هل تحول مسار «الكرة الذهبية» من فينيسيوس إلى رودري في يوم حسم التتويج؟

مقاطعة ريال مدريد «الغاضب» أجهضت إثارة الاحتفالية ووضعت علامات استفهام على كيفية اتخاذ القرارات

رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )
رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )
TT

هل تحول مسار «الكرة الذهبية» من فينيسيوس إلى رودري في يوم حسم التتويج؟

رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )
رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )

كان هناك يقين في أرجاء نادي ريال مدريد بأن مهاجمهم البرازيلي فينيسيوس جونيور هو من سيفوز بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» لعام 2024 حتى صباح أول من أمس؛ موعد حفل التتويج في العاصمة الفرنسية باريس، حين وصلت معلومات صادمة إلى النادي الملكي بأن لاعب الوسط الإسباني رودري هو الذي سيتوَّج بالجائزة!

وقبل أن تعلن «فرنس فوتبول» هوية الفائز مساء الاثنين، وجّه ريال مدريد رسالة شديدة اللهجة إلى المنظمين الفرنسيين قائلاً: «من الواضح أن القائمين على منح (الكرة الذهبية) لا يحترمون ريال مدريد. ريال مدريد لا يذهب إلى حيث لا يُحتَرم». وكانت هذه إشارة إلى أن النتائج سُربت مبكراً ليقرر ريال مدريد ونجومه مقاطعة الحفل!

وأكدت اللجنة المنظمة أنها حافظت على سرية التصويت، وأنه لم يُفصَح عن هوية الفائز بالجائزة أو حتى يُلمَّح إليها، وشددت على الالتزام بقواعد السرية الصارمة حتى النهاية لتجنب أي تسريبات للصحافة. ففي السنوات السابقة، كان يبلَّغ الفائز بشكل شخصي قبل أيام قليلة من تسليمه الجائزة، وبالتالي دُعي جميع المرشحين لحضور الحفل.

فينيسيوس غاضب متهماً اللجنة المنظمة بالتحيز (ا ب ا)cut out

منذ إعلان القائمة المصغرة التي ضمت فينيسيوس جونيور، وزميله الإنجليزي في ريال مدريد جود بيلينغهام، ورودري نجم مانشستر سيتي، كانت كل الإشارات تصب في مصلحة البرازيلي للفوز بالجائزة، وحتى مساء يوم السبت موعد الكلاسيكو الإسباني، كانت الجماهير والصحف الإسبانية تؤكد أن الجناح الموهوب سيذهب لرفع الجائزة. لكن ما الذي حدث؟ لم تقدم اللجنة المنظمة أي تفاصيل عن سبب ترجيح لاعب على حساب آخر، كما لم يوجه ريال مدريد أي اتهام صريح إلى «فرنس فوتبول» بوجود تلاعب، لكن فينيسيوس لمّح إلى أن ذلك يعود إلى حملته الموجهة ضد العنصرية!وكتب فينيسيوس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حصوله على المركز الثاني في التصويت على الجائزة: «سأفعل ذلك 10 مرات إذا اضطررت إلى ذلك. إنهم غير مستعدين»، وعندما سُئل عما يعنيه بما كتبه، قال فريقه المعاون: «إنه كان يشير إلى معركته ضد العنصرية»، وإنهم يعتقدون أنها كانت السبب في عدم فوزه بالجائزة، قائلين إن «عالم كرة القدم ليس مستعداً لقبول لاعب يقاتل ضد النظام».

وتعرض الدولي البرازيلي (24 عاماً) لإساءة عنصرية خلال مناسبات عدة في إسبانيا، مما أدى إلى إدانة شخصين على الأقل بتهمة الإهانات العنصرية في قضايا أولى بالبلاد.

بدورها؛ كان في بلاده البرازيل غضب وحسرة، وهي التي كانت تنتظر واثقة تتويج مهاجمها؛ الفائز بدوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية، بجائزة «الأفضل في العالم».

وفي بلاد لطالما عُرفت بأنها موطن كرة القدم، لم يفز أي برازيلي بالجائزة منذ كاكا قبل 17 عاماً، وتحديداً في عام 2007، بينما فشل نيمار في الظفر بها بعدما كان قريباً في عامي 2015 و2017.

