استبعاد الصومال إثيوبيا من بعثة حفظ السلام يُصعّد التوتر بالقرن الأفريقي

مقديشو دعت أديس أبابا لمحادثات «بنّاءة» بشأن القضايا العالقة

قوات صومالية تصطفّ إلى جانب جنود صوماليين (رويترز)
قوات صومالية تصطفّ إلى جانب جنود صوماليين (رويترز)
TT

استبعاد الصومال إثيوبيا من بعثة حفظ السلام يُصعّد التوتر بالقرن الأفريقي

قوات صومالية تصطفّ إلى جانب جنود صوماليين (رويترز)
قوات صومالية تصطفّ إلى جانب جنود صوماليين (رويترز)

إعلان الصومال رسمياً استبعاد قوات الجيش الإثيوبي من الوجود على أراضيه ضمن بعثة حفظ السلام الأفريقية المقرّرة في 2025، فصل جديد في علاقات البلدين التي تشهد خلافات، منذ توقيع أديس أبابا مذكرةَ تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية 2024، وسط دعوة حديثة من مقديشو لأديس أبابا للعودة إلى إجراء «محادثات بنّاءة» بشأن القضايا العالقة.

خبراء في الشأن الأفريقي أكّدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الاستبعاد الصومالي للقوات الإثيوبية سيقود لمسارَين؛ أولهما: «يرفع منسوب التوتر المتصاعد بين البلدين منذ مذكرة الإقليم الانفصالي»، والثاني سيكون «ورقة ضغط صومالية على أديس أبابا للتراجع عن تلك المذكرة، وبدء علاقات مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية».

وقرّر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في يونيو (حزيران) الماضي، إرسال بعثة جديدة لحفظ السلم في الصومال، باسم «بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال»، اعتباراً من يناير (كانون الثاني) 2025، وتستمر حتى عام 2029.

وكان أكثر من 4 آلاف جندي إثيوبي انضموا رسمياً إلى قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال في 2014؛ لحفظ الأمن في مناطق جنوب غربي الصومال، وفق ما أوضح الاتحاد وقتها؛ ليتواصل الوجود الإثيوبي بجارِه الصومال، الذي بدأ منذ 2006 بموافقة حكومة مقديشو على مساعدتها في محاربة حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، ومنع تغلغل عناصر الحركة وتسلّلها داخل الأراضي الإثيوبية.

وأعلن الصومال، السبت، «استبعاد القوات الإثيوبية رسمياً من المشاركة في عمليات البعثة الجديدة للاتحاد الأفريقي، التي ستبدأ مهامها في البلاد مطلع العام الحالي»، وفق وكالة الأنباء الصومالية الرسمية.

وبحسب وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، فإن استبعاد القوات الإثيوبية من البعثة الأفريقية جاء بسبب «انتهاكها الصارخ لسيادة واستقلال الصومال»، مضيفاً أنه «سيتم الإعلان قريباً عن قائمة الدولة المشاركة ضمن عمليات قوات الاتحاد التي ستقدّم الدعم الفني للجيش الوطني في مكافحة الإرهاب».

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور (وكالة الأنباء الصومالية)

الإعلان الرسمي جاء بعد تلويح صومالي رسمي متكرّر، الأشهر الماضية باتخاذ القرار، وسط تمسّك إثيوبي بالمُضيّ في اتفاق مبدئي في يناير 2024 مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي عن مقديشو، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمّن ميناءً تجارياً، وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة، لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولةً مستقلة.

وطالب وزير الخارجية الصومالي، أحمد فقي، في يوليو (تموز) الماضي، بـ«مغادرة القوات الإثيوبية الأراضي الصومالية بنهاية تفويضها هذا العام ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية، وإلا سيُعدّ بعد ذلك احتلالاً عسكرياً، ويتم التعامل معه بكل الإمكانات المتاحة»، وأكّد رئيس الوزراء، حمزة عبدي بري، في أغسطس (آب) الماضي، أن «القوات الإثيوبية لن تكون جزءاً من بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الصومال ما لم تنسحب إثيوبيا من مذكرة التفاهم التي وقّعتها مع (أرض الصومال) في وقت سابق من هذا العام».

وباعتقاد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، فإن «الصومال له حق السيادة على أراضيه، ومن حقه اختيار جنسية من يوجد على أرضه ضمن قوات حفظ السلام، وإثيوبيا انتهكت سيادته بالاتفاق مع (أرض الصومال)، وبالتالي فإن استبعادها كان متوقعاً، وأعلن عنه أكثر من مرة سابقاً».

