غروسي إلى صفحة جديدة من محادثات «نووي إيران»

قال إن الطريقة القديمة «لم تعد ممكنة»

رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)
رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)
TT
20

غروسي إلى صفحة جديدة من محادثات «نووي إيران»

رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)
رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه «لمس» رغبة كبرى لدى المسؤولين الإيرانيين حول التواصل مع الوكالة بعد محادثات في نيويورك.

ويريد غروسي فتح صفحة جديدة في الملف النووي الإيراني، ولتحقيق ذلك، عبر عن رغبته في السفر إلى طهران في أكتوبر (تشرين الأول).

وأجرى غروسي محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونقلت «رويترز» عن غروسي، أمس (الأربعاء)، أنه وجد «استعداداً إيرانياً معلناً لإعادة التواصل بطريقة أكثر جدوى».

ويريد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تحقيق تقدم حقيقي» في استعادة المناقشات الفنية السليمة مع إيران بسرعة. وأوضح أن «إيران حافظت على وتيرة منتظمة من دون تسريع كبير، لكنها مستمرة».

وشدد غروسي على أن «العمل التحضيري لإحياء المحادثات يجب أن يبدأ الآن»، حتى تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الحصول على الوضوح اللازم بشأن أنشطة إيران منذ أن قلصت تعاونها مع الوكالة.

وأكد غروسي «أهمية الحصول على نتائج بطريقة مختلفة؛ لأن الطريقة القديمة ببساطة لن تكون ممكنة بعد الآن».


مقالات ذات صلة

«محادثات الرياض» للتقريب بين واشنطن وموسكو

الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس (أ.ب)

«محادثات الرياض» للتقريب بين واشنطن وموسكو

تنعقد في العاصمة السعودية الرياض، اليوم، اجتماعات أميركية - روسية، تهدف إلى إحداث تقارب بين البلدين ومناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، والترتيب لملفات القمة

غازي الحارثي ( الرياض) هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي الصورة التذكارية لحكومة عهد رئيس الجمهورية جوزيف عون الأولى التي تضمه ورئيس الحكومة نواف سلام والـ24 وزيراً أمام قصر بعبدا الثلاثاء (الرئاسة اللبنانية - إ.ب.أ)

الحكومة اللبنانية تسقِط «المقاومة» من بيانها الوزاري

أسقطت الحكومة اللبنانية بند «المقاومة» من بيانها الوزاري الذي أقرّته، أمس؛ تمهيداً لنيل ثقة البرلمان على أساسه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي علم فلسطيني يرفرف بجوار مأوى لأسرة فلسطينية أقيمت بين أنقاض المباني المدمرة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة 17 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

نتنياهو يرفض «السلطة» و«حماس» ويتمسك بـ«التهجير»

أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمسكاً بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير سكان غزة، مع رفضه تولي السلطة الفلسطينية أو حركة «حماس» مسؤولية

كفاح زبون (رام الله) فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

السودان: سلطة موازية خلال أيام في مناطق «الدعم السريع»

تترقب الساحة السودانية في الساعات المقبلة الإعلان عن سلطة سياسية في مناطق «الدعم السريع» تكون موازية للحكومة التي يقودها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج الجدعان وغورغييفا في الجلسة الختامية لـ"مؤتمر العُلا" (مؤتمر العُلا)

«جاكسون هول العُلا»... لرفع صوت الاقتصادات الناشئة

بعد يومين من النقاشات المستفيضة، أرسى مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة، الأرضية لتشكيل منصة يجري من خلالها سنوياً معالجة التحديات والفرص أمام الاقتصادات

هلا صغبيني (العُلا)

إيران «تدرس» نقل العاصمة إلى مكران على ساحل خليج عمان

تعاني طهران من الاختناقات المرورية وشحّ المياه وسوء إدارة الموارد والتلوّث الجوي الشديد (أ.ف.ب)
تعاني طهران من الاختناقات المرورية وشحّ المياه وسوء إدارة الموارد والتلوّث الجوي الشديد (أ.ف.ب)
TT
20

