التضخم في ألمانيا يتراجع إلى أدنى مستوياته في 43 شهراً

موظف في سلسلة متاجر المواد الغذائية الألمانية «ألدی نورد» في إيسن (رويترز)
موظف في سلسلة متاجر المواد الغذائية الألمانية «ألدی نورد» في إيسن (رويترز)
TT

التضخم في ألمانيا يتراجع إلى أدنى مستوياته في 43 شهراً

موظف في سلسلة متاجر المواد الغذائية الألمانية «ألدی نورد» في إيسن (رويترز)
موظف في سلسلة متاجر المواد الغذائية الألمانية «ألدی نورد» في إيسن (رويترز)

تراجع معدل تضخم أسعار المستهلك في ألمانيا خلال الشهر الماضي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، حسبما أفادت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي يوم الجمعة.

وذكر مكتب الإحصاء أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 1.6 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول)، مقارنة بـ 1.9 في المائة في أغسطس (آب)، وهو ما يتماشى مع التقديرات الأولية الصادرة في 30 سبتمبر.

كما أظهرت البيانات أن معدل التضخم قد تراجع إلى أقل مستوياته منذ فبراير (شباط) 2021، عندما سجل 1.5 في المائة على أساس سنوي. وقد كان هذا التراجع مدفوعاً بشكل أساسي بانخفاض أسعار الطاقة بنسبة 7.6 في المائة، في حين زادت أسعار الغذاء بنسبة 1.6 في المائة خلال الشهر الماضي، مقارنة بزيادة بنسبة 1.5 في المائة في الشهر السابق.

وبلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستبعد السلع الأكثر تقلباً مثل المواد الغذائية والطاقة، 2.7 في المائة في الشهر الماضي، مقابل 2.5 في المائة في الشهر السابق. كما أظهرت البيانات تراجع أسعار السلع بنسبة 0.3 في المائة، في حين زادت أسعار الخدمات بنسبة 3.8 في المائة سنوياً.

ويتوقع خبراء الاقتصاد استمرار انخفاض التضخم في ألمانيا، حيث توقع تقرير الخريف الصادر عن مجموعة من معاهد البحوث الاقتصادية الرائدة في ألمانيا ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 2.2 في المائة هذا العام مقارنة بالعام الماضي بانخفاض كبير عن معدل التضخم الذي بلغ 5.9 في المائة في عام 2023. كما توقع الخبراء أن يبلغ التضخم 2 في المائة في عام 2025.

ولا يزال الاستهلاك راكداً في ألمانيا، ولم يؤد انخفاض التضخم بعد إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي، على الأقل وفقاً لمسح أجراه مؤخراً معهد «جي إف كيه» الاقتصادي.

ومن المرجح أن يمنح تراجع التضخم في ألمانيا المصرف المركزي الأوروبي مزيداً من الحرية لتعديل أسعار الفائدة الرئيسية، بينما يسعى قادة السياسة النقدية لتحقيق توازن بين مكافحة التضخم والنمو الاقتصادي.

ويسعى المصرف المركزي الأوروبي بشكل واضح إلى خفض معدل التضخم السنوي في جميع أنحاء منطقة اليورو إلى أقل من 2 في المائة. وقد وافق مجلس محافظي المصرف على سلسلة غير مسبوقة من زيادات أسعار الفائدة بدءاً من يوليو (تموز) 2022، لمواجهة التضخم المرتفع في جميع أنحاء التكتل. ومع ذلك، خفض المصرف أسعار الفائدة في يونيو (حزيران) من هذا العام، ومرة أخرى في وقت سابق من سبتمبر الماضي.


مقالات ذات صلة

استطلاع لـ«المركزي التركي» يتوقع ارتفاع التضخم في نهاية العام

الاقتصاد مصرف تركيا المركزي يعدّل توقعاته للتضخم بنهاية العام (موقع المصرف)

استطلاع لـ«المركزي التركي» يتوقع ارتفاع التضخم في نهاية العام

ارتفعت توقعات التضخم وتراجعت توقعات أسعار الفائدة وصرف الليرة في تركيا بنهاية العام بحسب استطلاع المشاركين في السوق لشهر أكتوبر الذي أجراه المصرف المركزي

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر «تشاو تاي فوك» في شنغهاي (رويترز)

الذهب يرتفع بعد بيانات أميركية تعزز رهانات خفض الفائدة

ارتفع الذهب، الجمعة، بعد أن عزز تقرير عن ارتفاع طلبات إعانة البطالة الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

صندوق النقد الدولي يتوقع بقاء الاقتصاد الكويتي بحالة ركود في 2024

توقع صندوق النقد الدولي أن يبقى الاقتصاد الكويتي في حالة ركود في عام 2024، ثم يتعافى على المدى المتوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العَلم الأميركي على أحد المباني في «وول ستريت» بالحي المالي - نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تتراجع قليلاً عن مستوياتها القياسية مع بيانات مخيّبة للآمال

شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً طفيفاً عن مستوياتها القياسية، الخميس، بعد صدور تقريرين مخيبين للآمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

