تصالح لاعب الزمالك أحمد فتوح مع أسرة «ضحية الدهس»... وتأجيل محاكمته

مقابل 10 ملايين جنيه للورثة

أحمد فتوح في أحد تدريبات نادي الزمالك (صفحة نادي الزمالك)
أحمد فتوح في أحد تدريبات نادي الزمالك (صفحة نادي الزمالك)
TT

تصالح لاعب الزمالك أحمد فتوح مع أسرة «ضحية الدهس»... وتأجيل محاكمته

أحمد فتوح في أحد تدريبات نادي الزمالك (صفحة نادي الزمالك)
أحمد فتوح في أحد تدريبات نادي الزمالك (صفحة نادي الزمالك)

في تطور جديد بقضية أحمد فتوح، لاعب نادي الزمالك المصري ومنتخب مصر لكرة القدم، وافقت أسرة ضحية اللاعب في حادث الطريق الساحلي السريع، على التصالح، مقابل 10 ملايين جنيه (الدولار يساوي 48.66 جنيه مصري)، بينما تأجل نظر القضية لجلسة 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ونظرت الدائرة الثانية لمحكمة جنايات مطروح في مصر، الثلاثاء، محاكمة فتوح، الذي يواجه 3 اتهامات تشمل قيادة السيارة تحت تأثير المخدرات، وتجاوز السرعة القانونية، والتسبب في وفاة أمين شرطة.

وشغلت واقعة فتوح اهتمامات المصريين خلال الشهرين الماضيين، عقب توقيفه بتهمة دهس رجل شرطة بسيارته بالطريق الدولي الساحلي بمدينة العلمين (104 كيلومترات غرب مدينة الإسكندرية)، في شهر أغسطس (آب) الماضي، مما أدى إلى وفاته.

وقررت النيابة العامة المصرية، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إحالة اللاعب إلى محكمة الجنايات المختصة، وعقدت أولى جلسات نظر القضية، يوم 19 أغسطس (آب) الماضي، ليتم تأجيلها لجلسة 16 سبتمبر (أيلول)، والتي خلالها تم إخلاء سبيل اللاعب بكفالة 50 ألف جنيه مصري، وتأجيل نظر محاكمته لجلسة 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وخلال جلسة الثلاثاء تنازلت أرملة ضحية الحادث - كونها الوصية على الأبناء (الورثة) - أمام هيئة المحكمة، وأشقاء المجني عليه، عن الحق المدني والدعوي الجنائية ضد اللاعب بالقتل الخطأ لزوجها، معلنة قبول الصلح بمحض إرادتها عنها وعن أولادها.

ونصت بنود وثيقة الاتفاق، بحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية، أن يسدد فتوح، إلى أفراد الطرف الأول «الورثة» جميعاً مبلغ 10 ملايين جنيه، ويتم سدادها لأفراد الطرف الأول حسب أنصبتهم الشرعية الموروثة من مورثهم، وذلك أمام المحكمة، حيث تحصل والدة المجني عليه سدس التركة، وزوجته ثمن التركة، وابنتيه القاصرتين ثلثي التركة بالسوية بينهما، وأشقائه الثلاث باقي التركة.

تضمن الاتفاق التصالح والتنازل عن الدعاوي المدنية والجنائية ضد اللاعب، مع الإقرار بعدم إقامتهم أي دعاوى قضائية مستقبلاً للمطالبة بأية تعويضات ضده. كما اتفق الطرفان على أن يتم تسليم أفراد الطرف الأول جميعاً الشيكات المصرفية الصادرة لصالحهم من الطرف الثاني. وكذلك عدد سبع شيكات بنكية مستحقة السداد في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

واختتم الاتفاق بإقرار «الطرف الثاني» (اللاعب) بأنه في حالة عدم صرف أي شيك من السبع شيكات البنكية المحررة منه، وإفادة الشيكات البنكية بعدم وجود رصيد فإنه يكون ملزماً بأن يسدد لأفراد الطرف الأول مبلغ 5 ملايين جنيه كشرط جزائي اتفاقي.

وبحسب خالد عبد الرحمن، المحامي بالنقض في مصر، فإن مبلغ التصالح مقابل 10 ملايين جنيه يعد قيمة مبالغ فيها، مبيناً أن ذلك جاء لتحول القضية لقضية رأي عام، ولكون المتهم فيها شخصية شهيرة، إلا أن الأمر خضع للتراضي في النهاية.