وسينتظر قرار نشر قوات حفظ السلام بالصومال موافقة الاتحاد الأفريقي، بوصفه مُموّلاً لها، وفق عمر، التي أوضحت أن «موافقة الاتحاد مبنية بالأساس على موافقة الصومال، وهذا شيء متعارَف عليه بعمل المنظّمات الدولية، وستكون موافقة بروتوكولية فقط، ولن تحمل أي رفض لوجود مصر تحديداً؛ لأن الأمر بإرادة مقديشو لا أديس أبابا».

ولم تُعقّب إثيوبيا على قرار الاستبعاد الصومالي، إلا أنه بحسب مدير «مركز دراسات شرق أفريقيا» في نيروبي، عبد الله إبراهيم، «سيعزّز ذلك التوتر مع أديس أبابا، خصوصاً أن لها وجوداً عسكرياً قوياً في الصومال، لا سيما في إقليم جدوا بولاية جوبالاند، وكلها تحت سيطرة القوات الإثيوبية، وكذلك ولاية جنوب غربي الصومال بأكملها، وأجزاء كبيرة في ولاية هيرشبيلي، خصوصاً منطقة هيران، وجميعها لها حدود مع إثيوبيا».

وبتقدير إبراهيم فإن «نفوذ إثيوبيا أقوى من نفوذ الحكومة الصومالية، ومقديشو تتفهّم جيداً العوائق، وأن القرار قد يبدو مجرد ضغط لإرجاع أديس أبابا عن الاتفاق مع إقليم (أرض الصومال)، في ظل وجود مصري مُقلِق للحكومة الإثيوبية».

الرئيس حسن شيخ محمود خلال توقيعه قانوناً يلغي اتفاق إقليم «أرض الصومال» مع أديس أبابا (الرئاسة الصومالية)

وتحدّث وزير الخارجية الإثيوبي، تاي أصقي سيلاسي، في أغسطس الماضي، عن «الموقف الإثيوبي بشأن البعثة الجديدة لقوات حفظ السلام في الصومال، ومطالبتها بألا تشكّل تهديداً لأمننا القومي، هذا ليس خوفاً، لكنه تجنّب لإشعال صراعات أخرى بالمنطقة، ونؤكد أننا أصبحنا قوة كبرى قادرة على حماية مصالحها».

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية عن الباحث الإثيوبي، يعقوب أرسانو، قبل أيام، طلبه بـ«ضرورة تقييم دور مصر في الصومال، ووجودها الذي قد يؤدي إلى تصعيد عدم الاستقرار في جميع أنحاء منطقة القرن الأفريقي».

وتُعارض مصر توقيع إثيوبيا الاتفاق المبدئي مع إقليم «أرض الصومال»، وأعلنت استعدادها للمشاركة في قوات حفظ السلام بمقديشو، ووقّعت اتفاقاً دفاعياً مع مقديشو، وأرسلت لها معدات وأسلحة عسكرية لدعمها في مواجهة الإرهاب، بينما يواصل رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، تمسُّك بلاده بالسعي للوصول السلمي إلى البحر الأحمر، وفق تصريحات أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهذا يصطدم مع شروط الصومال التي جدّدها، السبت، بشأن الالتزام بالقوانين الدولية لحل القضايا العالقة بينهما.

ودعا وزير الخارجية الصومالي، السبت، المسؤولين الإثيوبيين، إلى «العودة إلى الصواب والحقيقة، حتى يتم التوصل إلى محادثات بنّاءة»، مُعرِباً عن أمله في نجاح جولة المحادثات الثالثة التي ترعاها تركيا، مؤكداً أن «الحكومة مستعدة لعقد اتفاق مع إثيوبيا بطريقة نظامية تتوافق مع القوانين الدولية»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصومالية.

وبتقدير الباحث في الشؤون الأفريقية، عبد الله إبراهيم، فإن «إثيوبيا قد تتراجع عن اتفاق إقليم (أرض الصومال)، وتبحث عن منفذ بحري آخر بمكان آخر»، لافتاً إلى أن «مشاركة مصر بالبعثة قد يحفز إثيوبيا على تلك الخطوة، لكن قد يقود لتوترات من دون صدام في المنطقة قريباً»، مضيفاً: «لكن ستنتهي هذه الأمور إلى تنازلات، بما فيها أن تستجيب إثيوبيا للمطالب المصرية في (سد النهضة)، بإبرام اتفاق مُلزِم، وإلغاء اتفاقيتها مع (أرض الصومال)».