وقالت المهاجمة البرازيلية مارتا دا سيلفا، في فيديو عبر حسابها على «إنستغرام»: «انتظرت طيلة العام حتى يحصل فيني جونيور على مكافأة مستحقة بصفته أفضل لاعب حالي، والآن يقولون إن (الكرة الذهبية) ليست له؟».

وتابعت اللاعبة الملقبة بـ«ملكة كرة القدم» والحائزة جائزة «لاعبة العام» المقدمة من «الاتحاد الدولي» 5 مرات: «...ما هذه (الكرة الذهبية)؟ لا... ليست ذهبية».

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في البرازيل بانتقاد الحفل، حيث ربط كثيرون بين عدم فوز فينيسيوس والعنصرية، زاعمين أنّها السبب وراء عدم فوزه؛ لدوره الريادي في مكافحة العنصرية بالملاعب. وتضامن لاعبو ريال مدريد مع زميلهم، فنشر إدواردو كامافينغا عبر حسابه على «إكس» قائلاً: «سياسة كرة القدم (x). أخي أنت أفضل لاعب في العالم، ولا يمكن لأي جائزة أن تقول غير ذلك. أحبك يا فيني»، فيما شارك كثير من زملائه في الفريق رسائل مع صور لفينيسيوس قائلين: «أنت الأفضل».

من جانبه، نشر الألماني توني كروس، الذي اختتم مسيرته الناجحة مع ريال مدريد وأعلن اعتزاله كرة القدم رسمياً في صيف العام الحالي، صورة في حسابه على تطبيق «إنستغرام» إلى جانب فينيسيوس، وعلق عليها بكلمة: «الأفضل».

ولعب فينيسيوس دوراً محورياً في تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، وكأس السوبر الأوروبية، إلى جانب جود بيلينغهام (21 عاماً) الذي سجل 19 هدفاً في موسم أول رائع، وساعد إنجلترا في الوصول إلى نهائي «بطولة أوروبا 2024»، والذي احتل المركز الثالث في ترتيب «الكرة الذهبية».

ورغم اختيار الريال لجائزة «أفضل فريق كروي للرجال في العالم»، ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي لجائزة «أفضل مدير فني»، فإن عدم وجود أي ممثل للنادي الملكي على خشبة المسرح أفسد المشهد وقلل من إثارته. وعلى ما يبدو، فإن التجاهل لم يكن من نجوم الريال فقط؛ بل فضل المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، هداف مانشستر سيتي، مشاهدة تتويج صديق له بلقب الدوري السويدي هذا الموسم مع فريق مالمو، على حضور الحفل.

وتابع هالاند، مرتدياً قميص مالمو، من المدرجات فريق صديقه النرويجي إيريك بوثييم يتوج بلقب الدوري السويدي هذا الموسم قبل جولتين من نهايته، عقب فوزه 2 - 1 على غوتنبرغ.

وأكدت «فرنس فوتبول» أن رودري هو من حصد غالبية الأصوات للفوز بجائزة «الأفضل»، التي قُدمت لأول مرة بالشراكة بين «مجموعة أموري»؛ المالكة شركتَي «فرنس فوتبول» و«ليكيب للإعلام»، وبين «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)».

من جانبه، قال رودري، الذي وصفه جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بأنه أفضل لاعب وسط في العالم: «التتويج بـ(الكرة الذهبية) ليس انتصاراً بالنسبة إليّ فقط، وإنما هو انتصار لكرة القدم الإسبانية، ولكثير من اللاعبين الذين لم يفوزوا بها وكانوا يستحقونها، مثل (آندريس) إنيستا، وتشابي (هِرنانديز)، وإيكر (كاسياس)، وسيرجيو بوسكيتس، وكثيرين وكثيرين غيرهم... إنه من أجل كرة القدم الإسبانية، ومن أجل كيان لاعب خط الوسط. كتب لي كثير من الأصدقاء وأخبروني أن كرة القدم فازت لأنها منحت الظهور لكثير من لاعبي خط الوسط الذين عملوا في الظل واليوم أصبحوا يخرجون إلى النور. أنا شخص عادي لديه قيم، ويدرس، ويحاول فعل الأشياء بشكل جيد... ويمكنه الوصول إلى القمة. شكراً لكم جميعاً».

