الدوري اللبناني يعود مطلع 2025: عودة الأمل وسط التحديات

الشحف: الملاعب الجنوبية جاهزة... ومطالبات بإلغاء الهبوط

الدوري اللبناني لكرة القدم يستعد للعودة إلى الملاعب مطلع العام المقبل 2025 (الشرق الأوسط)
الدوري اللبناني لكرة القدم يستعد للعودة إلى الملاعب مطلع العام المقبل 2025 (الشرق الأوسط)
TT

الدوري اللبناني يعود مطلع 2025: عودة الأمل وسط التحديات

الدوري اللبناني لكرة القدم يستعد للعودة إلى الملاعب مطلع العام المقبل 2025 (الشرق الأوسط)
الدوري اللبناني لكرة القدم يستعد للعودة إلى الملاعب مطلع العام المقبل 2025 (الشرق الأوسط)

يستعد الدوري اللبناني لكرة القدم للعودة إلى الملاعب مطلع العام المقبل 2025، بعد توقف اضطراري أعقب الجولة الأولى التي أُجريت في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؛ بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان.

تأتي هذه العودة في إطار الجهود الرامية إلى استعادة النشاط الرياضي، رغم التحديات التي فرضتها الأوضاع الراهنة. وقد أكد الاتحاد اللبناني لكرة القدم جاهزية الملاعب الأساسية واستعداد الأندية لاستئناف المباريات، في خطوة تعكس الإصرار على استمرارية كرة القدم التي تشكل مصدر رزق لآلاف العائلات.

وأجرى جهاد الشحف، الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم، جولة تفقدية شملت عدداً من الملاعب الرياضية في الجنوب، وذلك للوقوف على الأضرار التي لحقت بالملاعب والتأكد من جاهزيتها لاستئناف مباريات الدوري اللبناني.

جهاد الشحف الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم (الشرق الأوسط)

وأكد الشحف أن الملاعب الجنوبية لم تتأثر بشكل مباشر، وأنها ستكون قادرة على استضافة المباريات، رغم الدمار الذي لحق بالمناطق المحيطة بها. كما أشار إلى أن المباريات ستستكمل أيضاً في بيروت؛ بما في ذلك بـ«ملعب العهد» بالضاحية الجنوبية، الذي بقيت منشآته في حالة جيدة ولم يتعرض لأي أضرار.

وأوضح الأمين العام أن قرار استئناف الدوري جاء بعد مشاورات مكثفة مع الأندية، التي أظهرت التزاماً كبيراً خلال الفترة الصعبة، فقد واصلت دفع مستحقات اللاعبين والعاملين في أجهزتها رغم توقف النشاط. وأكد أن «هذا الدعم الإنساني كان عاملاً حاسماً في اتخاذ قرار العودة إلى المنافسات سريعاً». وأضاف أن اللاعبين جاهزون تماماً لاستئناف المباريات، معبراً عن حماسهم للعودة إلى الملاعب، «خصوصاً أن التوقف الطويل يؤثر سلباً على المنتخبات الوطنية، وعلى رأسها المنتخب الأول، الذي تنتظره استحقاقات مهمة». وأضاف أن الاتحاد اللبناني سيعقد اجتماعاً غداً الاثنين مع رؤساء الأندية لمناقشة أوضاع الأندية وأحوالها.

ورغم أن المصادر أفادت بأن بعض الأندية يطالب بإلغاء الهبوط إلى الدرجة الثانية هذا الموسم، فإن الاتحاد قال إن «هذا الأمر مستبعد، وسنرى ما سيجري التوصل إليه في الأيام المقبلة بهذا الشأن».

وأشار الشحف إلى أن المنتخب اللبناني الأول سيخوض مباراة ودية أمام نظيره الكويتي في قطر يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في إطار الاستعدادات للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس آسيا 2027، التي تنطلق في مارس (آذار) المقبل، وأكد أن هذه المباراة ستكون فرصة لرفع جاهزية اللاعبين واستعادة نسق المباريات قبل انطلاق الدوري.

كما شدد الشحف على أن الاتحاد اللبناني لكرة القدم «يعمل بجد لضمان عودة الدوري بشكل سلس وآمن، مع وضع خطة متكاملة تشمل الدعم اللوجيستي والفني للأندية والملاعب». وأكد أن كرة القدم «تمثل رمزاً للوحدة والصمود في لبنان، وعودة الدوري تحمل رسالة أمل وإصرار للشعب اللبناني في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد».