وترى منى عمر أن مصر ملتزمة بالاستمرار في المشاركة بقوات حفظ السلام بناءً على موافقة الصومال، «وليس لمواجهة إثيوبيا أو استفزازها»، متوقعةً إمكانية أن تُسهم تركيا بحكم وجودها المؤثر بالصومال في إيجاد حل بين مقديشو وأديس أبابا يعالج اعتراضات الصومال.

بينما عدّت أن «أي حل لن يعني أن إثيوبيا ستكفّ عن نشر توتراتها بمنطقة القرن الأفريقي، فمن الواضح أن سياستها قائمة على التأثير سلباً على قوة مصر ودورها بأفريقيا، والقاهرة مُدرِكة لذلك، وسياستها حكيمة، وبات لها حضور قوي بالقارّة ومؤثر أيضاً».


مقالات ذات صلة

اتهامات صومالية لإثيوبيا تلقي بظلالها على «اتفاق المصالحة»

العالم العربي عناصر من الجيش الوطني الصومالي (رويترز)

اتهامات صومالية لإثيوبيا تلقي بظلالها على «اتفاق المصالحة»

اتهامات صومالية لإثيوبيا باستهداف قواتها تعد الأولى منذ إعلان المصالحة بين البلدين برعاية تركية في 11 ديسمبر الحالي وبعد نحو عام من الخلافات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)

مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

تزامناً مع تأكيد دعمها وحدة الصومال وسيادته، أعلنت القاهرة رفضها وجود أي طرف «غير مشاطئ» في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا الضباط الذين يحكمون دول الساحل خلال قمة سابقة (صحافة محلية)

دول الساحل تضع قواتها في «حالة تأهب» بعد قرار «إيكواس»

قررت دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) وضع قواتها المسلحة في حالة «تأهب» واتهمت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالسعي نحو «زعزعة» الاستقرار

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا جندي تشادي خلال التدريب (الجيش الفرنسي)

تشاد تطلب من فرنسا سحب قواتها قبل نهاية يناير المقبل

طلبت السلطات في دولة تشاد من القوات الفرنسية المتمركزة في البلد الأفريقي الانسحاب قبل نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو طلب يرى الفرنسيون أنه «غير واقعي».

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا جانب من الاجتماع التشاوري حول السودان في نواكشوط الأربعاء (الخارجية الموريتانية)

السعودية تطالب بوقف القتال في السودان وتنفيذ «إعلان جدة»

احتضنت العاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتماعاً تشاورياً بين المنظمات متعددة الأطراف الراعية لمبادرات السلام في السودان، في إطار مساعي توحيد هذه المبادرات.

الشيخ محمد (نواكشوط)

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حسمت مصر إشاعات فرض ضريبة جديدة على الجوالات المستوردة من الخارج، بداية من يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت أنه لا جمارك جديدة ستفرض، لكن ستطرح منظومة جديدة لمواجهة التهريب، الذي كان يصل لنحو 95 في المائة من الواردات ويضر خزينة الدولة.

وأكد مسؤول مصري في تصريحات، الأربعاء، أن المنظومة ستطبق خلال أيام، بهدف مزيد من الحوكمة، وتطويق عمليات تهريب أجهزة الجوالات غير المسبوقة من الخارج، وسط تأكيد مختصين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الإجراء سيحمي الاستثمارات الداخلية، ويشجع الصناعة المحلية دون أي تأثير على أسعار الهواتف داخل مصر.

وكشف نائب وزير المالية المصرية، للسياسات الضريبية، شريف الكيلاني، في مقطع مصور الأربعاء، عن أن هناك «إشاعات انتشرت في الآونة الأخيرة خاصة بفرض ضريبة جديدة على الجوّال»، مؤكداً أنه «لا فرض ضريبة إضافية على الجوالات».

هواتف «غوغل بيكسل» الجديدة (غوغل)

كما أوضح المسؤول المصري أن «كل ما في الأمر هو أن هناك حوكمة أكبر للجوالات القادمة من المنافذ الجمركية»، لافتاً إلى أن «الآونة الأخيرة شهدت للأسف الشديد ظاهرة تهريب الجوالات بطريقة فاقت التوقعات».

