جدارية بعرض 60 متراً تعكس تحولات البشرية نحو العولمة

ملالا ابنة مدغشقر تعرض جداريتها الفريدة في باريس

ملالا مع لوحاتها (دليل باريس للمعارض)
ملالا مع لوحاتها (دليل باريس للمعارض)
TT

جدارية بعرض 60 متراً تعكس تحولات البشرية نحو العولمة

ملالا مع لوحاتها (دليل باريس للمعارض)
ملالا مع لوحاتها (دليل باريس للمعارض)

في أكبر صالات «قصر طوكيو» في باريس، تعرض حالياً وحتى 5 يناير (كانون الثاني) المقبل، جدارية استثنائية للفنانة ملالا أندريالافيدرازانا. نعم، هذا هو لقبها الذي يبدو أطول من لوحتها التي تحتل جداراً ممتداً على 60 متراً. عنوان العمل: «أشكال». وهو مزيج من الرسم والتصوير الفوتوغرافي مشغول رقمياً بطريقة «الكولاج» أي تجميع الأجزاء باللصق وزجها في بعضها بعضاً. إن «قصر طوكيو» هو الاسم الذي يطلق على متحف الفنون المعاصرة.

والمترو حاضر أيضاً (دليل باريس للمعارض)

ورغم أنها تقيم في العاصمة الفرنسية، فإن هذا هو المعرض الأول في مؤسسة باريسية للفنانة المولودة في مدغشقر عام 1971. وقد بدأت ملالا منذ 10 سنوات بتجميع أجزاء من هذا العمل وعرضها على العالم، بهدف تقديم اقتراح غير مسبوق يمكن تكراره على صعيد الهندسة المعمارية التي درستها في الجامعة، قبل أن تتفرغ للتصوير. ولتحقيق هذا العمل عادت المصورة إلى الوثائق البصرية للقرنين التاسع عشر والعشرين، واختارت منها تلك الأشكال واللقطات التي تعكس انتشار الرأسمالية الصناعية وولادة العولمة، وكذلك علاقة هذين المفهومين بالكولونيالية، أي الاستعمار.

ثقافة العالم وإنجازاته في جدارية (دليل باريس للمعارض)

في الجدارية وجوه لشخصيات طبعت بصمتها على إنجازات البشرية خلال القرنين الماضيين. إنها تشبه بطاقات جغرافية تتجاور فيها طوابع الدول مع أوراق العملة والأختام الرسمية والملصقات الدعائية وتذاكر السفر، وكل ما من شأنه أن يجمع اتساع العالم ليخلص إلى نتيجة مفادها أننا نعيش في قرية واحدة كبرى.

جدارية بعرض 60 متراً (دليل باريس للمعارض)

ولتصوير تقدم المبادلات التجارية واستغلال موارد الطبيعة والحركة الحرة للبضائع بين القارات، صورت الفنانة وسائط النقل المتعددة، من التحيل على ظهور الحمير والجمال، مروراً بالمراكب والقطارات البخارية والشاحنات، ووصولاً إلى الطائرات الحديثة. إن هذا التبادل لم يقتصر على البضائع والثروات بل كان هناك جانب أكثر عمقاً يتمثل في شيوع انتقال الصور والتسجيلات والأفلام.

في البر والبحر (دليل باريس للمعارض)

في العام الماضي، شاركت هذه الجدارية في معرض «العالم بالعموم» الذي أقيم في «تيت غاليري» في العاصمة البريطانية لندن. كما عرضت في برلين بألمانيا، وشيكاغو في الولايات المتحدة، وفي بينالي الشارقة للفنون.

والحقيقة أن ملالا دارت على تجمعات فنية كثيرة في أرجاء العالم، من أوروبا إلى أفريقيا وحتى الصين، قبل أن تنال فرصة عرضها في باريس. إنه عمل لا يغفل أبعاداً سياسية إذ إنه يطرح سؤالاً أساسياً: «مَن المتحدث في عصرنا الحديث ومِن أي وجهة نظر يتحدث؟».


مقالات ذات صلة

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)

«يا عم يا جمّال»... معرض قاهري يحاكي الأغاني والأمثال الشعبية

يحاكي الفنان التشكيلي المصري إبراهيم البريدي الأمثال والحكايات والأغاني والمواويل الشعبية المرتبطة بالجمل في التراث المصري والعربي.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

تظل منطقة وسط البلد في القاهرة المكان الأكثر زخماً بتفاصيلها العمرانية ونماذجها البشرية، ما يظهر في أعمال فنانين تشبَّعوا بروح المكان، وأفاضوا في إعادة صياغته.

محمد الكفراوي (القاهرة )
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
عالم الاعمال 230 مليار ريال قيمة التعاملات العقارية في ختام معرض «سيتي سكيب» العالمي 2024

230 مليار ريال قيمة التعاملات العقارية في ختام معرض «سيتي سكيب» العالمي 2024

اختتم معرض «سيتي سكيب» العالمي 2024 أعمال النسخة الثانية من المعرض العقاري الأكبر في العالم.