العودة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى استعادة النشاط الرياضي رغم التحديات التي فرضتها الأوضاع الراهنة (الشرق الأوسط)

وفي هذا الإطار، أكد لاعب منتخب لبنان ونادي الأنصار، علي طنيش (السيسي)، أن قرار الاتحاد اللبناني لكرة القدم استئناف الدوري في بداية عام 2025 هو «قرار صائب، خصوصاً في ظل الوضع الصعب الذي تمر به البلاد». وأضاف قائلاً: «رغم الصعوبات الكبيرة خلال الحرب، فإننا كنا نحن اللاعبين يجمع بعضنا بعضاَ ونستأجر ملاعب على حسابنا بهدف الحفاظ على لياقتنا وبقائنا جاهزين للعودة. كرة القدم أصبحت جزءاً من حياتنا وروتيننا اليومي».

وتابع: «التوقف الطويل كان له تأثير كبير على لاعبي كرة القدم، سواء على المستوى البدني والنفسي. على سبيل المثال، في المباراة الودية الأخيرة أمام ميانمار، معظم اللاعبين المحليين لم يتمكنوا من تقديم الأداء المطلوب بسبب التوقف الطويل. كان الاعتماد أكبر على اللاعبين غير المحليين، مما زاد من صعوبة التحضير للمباريات». وأعرب عن أمله في أن يتمكن اللاعبون من استعادة جاهزيتهم ولياقتهم بعد عودة تدريبات الأندية التي ستبدأ الاثنين، استعداداً للعودة إلى الدوري.

وأشار إلى أن هناك بعض اللاعبين الذين فقدوا بيوتهم وأحباءهم، وهو ما أثر عليهم نفسياً. وأضاف: «من المهم أن يعرف المدرب كيف يتعامل مع هذه الظروف لكي نتمكن من تخطي هذه الصعوبات».

وفي سياق متصل، أكد أنه تلقى عروضاً للانتقال إلى أندية في العراق وإندونيسيا، لكنه قرر التراجع عن هذه الفكرة بعد أن انتهت الحرب وصدور قرار الاتحاد بعودة الدوري. وقال: «فضلت أن أبقى في وطني إلى جانب أهلي، خصوصاً في هذه اللحظات الصعبة التي نحاول جميعاً أن نتعافى منها. كما أود أن أعبر عن امتناني الكبير لرئيس النادي نبيل بدر، الذي كان دائماً إلى جانبنا. فقد ظللنا نتسلم نصف رواتبنا رغم الظروف الصعبة والحرب، وفتح بيوته للاعبين من الجنوب على حسابه الخاص. شخصياً، قررت أنا وزميلي في الفريق الإقامة بمنطقة الجميزة في بيوت اللاعبين الأجانب الذين سافروا، ولكننا رفضنا أن يتكفل بدر بأي تكاليف إضافية؛ لأن مساعدته كانت كافية لنا».

وختم علي حديثه قائلاً: «كرة القدم هي حياتنا وشغفنا، ونحن نعيشها بكل تفاصيلها. بالنسبة إلينا، العودة إلى الملاعب ليست مجرد استئناف للدوري، بل هي عودة لما نحب، لما نتنفسه كل يوم. ننتظر هذه اللحظة كما ينتظرها الجمهور؛ لأننا نعلم كم هي مهمة لهم كما هي مهمة لنا. في كل تمريرة، وكل هدف، وكل مباراة نلعبها، نعيش الحلم نفسه، وهو أن نكون جزءاً من شيء أكبر منا، نمنحهم الفرح والفرصة لرؤية منتخبهم وأنديتهم يقدمون أفضل ما لديهم».


مقالات ذات صلة

الفارسة اليافعة الجوهرة المطيري تخطف الأضواء في «قفز السعودية»

رياضة سعودية الفارسة السعودية اليافعة الجوهرة المطيري (الشرق الأوسط)

الفارسة اليافعة الجوهرة المطيري تخطف الأضواء في «قفز السعودية»

خطفت الفارسة السعودية اليافعة الجوهرة المطيري الأضواء خلال منافسات أسبوع بطولة «قفز السعودية» الأول لقفز الحواجز، وذلك بصعودها منصة تتويج الأبطال مرتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية قرر قاضي المسابقات في الاتحاد الإسباني لكرة القدم إرجاء المباراة (رويترز)

إرجاء مباراة فياريال مع مضيفه ليفانتي لسوء الأحوال الجوية

أُرجئت مباراة فياريال التي كانت مقررة الأحد على أرض ليفانتي في المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا )
رياضة سعودية هيرفي رينارد (الشرق الأوسط)

رينارد: مواجهة الأردن لن تكون سهلة

أبدى هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، ارتياحه للفترة الزمنية الفاصلة بين مباراتي الدورين ربع النهائي ونصف النهائي.