«ويتم تهريب 95 في المائة من الجوالات المستوردة، وتدفع فقط 5 في المائة الرسوم الجمركية المقررة منذ زمن»، بحسب الكيلاني، الذي شدد على أن التهريب أضر بالخزينة العامة للدولة، دون تحديد قيمة الخسائر.

وتعد رسوم استيراد أجهزة الاتصالات محددة وثابتة، وتشمل 14 في المائة ضريبة قيمة مضافة، و10 في المائة رسوم جمارك.

ولمواجهة آفة التهريب، قال نائب وزير المالية، إن الوزارة صممت تطبيقاً على الجوالات يسمح للقادمين من الخارج، سواء في المواني أو المطارات، بتسجيل جوالاتهم الشخصية عن طريق التطبيق بمجرد دخولهم إلى البلاد، دون أي جمارك أو رسوم إضافية، على أن يتم إرسال رسالة نصية للجوالات المهربة غير المسجلة على ذلك التطبيق، تنص على المطالبة بدفع الرسوم الجمركية المقررة خلال 90 يوماً، ليتم بعدها وقف تشغيل الجوالات المهربة غير المسددة للرسوم.

مصر لمواجهة تهريب الهواتف المحمولة (آبل)

ويوضح رئيس شعبة المحمول بالغرفة التجارية بالقاهرة، محمد طلعت، في حديث لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل أخرى، مبرزاً أن هناك شكاوى قدمت للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، من صناع ومعنيين في السوق المحلية، من إدخال البعض جوالات مستوردة من الخارج، دون دفع جمارك أو ضرائب، مما يضر باستثماراتهم والسوق المحلية. وأكد أن التطبيق «سيواجه ذلك التهريب، وينتظر الإعلان عن موعد دخوله حيز التنفيذ، ولن يؤثر سلباً على السوق»، موضحاً أن تلك الجوالات كانت تدخل بطريقة غير رسمية للبلاد، وكانت تضر السوق.

وكانت النائبة مرثا محروس، وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، قد كشفت قبل أيام عن أن هناك بلبلة بشأن وقف إدخال الجوالات المستوردة من الخارج، ابتداء من يناير 2025.

وأوضحت أن «هناك مشكلة في الرقابة، ذلك أن دخول الجوالات من السوق الأوربية لمصر بشكل كبير أثر على عملية البيع المحلي في مصر»، لافتة إلى أن الجوالات «سيتم السماح بدخولها لكن سيتم دفع الرسوم المقررة».

وأكدت وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب أن دخول الجوال المستورد من الخارج بالضريبة «سيجعل تكلفته أغلى من سعره في الداخل، ومن ثمّ سيساهم في تقليل الاستيراد، وتعزيز البيع المحلي، وعدم اللجوء للخارج»، مؤكدة أن التوجهات الرسمية تفيد بدخول جوال واحد كل سنة دون ضريبة، وإن زاد على ذلك فلابد من دفع الرسوم المقررة.

وانتقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، استيراد كميات كبيرة من السلع، من بينها الجوالات؛ ما يسبب أزمة في توافر الدولار، وقال خلال افتتاحه مشروعات نقل جديدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده تستورد بنحو 9 مليارات دولار (الدولار الأميركي يعادل 49.30 جنيه مصري) جوالات سنوياً»، ودعا إلى «ضرورة الاتجاه للتصنيع المحلي؛ لتقليل فاتورة الاستيراد».

ويتوقع رئيس شعبة المحمول بالغرفة التجارية بالقاهرة، محمد طلعت، أن يعزز عمل المنصة الجديدة مواجهة الجوالات المهربة داخل السوق، مرجحاً أنها قد تتلاشى مع مخاوف من عدم عملها داخل مصر، خاصة أنها قد لا تدفع الجمارك المقررة عليها، مشدداً على أن تلك الخطوة «ستشجع الاستثمارات المحلية بشأن تصنيع الجوالات، ولن تؤدي إلى أي ارتفاع جديد في أسعار الجولات داخل البلاد».

هاتف «شاومي 14 ألترا» (إدارة الشركة)

ويصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركات الأجنبية المصنعة للجوالات في مصر إلى نحو 11.5 مليون وحدة سنوياً، حسب إفادة من وزارة الاتصالات المصرية، أغسطس (آب) الماضي.

وارتفعت واردات مصر من الجوالات بنسبة 31.4 في المائة، خلال الخمسة الأشهر الأولى من العام الحالي 2024، حيث سجلت 1.828 مليون دولار مقابل 1.391 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023، حسب إفادة من «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر في أغسطس الماضي.