ولعب رودري دوراً محورياً في مساعدة السيتي على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لرابع مرة على التوالي، كما اختير أفضل لاعب في «بطولة أوروبا 2024» بعد مساعدة إسبانيا في تعزيز رقمها القياسي بالفوز باللقب لرابع مرة أيضاً. ويعدّ رودري (28 عاماً) أول لاعب وسط دفاعي يفوز بجائزة «الكرة الذهبية» منذ الألماني لوثار ماتيوس في عام 1990، وثالث إسباني يفوز بالجائزة بعد ألفريدو دي ستيفانو (1957 و1959) والراحل لويس سواريز (1960).

ورغم هيمنة لاعبي الدوري الإسباني على الجائزة، فإنه لم يفز بها أي لاعب إسباني منذ فوز الراحل لويس سواريز أسطورة برشلونة قبل أكثر من 60 عاماً رغم «الجيل الذهبي» الذي أحرز كأس العالم 2010 و«بطولة أوروبا» في نسختَي 2008 و2012، فإن رودري أنهى أخيراً ذلك الانتظار بمهارات فريدة جعلت مانشستر سيتي القوة المهيمنة في إنجلترا، وساعدت إسبانيا على استعادة تفوقها في أوروبا مرة أخرى.

وحصدت الإسبانية أيتانا بوناماتي، لاعبة برشلونة، جائزة «أفضل لاعبة في العالم»، كما فاز لامين جمال نجم منتخب إسبانيا وبرشلونة بجائزة «كوبا» لـ«أفضل لاعب شاب في العالم». وتقاسم الإنجليزي هاري كين لاعب بايرن ميونيخ، والفرنسي كيليان مبابي لاعب ريال مدريد، جائزة «جيرد مولر» لـ«أفضل هداف في الموسم السابق».

كما فاز برشلونة بجائزة «أفضل ناد على مستوى كرة القدم للسيدات» بعد أن توج بثنائية الدوري ودوري الأبطال في الموسم الماضي. وحافظ الأرجنتيني إمليانو مارتينيز على جائزة «ليف ياشين» التي تقدم لـ«أفضل حارس مرمى» بعدما كان لاعب آستون فيلا فاز بها قبل ذلك في العام الماضي. فينيسيوس المستاء يتلقى دعم زملائه في الريال ومن جماهير البرازيل... ورودري يرى الجائزة انتصاراً لإسبانيا


مقالات ذات صلة

فينيسيوس يعتذر لزملائه عن الطرد أمام فالنسيا

رياضة عالمية فينيسيوس جونيور لحظة اعتدائه على حارس مرمى فالنسيا (رويترز)

فينيسيوس يعتذر لزملائه عن الطرد أمام فالنسيا

اعتذر فينيسيوس جونيور لزملائه بفريق ريال مدريد بعدما حصل على بطاقة حمراء في المباراة التي فاز بها الريال على فالنسيا.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: من الصعب تفسير مدى سوء أدائنا في الشوط الأول

أثنى كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد كثيراً على انتفاضة فريقه المثيرة وفوزه 2 - 1 على مضيفه فالنسيا.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة سعودية الجوهرة المشعة سيحتضن تدريبات فرق السوبر الإسباني (الشرق الأوسط)

«الجوهرة» يحتضن تدريبات برشلونة والريال

أشارت مصادر مطلعة أن ملاعب التدريب الرئيسية في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة «الجوهرة المشعة» ستستضيف تدريبات فرق السوبر الاسباني.