علي العمري (الدوحة) فهد العيسى (الدوحة)
رياضة سعودية نواف بوشل (الشرق الأوسط)

نواف بوشل: لاعبو «الأخضر» جاهزون لمواجهة الأردن

أكَّد نواف بوشل، لاعب المنتخب السعودي، جاهزية «الأخضر» العالية لمواجهة المنتخب الأردني في مباراة الدور نصف النهائي، واصفاً المواجهة بـ«القوية».

علي العمري (الدوحة) فهد العيسى (الدوحة)
رياضة عالمية سيرخيو فرانسيسكو (إ.ب.أ)

سوسييداد يقيل مدربه فرانسيسكو بسبب سوء النتائج

قرر ريال سوسييداد التخلي عن مدربه سيرخيو فرانسيسكو بعد تراجعه إلى المركز الخامس عشر في الدوري الإسباني لكرة القدم بفارق نقطة عن منطقة الهبوط، وفق ما أعلن الأحد.

«الشرق الأوسط» (سان سباستيان)

الركراكي في مهمة شاقة لتجاوز لعنة اللقب الوحيد

وليد الركراكي (منتخب المغرب)
وليد الركراكي (منتخب المغرب)
TT

الركراكي في مهمة شاقة لتجاوز لعنة اللقب الوحيد

وليد الركراكي (منتخب المغرب)
وليد الركراكي (منتخب المغرب)

يجسِّد وليد الركراكي -الملقب في الأوساط الكروية المغربية بـ«رأس الأفوكادو»، ومهندس منظومة «أسود الأطلس» الحديثة- نموذجاً لمدرب نجح في تحقيق مسار صاعد وسريع، دون التفريط في الاستمرارية أو جودة البناء التكتيكي.

بدأت رحلته التدريبية الفعلية عام 2014 مع نادي الفتح الرباطي؛ حيث برز بقدرته على تشييد فريق متماسك قائم على الانضباط والانتشار الذكي، وتوِّجت تجربته بتحقيق لقب الدوري المغربي عام 2016، وهو أول لقب في تاريخ النادي.

وبعد تثبيت اسمه محلياً، انتقل إلى قطر لتدريب نادي الدحيل؛ حيث أكد قدرته على النجاح خارج الديار بإحراز لقب الدوري القطري، معززاً بذلك مكانته مدرباً يجمع بين المعرفة النظرية والقدرة العملية على توجيه المجموعات.

غير أن محطة الوداد الرياضي كانت العلامة الفارقة في مساره، ففي عام واحد فقط (2022)، حقق إنجازاً تاريخياً مزدوجاً بقيادته «القلعة الحمراء» إلى التتويج بلقب الدوري المغربي، ثم دوري أبطال أفريقيا. بهذا الجمع غير المسبوق بين اللقبين في موسم واحد، أصبح الركراكي أول مدرب مغربي يحقق هذا السجل، مثبتاً أن مشروعه التدريبي قادر على إنتاج نتائج قارية ومحلية في وقت قياسي.

هذا الرصيد القاري هو ما دفع الاتحاد المغربي لكرة القدم إلى تعيينه على رأس المنتخب الوطني، قبل أشهر قليلة من كأس العالم 2022. وهناك، صاغ الركراكي واحدة من أبهى صفحات التاريخ الكروي الأفريقي، بعدما قاد المغرب إلى قبل نهائي المونديال بوصفه أول مدرب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز. وحوَّل المنتخب إلى قوة عالمية يُحسب لها حساب، مستفيداً من فلسفته القائمة على الانضباط التكتيكي، والتحفيز النفسي، وتعظيم دور اللاعب المحلي والمحترف على حد سواء.

واليوم، يحمل على عاتقه مسؤولية تتويج هذا الجيل الذهبي بكأس أفريقيا، مستنداً إلى تجارب نوعية في أبطال أفريقيا، وخبرة الاحتكاك بالنخبة العالمية في قطر والمونديال.

