ما دور الناشطين السوريين بواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد؟

«الشرق الأوسط» التقت فاعلين في مواقف الحكومات الأميركية السابقة

سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في شوارع دمشق في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في شوارع دمشق في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

ما دور الناشطين السوريين بواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد؟

سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في شوارع دمشق في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في شوارع دمشق في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

مع انقشاع الغبار تدريجياً عن أنباء سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يلتقط المعارضون والناشطون السوريون في الخارج أنفاسهم ويسعون لاستيعاب الصدمة التي ولّدتها هذه الأنباء التي انتظروها، بل عملوا جاهدين عليها منذ أعوام. «الشرق الأوسط» استعرضت آراء بعضهم في عاصمة القرار واشنطن، فسألتهم عن تقييمهم لسقوط النظام، ودورهم في المرحلة المقبلة.

«صدمة سعيدة»

سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في لندن في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

بطبيعة الحال، أجمعت الوجوه على اختلاف توجهاتها على فرحة السوريين المعارضين العارمة بسقوط النظام، فقال الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي إن «السوريين سعداء جداً بعد سقوط الأسد»، مشيراً إلى وجود «ارتياح عام بين الناس»، ويضيف في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «أي سوء فكر ممكن أن يراود ذهن أي شخص الآن يحاول أن يبعد عنه ويعيش لحظة السعادة، فبالتالي لا قلق اليوم عند مجمل الناس، فنحن لا نزال اليوم تحت الصدمة السعيدة».

وهذا ما يتوافق معه محمد عبد الله، المدير المؤسس للمركز السوري للعدالة والمساءلة، الذي أشار إلى أن هذه لحظة «عمل عليها لسنوات»، مشدداً على أن «إخراج الأسد من سوريا كان شرطاً أساسياً وضرورياً ولازماً لأي عملية تغيير حقيقي»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نتحدث عن تغيير تجميلي فحسب بتعيين نائب معارض أو وزير معارض إلى آخره، بل تغيير في البلد بكامله».

ورحبت الناشطة السياسية السورية ورئيسة المركز العربي الأميركي، فرح الأتاسي، بسقوط الأسد، معربة عن سعادتها «بالنهاية العادلة والمنصفة لشعب الثورة السورية»، مشيرة إلى أن الوقت حان لـ«طي صفحة الماضي، والنظر إلى المستقبل؛ لبناء دولة ديمقراطية تعددية مدنية تحترم خصوصية كل الطوائف والإثنيات الموجودة فيها».

من ناحيته، يعرب الناشط السوري والمدير التنفيذي لمنظمة «مسيحيون سوريون من أجل الديمقراطية»، أيمن عبد النور، عن فرحة الجميع في سوريا «بالتخلص من النظام المجرم»، على حد تعبيره، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لقد بدأت تتكشف قضايا وإجرام غير مسبوقَين عالمياً مصورة بالفيديوهات»، وأشار عبد النور إلى تفاجُؤ الجميع بسرعة ما جرى، لافتاً إلى أنه دليل على «مدى الانهيار الكامل في جيش النظام».

المرحلة المقبلة

صورة ممزقة للأسد أمام وزارة الدفاع السورية في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويشدد عبد النور على أهمية دور الناشطين السوريين في رسم معالم المرحلة المقبلة، فيعرض الأولويات في واشنطن، والمتمثلة بشكل أساسي في وقف جهود تمديد «قانون قيصر» الذي بدأ الكونغرس بالعمل عليه قبل سقوط الأسد، عبر شمله في موازنة الدفاع للعام المقبل. ويعرب عبد النور عن أمله في إلغاء فقرة التمديد «لانتفاء الحاجة» لفرض عقوبات من هذا النوع، مشيراً إلى صعوبة حذف الفقرة في المستقبل إن لم يتم التطرق إليها الآن قبل إقرارها في الكونغرس. وتحدث عبد النور كذلك عن دور آخر له في المرحلة الحالية قائلاً: «نقوم أيضاً بالحشد لتأمين زيارة رئيس هيئة التفاوض بدر الجاموس لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة لاستعراض الأوضاع الجديدة، وأيضاً الحشد في الكونغرس من أجل إصدار مساعدات طارئة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للمساعدة في بناء منظومة الإدارة الجديدة ومساعدتها، وزيادة المساعدات الإنسانية للمناطق كافة».

