6 قتلى في هجومين روسيين على زابوريجيا ودونيتسك الأوكرانيتين

أنقاض مبنى سكني دمرته غارة روسية على زابوريجيا (أ.ب)
أنقاض مبنى سكني دمرته غارة روسية على زابوريجيا (أ.ب)
TT

6 قتلى في هجومين روسيين على زابوريجيا ودونيتسك الأوكرانيتين

أنقاض مبنى سكني دمرته غارة روسية على زابوريجيا (أ.ب)
أنقاض مبنى سكني دمرته غارة روسية على زابوريجيا (أ.ب)

قال مسؤولون إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 33 آخرون في هجوم روسي بقنابل موجهة على مدينة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا ودمر أيضاً منازل وألحق أضراراً بمركز لعلاج الأورام، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال إيفان فيدوروف، حاكم منطقة زابوريجيا، على تطبيق «تلغرام» إن من بين المصابين طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر وطفلين أحدهما يبلغ عاماً واحداً والآخر 10 أعوام. وذكر أن شخصين في حالة خطيرة.

وأضاف فيدوروف أن روسيا أطلقت ست قنابل على المدينة، استهدفت جميعها بنية تحتية مدنية، بما في ذلك منازل خاصة ومبنى سكني مكون من خمسة طوابق.

وقال مسؤولون إن عمليات الإنقاذ مستمرة مع احتمال وجود أشخاص آخرين محاصرين تحت الأنقاض.

بدوره، قال فاديم فيلاشكين حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية إن قصفاً روسياً على خط المواجهة، اليوم الخميس، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين.

وأضاف فيلاشكين عبر تطبيق «تلغرام» إن منزلاً سكنياً من خمسة طوابق في بلدة ميكولايفكا استهدف في الهجوم وتضررت أربعة مبانٍ أخرى.


مقالات ذات صلة

روسيا مستعدة للاستماع إلى «أفكار محددة» حول أوكرانيا

أوروبا صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية للمقاتلة «إيه سو-25» تقلع لتنفيذ مهمة فوق أوكرانيا (أ.ب)

روسيا مستعدة للاستماع إلى «أفكار محددة» حول أوكرانيا

بدا الارتياح الروسي بفوز دونالد ترمب واضحاً في التعليقات الأولى، خصوصاً لجهة الانعكاسات المحتملة على التسوية في أوكرانيا وانفراج العلاقات مع واشنطن.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يصافح الرئيس دونالد ترمب خلال لقاء في اليابان (أ.ب)

الكرملين لا يستبعد التواصل بين بوتين وترمب قبل تنصيب الأخير

أعلن الكرملين اليوم (الخميس)، أنه لا يستبعد إمكانية حدوث شكل من أشكال التواصل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قبل التنصيب.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (رويترز)

روسيا: الغرب يجب أن يفاوضنا لتجنب تدمير الشعب الأوكراني

قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، اليوم (الخميس)، إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنب «تدمير الشعب الأوكراني».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مبنى سكني متضرر في أعقاب ما وصفته السلطات المحلية بأنه هجوم بطائرة دون طيار أوكرانية في سياق الصراع بين روسيا وأوكرانيا في بيلغورود (رويترز)

الدفاعات الروسية تدمر مسيّرات أوكرانية فوق فورونيغ وبيلغورود

أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمَّرت، خلال الليلة الماضية، طائرات مسيّرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا رجال الإطفاء يعملون في مجمع مستودع للخضراوات في كييف تعرض لغارة بطائرة دون طيار روسية (رويترز)

رئيس كوريا الجنوبية «لا يستبعد» إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا

أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أنّ بلاده التي تُعد أحد أكبر مصدّري الأسلحة في العالم «لا تستبعد» إمكانية أن ترسل بصورة مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سيول)

الأوروبيون حائرون في التعاطي مع مرحلة ما بعد بايدن

دونالد ترمب الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية يقلق الأوروبيين الخائفين من تخليه عن أوروبا
(رويترز)
دونالد ترمب الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية يقلق الأوروبيين الخائفين من تخليه عن أوروبا (رويترز)
TT