تكمن قوة الركراكي في مزيجه الخاص بين الفكر التكتيكي الأوروبي الصارم، والتحفيز النفسي العميق المعروف عنه، والذي أرسى ما بات يُعرف داخل محيط «الأسود» وقبلها بعقلية الفوز -أو «عقلية الوينرز»- في إشارة إلى الفصيل الشهير من جماهير الوداد.

وتقوم هذه المنظومة على 3 عناصر مركزية: الأساس الدفاعي والتنظيم المحكم (4-1-4-1/ 5-4-1). يبني الركراكي مشروعه الفني على قاعدة صلبة من الانضباط الدفاعي. فتكتيكه يتدرج في التحول بين 4-1-4-1 هجومياً و5-4-1 أو 4-5-1 دفاعياً، بهدف غلق المساحات العمودية وتقليص الهوامش بين الخطوط. ويترجم ذلك عبر:

- كثافة عددية واعية في الوسط، مع محور ارتكاز قوي -مثل سفيان أمرابط- وظهيرين يتحولان بسرعة بين الاندفاع الهجومي والعودة لتشكيل خط دفاع خماسي عند الحاجة.

- اعتماد كتلة دفاعية منخفضة أو متوسطة، مع دفاع صبور يجبر الخصوم على الاستحواذ السلبي، وهي منهجية أثبتت فاعليتها أمام منتخبات كبرى في المونديال.

- السلاح الهجومي أو التحولات السريعة والفعالية القصوى. فرغم حضوره الدفاعي القوي، لا يبني الركراكي لعبه على الدفاع السلبي؛ بل يعتمد على الانتقال السريع والضربات المباغتة المنظمة، من خلال:

* هجمات مرتدة قصيرة تنفذ عبر 3 أو 4 لمسات مستغلة سرعة الأجنحة من الطرفين، مما يربك دفاعات الخصوم المتقدمة.

* مرونة تكتيكية في التدرج بالضغط العالي عند الحاجة، وهي قدرة عززها مساره بدوري أبطال أفريقيا؛ حيث تأقلم بمرونة مع أنماط منافسين مختلفين.

- البعد النفسي أو صناعة الثقة وكسر عقدة القارة والعالم: يعرف الركراكي بقدرته على بناء مجموعات متماسكة ذهنياً من خلال كسر حاجز الخوف، عبر إقناع اللاعبين بأنهم قادرون على مقارعة أي منتخب عالمي، وهو ما ظهر جلياً أمام بلجيكا وإسبانيا والبرتغال. وكذلك تعزيز الروح الجماعية والوحدة داخل المعسكر عبر خطاب واضح: «الفريق فوق الجميع، والنتيجة ثمرة تضحيات مشتركة». وهي الروح التي يأمل تحويلها هذه المرة إلى عامل حاسم في التعامل مع ضغط الأرض وكثافة التوقعات في «الكان».

وبهذه المعادلة، يجمع الركراكي بين الانضباط الدفاعي الأوروبي، والفاعلية الأفريقية، والشخصية المغربية المبنية على القتال والمرونة والثقة.

ورغم النجاحات الكبيرة التي حققها «رأس الأفوكادو» منذ توليه قيادة «الأسود»؛ خصوصاً تصدُّر أفريقيا في التصنيف الدولي، فإن الأداء الفني في الفترة الأخيرة فتح الباب أمام موجة انتقادات جماهيرية وإعلامية.

وتتركز هذه الانتقادات حول محدودية الخيارات الهجومية أمام المنتخبات المتكتلة، والاكتفاء بمنهجية المونديال القائمة على الصلابة الدفاعية والمرتدات، دون تطوير منظومة هجومية قادرة على تفكيك الدفاعات المنخفضة عبر البناء المنظم أو الاختراقات العمودية.

ويرى المنتقدون أن المنتخب يعاني من غياب خطط بديلة واضحة، وأن خلق الفرص كثيراً ما يعتمد على المبادرات الفردية أو الكرات الثابتة، بدل آليات جماعية ممنهجة.

ومع اقتراب كأس أفريقيا التي ستُلعب تحت ضغوط كبيرة وخصوم يتحفظون دفاعياً أمام المغرب، يتضاعف الضغط على الركراكي لإثبات قدرته على تطوير هوية هجومية أكثر شجاعة وابتكاراً، قادرة على تحقيق الانتصار بالأداء قبل النتيجة.