ويبين المحامي لـ«الشرق الأوسط»، أن القضية لا يزال فيها شق «المخدرات»، متوقعاً أن يكون الحكم فيها بنسبة كبيرة بحبس اللاعب لمدة ستة أشهر أو سنة، إلا إذا دفع فيها دفاع اللاعب بما يغير من اتهامه.

وطالبت النيابة، في جلسة المحاكمة، بتطبيق أقصى عقوبة على فتوح، وجاء في مرافعتها أن «المتهم شخص مستهتر بالقانون، ولم يكن على قدر المسؤولية كونه شخصية عامة وقدوة يقتضي بها الشباب».

بينما دفع فريق دفاع المتهم، ببطلان ادعاء النيابة، مشيرة إلى أن المتهم لم يكن تحت تأثير المخدرات، وشكك في قانونية سحب عينة الدم من المتهم.

وتصدر اسم فتوح، «تريند» منصات التواصل الاجتماعي المصرية، بالتزامن مع الإعلان عن التصالح.

وتداول رواد المنصات نصوص وثيقة الاتفاق بعد نشرها في وسائل الإعلام، كما تداول آخرون لحظة توقيع أحمد فتوح وأسرة المجني عليه على عقد التصالح أمام المحكمة.

وأبدى جانب كبير من الرواد حالة من التعاطف مع اللاعب، آملين انتهاء جلسات القضية ببراءته.


مقالات ذات صلة

مصر: جدل بشأن واقعة «تسمم غذائي» لطالبات جامعة الأزهر في الأقصر

شمال افريقيا طالبات يؤدين الامتحانات بجامعة الأزهر فرع الأقصر (إدارة الجامعة)

مصر: جدل بشأن واقعة «تسمم غذائي» لطالبات جامعة الأزهر في الأقصر

تسببت واقعة «تسمم غذائي» لطالبات بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر في محافظة الأقصر (جنوب مصر)، في حالة من الجدل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من مشروعات سكنية في مصر (وزارة الإسكان المصرية)

الحكومة المصرية تُقنن أوضاع بنايات عشوائية عبر تيسيرات جديدة

في خطوة جديدة نحو تقنين أوضاع بنايات عشوائية بالبلاد، قررت الحكومة المصرية مد فترة «تلقي طلبات (التصالح) في مخالفات البناء لمدة 6 أشهر جديدة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع لمجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

هل تنجح مصر في إقناع «النقد الدولي» بتخفيف حدة «برنامجه الإصلاحي»؟

كان يُفترض أن يصل وفد صندوق النقد الدولي إلى مصر، نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، لإتمام المراجعة الرابعة، لكن زيارة وفد «الصندوق» أُجّلت لمطلع الشهر المقبل.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا سيارات إطفاء بعد إخماد حريق كبير في منطقة العتبة قبل شهور (رويترز)

مصر: «مُخطط تطوير العتبة»... هل يُنهي حوادث الحرائق المتكررة؟

شهدت منطقة العتبة خلال الشهور الماضية عدة حرائق، خلفت خسائر مالية كبيرة.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» (رويترز)

مسؤولون مصريون يلتقون وفداً من «حماس» لاستئناف المحادثات بشأن غزة

نتنياهو يرحب باستعداد القاهرة للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اليمن يطالب بجدولة فوائد ديونه... وبدعم مالي عاجل

المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)
المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)
TT

اليمن يطالب بجدولة فوائد ديونه... وبدعم مالي عاجل

المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)
المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)

بالتزامن مع تراجع سعر العملة اليمنية (الريال) إلى مستويات قياسية، بحث اليمن مع صندوقَي النقد العربي والدولي إمكانية إعفائه من فوائد الديون المتأخرة والحصول على تمويلات إضافية، كما طالب بدعم اقتصادي عاجل لتجاوز التحديات المرتبطة بتوقف تصدير النفط والغاز نتيجة استهداف الحوثيين موانئ التصدير والهجمات على الملاحة في البحر الأحمر.

ومع تراجع سعر العملة اليمنية إلى مستوى قياسي لأول مرة في تاريخها؛ إذ تجاوز الدولار الواحد حاجز ألفَي ريال، التقى محافظ البنك المركزي ووزير المالية في الحكومة اليمنية، في واشنطن، مسؤولين في صندوقَي النقد الدولي والعربي، بهدف الحصول على مساعدات مالية جديدة وإعفاء اليمن من فوائد الديون المتأخرة.

