القوات المشتركة تتقدم في «الشريجة».. والميليشيات تزرع المزيد من الألغام بتعز

قناصة التمرد تتحصن بالمنازل في نجد قسيم وتتخذ من السكان دروعًا بشرية

القوات المشتركة تتقدم في «الشريجة».. والميليشيات تزرع المزيد من الألغام بتعز
TT

القوات المشتركة تتقدم في «الشريجة».. والميليشيات تزرع المزيد من الألغام بتعز

القوات المشتركة تتقدم في «الشريجة».. والميليشيات تزرع المزيد من الألغام بتعز

شهدت تعز مواجهات عنيفة في عدد من الجبهات، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومين، في جبهة المسراخ، تمكنوا من تدمير عدد من الآليات العسكرية للميليشيات، وذلك بقصف مدفعي استهدف تلك الآليات التي تتبع أحد عناصر الميليشيات من أبناء المنطقة.
وفي مواجهات الجبهة الغربية في تعز، التي تشهد عملية تحريرها بقيادة رئيس المجلس العسكري، العميد الركن صادق سرحان، دارت مواجهات عنيفة، سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى من الطرفين، وبين القتلى، قائد مقاومة جبهة منطقة راسن، الشيخ سرور المحمدي، خلال المواجهات التي جرت بالقرب من منطقة نجد قسيم في مديرية المسراخ.
ودارت في الجبهة الغربية مواجهات عنيفة، ومن بين المناطق التي شهدت القتال، منطقة نجد قسيم النشمة بالحجرية، حيث تكبدت الميليشيات المتمردة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، في حين شهدت الجبهات الأخرى، وسيطرت القوات المشتركة على حصن الرامة وقرية القبع المطلة على سوق نجد قسيم، بعد أن كانت اقتربت إلى مسجد نجد قسيم في محاولة لاستعادة المنطقة، غير أنه تم التراجع إلى قرية القبع بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات في المنطقة وفي السوق.
ووفقًا لشهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد تمكنت القوات المشتركة من محاصرة مركز مديرية المسراخ بعد السيطرة على قرى الكفوف والمنصورة، حيث تشهد منطقة الأقروض مواجهات عنيفة فتحت من عدة جبهات، وسط إطلاق أبطال المقاومة والجيش لتكبيرات النصر من على جبال الأقروض والمطالي.
وأفاد ناشطون حقوقيون لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي وصالح، ونتيجة لهزائمها المتواصلة، قصفت وبشكل هستيري الأحياء السكنية من أماكن تمركزها وقامت بإحراق منازل المواطنين في نجد قسيم، حيث لا تزال المواجهات مستمرة في منطقة الأقروض.
وأضاف الناشطون أنه «على الرغم من سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف على مناطق في نجد قسيم، إلا أنه يبدو أنهم لن يستطيعوا البقاء فيها طويلا بسبب نشر الميليشيات لقناصيهم في المباني ومنازل المواطنين»، حيث يؤكد النشطاء أن قناصة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، يتحصنون في المنازل ويتخذون من السكان دروعا بشرية في منطقة نجد قسيم.
وبالإضافة إلى الألغام التي زرعت، تواصل ميليشيات الحوثي وقوات صالح في زرع المزيد من الألغام في مختلف مناطق تعز، وبحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد قامت الميليشيات، أمس، بنهب معدات ثقيلة من أحد المقاولين المحليين واستخدمتها في جرف الشوارع وحفرها بمناطق الدحي والجامعة والحصب، لزارعة المزيد من الألغام، التي باتت تعيق، بشكل ملحوظ، تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وفي سياق التطورات الميدانية، أيضًا، ذكرت مصادر محلية أن «عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني وقوات التحالف حققوا تقدما في منطقة الأقروض، التي بدأت شرارتها تنطلق من منطقة رأس النقيل من خلال قطع طريق المسراخ - الدمنة، مما جعل الميليشيات تتلقى تعزيزات عسكرية كبيرة، في حين تسعى الميليشيات إلى فتح طرقات جديدة بدلا عن الطرق التي دمرتها غارات طائرات التحالف، وذلك لاستقبال التعزيزات العسكرية.
وبالتزامن مع المواجهات العنيفة، أغلقت ميلشيات الحوثي وصالح، أمس، جميع المنافذ المؤدية إلى مدينة تعز، من الجهات الشرقية والشمالية والغربية، ولم تسمح حتى لوسائل المواصلات من الدخول إلى المدينة، في ظل استمرار حصارها المطبق على الأهالي ومنع دخول الغذاء والدواء ومياه الشرب وحتى أسطوانات الأكسجين للمستشفيات وكل مستلزمات العيش.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية في تعز بأن المزيد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، سقطوا قتلى وجرحى في قصف الميليشيات للأحياء السكينة بالكاتيوشا والمدفعية، وتحديدا في أحياء الإخوة والأجينات وعصيفرة وكلابة.
كما نفذت الميليشيات حملات دهم لمنازل المواطنين في مدينة تعز ومنطقة الحجرية، وضمن المنازل التي جرت مداهمتها، منزل الشيخ زكري الجرادي في منطقة الأخلود بوادي الجسر، وتم مصادرة سيارته وملاحقته، في ظل استمرار ملاحقتها لجميع الناشطين والمناوئين لهم في المنطقة وفي هجدة ومقبنة، أخرها اختطاف محمد سعيد مهيوب، مدير مشروع مياه هجدة والقرى المجاورة لها، من أمام منزله.
وذكرت بيانات للمجلس العسكري والمقاومة الشعبية أن العملية العسكرية في تعز، تسير وفقا للخطط العسكرية المرسومة، وأن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الميليشيات، في مواجهات الأمس إضافة إلى غارات التحالف المتواصلة على مواقعهم والتي تمكنت من عزل بعض تلك الميليشيات عن بعضها بعضا. وقد تركزت غارات التحالف على تجمعات للميليشيات في منطقة المسراخ واستهدفت فيها كريف القدسي ونقيل المطالي بالأقروض والدفاع الجوي بمدينة النور وتجمعات للميليشيات في حي الزنوج، وعدد من المواقع في وسط ومحيط المدينة، وسط استمرار التحليق المنخفض للطيران على سماء تعز.
وفي جبهة القتال في منطقة الشريجة، الواقعة بين محافظتي تعز ولحج، أكد مصدر ميداني تحقيق القوات المشتركة لتقدم كبير في المواجهات، على حساب الميليشيات التي تراجعت إلى الخلف.
وقال رمزي الشعيبي، القائد العسكري الميداني في المقاومة لـ«الشرق الأوسط»: «إن القوات المشتركة جاءت بعد قصف مدفعي عنيف على مواقع الميليشيات الحوثية، وإن عددا كبيرا من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف المتمردين، إضافة إلى تدمير كثير من آلياتهم العسكرية والسيطرة على بعض المواقع التي كانوا يتمركزون فيها».
وذكر الشعيبي أن قوات بعض وحدات قوات التحالف شاركت بشكل مباشر، في المواجهات وإن باتت تمسك بمواقع خاصة بها، مشيرًا إلى الدعم الجوي الذي تقدمه طائرات التحالف من خلال استهدافها لمواقع المتمردين من عناصر الميليشيات الحوثية.
وجاءت استعادة القوات المشتركة لزمام المبادرة في الشريجة، جنوب تعز، بعد يومين فقط على تعيين قائد جديد لجبهة القتال هناك، هو العميد عبد الله الصبيحي وبعد مراجعة للخطط العسكرية، وفقًا لما أفادت به المصادر العسكرية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.