عالمة لغوية تفسر سبب استخدم ترمب «أداة التعريف» عند الإشارة للأميركيين من أصل أفريقي

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب (رويترز)
TT

عالمة لغوية تفسر سبب استخدم ترمب «أداة التعريف» عند الإشارة للأميركيين من أصل أفريقي

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب (رويترز)

تُعد كلمة «the» (ال التعريف) واحدة من أصغر الكلمات في اللغة الإنجليزية، ولكنها تقدم أكبر دليل على ما يدور في ذهن دونالد ترمب عندما يستخدمها.

تقول عالمة اللغة لين مورفي، في موقع «كوارتز»، إنه خلال حديث ترمب يقول: «سأساعد الأميركيين من أصل أفريقي. سأساعد اللاتينيين، الهسبانيين. سأساعد المدن الداخلية». لم يمر استخدام ترمب غير العادي لكلمة «the» دون لفت الانتباه.

عادةً ما تكون هذه الأداة التعريفية غير مؤذية، لكنها الآن تسبب الشعور بالإساءة، حيث جلبت تعليقات غاضبة وساخرة حول اختيار ترمب اللغوي.

وتوضح مورفي، أنه «لو قال ترمب: (سأساعد أميركيين من أصل أفريقي)، لكنا افترضنا أنه يقصدهم بشكل عام، لكن قوله: (الأميركيين من أصل أفريقي)، ما يثير السؤال: أي أميركيين من أصل أفريقي؟».

وترى أن «استخدام (ال) التعريف تجعل المجموعة تبدو كأنها كتلة كبيرة متشابهة، بدلاً من كونها مجموعة متنوعة من الأفراد. هذا هو المفتاح لـ(التغريب)، أي معاملة الأشخاص من مجموعة أخرى كأقل إنسانية من مجموعتك الخاصة. وهو ما فعله النازيون عندما تحدثوا عن اليهود».

وتمضي: «لا يشير إلى الجمهور العام بـ(الأميركيين)، (مضافاً إليها أداة التعريف)، لأن ذلك سيكون غريباً جداً، حيث سيبدو كأنه ليس ضمن المجموعة».

وتقول إنه «يأخذ صيغة الجمع، (الأميركيون من أصل أفريقي)، ويجعل المجموعة تبدو كأنها كل واحدة غير متمايزة».

وتفسر: «على سبيل المثال، إذا قلنا (أميركيين من أصل أفريقي يعملون في صناعة السيارات)، فنحن لا نقول إن جميع الأميركيين من أصل أفريقي يعملون في نوع واحد من العمل. في هذه الحالة، وضع أداة التعريف قبل الكلمة يجعل الأمر يبدو كأن جميع الأميركيين من أصل أفريقي يعملون في صناعة واحدة».

وتشير مورفي إلى أن ترمب يستخدم كلمة «the» كرسالة للناخبين البيض في المناطق الريفية، مفادها أنه يظهر، على أقل تقدير، أنه يحافظ على مسافة بينه وبين المجموعات الأخرى من الناخبين.


مقالات ذات صلة

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

الولايات المتحدة​ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

في عام 2018 زُرعت شجرة في حدائق البيت الأبيض رمزاً للصداقة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي يومها دونالد ترمب، لكنها تلفت بعد فترة قصيرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب (رويترز)

كيف أعاد ترمب إحياء مسيرته السياسية بعد السقوط في الهاوية؟

عندما خسر المرشح الجمهوري دونالد ترمب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأميركية عام 2020، بدا أن ذلك كان بمثابة «ناقوس الموت» في مسيرته السياسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بوتين مستقبِلاً نظيره الصيني شي جينبينغ في قازان (أ.ف.ب)

ما الذي تريده روسيا والصين من الانتخابات الأميركية؟

تناولت مجلة «فورين بوليسي» موقف روسيا والصين من الانتخابات الأميركية مع اقتراب السباق الرئاسي من نهايته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مؤيدة لترمب تتفقد بضاعة انتخابية قبل تجمّع له في سايلم بولاية فرجينيا 2 نوفمبر (أ.ب)

استعدادات أميركية لمواجهة محاولات التشكيك في نتائج الانتخابات

قبل 3 أيام على موعد التصويت العام في الانتخابات الأميركية، توقفت وسائل الإعلام الأميركية عند استعدادات عدد من الولايات لمواجهة محاولات الطعن في النتائج.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)

قبيل الانتخابات... ترمب وهاريس يسعيان لكسب تأييد نورث كارولاينا

تتوجه الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، المرشحان للرئاسة الأميركية، إلى ولاية نورث كارولاينا، اليوم السبت؛ لمحاولة الفوز بدعم الولاية المتأرجحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)
TT

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)

زُرعت شجرة في حدائق البيت الأبيض رمزاً للصداقة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي يومها دونالد ترمب، لكنها تلفت بعد فترة قصيرة تزامناً مع بدء توتر العلاقة بينهما.

كلٌّ على طريقته، كسر الزعيمان القواعد السائدة وقت وصولهما إلى سدّة الرئاسة عام 2017، وجمعتهما بداية علاقة خاصة اختلطت فيها مبادرات التودّد بموازين القوى.

بدأ «شهر العسل» سنة 2017 في باريس بمأدبة عشاء في برج إيفل، واستعراض عسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز)، سعى الرئيس الأميركي إلى تقليده في واشنطن لكن من دون جدوى.

المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب (رويترز)

وفي العام التالي زار الرئيس الفرنسي الولايات المتحدة، يومها بادر الرئيس الأميركي السابق إلى إزالة قشرة الرأس عن كتف ماكرون، وتصافح الرجلان بحرارة، واستمرّت أطول مصافحة بينهما 29 ثانية.

لكن سرعان ما بدأت الانتقادات من كلّ حدب وصوب لاستراتيجية الرئيس الفرنسي الذي لم يُفلح في ثني نظيره عن بعض القرارات المهمّة، مثل الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ، أو التراجع عن الاتفاق النووي مع إيران.

ولفتت نيكول باشران، المتخصصة في العلاقات الفرنسية الأميركية، إلى أن «إيمانويل ماكرون يبالغ في تقدير قدرته على التأثير سياسياً، بالتعويل على مهاراته» الشخصية.

ويدحض المقرّبون من ماكرون هذه الانتقادات، بوصف أن الرئيس أدّى واجبه حتّى لو لم تكن النتائج مُرْضية.

وأيّاً يكن الرئيس الأميركي الجديد، يتوقّع إيمانويل ماكرون أن تصبح الولايات المتحدة أقلّ التفاتاً إلى أوروبا، داعياً إلى أن تُمسك القارّة العجوز بمصيرها.

وبات الفتور يخيّم على علاقة الرجلين بدفْعٍ من تغريدات قوية وتصريحات نارية، وازداد دونالد ترمب انتقاداً لإيمانويل ماكرون، إلى درجة لم يتوانَ عن التنديد بـ«غبائه».

ولا شيء في حملته الانتخابية يَشِي بانفراجة في العلاقات؛ إذ يقلّد الزعيم الشعبوي الرئيس الفرنسي ولَكْنته، ويهزأ منه، ويتّهمه حتى بـ«التملّق» للرئيس الصيني.

وفي حال فاز المرشح الجمهوري الذي اتّسمت حملته الانتخابية بالتشدُّد والتفلُّت من الضوابط، قد تكتسي العلاقات الفرنسية الأميركية ملامح مختلفة.

ولاحظت نيكول باشران أن «أيّاً منهما لم يَعُد في الوضع الذي كان فيه في 2017، فترامب إن فاز سيكون منتشِياً بنصره، وسيشعر بأنه لا يُقهَر، في وجه ماكرون الذي أضعفَته مشاكل سياسية داخلية».

وشبَّهَت ترمب «بسمكة قرش تُحدِث جرحاً مُمِيتاً في حال اشتمَّت دماً».

وقد تكون المواجهات محمومة بين الرجلين على عدّة جبهات، منها الدعم لأوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط، والمناخ والتجارة، وقد يتسارع الانسحاب الأميركي من عدّة ملفّات بوتيرة فائقة، وفق محلّلين فرنسيين.

وفي حال كانت الرئاسة الأميركية من نصيب كامالا هاريس تتوقّع باريس علاقة أكثر تقليديةً كما كانت الحال إبّان عهد جو بايدن، لكنها لن تكون خالية من الخيبات؛ إذ إن الولايات المتحدة تنحو نحو الانسحاب من عدّة جبهات.

وإن كان ماكرون يشيد بالدعم الذي ما انفكّ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن يُعرب عنه لكييف وللأوروبيين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد لا يخفى عليه أن واشنطن تفضّل أن تبقى تغرِّد خارج السرب، أيّاً كان سيّد البيت الأبيض.

والأمثلة على ذلك كثيرة، أبرزها الانسحاب الفوضوي من أفغانستان من دون استشارة الحلفاء، أو إقامة تحالف أميركي أسترالي بريطاني طعن فرنسا في الظهر، وأفقَدها صفقة ضخمة لبيع غواصات، فضلاً عن قانون خفض التضخُّم الذي ينصّ على استثمارات طائلة في مجال الانتقال على صعيد الطاقة الذي رأى فيه ماكرون حمائية «جدّ شديدة».

ماكرون متحدثاً في «قصر الإليزيه» الجمعة بمناسبة تدشين معرض «صنع في فرنسا»

وفي خطاب بجامعة السوربون في أبريل، صرّح الرئيس الفرنسي بأن «الولايات المتحدة الأميركية لها أولويتان؛ أوّلاً الولايات المتحدة الأميركية، وهذا من المسلّمات، وثانياً مسألة الصين»، مشيراً إلى أن «أوروبا ليست ضمن أولوياتها الجيوسياسية للسنوات والعقود المقبلة».

وسواءٌ أكان الرئيس الأميركي ديمقراطياً أو جمهورياً، ينصبّ تركيز الدبلوماسيين الفرنسيين على الجهة التي ستكلِّف رسم ملامح السياسة الخارجية؛ لأن المعسكرين يعيشان تجاذُباً بين نزعة انعزالية، وأخرى تحبّذ التدخل.

وقال أحد الدبلوماسيين الفرنسيين: «لا نظن أن ترمب لديه سياسة كاملة سيطبّقها في حال فوزه»، وأورد آخر: «في أي حال، ينبغي على الأوروبيين الكف عن التموضع بحسب الانتخابات الأميركية، والإمساك بزمام أمورهم».