التمرير من مواسم الدوري الإنجليزي الممتاز السابقة). بعبارة أخرى، يحسب هذا المقياس نجاح عملية التمرير، لكنه يأخذ في الاعتبار أيضاً الصعوبات التي واجهت اللاعب للقيام بالتمرير. على سبيل المثال، إذا أكمل لاعب تمريرة باحتمالية تمرير 0.75 في المائة، فيتم منحه 0.25 نقطة، في حين إذا فشل اللاعب في تلك التمريرة، فيتم خصم 0.75 نقطة منه.

باختصار، تسهم التمريرات المكتملة في حصول اللاعب على قيم إيجابية، في حين تؤثر التمريرات غير المكتملة سلباً على النقاط التي يحصل عليها. وبالتالي، فإن التمريرات الأكثر صعوبة والأكثر تأثيراً تعطي اللاعب نقاطاً أكثر من التمريرات السهلة. ويحتل سوبوسلاي المرتبة الثامنة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم من حيث «التأثير الإجمالي للمُرر» بـ42.4 نقطة، لكنه يقفز إلى المركز الرابع بين اللاعبين من غير المدافعين، خلف ماتيو كوفاسيتش (55.8 نقطة)، وإلكاي غوندوغان (49.5 نقطة) ويوري تيليمانس (42.5 نقطة). ووفقاً لهذا المقياس، فإن هؤلاء هم لاعبو خط الوسط الذين لديهم أكبر تأثير إيجابي على فرقهم بتمريراتهم المتقنة.

وبعد هدفيه في شباك مانشستر سيتي ونيوكاسل وتمريرته الحاسمة أمام سيتي، أصبح لدى سوبوسلاي الآن 12 مساهمة تهديفية في 59 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز. لقد أسهم في سبعة أهداف هذا الموسم، ليأتي في المركز السادس بين لاعب ليفربول في هذا الأمر. ورغم تواضع هذه المحصلة في ضوء ما يقدمه اللاعب، فإنها لم تتسبب في أي مشكلة لليفربول الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يعد المرشح الأقوى للفوز بدوري أبطال أوروبا وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وفقاً لجهاز الكمبيوتر العملاق لشركة «أوبتا».

سوبوسلاي وصلاح لعبا دوراً بارزاً في الفوز على مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
سوبوسلاي وصلاح لعبا دوراً بارزاً في الفوز على مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

لكن في ظل معاناة داروين نونيز من أجل استعادة لياقته البدنية وثقته بنفسه، وكثرة إصابات ديوغو جوتا، وعودة كودي غاكبو للتو من الإصابة، فقد تكون هناك حاجة أكبر من ذي قبل لجهود سوبوسلاي في الثلث الأخير من الملعب. لقد لعب دوراً هجومياً أكبر من المعتاد أمام نيوكاسل ومانشستر سيتي، وكذلك أمام أستون فيلا في مباراة مقدمة من المرحلة الـ29 للمسابقة، خاصة بعدما تحرك جوتا على الأطراف. وعلاوة على ذلك، لا يتوقف النجم المجري عن الركض طوال المباراة ويقوم بواجباته الدفاعية والهجومية على النحو الأمثل، وهو ما يجعله يبدو وكأنه «لاعبان في لاعب واحد». ونتيجة للتهديد الكبير الذي يمثله صلاح على مرمى المنافسين، فإنه غالباً ما يُراقب من اثنين من المدافعين، وهو ما يخلق مساحة يستغلها مهاجمو ليفربول الآخرون، وهنا يظهر سوبوسلاي لكي يستغل ذلك!