أشرف حكيمي... القائد الملهَم في مهمة تاريخية

أشرف حكيمي (رويترز)
أشرف حكيمي (رويترز)
TT

أشرف حكيمي... القائد الملهَم في مهمة تاريخية

أشرف حكيمي (رويترز)
أشرف حكيمي (رويترز)

يخوض أشرف حكيمي، نجم المنتخب المغربي وباريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم، سباقاً معقداً مع الزمن، بعدما دخل مرحلة علاجية مكثفة، في محاولة لاستعادة جاهزيته الكاملة قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025.

الإصابة القوية التي تعرض لها على مستوى الكاحل مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد طارئ عابر؛ بل كانت مصدر قلق حقيقياً لمنظومة وليد الركراكي، باعتبار حكيمي لاعباً محورياً وركيزة لا غنى عنها في الهيكلة التكتيكية والقيادية لـ«أسود الأطلس».

ويشكل حكيمي، المتوج حديثاً بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025، القوة الدافعة للجبهة اليمنى؛ حيث لا يقتصر دوره على التغطية الدفاعية؛ بل يمثل نقطة انطلاق رئيسية للهجمات، عبر سرعته الانفجارية وقدرته على خلق التفوق العددي في الثلث الأخير.

وأكد مدرب المنتخب، وليد الركراكي مراراً أن مكانة حكيمي «غير قابلة للنقاش»؛ لأنه من بين القلائل القادرين على الجمع بين الفعالية الهجومية والصلابة الدفاعية، مع تأثير نفسي مباشر على المجموعة.

وعلى مستوى القيادة، يعد حكيمي أحد أعمدة «الجيل الذهبي» الذي حمل المغرب إلى قبل نهائي كأس العالم 2022، ويُعرف عنه رفع منسوب الانضباط والثقة داخل المعسكر. وحتى في حال عدم وصوله إلى جاهزية 100 في المائة في مباراة الافتتاح، فإن حضوره بحد ذاته يشكل دفعة معنوية كبيرة للفريق والطاقم والجماهير، نظراً لما يمثله من ثقل رمزي ورياضي.

ويدخل حكيمي حالياً المرحلة الأكثر حساسية من برنامجه التأهيلي؛ إذ يخضع لجلسات علاج يومية تصل إلى 6 ساعات، بهدف تقليص المدة المتوقعة لغيابه، ومحاولة اللحاق بمباراة الافتتاح أمام جزر القمر يوم 21 ديسمبر (كانون الأول).

ويؤكد محيط اللاعب أن إصراره لا يتعلق بمجرد الرغبة في اللعب؛ بل بالشعور بالمسؤولية تجاه المجموعة والرهان الوطني الكبير المرتبط بالبطولة.

مسيرة حكيمي الاحترافية التي بدأت من أكاديمية ريال مدريد، شكلت منذ بدايتها ملامح لاعب استثنائي. فرغم صغر سنه، نجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2017- 2018، قبل أن يتحول في بوروسيا دورتموند إلى جناح هجومي كامل المواصفات، مكتسباً مهارات الاختراق وصناعة اللعب.

انتقاله لاحقاً إلى إنتر ميلان كان نقطة فصل أخرى؛ إذ أسهم بقيادة أنطونيو كونتي في كسر هيمنة يوفنتوس والتتويج بلقب «الكالتشيو» بعد 11 عاماً من الانتظار.

وواصل حكيمي مساره الصاعد مع باريس سان جيرمان، قبل أن يكتب أحد أهم فصول مسيرته في موسم 2024- 2025، حين قاد فريقه إلى تحقيق أول لقب في تاريخ النادي بدوري أبطال أوروبا، مسجلاً 4 أهداف، ومقدماً 5 تمريرات حاسمة، ليصبح مساهماً في 9 أهداف في نسخة واحدة من البطولة، وهو رقم غير مسبوق لمدافع عربي وأفريقي.

هذا الأداء الاستثنائي رفع قيمته السوقية إلى نحو 80 مليون يورو، ليصبح أغلى مدافع في تاريخ الكرة العربية والأفريقية.

ولا يمكن فصل هذه الإنجازات عن دوره في قيادة المغرب إلى قبل نهائي كأس العالم 2022، ثم تتويجه بلقب أفضل لاعب أفريقي لعام 2025، ما يجعله اليوم أكثر من مجرد ظهير أيمن، فهو قائد فني ونفسي، ومرجع للجيل الجديد داخل المنتخب، وصوت مسموع في غرفة الملابس.