أما بربندي فيشدد على ضرورة توجه كل من يريد العمل في المرحلة المقبلة إلى سوريا، مضيفاً: «ليس هناك أي شيء اسمه خارج سوريا؛ من منظمات مجتمع مدني إلى معارضة سياسية وإعلامية وغيرها. لا أحد اليوم لديه عذر يقول إنه يريد أن يكون جزءاً مؤثراً من المرحلة المقبلة من واشنطن أو إسطنبول أو بلجيكا أو سويسرا. لم يعد هناك شيء اسمه معارضة أصلاً، المعارضة انتهت. أي شخص يعتقد أن لديه دوراً يجب أن يذهب إلى سوريا، وإن لم يقم بذلك فسيكون ذلك (كلام فاضي)».

وتشير الأتاسي إلى وجود تحديات كثيرة بانتظار ولادة الدولة السورية الجديدة، وعلى رأسها التحديات الخارجية والأمنية في ظل المرحلة الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مشددة على أنه «لا يمكن بناء دولة سورية مدنية فيها تعددية وديمقراطية إلا بالجلوس على طاولة الحوار الوطني الواسع والشامل لمناقشة شكل الدولة السورية الجديدة». وتضيف الأتاسي: «الأولوية هي لترتيب البيت الداخلي، والترفع عن أي أخطاء حصلت في الماضي، لن نطوي صفحة الماضي طبعاً، فالعدالة الانتقالية مهمة جداً لمحاسبة من ارتكب مجازر ومآسي بحق الشعب السوري، لكن عملية البناء الاقتصادي والسياسي والأمني والفكري للدولة السورية الجديدة اليوم، ستتطلب الكثير من الوقت». وتشير الأتاسي إلى أن التحديات تشمل إعادة بناء سوريا وعودة اللاجئين، مضيفة: «هناك الكثير من الكوادر الوطنية السورية في الداخل والخارج، خاصة تلك التي تعلّمت خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية وتدربت، ويجب أن تكون مشارِكة في بناء الدولة السورية، وأن تساعد سوريا على النهوض».

من ناحيته، يطرح العبد الله، الذي قضى حُكمين منفصلين بالسجن في درعا خلال عامي 2005 و2006، أسئلة معينة ويجيب عنها فيقول: «هل المرحلة الانتقالية ستكون سلسة؟ لا، هل ستكون سوريا بأفضل صيغتها خلال فترة قصيرة؟ لا»، ويستطرد لافتاً إلى أنها ستكون مرحلة صعبة، فيها مخاوف من تسلط التطرف من ناحية، والاحتكام للقوة من ناحية أخرى، كما يعرب عن مخاوفه من عدم إشراك المجتمع المدني والسوري من السياسيين والأحزاب التقليدية في المسار السياسي.

خوف من الجماعات المتطرفة؟

رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير يتحدث في 28 نوفمبر 2024 في إدلب (أ.ف.ب)

يرى العبد الله أن «هيئة تحرير الشام» تتصرف بذكاء «من ناحية إعلان ما يريد الغرب سماعه»، ومن خلال التشديد على أن عناصرها ليسوا متطرفين، ولن يفرضوا الحجاب، ولن يجبروا أحداً على التغيير، ويتساءل: «هل سيستمر هذا الأمر؟ هذا ما سنراه خلال الأشهر القليلة المقبلة»، ويعرب العبد الله عن تشكيكه بأن تفسح الهيئة المجال أو تتيح الفرصة لأي طرف بلعب دور حقيقي في السلطة، مشيراً إلى أن الجولاني كلف رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، وواصفاً هذه الخطوة بـ«المؤشر غير الإيجابي».

أما عبد النور فيشير إلى تحديات من نوع آخر، وهي قدرة هذه الجماعات على «حسن إدارة بلد معقد داخلياً وخارجياً مثل سوريا، بحكم موقعه وإثنيته وأديانه وتنوع الأعراق فيه»، ويرى أنها لا تملك أي خبرة سابقة سوى في إدارة إدلب، مضيفاً: «إنها محافظة من لون واحد ودين واحد وعرق واحد وصغيرة، لذلك هنا مصدر القلق».