ترميم 3 أفلام مصرية ضمن «كنوز البحر الأحمر»

ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

ترميم 3 أفلام مصرية ضمن «كنوز البحر الأحمر»

ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن ترميم وعرض 3 أفلام مصرية خلال الدورة الرابعة من المهرجان، المقرر إقامتها في الفترة من 5 حتى 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في مدينة جدة التاريخية.

ويأتي عرض الأفلام الثلاثة وهي: «العيش والملح»، و«اضحك الصورة تطلع حلوة»، و«شفيقة ومتولي»، ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»، بعد ترميمها بالشراكة مع مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.

وقال أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام: «انسجاماً مع التركيز هذا العام على السينما المصرية في جميع برامجنا، نفخر بتقديم مجموعة مختارة من الروائع المصرية ضمن برنامج (كنوز البحر الأحمر)، الذي يعكس التاريخ الغني والمذهل للسينما في هذا البلد».

وأشاد خليفة بدور الممثلات والمنتجات في تطوير السينما المصرية، مثل نعيمة عاكف، وسعاد حسني، ومنى زكي، وليلى علوي، وذلك من خلال الأفلام الثلاثة المرممة، حسب البيان الصادر من المهرجان، الذي يحمل شعار «للسينما بيت جديد».

ترميم فيلم «شفيقة ومتولي» في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)

وتدور أحداث فيلم «العيش والملح»، الذي يعود إنتاجه إلى أواخر أربعينات القرن الماضي، حول «بثينة» التي تترك «صابر» في الحارة، لكنها تعود بعد وفاة والدها، وتبدأ في اتخاذ مسار يتناقض مع عادات الحارة، ويبدأ صابر في انتقاد تصرفاتها، حتى تضطر للفرار والعمل في ملهى ليلي، والفيلم بطولة نعيمة عاكف، وسعد عبد الوهاب، وقصة وإخراج حسين فوزي، وسيناريو بديع خيري.

فيما يعود إنتاج فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، لأواخر تسعينات القرن الماضي، وهو من بطولة أحمد زكي، وليلى علوي، ومنى زكي، وتأليف وحيد حامد، وإخراج شريف عرفة، وتدور أحداثه حول المصور الفوتوغرافي سيد غريب، الذي يترك مسقط رأسه ويذهب إلى القاهرة بحثاً عن مكان قريب من جامعة ابنته التي تواجه بدورها تحديات التأقلم مع المجتمع، وترتبط بعلاقة رومانسية مع ابن رجل أعمال.

أما فيلم «شفيقة ومتولي»، الذي اختارته الفنانة المصرية منى زكي (مكرمة هذا العام) للعرض في الدورة الجديدة من المهرجان وفق البيان، فتدور أحداثه حول متولي الذي يعود من العمل ليكتشف أن شقيقته على علاقة مع ابن عمدة المنطقة؛ والفيلم بطولة سعاد حسني، وأحمد زكي، وتأليف صلاح جاهين، وإخراج علي بدرخان.

الفنانة المصرية الراحلة نعيمة عاكف بطلة فيلم «العيش والملح» (إدارة المهرجان)

من جانبها، رحبت جنجاه عبد المنعم، أخت الفنانة سعاد حسني، بترميم الفيلم وعرضه مجدداً، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل على ترميم الأفلام فكرة رائعة للحفاظ على التراث الفني للأجيال كافة».

وأثنت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله على خطوة الترميم، واعتبرت أن «الحرص عليها من قبل المهرجانات الفنية هو خطوة رائدة للحفاظ على شريط الأفلام من التلف، خصوصاً مع طريقة التخزين السيئة»، وفق قولها.

وتضيف ماجدة لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أفلاماً لا بد من العمل عليها سريعاً، وعرضها مجدداً لمحبي الفن السابع، لأنها ذات قيمة كبيرة وتراث لا يعوض، وملكيتها تعود للناس كافة، وليس لصناعها فقط؛ نظراً لأهميتها التاريخية، وعرضها للأجيال الحالية أمر في غاية الأهمية، للتعرف على إبداعات السينما المصرية» وفي دورته الماضية قام المهرجان بعرض فيلمين من كلاسيكيات السينما المصرية هما «انتصار الشباب»، بطولة فريد الأطرش، وأسمهان، وفيلم «عفريت مراتي»، بطولة صلاح ذو الفقار وشادية بعد ترميمهما.

.وتؤكد الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «تجديد الأفلام أصبح تقليداً مهماً خلال السنوات الماضية، واهتمام المهرجانات بهذه الخطوة يهدف للحفاظ على تراث فني عريق، ويعكس قدرة المهرجانات على جذب محبي الكلاسيكيات».