توافق مصري - نرويجي على «حل الدولتين» ووقف إطلاق النار بغزة

السيسي وغار ستور أكدا رفض التصعيد في المنطقة و«التهجير القسري»

استقبال رئيس وزراء النرويج للرئيس المصري في أوسلو  (الرئاسة المصرية)
استقبال رئيس وزراء النرويج للرئيس المصري في أوسلو (الرئاسة المصرية)
TT

توافق مصري - نرويجي على «حل الدولتين» ووقف إطلاق النار بغزة

استقبال رئيس وزراء النرويج للرئيس المصري في أوسلو  (الرئاسة المصرية)
استقبال رئيس وزراء النرويج للرئيس المصري في أوسلو (الرئاسة المصرية)

وسط تأكيد على رفض «التهجير القسري» للفلسطينيين، توافقت مصر والنرويج على أهمية وقف إطلاق النار في غزة. وأكدتا، في بيان مشترك، الجمعة، أن «إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وتنفيذ (حل الدولتين)، يُعد أمراً حيوياً للاستقرار في المنطقة».

البيان المشترك، الذي أعلنته الرئاسة المصرية، الجمعة، تم التوافق عليه بين البلدين في إطار متابعة نتائج زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة النرويجية «أوسلو»، ضمن جولة أوروبية، الشهر الحالي، التقى خلالها رئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستور.

وبحسب البيان، الموقع من السيسي وغار ستور، أعربت مصر والنرويج عن «قلقهما البالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك المعاناة الهائلة للمدنيين والاحتياجات الإنسانية الماسة»، واتفقتا على «ضرورة أن تكسر جميع الأطراف دائرة العنف، وتتخذ تدابير فورية وجوهرية لمعالجة هذا الوضع».

وأدانت القاهرة وأوسلو «جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني، واتفقتا على الحاجة الملحة إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن والأسرى بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735».

وفي هذا الصدد تضمن البيان المشترك الإشارة إلى «إدانة النرويج من جانبها الهجوم الإرهابي الذي شنته (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ودعوتها إلى الإفراج الفوري عن الرهائن».

محادثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستور في أوسلو (الرئاسة المصرية)

وأكدت مصر والنرويج أن «جميع الأطراف مُلزمة بحماية المدنيين»، مشددين على «التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني بالسماح وتسهيل النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية عبر كل الطرق في كل المناطق بقطاع غزة». ولفت الجانبان إلى أن «هذه أيضاً ذات الرسائل الأساسية خلال (مؤتمر القاهرة الوزاري) لتعزيز الاستجابة الإنسانية لغزة الذي عُقد في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي».

وأعلن البلدان «رفضهما كل أشكال التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة»، كما أعربا عن «قلقهما إزاء التصعيد الحالي، وزيادة عنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية في الضفة الغربية». ورحبا «بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان»، مشيرين إلى «حث الطرفين على تنفيذه».

وأعرب السيسي وغار ستور، بحسب البيان، عن «قلقهما العميق إزاء العرقلة المنهجية التي تفرضها إسرائيل على وكالة (الأونروا) والمنظمات الأخرى التي تقدم المساعدات، بما في ذلك التشريع الأخير الذي تبناه الكنيست»، وأشارا إلى أنه «إذا تم تنفيذ ذلك التشريع، فإن من شأنه أن يمنع (الأونروا) من مواصلة عملياتها في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة، ما من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على مئات الآلاف من المدنيين، ويخالف التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي».

امرأة فلسطينية تمشي بين أنقاض المباني المدمرة في خان يونس (إ.ب.أ)

وشددت القاهرة وأوسلو على «جهودهما المشتركة لدعم دور وكالة (الأونروا) الذي لا يمكن الاستغناء عنه، ودعم تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب قيام محكمة العدل الدولية بتقديم رأي استشاري بشأن هذه المسألة».

وأشار البيان المشترك إلى أن السيسي وغار ستور ناقشا «التحديات العديدة التي تواجه السلطة الفلسطينية، وأكدا مجدداً على دعم جهود الحكومة الفلسطينية بقيادة رئيس الوزراء، محمد مصطفى لمعالجة هذه التحديات».

كما شدّدا على «ضرورة توحيد غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية، بهدف تدعيم الدولة الفلسطينية وإقامتها على أساس خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وتوافق البلدان على أن «إسرائيل بحاجة إلى إجراء تغييرات جوهرية على سياساتها وممارساتها حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من العمل وتقديم الخدمات لشعبها». وأكدا «الحاجة إلى مواصلة تنسيق هذه القضايا في إطار لجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني».

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية على خان يونس (إ.ب.أ)

وناقش السيسي وغار ستور أيضاً «كيفية تنسيق المبادرات في المستقبل، بما في ذلك داخل التحالف العالمي لتنفيذ (حل الدولتين)». وتوافقا الرأي على أن «الحل السياسي، القائم على القانون الدولي، هو المفتاح للتعايش والتعاون والسلام في الشرق الأوسط».

وأشار البيان المشترك إلى أن مصر والنرويج تجمعهما علاقات تعاون ثنائي وثيق منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1936، وأكد البلدان «التزامهما بمزيد من تطوير علاقات الود والصداقة بين البلدين»، واتفقا على عقد مشاورات سياسية منتظمة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بهدف تعزيز الشراكة ودمج الجهود لتحقيق المصالح المشتركة الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام والرخاء».

وكان الرئيس المصري قد قام بجولة أوروبية خلال الشهر الحالي، شملت الدنمارك والنرويج وآيرلندا، في مسعى قالت القاهرة إنه يأتي في «إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والدول الأوروبية».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال زيارتها إلى القاهرة حينها، عن «تقديم حزمة دعم مالي لمصر في مجالات التجارة والاستثمار بقيمة 7.4 مليار يورو تتوزع على مدى السنوات المقبلة».


