بيانات البطالة الألمانية تدعم ارتفاع عوائد السندات الأوروبية

أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

بيانات البطالة الألمانية تدعم ارتفاع عوائد السندات الأوروبية

أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

ارتفعت عائدات سندات منطقة اليورو يوم الجمعة، مقتربة مرة أخرى من أعلى مستوياتها خلال شهر أو أكثر، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا بأقل من التوقعات خلال ديسمبر (كانون الأول).

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، وهو المعيار الرئيس لمنطقة اليورو، نقطتَي أساس إلى 2.387 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 2.405 في المائة، والذي سجله قبل أسبوع قبل أن يتراجع قليلاً، وفق «رويترز».

وبحسب بيانات نُشرت الجمعة، ارتفع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا بمقدار 10 آلاف شخص (على أساس موسمي) إلى 2.87 مليون، وهو رقم أقل من توقعات المحللين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، والذين توقعوا زيادة قدرها 15 ألف شخص.

وقالت رئيسة مكتب العمل، أندريا ناليس: «كما هو معتاد في ديسمبر، تبدأ العطلة الشتوية في التأثير على سوق العمل، مما يؤدي إلى ارتفاع البطالة ونقص العمل». وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يستمر عدد العاطلين عن العمل في الارتفاع خلال العام الجاري، مدفوعاً بالتوقعات الاقتصادية الضعيفة، ليتجاوز حاجز ثلاثة ملايين شخص لأول مرة منذ عشر سنوات بحلول أوائل عام 2025.

ووفقاً للمكتب، ارتفع متوسط معدل البطالة إلى 6 في المائة في عام 2024 مقارنة بـ5.7 في المائة في عام 2023. وأضافت ناليس: «بالنظر إلى الماضي، فقد ترك التباطؤ الاقتصادي المستمر في عام 2024 آثاراً واضحة ومتزايدة على سوق العمل».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، والذي يتأثر بتوقعات أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي، إلى 2.142 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ارتفاعه أربع نقاط أساس إلى 2.13 في المائة الأسبوع الماضي.

وأشار المحللون إلى أن أحجام التداول تظل ضئيلة بعد فترة العطلات، مما يزيد من تقلب الأسعار. وقال محللون في «رابوبانك» في مذكرة بحثية: «من الواضح أن جزءاً كبيراً من السوق لا يزال خارج المكتب، مما يجعلنا حذرين في قراءة تحركات السوق الحالية».

وفي مكان آخر، ارتفع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتَي أساس إلى 3.548 في المائة، في حين وصل الفارق بين العائدات الإيطالية والألمانية إلى 116 نقطة أساس. وارتفعت الفجوة بين العائدات الفرنسية والألمانية أيضاً إلى 87 نقطة أساس يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى لها منذ الثالث من ديسمبر.

شهدت هذه الفجوة التي تُعد مقياساً للفارق الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية، ارتفاعاً ملحوظاً خلال الصيف بسبب الاضطرابات السياسية التي أحدثتها الانتخابات الفرنسية.

وظلت الفجوة عند أعلى مستوياتها منذ أزمة منطقة اليورو في عام 2012، في حين يحاول رئيس الوزراء الجديد فرانسوا بايرو بناء توافق سياسي لإقرار الموازنة، وهو التحدي الذي فشل سلفه ميشيل بارنييه في تحقيقه.

وفي هذا السياق، صرح هاوك سيمسن، استراتيجي أسعار الفائدة في «كومرتس بنك»: «لا يبدو أن المستثمرين مقتنعون تماماً بقدرة وزير المالية الفرنسي الجديد على تمرير موازنة تتجاوز العجز المستهدف بنسبة 5 في المائة بقليل. ومن المتوقع تمرير هذه الموازنة بحلول منتصف فبراير (شباط)».


مقالات ذات صلة

بداية متواضعة للأسواق الأميركية في 2025 مع تفاؤل حذر

الاقتصاد لافتة خارج بورصة نيويورك تشير إلى تقاطع شارعي وول ستريت وبرود ستريت (أ.ب)

بداية متواضعة للأسواق الأميركية في 2025 مع تفاؤل حذر

بدأت مؤشرات الأسهم الأميركية عام 2025 بتحركات متواضعة الخميس وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 % في التعاملات المبكرة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

سياسة «الفيدرالي» الغامضة تزيد من تعقيدات سوق السندات في 2025

تتجه أنظار المستثمرين إلى كيفية أداء سوق السندات هذا العام في ظل حكومة جمهورية جديدة وزيادة متوقعة بالعجز المالي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

الذهب يسجل أفضل أداء سنوي منذ أكثر من عقد في 2024

لم تشهد أسعار الذهب تغيراً يُذكر اليوم الثلاثاء، وهو آخر يوم تداول في عام حافل بالأحداث شهد تسجيل المعدن الأصفر أفضل أداء سنوي منذ أكثر من 10 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة الـ20 يورو (رويترز)

ارتفاع عائدات السندات الألمانية إلى أعلى مستوياتها في شهر

ارتفعت عائدات السندات الألمانية القياسية في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها في شهر، يوم الجمعة، في تعاملات هزيلة خلال العطلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)

عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات تصل لأعلى مستوى منذ مايو

ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية الثلاثاء حيث سجلت عوائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها منذ مايو.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
TT

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني) ومسجلاً أعلى مستوى له في 33 شهراً.

وعلى الرغم من أنه أقل من التقدير الأولي البالغ 58.5، فإن الأداء القوي لقطاع الخدمات طغى على الضعف المستمر في قطاع التصنيع.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب أيضاً إلى 55.4 من 54.9 في الشهر السابق، مما يؤكد زخم النمو القوي.

وأشار كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في «ستاندرد آند بورز»، إلى أن «النشاط التجاري في اقتصاد الخدمات الواسع ارتفع في الشهر الأخير من عام 2024 على خلفية زيادة دفاتر الطلبات وازدياد التفاؤل بشأن آفاق العام المقبل».

وقد عززت قوة القطاع نمو الناتج المحلي الإجمالي، الذي من المتوقع أن يظل «قوياً»، بعد أن سجل توسعاً بنسبة 3.1 في المائة في الربع الثالث من عام 2024.

ويرتبط التفاؤل جزئياً بتوقعات السياسات الصديقة للأعمال في ظل إدارة ترمب المقبلة، بما في ذلك الإصلاحات الضريبية المحتملة وإلغاء القيود والتعريفات الانتقائية التي تهدف إلى دعم الصناعات المحلية. وقد عززت مثل هذه الإجراءات المعنويات بين مقدمي الخدمات، حيث توقع كثير منهم نمواً أسرع في عام 2025.

ومع ذلك، حذّر ويليامسون من أن الزخم الحالي للاقتصاد قد يجعل صانعي السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي مترددين في خفض أسعار الفائدة بقوة. وقد لعبت الخدمات المالية، على وجه الخصوص، دوراً حاسماً في الأداء الاقتصادي في أواخر عام 2024، مدعومة بتوقعات انخفاض تكاليف الاقتراض.

وسيكون التحدي في الأشهر المقبلة هو تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي المستمر والتداعيات المحتملة لتغير توقعات أسعار الفائدة.