يحيي العراقيون، الثلاثاء، الذكرى السنوية السابعة لتحرير محافظة نينوى والانتصار على تنظيم «داعش» بعد معارك طاحنة. وتمكنت القوات العراقية في مثل هذا اليوم من عام 2017 من تحرير آخر منطقة كانت معقلاً لتنظيم «داعش» بعد معارك طاحنة شهدتها مناطق محافظة نينوى، حيث نجحت هذه القوات في طرد عناصر «داعش» الذي احتل محافظات نينوى والأنبار وديالى وأجزاء من محافظتي كركوك وصلاح الدين في 10 يونيو (حزيران) عام 2017.
ووفق «وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)»، فقد عمد تنظيم «داعش»، الذي انطلق من الأراضي السورية، إلى تدمير معالم المدن التي سيطر عليها، وشن أكبر عمليات للتطهير العرقي ضد الأقليات المسيحية والإيزيدية، ولتدمير المعالم التاريخية، وأبرزها نسف «المنارة الحدباء» في «الجامع النوري»، ومزار النبي يونس، وتحطيم المعالم الأثرية، وشن حملات إعدامات في الشوارع ودفن الضحايا في مقابر جماعية.
وكرست الحكومة العراقية جهودها خلال حقبة رئيس الحكومة الأسبق حيدر العبادي (2018 - 2014) لتحرير المحافظات والمدن التي سيطر عليها «داعش»، في عمليات عسكرية واسعة النطاق سقط فيها آلاف الضحايا والمصابين.
عطلة رسمية
وقرر البرلمان العراقي تحديد هذا اليوم «عطلة رسمية في أرجاء البلاد، تخليداً للعمل البطولي في القضاء على عصابات (داعش)».
ووصف رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، الذكرى السابعة للنصر على «داعش» بأنها «علامة فارقة في مسيرة الشعب، وحقيقة نتباهى بها على مر التاريخ، بفضل تضحيات كل العراقيين».
وقال السوداني، في خطاب تلفزيوني، إن «الإرهاب لم يعد له اليوم موطئ قدم في أرض العراق، وليس لفلوله إلا الهزيمة أمام قواتنا المسلحة، والعراق خرج قوياً معافى منتصراً، ومصمماً على البناء والإعمار والتنمية».
وشدد السوداني على ضرورة «التصدي للأفكار الدخيلة، وكل ما يهدم قيمنا الاجتماعية والثقافية المستندة إلى عقيدتنا الإسلامية والإنسانية، والحذر من خطر الدعوات المشبوهة والادعاءات التي تنطوي على أمراض فكرية». كما حذر من «مغبة تغذية الصراعات التي تنتج مزيداً من الخراب وبؤر التطرف وأسباب الحروب».
وأكد الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، في تصريح صحافي، على «توحيد الصف الوطني، ودعم الجهود الأمنية، والعمل المشترك من أجل ترسيخ أمن الوطن؛ لمواجهة أي تهديدات محتملة، والعمل على تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة».
مطاردة فلول التنظيم متواصلة
وما زالت القوات العراقية تشن عمليات مسلحة لاستهداف فلول وأوكار تنظيم «داعش»، المتحصنين في المناطق الصحراوية بمحافظة الأنبار، والجبلية في تلال حمرين شمال شرقي العراق، واعتقال أعداد كبيرة منهم، رغم أن عملياتهم انحسرت بعد أن بسطت القوات العراقية سيطرتها وأعادت الحياة إلى المناطق المحررة وشرعت في عمليات البناء والإعمار.
وفي هذه الأيام توجد حالة من الاستنفار والتأهب في صفوف القوات العراقية المسلحة على طول الشريط الحدودي مع سوريا، البالغ 620 كيلومتراً بعد أن تمكنت الفصائل المسلحة في سوريا من إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
ودعت الحكومة إلى إحياء الذكرى السابعة للانتصار على «داعش» بإقامة فعاليات فنية وكرنفالات فرح في المدارس، وافتتاح عدد من المشروعات وإقامة فعاليات شعبية.