إيران «تدرس» نقل العاصمة إلى مكران على ساحل خليج عمان

تعاني طهران من الاختناقات المرورية وشحّ المياه وسوء إدارة الموارد والتلوّث الجوي الشديد (أ.ف.ب)
تعاني طهران من الاختناقات المرورية وشحّ المياه وسوء إدارة الموارد والتلوّث الجوي الشديد (أ.ف.ب)

تدرس إيران نقل العاصمة إلى مكران على ساحل خليج عمان في إطار سعيها لحلّ جذري لمشاكل كثيرة تواجه عاصمتها الحالية طهران، بما في ذلك الاختناقات المرورية وانخساف الأرض.

ورغم أنّ فكرة نقل العاصمة ظهرت في مناسبات مختلفة منذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 1979، إلّا أنّه تمّ تأجيل المقترحات بهذا الشأن مرارا، على اعتبار أنّها غير واقعية بسبب العقبات المالية واللوجستية الهائلة. لكنّ الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي تولّى منصبه في يوليو (تمّوز) أعاد إحياء الفكرة مؤخرا، مشيرا إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها طهران.

ومن بين هذه التحديات الاختناقات المرورية، وشحّ المياه، وسوء إدارة الموارد، والتلوّث الجوي الشديد، فضلا عن الانخساف التدريجي في الكتلة الأرضية إمّا بسبب العوامل الطبيعية أو جراء النشاط البشري. وفي يناير (كانون الثاني)، قالت المتحدّثة باسم الحكومة فاطمة موهاجراني إنّ السلطات تدرس احتمال نقل العاصمة. وأشارت إلى أنّه «تتمّ دراسة منطقة مكران بجدية» لهذا الهدف، من دون أن تحدّد جدولا زمنيا.

ومكران منطقة ساحلية على خليج عمان تمتد عبر محافظة سيستان بلوشستان في جنوب إيران وجزء من محافظة هرمزغان المجاورة. وتمّ الترويج لها مرارا على أنّها الموقع الأوفر حظا ليحلّ مكان العاصمة طهران. وقال وزير الخارجية عباس عراقجي في خطاب الأحد إنّ «الجنّة المفقودة في مكران يجب أن تتحوّل إلى المركز الاقتصادي المستقبلي لإيران والمنطقة».

وفي خطاب ألقاه في سبتمبر (أيلول)، قال بزشكيان «ليس أمامنا خيار إلا نقل المركز السياسي والاقتصادي للبلاد إلى الجنوب وبالقرب من البحر». وأكّد أنّ مشاكل طهران «تفاقمت مع استمرار السياسات القائمة».

«آمنة ومناسبة»

وأدّت إعادة إحياء الخطط بشأن نقل العاصمة إلى إثارة جدل بشأن ضرورتها، إذ سلّط كثيرون الضوء على أهمية طهران التاريخية والاستراتيجية. وقال النائب علي خزاعي إنّه بغضّ النظر عن المدينة المستقبلية التي سيتم اختيارها، يجب أن تؤخذ في الاعتبار «الثقافة الغنية» التي تتمتّع بها البلاد.

وطهران التي اختارها محمد خان آخا قاجار عاصمة في العام 1786 تمثّل مركزا سياسيا وإداريا وثقافيا للبلاد منذ أكثر من قرنين. وتضمّ محافظة طهران حاليا حوالى 18 مليون شخص، فضلا عن حوالى مليوني شخص يدخلونها خلال النهار، وفق المحافظ محمد صادق معتمديان.

وتقع مدينة طهران غير الساحلية على هضبة منحدرة عند سفح سلسلة جبال ألبرز المغطاة بالثلوج. وفي داخلها، تجتمع ناطحات سحاب عصرية مع قصور تاريخية وبازارات مكتظة وحدائق مورقة. أما مكران فتشتهر بقرى يعتاش معظم أهلها من صيد السمك وشواطئ رملية وتاريخ قديم يعود إلى عهد الإسكندر الأكبر. مع ذلك، لا يزال كثيرون يعارضون نقل العاصمة.