موقف حذر من «المركزي الأوروبي» تجاه تخفيف السياسة النقدية المستقبلية

أظهرت حسابات المصرف المركزي الأوروبي لاجتماعه في الثاني عشر من سبتمبر (أيلول) أن صناع السياسات كانوا راضين عن انخفاض التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)
قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)
TT

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)
قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)

تراجعت أسعار النفط، الجمعة، لكنها كانت لا تزال في طريقها إلى تحقيق ثاني مكاسب أسبوعية، وسط تقييم المتعاملين تأثير الأضرار التي خلّفها الإعصار «ميلتون» في الطلب الأميركي، مقابل أي اضطراب واسع النطاق للإمدادات إذا هاجمت إسرائيل مواقع نفط إيرانية.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتاً أو 0.83 في المائة إلى 78.74 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:48 بتوقيت غرينتش. وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63 سنتاً أو 0.83 في المائة أيضاً إلى 75.22 دولار للبرميل. واتجه كلا الخامين القياسيين لتحقيق مكاسب أسبوعية بين 1 و2 في المائة.

وقال بنك «باركليز»، في مذكرة للعملاء، إن «الهجوم الإسرائيلي المحتمل على منشآت النفط الإيرانية قد يتسبّب في نتيجتين متضادتين لأسواق النفط؛ إذ من الممكن أن يقلّل من تأثير الفائض الكبير للطاقة الاحتياطية ويزيد من المخاطر الجيوسياسية، وهو ما يفسّر التقلبات الكبيرة التي شهدتها أسواق النفط مؤخراً».

وقال محلل السوق في «آي جي»، ييب جون رونغ، إن الملاحظات بشأن مخزونات النفط المرتفعة والتيسير النقدي التدريجي المحتمل من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) كبحا الارتفاع في الآونة الأخيرة.

وفي الولايات المتحدة، وصل الإعصار «ميلتون» للمحيط الأطلسي، الخميس، بعد أن عبر من فلوريدا وتسبّب في مقتل 10 أشخاص على الأقل وقطع التيار الكهربي عن الملايين. وقد يؤدي الدمار إلى تقليص استهلاك الوقود في بعض المناطق بأكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم.

وارتفعت أسعار النفط الخام هذا الشهر بعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخاً على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)؛ مما أثار احتمالات برد إسرائيل بضرب منشآت نفط إيرانية. ولم ترد إسرائيل بعد على الهجوم، وتراجعت أسعار النفط الخام وظلّت مستقرة نسبياً طوال الأسبوع.

وعلى جانب المعروض، قالت «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا، الخميس، إن الإنتاج عاد إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل أزمة المصرف المركزي في البلاد، إذ بلغ 1.22 مليون برميل يومياً.

وفي سياق منفصل، تتوقع شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) البريطانية للنفط أن يرتفع صافي ديونها في الربع الثالث، جرّاء انخفاض هوامش التكرير والتغييرات التي طرأت على توقيت مبيعات الأصول.

وأفاد بيان صادر عن الشركة، الجمعة، بأن تجارة المنتجات النفطية الخاصة بالشركة ومقرها لندن كانت ضعيفة في تلك الفترة، وأن انخفاض الهوامش من معالجة النفط الخام سوف يؤثر في الأرباح بواقع 400 مليون دولار إلى 600 مليون دولار. وتغير الإنتاج الكلي قليلاً مقارنة بالربع السابق عليه.

ويضيف بيان «بي بي» إلى الصورة الضعيفة لصناعة النفط في الربع الثالث، في حين تلوّح شركتا «إكسون موبيل» و«شل» باحتمالية تراجع الأرباح من إنتاج النفط الخام وتكريره، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وخيّمت على تلك الفترة الشكوك بشأن قوة الطلب من الصين والمخاوف من احتمالية عودة السوق إلى تحقيق فائض، في حال مضي تجمع «أوبك بلس» للدول المصدرة للنفط في خطط إنعاش الإمدادات الراكدة، وهي خطوة اضطر التجمع في النهاية إلى تأجيلها لمدة شهرين.

وانخفض خام برنت بواقع 17 في المائة في الربع الثالث، رغم انتعاشه من حينها جرّاء الصراع في الشرق الأوسط.

ومن جهة أخرى، اشتعلت النار في ناقلة النفط والكيماويات «أنيكا» التي يبلغ طولها 73 متراً، شمال شرقي مدينة كولونغسبورن في بحر البلطيق. وأعلنت «الجمعية الألمانية لإنقاذ الغرقى»، الجمعة، إنقاذ أفراد الطاقم السبعة.

وذكرت محطة «أوستفيله» الإذاعية، في البداية، أن عدة أشخاص أُصيبوا. ووفقاً لخدمة الإنقاذ البحري، فإن قاطرة إنقاذ بحرية بالإضافة إلى مركبات ومروحيات توجهت إلى الناقلة. وكان الدخان الأسود المتصاعد من السفينة المحترقة مرئياً على طول الساحل.

ولم يتضح بعد مزيد من التفاصيل عن الحادث وسبب اندلاع الحريق. وتولّت قيادة الطوارئ الاتحادية إدارة العمليات.