علي العمري (جدة)
رياضة عالمية أنشيلوتي (إ.ب.أ)

أنشيلوتي: من سيجمع 90 نقطة سيفوز بـ«لقب لاليغا»

توقع كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد أن يكون الصراع على لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم محتدماً هذا الموسم، بخلاف النسخة الماضية من المسابقة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية يسعى ريال مدريد إلى الاستفادة من مباراته المؤجلة من المرحلة الثانية عشرة ضد مضيفه فالنسيا (أ.ف.ب)

«لاليغا»: ريال مدريد يستهل شهراً قاسياً بمواجهة فالنسيا «المؤجلة»

يسعى ريال مدريد، حامل اللقب، إلى الاستفادة من مباراته المؤجلة من المرحلة الثانية عشرة ضد مضيفه فالنسيا من أجل التربع على صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

من ليفا إلى يامال... كتيبة برشلونة في كامل عنفوانها قبل «السوبر»

ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)
ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)
TT

من ليفا إلى يامال... كتيبة برشلونة في كامل عنفوانها قبل «السوبر»

ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)
ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)

يتأهب رباعي الدوري الاسباني، "برشلونة وريال مدريد وريال مايوركا وأتلتيك بلباو" للمشاركة في بطولة السوبر المقرر أن تستضيفها السعودية على ملعب الجوهرة المشعة بجدة خلال الفترة من 8 وحتى 12 يناير الجاري.

ويعد برشلونة من النوادي القليلة التي تمتلك كوكبة من أفضل نجوم العالم بدءا من البولندي ليفاندوفسكي إلى أصغرهم عمرًا الاسباني لامين يامال. ما يجعله أحد المرشحين للقب.

وسجل ليفاندوفسكي أكثر من 600 هدف مع الأندية التي سبق له اللعب في صفوفها وكذلك مع المنتخب البولندي.

وبدأ ليفا مسيرته الكروية من الدرجة الثالثة والثانية مع زينتشج بروشكوف وكان هداف الفريق بكلا المرحلتين، من ثم انتقل الى فريق لخ بوزان بالدوري البولندي الممتاز واستمر على مستواه المتميز كهداف للدوري الذي فاز به في موسم 2009-2010. ومن ثم انتقل الى الدوري الألماني بداية من بوروسيا دورتموند بعقد قدره 4.5 مليون يورو، فحقق الدوري الألماني لموسمين على التوالي من موسم 2010-11 الى موسم 2011-12، كما رفع كأس ألمانيا بموسم 2011-12 بالإضافة إلى كأس السوبر الألماني لعام 2013 امام نادي بايرن ميونيخ الألماني، ووصيف دوري ابطال اوروبا لموسم 2012-13 بعد تسجيله رباعية قوية في شباك ريال مدريد الاسباني في الدور النصف نهائي، ليخطف بايرن كأس دوري ابطال اوروبا من بوروسيا دورتموند بعام 2013.

وانتقل ليفا بعد تلك البطولة إلى أكبر أندية الدوري الألماني الممتاز بايرن ميونيخ بداية من موسم 2014-15 بعقد بلغ 11 مليون يورو آنذاك لمدة خمسة اعوام مع قابلية التمديد، وبالفعل بعد إنتهاء المدة تم تجديد العقد حتى عام 2023.

وامضى ليفا مسيرة حافلة بالإنجازات مع بايرن ميونيخ على مدى العشرة اعوام التي لعب بها في صفوفه، فحقق 19 لقب مع النادي بمختلف البطولات الكبرى، من أبرزها 8 ألقاب الدوري الألماني على التوالي من موسم 2014-2015 حتى موسم 2021-2022، وحاز على خمسة كؤوس السوبر الألماني وكأس العالم للأندية لعام 2020.

وفي صيف 2022 اعلن النادي الكاتالوني عن انضمام ليفاندوفسكي الى صفوفه بعقد مقداره 45 مليون يورو لمدة اربع اعوام، ثلاثة منها إلزامية وعام اختياري، فحقق حتى الآن الدوري الاسباني لموسم 2022-2023 وكأس السوبر الاسباني 2023، فيما يعد البولندي هداف الفريق للموسم الحالي.

ويقف إلى جانب ليفا، البرازيلي رافينيا دياز الذي انضم الى برشلونة في موسم 2022-2023 بعقد يبلغ 50 مليون يورو لخمسة مواسم، قادما من نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، الذي حقق معهم الدوري البرتغالي الممتاز وكأس البرتغال في موسم 2018-2019.

والآن يعد البرازيلي من أهم لاعبين الفريق الكاتالوني برصيد 11 هدف و6 مساهمات لأهداف زملائه في الموسم الحالي.

