عدسات لاصقة تعالج أمراض العين تلقائياً

العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)
العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)
TT

عدسات لاصقة تعالج أمراض العين تلقائياً

العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)
العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)

طوّر فريق بحثي كندي عدسات لاصقة قادرة على توصيل الأدوية بشكل مستمر إلى العين، مما يعزز علاج أمراض العيون تلقائياً دون عناء.

وأوضح الباحثون من جامعة واترلو، أن هذه العدسات توفر وسيلة أكثر كفاءة لتوصيل الأدوية مباشرة إلى العين، مقارنة بقطرات العين التقليدية التي تتطلب جرعات متكررة وقد تكون صعبة الاستخدام. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «ACS Applied Bio Materials»

ويتطلب عدد من أمراض العيون، مثل الالتهابات والجفاف، علاجات تقليدية كقطرات العين التي يجب استخدامها بشكل متكرر، ما قد يصعب الالتزام بها على بعض المرضى، ولا سيما كبار السن أو الأطفال، ويؤخر عملية الشفاء.

وتعتمد العدسات اللاصقة الجديدة على السيليكون هيدروجيل، القابل للطباعة ثلاثية الأبعاد، والذي يتميز بقدرته على الاحتفاظ بكميات كبيرة من الماء، ما يسمح بالتحكم في كمية الأدوية التي يحتاج إليها المريض وتوصيلها بشكل مستمر أثناء ارتداء العدسة. وهذا الحل قد يقلل الآلام التي يعانيها المرضى ويحدّ من حاجتهم لتكرار استخدام أدوية العين.

ووفق الباحثين، تحتوي العدسات على هيدروجيل بتركيبة «ماكرو-مسامية» التي تسمح لها بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها، ما يسهم في إطلاق الدواء تدريجياً إلى سطح العين، طوال فترة ارتداء العدسة.

وبمجرد ارتداء العدسة، يبدأ الدواء المخزن في الهيدروجيل التسرب ببطء إلى العين بفضل خصائصه المسامية، ما يتيح توصيل الجرعات المطلوبة من الدواء بشكل منتظم ومريح طوال اليوم.

وجرى اختبار قدرة الهيدروجيل على تخزين وإطلاق الأدوية باستخدام المضاد الحيوي «أموكسيسيلين»، وهو دواء شائع لعلاج أمراض العين.

وأظهرت النتائج أن الهيدروجيل يتمتع بالاستقرار اللازم لتخزين الدواء لمدة تصل إلى شهر، حيث لم تُسجل تغيرات كبيرة في خصائص «الأموكسيسيلين»، بعد شهر من التخزين، ما يشير إلى أمان المادة للاستخدام البشري، وفق الفريق.

وأضاف الباحثون أن الهيدروجيل المستخدم مرن وقوي، مما يجعل العدسة مريحة وآمنة للاستخدام، دون التأثر بتمددها أو انضغاطها، كما أنه مستقر ضد التحلل، ما يحافظ على فعالية الدواء أثناء التخزين والاستخدام. وأشاروا إلى أن هذه العدسات قابلة للتكيف مع العديد من الاستخدامات الطبية، مثل علاج أمراض العين المزمنة أو الحادة، مما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات متقدمة باستخدام العدسات اللاصقة.

وأشار الفريق إلى أن هذا الابتكار يُعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة المرضى، حيث يجمع بين الراحة والفعالية في توصيل الأدوية، كما أنه يمهد الطريق لتطوير تقنيات علاجية مخصصة وفق احتياجات المرضى، ما يعزز تطور الطب الشخصي ويوفر حلاً مبتكراً لعلاج أمراض العيون.


مقالات ذات صلة

فحص سرطان الرئة يكشف أمراض القلب

يوميات الشرق فحوص التصوير المقطعي المحوسب تستخدم في فحص سرطان الرئة (جامعة لوما ليندا الأميركية)

فحص سرطان الرئة يكشف أمراض القلب

توصلت دراسة كندية إلى أن فحوص التصوير المقطعي المحوسب المستخدمة في فحص سرطان الرئة يمكن أن تكشف أيضاً أمراضاً في القلب، مثل وجود تراكمات الكالسيوم في الشرايين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

من بينها تجنُّب الخلافات الزوجية... 7 طرق لمكافحة تدهور الذاكرة

تشير الأدلة والأبحاث إلى أن أكثر من 40 في المائة من حالات الخرف وفقدان الذاكرة يمكن الوقاية منها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)

هل تحتاج النساء إلى ساعات نوم أكثر من الرجال؟

النوم مهم للجميع، ولكن هل تحتاج النساء إلى مزيد منه مقارنة بالرجال؟ هذا نقاش مستمر بين الباحثين والخبراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طفل يعاني من مرض التوحد في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

الإنفلونزا خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الجنين بالتوحد

كشفت دراسة حديثة عن أن إصابة الحوامل بالإنفلونزا قد تؤدي إلى إصابة الأجنة بالتوحد الذي يستمر مدى الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)

اكتشاف ثوري بالدماغ قد يساعد في تطوير دواء يحمل فوائد «اليوغا»

توصّل عدد من الباحثين إلى دائرة بالدماغ مسؤولة عن التنفس الطوعي والتنظيم العاطفي، في اكتشاف قد يؤدي إلى علاجات جديدة لاضطرابات القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

معرض أثري مصري مؤقت في السعودية

متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)
متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)
TT

معرض أثري مصري مؤقت في السعودية

متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)
متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية مشاركتها بقطع أثرية عدّة من مقتنيات متحف الفن الإسلامي في القاهرة، بمعرض عنوانه «وما بينهما»، الذي تستضيفه صالة الحجاج في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لمدة 4 أشهر.