الأوروبيون حائرون في التعاطي مع مرحلة ما بعد بايدن

دونالد ترمب الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية يقلق الأوروبيين الخائفين من تخليه عن أوروبا
(رويترز)
دونالد ترمب الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية يقلق الأوروبيين الخائفين من تخليه عن أوروبا (رويترز)

لم تتأخر في الظهور مفاعيل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل على القادة الأوروبيين المجتمعين طيلة يوم الخميس في إطار «المجموعة السياسية الأوروبية» التي تضم كافة الدول الأوروبية باستثناء روسيا في بودابست فيما ستقتصر قمة الجمعة على رؤساء ودول الاتحاد الأوروبي الـ27. ذلك أنه بعد أقل من 48 ساعة على إعلان فوز ترمب بولاية جديدة، عادت «نغمة» بناء «الاستقلالية الاستراتيجية» إلى الظهور وعاد «بطلها» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لطرحها بقوة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

ففي الكلمة المطولة التي ألقاها استعان ماكرون بكافة الحجج والبراهين لإقناع مستمعيه بحاجة أوروبا لإمساك مصيرها بيديها مع قناعته بأن كافة الأوروبيين لا يدفعون في الاتجاه نفسه وأن من بينهم من يفضل، إلى حد بعيد، ترتيب أوراقه مع ترمب على المخاطرة بالتخلي عن «المظلة المزدوجة» الأطلسية والأميركية.

كلمة ماكرون نقلت، لأهميتها، مباشرة على موقع قصر الإليزيه على منصة «إكس». وجاءت بعد اتصال هاتفي بينه وبين ترمب مساء الأربعاء «بتوقيت باريس». ووصفت مصادر الإليزيه المكالمة بأنها كانت «جيدة جداً» وأن الطرفين «اتفقا على العمل معاً من أجل عودة السلام والاستقرار» إضافة إلى مواجهة «الأزمات الدولية الكبرى».

ولم تغفل المصادر الرئاسية الإشارة إلى أن ماكرون «شدد على أهمية دور أوروبا» في التعاطي مع الملف الأوكراني وملفات الشرق الأوسط ما يدلل على القلق الفرنسي من نزوع ترمب إلى الحلول المنفردة التي تخدم المصالح الأميركية ومن غير مشاورة حلفاء واشنطن الأوروبيين. ولأن أوروبا تتخوف، بعد انتخاب ترمب، من الإهمال لا بل أخذت تشعر، وفق تعبير مصدر فرنسي، بأنها ستكون «عارية» في حال تراجعت الولايات المتحدة الأميركية، خلال ولاية ترمب الجديدة، عن التزاماتها في إطار الحلف الأطلسي، فإن أولوية الأولويات أن تسعى إلى بناء دفاع أوروبي الذي يترجمه مفهوم «الاستقلالية الاستراتيجية» التي يدعو إليها ماكرون منذ سنوات، لكنها، حتى اليوم، لم تخط سوى خطوات خجولة.

قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا برفقة الرئيس الأميركي جو بايدن في مقر المستشارية الألمانية ببرلين يوم 18 أكتوبر (أ.ب)

وفي كلمته أمام نظرائه الأوروبيين، رسم ماكرون المخاطر التي تحيط بأوروبا: الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ بداية العام 2022، الإرهاب، الهجرات غير الشرعية، التوترات القائمة بين دول القارة والمثال على ذلك الوضع بين أذربيجان وأرمينيا... إضافة إلى التحديات الجيوسياسية وعنوانها التنافس بين الولايات المتحدة والصين «حيث يسعى كل طرف لتحقيق مصالحه الشخصية وضرب القواعد الدولية بعرض الحائط».

وبعد أن أكد أن أوروبا تجتاز «لحظة تاريخية حاسمة» تساءل ماكرون قائلاً: «السؤال المطروح علينا في الأساس هو: هل سيقوم الآخرون بكتابة التاريخ عنا أم نريد أن نكتبه بأيادينا؟ وجوابه: أعتقد شخصياً أن لدينا القدرة على كتابته. أما الطريق إلى تحقيق هذا الهدف، فإنه يمر عبر التحرك وأن نؤمن بقدراتنا على (تحقيق) الاستقلالية الاستراتيجية والدفاع عن مصالحنا». وأردف قائلاً: «نريد السلام والازدهار الاقتصادي والدفاع عن نموذجنا الديمقراطي» والطريق إلى ذلك يمر عبر بناء القوة العسكرية الأوروبية التي لم يعد يحصرها بالاتحاد بل أخذت تشمل في نظره كافة بلدان القارة القديمة.