وحقق رافينيا أول هدفان له مع برشلونة في دوري ابطال أوروبا بعام 2024 امام النادي الفرنسي باريس سان جيرمان بنتيجة 2-3 لصالح برشلونة في ذهاب الدور الربع نهائي.

كتيبة برشلونة جاهزه للسوبر الاسبانية (برشلونة)

ويتميز رافينيا بأسلوب لعبه الذكي وتمريراته الدقيقة وقدرته على المراوغة بطرق إبداعية تذهل الخصم، وتألق النجم البرازيلي بعد تعاقد النادي مع المدرب هانز فليك الألماني بشهر مايو بعام 2024، الذي عد رافينيا احد قائدي الفريق للموسم ومنحه فرصة لاختبار قدراته وإثبات جدارته بالجانب التكتيكي من تغيير مراكزه من جناح تقليدي الى مهاجم ثانِ قوي ومنافس، قادر على مراوغة المدافعين والتغلغل إلى اعماق ملعب الخصم.

وعلى الرغم من ان موسم 2023 لم يكن الأفضل بالنسبة لرافيينا من ناحية الدوري الأسباني لكنه استطاع تحقيق أول ألقابه مع النادي في عام 2023، بكأس السوبر الاسباني.

وسجل رافينيا اول هاتريك بمسيرته مع برشلونة في 31 اغسطس 2024 امام ريال فيلوداد في الدوري الاسباني، وفي اكتوبر 2024 سجل اول هاتريك مع الفريق في دوري ابطال اوروبا مقابل بايرن ميونيخ، وفاز بجائزة لاعب المباراة.

وبعد عدة ايام من تلك المباراة سجل اول هدف له بقميص الكتالوني في الكلاسيكو امام الغريم التقليدي ريال مدريد وساهم بصناعة هدف آخر لتنتهي المباراة بانتصار برشلونة برباعية مقابل لا شيء.

وفي حال استمرار البرازيلي بالتألق سيحفر اسمه بين اساطير النادي البرازيليين امثال رونالدينيو ولاعبي نادي الهلال حاليُا نيمار ومالكوم.

ويعد ابن النادي الاسباني بيدري غونزاليس الذي يعد احد افضل لاعبي الوسط في العالم بعمر الـ 22 عام، الذي بدأ مسيرته مع نادي لاس بالماس الاسباني بعام 2019 بعمر الـ 16 عام فقط وسجل هدفه الأول مع الفريق امام نادي سبورتنغ خيخون ليصبح اللاعب الأصغر عمرًا بإحراز هدف بتاريخ لاس بالماس.

ورث بيدري الحب والانتماء لنادي برشلونة من عائلته منذ الطفولة، فكان اللعب بقميص النادي الكاتالوني حلم الطفولة والشباب، الذي تمكن من تحقيقه بعام 2020 بعقد قيمته خمسة ملايين دولار ليلعب بصفوف الفريق بموسم 2020-21 وسجل هدفه الأول مع الفريق بالتاريخ المميز 20 اكتوبر 2020 بدوري ابطال اوروبا في مباراة دور المجموعات امام النادي المجري فيرينا فاروشي حيث انتهت بانتصار برشلونة بخماسية مقابل هدف.

وسجل بيدري هدفه الأول في الدوري الاسباني في 7 نوفمبر 2020 امام ريال بيتس في المباراة التي انتهت بانتصار برشلونة بخمسة اهداف مقابل هدفين، وفي 13 فبراير 2022 حقق إنجازًا تاريخيًا بإحرازه الهدف الأسرع في ديربي برشلونة بالقرن الـ 21 وذلك بعد مرور ٧٥ ثانيه فقط على المباراة التي انتهت بالتعادل امام نادي اسبانيول.

وحقق بيدري مع برشلونة كأس ملك اسبانيا لموسم 2020-2021 والدوري الاسباني لموسم 2022-2023، كما نجح في الفوز بلقب كأس السوبر الاسباني لعام 2023.

يامال على أمل التعافي الكامل والمشاركة مع زملائه (برشلونة)

وفي هذا الموسم تألق بيدري بجميع مهاراته التي اظهرت مدى براعة هذا الشاب وأثبتت أنه واحد من أهم لاعبي برشلونة لهذا الموسم، ما بين التمريرات الدقيقة ومراوغاته الإبداعية إلى أهدافه التي غيرت مجرى عدة مباريات لبرشلونة بالنصف الأول من الموسم.