وتتحدث الأتاسي هنا عن وجود مرحلة انتقالية ستستمر حتى مارس (آذار) 2025، سيحكم العالم من خلالها على كيفية سير الأمور. وتشير إلى أن الأولوية هي عودة الحياة إلى طبيعتها إلى سوريا، دون أي فتن داخلية، وأي مشاكل أمنية بوجود حكومة تصريف أعمال «إلى أن يتفق السوريون على حكومة جديدة للدولة السورية الجديدة». وحول التخوف من المجموعات المتطرفة تهب أتاسي قائلة: «الحقيقة هي أن التطرف والإرهاب خلقهما بشار الأسد، فهو إرهابي يمشي ببدلة وربطة عنق، ومن ينظر إلى الصور التي تخرج من (صيدنايا) يعرف أن نظام الأسد هو نظام الإرهاب بحد ذاته». وتعقب الأتاسي قائلة: «طبعاً نحن لا نريد أن نستبدل بهذا الإرهاب إرهاباً آخر فكرياً أو آيديولوجياً. لا نريد أن نستبدل بالديكتاتورية السياسية ديكتاتورية عسكرية أو دينية أو فكرية. نحن اليوم نريد الدولة السورية المدنية».

ترمب والسياسة الأميركية في سوريا

تتزايد التساؤلات حول استراتيجية ترمب المتوقعة في سوريا (رويترز)

المرحلة الانتقالية هذه تشمل أميركا كذلك، التي تستعد لتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب الرئاسة مجدداً، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول احتمال سحبه القوات الأميركية من سوريا. ويقول بربندي إنه من الواضح أن ترمب يميل أكثر في تصريحاته للانسحاب من سوريا، مشدداً في الوقت نفسه على أن «طريقة الانسحاب لن تكون عشوائية»، ويفسر قائلاً: «إن تركيا موجودة على الأرض، كما أنه (ترمب) يعتقد أنه حقق هدفه بهزيمة (داعش)، بالإضافة إلى ذلك ترك النظام الإيراني سوريا وسقط الأسد، فليس هناك سبب بالنسبة لترمب لبقاء القوات الأميركية، خاصة أن سحب القوات الأميركية من أغلب الأمكنة في العالم هو ضمن وعوده الانتخابية»، وأضاف بربندي أنه سيكون هناك تنسيق يشمل ضمانات سياسية لحقوق الأكراد، بالتعاون مع تركيا والنظام الجديد في سوريا.

أما العبد الله فيستبعد اتخاذ قرار سريع بسحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن تركيز الولايات المتحدة سيكون منصبّاً على محاربة الإرهاب، ويستبعد أن تنخرط بعملية سياسية مباشرة مع المعارضة السورية، أو في المرحلة الانتقالية، مرجحاً أن يقتصر دورها على تقييم رفع العقوبات، وعلى تقييم إزالتها «تحرير الشام» من المنظمات الإرهابية؛ لإتاحة التعامل الدبلوماسي للغرب معها.

مسعد بولس مستشار ترمب للشؤون العربية والشرق أوسطية في ديربورن - ميشيغان في 1 نوفمبر 2024 (أ.ب)

من ناحيتها، تقول الأتاسي إن سياسة الرئيس المنتخب ترمب حيال سوريا «لم تتشكل بعد»، مشيرة إلى أن إدارته ستنظر إلى الدولة السورية الجديدة من منطلق المصالح، على غرار البلدان الأخرى، وتضيف: «نحن نعلم جميعاً أن الدول تتعامل بمنطق المصالح، وهذا هو المنطق الوحيد الذي تنظر إليه أميركا في مقاربة مصالحها في سوريا». وتشير الأتاسي إلى أن مستشار ترمب للشؤون العربية والشرق أوسطية مسعد بولس سيلعب دوراً مهماً في الملف اللبناني والسوري، داعية في الوقت نفسه إلى الانتظار حتى اكتمال تشكيلة الإدارة المقبلة واتضاح الصورة أكثر.


مقالات ذات صلة

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

يوميات الشرق المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الجمعة بالمغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي وقال إن لديه «صوت ملاك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية أميركيون يتابعون مراسم القرعة على شاشة عملاقة في التايمز سكوير (رويترز)

ترمب مدفوعاً بحمى المونديال: كرة القدم الأميركية يجب إعادة تسميتها!