وأشارت الوزارة إلى أن هذا القرار يأتي اعتماداً لقرار لجنة المعارض الخارجية، خلال الاجتماع الذي عقده وزير السياحة والآثار خلال ترؤسه، الاثنين، اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار. وفق بيان للوزارة.

واستعرض الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، عدداً من الاكتشافات الأثرية وأعمال الترميم في بعض المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، ومن بينها الكشف عن صرح كامل لمعبد بطلمي في سوهاج، والكشف عن أجزاء من مجمع سكني من عصر الانتقال الثالث في الإسماعيلية.

كما تناول الأماكن الأثرية التي رُممت، منها مبنى هيئة قناة السويس في الإسماعيلية، وعدد من الأماكن في القاهرة التاريخية مثل سبيل حسن أغا كوكليان، وسبيل رقية دودو، وسبيل مصطفى سنان، وزاوية فرج بن برقوق، وبوابة منجك السلحدار، وتكية تقي الدين البسطامي في منطقة باب الوزير.

وأشار إلى استرداد مصر عدداً كبيراً من الآثار من الخارج خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من بينها 67 قطعة أثرية من ألمانيا، وضبط 46 قطعة أثرية من المواني المصرية، وضبط 729 قطعة أثرية ترجع لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة.

واستعرض الاجتماع نتائج المعرض المؤقت «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» في مدينة شنغهاي بالصين، حيث استقبل نحو مليون زائر منذ افتتاحه في يوليو (تموز) الماضي، ومن المتوقع أن يستقبل نحو 4 ملايين زائر بنهاية عرضه في أغسطس (آب) المقبل.

بعض مقتنيات متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)

وعن المعرض المؤقت الذي وافقت الوزارة على إقامته في جدة بالسعودية، أوضح خبير الآثار المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن هذا المعرض «يأتي في إطار ما اتفق عليه نائب وزير الثقافة السعودي حامد بن محمد فايز، ووزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، خلال زيارته للرياض أكتوبر (تشرين الأول) الماضي». مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «ناقش الجانبان سُبل تعزيز التعاون بين السعودية ومصر في مجال الآثار، حيث جرى التطرق إلى تعزيز التعاون في مجالات المتاحف وأعمال الحفائر الأثرية وتوثيقها، بالإضافة إلى تنظيم معارض مؤقتة للآثار المصرية في السعودية، بهدف إلقاء الضوء على الحضارة المصرية، كما جرى الحديث عن مشروع متحف الحضارات الذي تأسسه المملكة ومن المقرر افتتاحه خلال الربع الثاني من عام 2026».

وأضاف ريحان أن «مصر شاركت في معرض (شطر المسجد) في نوفمبر 2020، الذي استمر لمدة عامين وتناول نشأة المسجد وتاريخه عبر استعراض نحو (130) قطعة أثرية من مختلف أنحاء دول العالم الإسلامي لروائع قِطَع الفن الإسلامي التي ارتبطت بالمساجد والتي تعكس بدورها ما وصلت إليه الحضارة والفنون الإسلامية من تقدم وازدهار».

وشاركت مصر في هذا المعرض بـ84 قطعة أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة التي ارتبطت بالمساجد تدعيماً لوظيفتها مثل المنابر والمحاريب وكراسي المصاحف، فضلاً عن أدوات الإضاءة منها المشكاوات والثريات والتنانير وغيرها من القطع التي تعدّدت أشكالها وأنماطها وبزغت فيها قدرة الفنان المسلم على الإبداع الفني، وفق ريحان.

وحسب الخبير الآثاري فإن «وزارة السياحة والآثار من المقرر أن تشارك بقطع أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي في معرض (وما بينهما) بصالة الحجاج في جدة لمدة 4 أشهر، حيث يتضمن المعرض قطعاً أثرية متعددة مرتبطة بالحج وطريق الحجيج البرّي القديم عبر وسط سيناء إلى قلعة العقبة في الأردن، ومنها إلى الأراضي الحجازية».

وأشار الدكتور ريحان إلى أن طريق الحج القديم استخدم منذ بداية العصر الإسلامي، ولم يكن مقصوراً على خدمة حجاج مصر في ذهابهم وإيابهم، وإنما كان يخدم حجاج المغرب العربي والأندلس وحجاج غرب أفريقيا.

يُذكر أن متحف الفن الإسلامي في القاهرة أُنشئ عام 1903 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، ويضم 100 ألف قطعة أثرية من عصور وبلدان مختلفة، من بينها الهند والصين وإيران وشبه الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، وتعرّض المتحف لأضرار في عام 2014، ومن ثمّ رُمّم وأُعيد افتتاحه عام 2017، ومن أهم القطع التي يضمها: مفتاح الكعبة من العصر المملوكي، وقطعة نسيج تحمل أقدم كتابة كوفية، وفق وزارة السياحة والآثار.