ومع اقتراب «كان المغرب 2025»، يتضاعف الضغط على حكيمي الذي يجد نفسه مطالباً -إلى جانب المجموعة- بترجمة كل هذا المجد الفردي والأوروبي إلى لقب قاري ما زال عصياً على المغرب منذ 1976.

ولا تنتظر الجماهير المغربية منه مجرد أداء تقني مميز؛ بل تنتظر منه ضخ عقلية الانتصار داخل الفريق، ونقل خبرته في النهائيات الأوروبية إلى أرضية «الكان»، ولا سيما أن البطولة تقام على الأراضي المغربية، وتحت ضغط جماهيري غير مسبوق.

ورغم أن الإصابة تهدد مشاركته في مباراة الافتتاح، فإن تصميمه على العودة السريعة يعكس إحساسه العميق بالواجب، إدراكاً منه أن وجوده -حتى وهو غير مكتمل الجاهزية- يمنح الأسود الطاقة الذهنية الضرورية لصناعة الفارق. فمنتخب يضم لاعبين مروا بنصف نهائي المونديال لا يمكن أن يدخل «الكان» إلا بعقلية البطل، وهذه العقلية تبدأ من حكيمي نفسه.


السكتيوي: المغرب سيحاول اللعب بذكاء ضد الإمارات في قبل نهائي كأس العرب

طارق السكتيوي (منتخب المغرب)
طارق السكتيوي (منتخب المغرب)
TT

السكتيوي: المغرب سيحاول اللعب بذكاء ضد الإمارات في قبل نهائي كأس العرب

طارق السكتيوي (منتخب المغرب)
طارق السكتيوي (منتخب المغرب)

قال طارق السكتيوي، مدرب منتخب المغرب، اليوم الأحد، إن فريقه يعيش أجواء طيبة فيها الكثير من الالتزام، وسيحاول اللعب بذكاء ضد الإمارات في قبل نهائي كأس العرب لكرة القدم، غداً الاثنين.

وتأهل المغرب إلى قبل النهائي بتغلبه 1-صفر على سوريا في مباراة دور الثمانية يوم الخميس الماضي، بعد تصدر المجموعة الثانية.

وأضاف السكتيوي في مؤتمر صحافي: «نريد الفوز ولا شيء غير الفوز، تكمن أهمية اللقاء في أنها ستمنحنا فرصة التأهل للنهائي، نركز بشكل كبير من أجل الفوز بهذا اللقاء».

وتابع: «تحدونا رغبة كبيرة لإسعاد 40 مليون مغربي يعشق كرة القدم الوطنية، نريد العمل والتحضير للقاء، وهذا من الأشياء التي تعطينا حافراً ودافعاً وطاقةً لنتغلب على الصعوبات».

وأكمل: «واجهنا الكثير من الصعوبات في بداية الاستعدادات، لم نلعب أي مباراة ونحن نشعر بالراحة، لكننا تعاملنا مع الصعوبات والمنافسين بذكاء، وسنحاول القيام بذلك غداً أيضاً حتى نتأهل إلى النهائي».

وأشار السكتيوي إلى أن منتخب الإمارات يمتلك لاعبين أصحاب سرعة وقوة ومهارات مميزة، خصوصاً في الشق الهجومي.

وأردف: «نأخذ نقاط قوة المنافس بعين الاعتبار، لكن ما يهم كيف سنتعامل نحن وطريقتنا من الناحية الدفاعية، يجب أن تكون خطوطنا متقاربة، وأن نكون في قمة تركيزنا لنحد من خطورة الإمارات الهجومية فردياً وجماعياً».

وتابع: «سعيد بعودة عبد الرزاق حمد الله، لأنه لاعب يغير بشدة على قميص المنتخب الوطني، البطاقة الحمراء التي حصل عليها (في مباراة عُمان بدور المجموعات) كانت قاسية، يمكن أن يشارك في التشكيلة الأساسية أو احتياطياً، لأنه يمثل إضافة قوية لهجوم الفريق».

وتضم تشكيلة المغرب في كأس العرب أربعة لاعبين ينشطون في الدوري الإماراتي للمحترفين، وهم سفيان بوفتيني وكريم البركاوي ووليد أزارو وطارق تيسودالي.

وقال السكتيوي عن ذلك: «كان لي شرف التدريب في الإمارات، كرة القدم الإماراتية كانت دائماً رائدة في الخليج، ويلعب هناك الكثير من اللاعبين المغاربة، وهذا عامل يحفز لاعبينا، وحافز للاعبي منتخب الإمارات على مواجهة لاعبين يعرفونهم جيداً».