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن رياضة كرة القدم الأميركية (أميريكان فوتبول) يجب أن تُعاد تسميتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

وافقت المحكمة العليا الأميركية على مراجعة دستورية المرسوم الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب ويلغي حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير النظاميين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرياضة الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب) play-circle

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، وفق بيان صادر عنهم، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

وذكر البيان الذي نشره المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على منصة «إكس» أن «الطرفين اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل.


«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
TT

«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)

قالت شركتا «أبل» و«غوغل» إنهما أرسلتا، هذا الأسبوع، مجموعة جديدة من إشعارات بشأن التهديدات الإلكترونية للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، معلنتين عن أحدث جهودهما لحماية العملاء من تهديدات المراقبة والتجسس.

و«أبل»، و«غوغل» المملوكة لـ«ألفابت»، من بين عدد محدود من شركات التكنولوجيا التي تصدر بانتظام تحذيرات للمستخدمين عندما تتوصل إلى أنهم ربما يكونون مستهدفين من قراصنة مدعومين من حكومات.

وقالت «أبل» إن التحذيرات صدرت في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، لكنها لم تقدم سوى تفاصيل قليلة متعلقة بنشاط القرصنة المزعوم، ولم ترد على أسئلة عن عدد المستخدمين المستهدفين أو تُحدد هوية الجهة التي يُعتقد أنها تُقوم بعمليات التسلل الإلكتروني.

وأضافت «أبل»: «أبلغنا المستخدمين في أكثر من 150 دولة حتى الآن».

ويأتي بيان «أبل» عقب إعلان «غوغل» في الثالث من ديسمبر أنها تحذر جميع المستخدمين المعروفين من استهدافهم باستخدام برنامج التجسس (إنتلكسا)، والذي قالت إنه امتد إلى «عدة مئات من الحسابات في مختلف البلدان، ومنها باكستان وكازاخستان وأنغولا ومصر وأوزبكستان وطاجيكستان».

وقالت «غوغل» في إعلانها إن (إنتلكسا)، وهي شركة مخابرات إلكترونية تخضع لعقوبات من الحكومة الأميركية، «تتفادى القيود وتحقق نجاحاً».

ولم يرد مسؤولون تنفيذيون مرتبطون بشركة (إنتلكسا) بعدُ على الرسائل.

واحتلت موجات التحذيرات العناوين الرئيسية للأخبار، ودفعت هيئات حكومية، منها الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيقات، مع تعرض مسؤولين كبار فيه للاستهداف باستخدام برامج التجسس في السابق.


المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وافقت المحكمة العليا الأميركية ذات الغالبية المحافظة، الجمعة، على مراجعة دستورية المرسوم الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب ويلغي حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير النظاميين.

وأعلنت المحكمة في بيان موجز أنها ستنظر في طعن إدارة ترمب في أحكام صادرة من محاكم أدنى خلصت جميعها إلى أنه غير دستوري.

ويحظر الأمر التنفيذي على الحكومة الفيدرالية إصدار جوازات سفر أو شهادات جنسية للأطفال الذين تقيم أمهاتهم بشكل غير قانوني أو مؤقت في الولايات المتحدة.

كما يستهدف النص الأطفال الذين يقيم آباؤهم بشكل مؤقت في الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة أو عمل أو سياحة.

بعد تعليق العديد من المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف مراسيم رئاسية وقرارات حكومية، أصدرت المحكمة العليا حكماً في 27 يونيو (حزيران) يقيّد سلطة قضاة المحاكم الأدنى في تعليق قرارات الإدارة على مستوى البلاد.

ووقع ترمب المرسوم المتعلق بحق المواطنة بالولادة فور عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، وأدرجه في سياق مساعيه لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وتطبق الولايات المتحدة منذ 150 عاماً مبدأ المواطنة بالولادة، المنصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور، ويرد فيه أن أي شخص يولد في الولايات المتحدة هو مواطن أميركي تلقائياً.

تم اعتماد التعديل الرابع عشر عام 1868، بعد الحرب الأهلية وإلغاء العبودية، لضمان حقوق العبيد المحررين وذريتهم.