وقال كميار بابائي (28 عاما) وهو مهندس يقطن في طهران، «ستكون هذه خطوة خاطئة تماما لأنّ طهران تمثّل إيران حقا». وأضاف أنّ «هذه المدينة ترمز لسلالة قاجار التاريخية... رمز للحداثة والحياة المتمدّنة».

ويشاركه الرأي أستاذ التخطيط المدني علي خاكسار رفسنجاني، الذي أشار إلى «موقع طهران الاستراتيجي». وقال لصحيفة اعتماد الإصلاحية، إنّ المدينة «آمنة ومناسبة في حالات الطوارئ والحرب»، مشيرا من ناحية أخرى إلى أنّ مكران ذات موقع «ضعيف للغاية» لأنّها تقع على خليج عمّان.

من جانبه، أكّد رئيس بلدية طهران السابق بيروز حناجي أنّه «يمكن حلّ» مشاكل العاصمة، موضحا أنّ الأمر يتطلّب فقط «استثمارا» واتّخاذ تدابير لتطوير المدينة. ولا توجد تقديرات رسمية بشأن الميزانية المطلوبة لمواجهة التحديات المرتبطة بطهران. لكن في أبريل (نيسان) 2024، قال وزير الداخلية السابق أحمد وحيدي إنّ نقل العاصمة قد يتطلّب ميزانية تبلغ «حوالى مئة مليار دولار»، بناء ما ذكره موقع «همشهري» التابع لبلدية طهران.

«مركز اقتصادي»

من جانبها، أجرت وكالة «إيسنا» للأنباء تقييما لإيجابيات وسلبيات نقل العاصمة إلى مكران، لافتة إلى أنّ المنطقة تتمتّع «بالقدرة على أن تصبح مركزا تجاريا واقتصاديا مهما». لكنّ التقييم لفت كذلك إلى أنّ نقل العاصمة قد يزيد من الأعباء المالية الثقيلة التي ترزح تحتها إيران، والناتجة بشكل رئيسي عن عقود من العقوبات الدولية.

كذلك، نشرت صحيفة «اعتماد» إيجابيات وسلبيات نقل العاصمة إلى مكران، مشيرة إلى «تنمية إقليمية ووصول إلى المياه المفتوحة وخطر أقل للتعرّض للزلازل» مقارنة بطهران المعرّضة للنشاط الزلزالي. لكنّ الصحيفة ذكرت أيضا الأكلاف المرتفعة والاضطرابات التي ستشهدها حياة الناس، موضحة أنّ هذه الخطوة من شأنها أن تفرض تحدّيات لوجستية هائلة.

بدوره، أشار موقع «خبر أونلاين» إلى تعرض منطقة مكران للتغيّر المناخي. ونقل الموقع عن الخبير البيئي حسين مرادي قوله إنّ «التغييرات المناخية ونقص الموارد المائية في منطقة مكران، بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة وتراجع هطول الأمطار، خلقت ظروفا بيئية هشّة للغاية تحدّ من إمكانات التنمية الواسعة».

وبالنسبة إلى بانافشه كينوش الخبيرة في المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، فإنّ اختيار مكران قد يعكس طموحات استراتيجية واسعة. وقالت في منشور على منصة إكس إنّ «من خلال اختيار مكران لتكون العاصمة المحتملة المقبلة، تهدف إيران إلى التنافس مع موانئ بحرية مثل دبي وجوادر» في باكستان المجاورة. وأضافت أنّ هذا الأمر من شأنه أن يعطي دفعة قوية لمدينة تشابهار الساحلية القريبة «على الرغم من العقوبات»، والأهمّ من ذلك أن «يعيد التأكيد على دور (إيران) في الممر المائي للخليج».