ويقف بجانب هؤلاء النجوم اللاعب اليافع لامين يامال ذو الأصول المغربية، والذي بالرغم من صغر عمره وقلة خبرته فلقد سطّر التاريخ اسمه بأحرف من ذهب بعدة إنجازات تاريخية تمكن من تحقيقها سواء بقميص النادي الكاتالوني او المنتخب الاسباني.

وتم اكتشاف موهبة يامال وهو بعمر السادسة من قِبل كشافة اكاديمية لا ماسيا التي تعود لبرشلونة، ووقع للأكاديمية بعام 2014 وهو بعمر السابعة، وبعد اعوام من تدريباته مع الأكاديمية تألق يامال كأحد افضل نجوم الاكاديمية وتم اضافته للفريق البرشلوني تحت الـ 19 عاما.

كما تم اختياره في موسم 2022-23 من المدرب السابق للفريق تشافي ليتدرب مع الفريق الأول في سيتمبر 2022، وظهر للمرة الأول مع الفريق بديلا لجافي في الدقيقة الـ 83 في الدوري الاسباني امام ريال بيتيس والتي انتهت بانتصار الكاتالونيين برباعية مقابل لا شيء، ليصبح لامين يامال خامس اصغر لاعب مشاركة في الدوري الاسباني بعمر الـ 15 عام و9 أشهر و16 يوم، وأصغر لاعب يظهر مع الفريق الأول لبرشلونة منذ الاسباني أرماندو ساجي الذي كان يبلغ من العمر 15 عام في 1992 قبل قرن من الزمان.

وحقق يامال لقبه الأول مع برشلونة عند الفوز بلقب الدوري الاسباني لموسم 2022-2023 وحصل على جائزة رجل المباراة عن المساهمة بهدفين سجلها ليفاندوفسكي وجافي امام نادي فياريال في الـ 28 أغسطس 2023، كما سجل هدف في ربع نهائي كأس ملك اسبانيا ضد اتليك بلباو في خسارة 2-4 بعد الوقت الاضافي، ليصبح اصغر هداف في تاريخ البطولة.

وبعمر الـ 16 عاما حطم يامال العديد من الأرقام القياسية لبرشلونة خلال الموسم، حيث شارك في 50 مباراة في جميع المسابقات في عام 2024.

ويذكر أن يامال سجل هدفه الأول لهذا الموسم في 24 اغسطس امام اتلتيك بلباو الذي سيقابلهم بالدور النصف نهائي في كأس السوبر بجدة يوم 8 يناير في الجوهرة المشعة.

كما حقق إنجازا تاريخيا مع المنتخب الاسباني برفع لقب كأس أمم اوروبا لعام 2024، بعدما اصبح اصغر لاعب يلعب في البطولة بعمر الـ 16 عاما و 388 يوما كاسرًا رقم البولندي كاسبر كوزلسكي، وسجل الهدف الأول لاسبانيا في فوز 2-1 في نصف النهائي على فرنسا في 9 يوليو، بتسديدة ملتفة من خارج منطقة الجزاء، والتي فازت بجائزة هدف البطولة ليصبح أصغر هداف في تاريخ البطولة قبل اربعة ايام من ميلاده الـ 17، كما تم اختياره كأفضل لاعب شاب في البطولة وبانتصار المنتخب الاسباني على انجلترا في النهائي اصبح لامين يامال اصغر لاعب يفوز ببطولة امم اوروبا على مر التاريخ.

ومازال الفتى الاسباني ذو الأصول المغربية يقدم اداء رائعا وسط تواجده مع نخبة من أفضل لاعبين العالم، فلقد سجل في الموسم الحالي خمسة اهداف وساهم في تسعة اهداف حتى الآن، يتميز لامين بقدرته على صناعة الأهداف خلال تمريراته الذكية وقدرته على التسديد من مسافات مختلفة، فيما سبق ان اشار يامال بأنه يستلهم أسلوب لعبه من نيمار نجم برشلونة السابق، مازال بالموسم بقية ومازال بجعبة يامال الكثير.