محافظ «المركزي اليمني» قال إن دائرة الفقر اتسعت لتشمل 80 % من السكان (إعلام حكومي)

ووفقاً للمصادر الحكومية، بحث محافظ البنك المركزي أحمد غالب، ووزير المالية سالم بن بريك، مع رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي فهد التركي، إمكانية حصول اليمن على موارد مالية من الصندوق، تسهم في التخفيف من آثار الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة. كما بحثا أيضاً معالجة مديونية اليمن والتوصل إلى حلول لسداد متأخرات أقساط القروض والفوائد، وإمكانية الحصول على إعفاءات على الفوائد المتأخرة وسداد الأقساط بشكل ميسر.

اللقاءات تناولت أيضاً، طبقاً لهذه المصادر، التطورات في برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية مع رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن، أستر بيريز رويز، والممثل المقيم للصندوق في اليمن والعراق محمد جابر، ومستجدات الوضع الاقتصادي والإنساني، والأوضاع المالية والنقدية في ظل النقص الحاد في الموارد الحكومية نتيجة توقف الصادرات النفطية وزيادة الطلب على العملة الأجنبية لتغطية فاتورة الاستيراد، وتأثيراتها على العجز في ميزان المدفوعات.

فَقْد 6 مليارات

أكد محافظ البنك المركزي اليمني أن بلاده فقدت أكثر من ستة مليارات دولار من مواردها الذاتية خلال الثلاثين شهراً الماضية فقط نتيجة لتوقف صادرات النفط والغاز بسبب هجمات الحوثيين على مرافئ وناقلات النفط، إضافة إلى استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وضاعف ذلك - بحسب المسؤول اليمني - من تكلفة النقل والتأمين واضطراب سلاسل الإمداد، والتي أدت إلى زيادة معاناة الشعب، وتدهور متسارع في الأوضاع، وانعدام الأمن الغذائي، وعدم القدرة على توفير الخدمات الأساسية، وزيادة معدلات الفقر لتتجاوز أكثر من 80 في المائة.

محافظ «المركزي اليمني» ووزير المالية مع مدير صندوق النقد العربي (إعلام حكومي)

وخلال اجتماع محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، المنعقدة في واشنطن، تطرق محافظ «المركزي اليمني» إلى الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تعيشها بلاده بسبب الحرب التي تقترب من إكمال عامها العاشر، وبسبب التطورات الإقليمية والدولية غير المواتية وانعكاساتها على المنطقة والعالم، ومنها اليمن.

ودعا المسؤول اليمني إلى ضرورة تقديم دعم عاجل لبلاده والاستفادة من برامج التمويل التي يقدمها الصندوق للدول التي تمر بأزمات مشابهة والدول التي هي أكثر هشاشة.

توجيهات حكومية

بالتزامن مع هذه التحركات، وجهت الحكومة اليمنية اللجنة العليا لمكافحة التهريب بتعزيز إجراءات مراقبة تهريب العملة والذهب من مناطق سيطرتها إلى مناطق سيطرة الحوثيين أو إلى الخارج.

كما عقدت اللجنة الأمنية العليا واللجنة العسكرية اجتماعات مماثلة مع قيادة البنك المركزي اليمني بهدف تنسيق إجراءات مكافحة التهريب والمضاربة في سعر العملة، بعد تأكيد رئيس الوزراء أحمد بن مبارك أن حجم السيولة النقدية في السوق لا يبرر الزيادة الكبيرة في سعر الدولار، واتهم جهات لم يسمها بالمضاربة في سعر العملة.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استعرض خلال تسلمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجهود المبذولة لإعادة بناء مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، والمضي في الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الشاملة، و«احتواء تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية».

العليمي تسلم في عدن أوراق اعتماد عدد من السفراء لدى اليمن (سبأ)

وأكد العليمي تمسك المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل، القائم على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، والمواطنة المتساوية، وتعزيز قدرات الحكومة في بناء الاقتصاد، وتقديم الخدمات، وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني.

وكرر رئيس مجلس الحكم اليمني التأكيد على أهمية الاعتماد على الحكومة الشرعية كشريك موثوق لضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والإرهاب، والقرصنة، وأهمية التزام المجتمع الدولي بآلية التفتيش الأممية، وقرار حظر الأسلحة المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة برمتها.

ومع إشادته بالتدخلات الإنمائية والإنسانية من تحالف «دعم الشرعية» بقيادة السعودية والإمارات، أكد العليمي أنه لولا هذا الدعم لكانت الحكومة اليوم عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها الأساسية، بما في ذلك عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين، معرباً عن تطلعه إلى دعم اقتصادي دولي أكبر للحكومة، وخطط الاستجابة الإنسانية وجهود إحلال السلام.