مقالات ذات صلة

مصر تتيح مباني تاريخية في وسط القاهرة للاستثمار... وتنفي بيعها

شمال افريقيا جانب من أعمال التطوير في وسط البلد بالقاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

مصر تتيح مباني تاريخية في وسط القاهرة للاستثمار... وتنفي بيعها

أعلنت مصر عن إتاحة مبانٍ تاريخية وأخرى ذات طابع معماري مميز في وسط العاصمة القاهرة للاستثمار، وهي المباني التي كانت تشغلها وزارات وجهات حكومية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)

«الداخلية» المصرية تكذّب «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة

رفضت وزارة الداخلية المصرية، السبت، «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال الفيلم في المشهد الأخير (الشركة المنتجة)

«بضع ساعات في يوم ما» يعيد النصّ الروائي إلى السينما المصرية

يطرح العمل 5 حكايات تدور أحداثها خلال 8 ساعات، وفي كل ساعة يظهر على الشاشة عدّاد يعلن فصلاً جديداً يتطرّق إلى علاقات حبّ وزواج تتبدّل فيها مشاعر الأبطال.

انتصار دردير (القاهرة )
شمال افريقيا محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)

مصر تؤكد دعمها تشاد في مكافحة «الإرهاب والتطرف»

أكدت مصر حرصها على دعم تشاد في مكافحة «الإرهاب» والتطرف

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط) play-circle 01:48

«الجامعة العربية» تحذر من «إشعال الفتنة» في سوريا

حذرت جامعة الدول العربية، الخميس، من «إشعال فتنة» في سوريا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

زيارة وزير الخارجية المصري لسوريا «ما زالت مستبعدة»

وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)
TT

زيارة وزير الخارجية المصري لسوريا «ما زالت مستبعدة»

وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)

بينما امتنعت المصادر الرسمية المصرية عن توضيح حقيقة الأنباء التي ترددت عن زيارة مفترضة لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى دمشق، أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» استبعادها حدوث مثل هذه الزيارة في التوقيت الحالي.

وقال مصدران مطلعان، مصري وعربي، إن «ما تردد بشأن زيارة قريبة لوزير الخارجية المصري إلى سوريا غير صحيح». وأكدا أن القاهرة «ما زالت في مرحلة ترقب لتطورات الأوضاع في الداخل السوري، وتقييم رؤية الإدارة الجديدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية».

ولم تعلن مصر حتى الآن عن أي تواصل رسمي مع القيادة الجديدة في سوريا، منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وحسب المصدر المصري المطلع، فإن موقف بلاده تجاه التطورات التي تشهدها سوريا «ما زال في مرحلة الانتظار». وأشار إلى الاتصالات التي أجرتها وزارة الخارجية المصرية على مدار الأسبوعين الماضيين، والتي أكدت محددات الرؤية المصرية، المتمثلة في «دعم سيادة ووحدة سوريا، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية».

وأبلغ مصدر عربي مطلع «الشرق الأوسط» أنه «لا صحة لما تردد، وهذا الحديث سابق لأوانه».

وكان عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، الإعلامي مصطفى بكري، قد نفى، اليوم (السبت)، ما تردد عن «زيارة مقترحة لوزير الخارجية المصري لدمشق»، ونقل عن مصدر - لم يسمه - في وزارة الخارجية المصرية، قوله إن الحديث في هذا الأمر «سابق لأوانه، ولا صحة لما تردد».

ومنذ سقوط نظام الأسد، أجرى الوزير عبد العاطي اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، وأكد حينها على موقف بلاده، الذي يستند إلى «دعم استقرار سوريا، ورفض المساس بسيادتها أو تقسيمها»، وكذا «أهمية تدشين عملية سياسية شاملة تضم مكونات وأطياف المجتمع السوري كافة؛ لتحقيق مصالحة وطنية، تضمن نجاح العملية الانتقالية».

وأدانت القاهرة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في سوريا، وعدّت ذلك «خرقاً للقانون الدولي، وانتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقع عام 1974»، حسب «الخارجية المصرية».

جانب من اجتماع "لجنة الاتصال العربية" بشأن سوريا (الخارجية المصرية)

وحسب مدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، خالد عكاشة، فإن «القاهرة تنتظر وضوح ملامح الفترة الانتقالية، ومنهج عمل محدد تعلنه الإدارة السورية الجديدة، حتى تتفاعل معها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مصر «تستهدف عبور الشعب السوري هذه المرحلة الدقيقة بشكل سريع، وبصيغة تحفظ وحدة الأراضي السورية»، موضحاً أن النظرة المصرية تجاه التغيير في سوريا «قائمة على رؤية استراتيجية تستهدف حماية الدولة السورية، وعدم التدخل في شؤونها».

في سياق ذلك، يفرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، بين الاتصالات مع الإدارة السورية الجديدة، والاعتراف الرسمي بها، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مصر «ليس لديها أي قيود أو عائق في التواصل مع الإدارة السورية الجديدة»، مشيراً إلى أن القاهرة «ليست بعيدة عما يجري في سوريا، وتنخرط بشكل مباشر وغير مباشر مع التطورات الداخلية».

ويستشهد فهمي بـ«اتصالات الخارجية المصرية مع الأطراف المعنية، ومشاركة القاهرة في اجتماعات لجنة الاتصال العربية بالأردن، للتنسيق مع الدول العربية بشأن المستقبل السوري»، لافتاً إلى أن قوى أوروبية وغربية لم تعترف رسمياً بالإدارة السورية الجديدة، رغم إجراء اتصالات عاجلة مع السلطة الانتقالية في دمشق.