اغتنم ماكرون الفرصة لتوجيه مجموعة رسائل إلى ترمب تعكس خوف الأوروبيين من انتهاج الأخير سياسة تصالحية مع الرئيس الروسي وتخليه عن دعم أوكرانيا. لذا شدد ماكرون على اعتبار أن انتصار أوكرانيا سيصب في مصلحة أوروبا ولذا «لا يتعين أن تربح روسيا الحرب» لأن فوزها يعني أن «هناك قوة إمبريالية على حدود أوروبا نقول لها إن بإمكانها أن تتوسع» وهو بذلك يلمح لما يزعم عن مخططات توسعية روسية لما بعد أوكرانيا التي كان رئيسها حاضراً قمة بودابست. والحال أن المطلوب «تحويل أوروبا إلى فضاء آمن». وفي السياق عينه، قال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بنجامين حداد قبل يومين، في حديث لصحيفة «لو فيغارو» إنه «إذا لم يتول الأوروبيون شؤون أمنهم بأنفسهم، فإن آخرين سيقررون عنا ما هو مصيرنا». وقال النائب الفرنسي الأوروبي رافاييل غلوكسمان إن ما جرى في الولايات المتحدة «يدفع الأوروبيين لأن يكونوا بالغين».

الرئيس إيمانويل ماكرون مجتمعاً الخميس في بودابست مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية (أ.ف.ب)

بيد أن البارز في كلمته تأكيده على ضرورة تأقلم أوروبا مع الوضع الجديد المترتب على فوز ترمب ولكن من غير تسميته بشكل مباشر وجملته البارزة قوله بقوة: «نحن الأوروبيين، لا يمكننا أن نوكل إلى الأميركيين وإلى الأبد الدفاع عن أمننا». وبرأي الرئيس الفرنسي، فإن الدفاع عن أوروبا والمصالح الأوروبية يجب أن يكون «أولوية الأوروبيين». بيد أن تحقيقه لا يمكن أن يتم من خلال «أطلسية ساذجة ولا من خلال التشكيك بتحالفاتنا أو عبر قومية ضيقة لا تسمح لنا بالارتقاء إلى مستوى هذا التحدي في مواجهة الصين والولايات المتحدة الأميركية». بالمقابل، فإن السبيل الصحيح هو «اليقظة الاستراتيجية وتسريع قيام أوروبا الدفاعية التي تكون متلائمة مع إطار الحلف الأطلسي ولكن تتمتع (في الوقت عينه) بالاستقلالية عنه».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس عجَّلا التشاور للتباحث في مرحلة ما بعد انتخاب ترمب (د.ب.أ)

ليس سراً أن ماكرون، من خلال هذا الطرح القديم-الجديد، يريد أن يكون المحاور الأول للرئيس ترمب والمسؤول الذي يرسم حدود التماهي مع واشنطن والانفصال عنها. ولكن هل ستكون لدعوة ماكرون تأثيرها على التعاطي الأوروبي مع الرئيس الأميركي المنتخب؟ يشكك الكثيرون بما ستقدم عليه أوروبا جماعياً بل إن الرأي السائد أن أطرافاً أوروبية بما في ذلك داخل الاتحاد ستسعى لترتيب أوضاعها مع الرئيس ترمب بمعزل عن الدعوات للاستقلالية الاستراتيجية وما شابه لأنها تعتقد أن قيام «أوروبا الدفاعية» سيتطلب العديد من السنوات للتحول إلى واقع بينما المطلوب التعاطي اليوم مع التهديدات المباشرة التي قد تأتي من روسيا وأن أنجع الوسائل تكمن في الاستكانة إلى الحماية الأميركية شرط أن يبقى ترمب ملتزماً بشرعة الحلف الأطلسي وببنده الخامس تحديداً.