مصر تطالب إثيوبيا بتسريع الخطوات في مفاوضات سد النهضة

وزارة الخارجية تنفي وجود أزمة مع السودان

مصر تطالب إثيوبيا بتسريع الخطوات في مفاوضات سد النهضة
TT

مصر تطالب إثيوبيا بتسريع الخطوات في مفاوضات سد النهضة

مصر تطالب إثيوبيا بتسريع الخطوات في مفاوضات سد النهضة

طالبت مصر، إثيوبيا بتسريع الخطوات في المفاوضات الدائرة منذ أكثر من عام حول «سد النهضة»، الذي تشيده أديس أبابا على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، والذي تقول مصر إنه يهدد حصتها من المياه.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أمس، إن الاجتماع السداسي المرتقب لوزراء الخارجية والري بمصر والسودان وإثيوبيا بخصوص الأزمة، يهدف إلى تذليل العقبات التي تواجه المسار الفني فيما يتعلق بالدراسات الفنية الخاصة بالسد.
ووقعت مصر مع إثيوبيا والسودان في مارس (آذار) الماضي، وثيقة مبادئ سد النهضة، تضم الأسس التي تحكم التعاون فيما بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل، بينما تقول إثيوبيا إن هدف بناء السد هو توليد الطاقة الكهربائية، كما تنفي وجود أي أضرار على دولتي المصب (مصر والسودان).
ويدور خلاف حاليا حول مكتبين استشاريين (فرنسي وهولندي)، كان من المفترض أن يقوما بإجراء دراسات لمعرفة الآثار المائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية لبناء السد، غير أن المباحثات تعثرت مرارا.
وقال المستشار أبو زيد إن الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) اتفقوا خلال الاجتماع الأخير التاسع للجنة الثلاثية، الذي عقد في مصر، على عقد اجتماع آخر سداسي على مستوى وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث لإعطاء الخطوط الاسترشادية للاجتماع الفني، حيث تناول الموضوع جوانبه السياسة والفنية كافة في هذا المنعطف المهم في مسار المفاوضات حول سد النهضة، مضيفا أنه تمت المشاورات بين مصر والسودان وإثيوبيا لتحديد موعد الاجتماع، وقال إنها لا تزال جارية للاتفاق حول هذا الموعد يتوافق مع ارتباطات والتزامات الوزراء الستة.
كما أوضح المتحدث أن الاجتماع السداسي سيعقد على الأرجح بالقاهرة، مشيرا إلى أن مصر ترى بالتأكيد أهمية لعقد الاجتماع السداسي أولا قبيل عقد الاجتماع الفني «الثلاثي»، لأن الاجتماع الفني الأخير بالقاهرة وما قبله لم يكن حاسما لتجاوز العقبات الفنية، وبالتحديد ما يتعلق بالدراسات والجهة التي ستقوم بها، ومحاولة حل الخلافات بين المكتبين الفرنسي والهولندي، وبالتالي رأت مصر أنه من الضروري أن يشارك الشق السياسي من خلال وزراء الخارجية في الاجتماع القادم مع وزراء الري لتناول الموضوع بصورة أكبر، تشمل مسألة الوقت الذي يستهلك في التفاصيل الفنية، وعدم القدرة حتى الآن على إطلاق مسار الدراسات المتعلقة بالسد، وأيضا مسألة التأكيد مجددا على محورية إعلان المبادئ الذي وقع بين الرؤساء الثلاثة، والتأكيد على أهمية أن تتسق كل المسارات الفنية معه.
وحول ما إذا كانت هناك مماطلة من الجانب الإثيوبي، أكد أبو زيد أن الدراسات الفنية يجب أن يضطلع بها طرف ثالث، وأنه في ظل عدم توافق المكتبين الفنيين حتى الآن على كيفية العمل المشترك لإعداد الدراسات، فإن هناك عائقا يجب التعامل معه والبحث من جانب الدول الثلاث عن البدائل المتاحة لإعداد الدراسات، وكل ذلك يجب أن يكون محل نقاش سياسي - فني.
وبخصوص العلاقات بين مصر والسودان، أكد المستشار أبو زيد أن الأيام الأخيرة شهدت انفعالات بسبب مبالغات إعلامية، تتعلق بأوضاع السودانيين في مصر، مشيرا إلى أن بعض الدوائر الإعلامية السودانية وشبكات التواصل الاجتماعي أسهمت في تأجيج المشاعر السلبية، التي قد يكون لها تأثير سلبي مضاعف إذا لم يعالجها المسؤولون في الدولتين، والشعب المصري والسوداني وذلك لخطورة هذا المنحى.
وكانت تقارير إعلامية سودانية قد تحدثت منذ نحو أسبوع عن مقتل 15 من المهاجرين الأفارقة شمال سيناء، على يد قوات مصرية قبل تسللهم إلى إسرائيل، مرجحة أن يكون القتلى من السودان، بينما أعلنت السفارة السودانية في القاهرة إرسالها بعثة قنصلية لتقصي الحقائق حول الأمر. لكن المتحدث باسم الخارجية أشار إلى أن الحكومة المصرية «تعاملت مع الشكوى السودانية المتعلقة بأوضاع بعض السودانيين في مصر بأكبر قدر من الجدية، من خلال البيانات الرسمية الصادرة عن وزارتي الخارجية والداخلية للتأكيد على أن الأشقاء السودانيين يعيشون في مصر على أنهم مواطنون مصريون، ولا يوجد أي استهداف لهم، لكن إذا حدثت حالات فردية نتيجة لمخالفات قانونية محددة، فإن القانون يتعامل مع المواطن السوداني مثلما يتعامل مع المصري دون تمييز أو تفرقة بينهما».
وأكد أبو زيد أن الجالية السودانية في مصر كبيرة ويتجاوز عددها 3 ملايين شخص، وبالتالي فإنه إذا تحدثنا عن حالة أو حالتين حارت حولها شكوك وتعرضت لأي نوع من المضايقات، فلا يجب الوقوع في فخ التعميم، مشيرا إلى أنه كانت على الجانب السوداني جلسة لمجلس النواب لمناقشة الوضع، وذلك بحضور وزير الخارجية السوداني الذي تحدث أمام البرلمان وشرح ما ورد إليه، كما أكد استمرار الاتصالات مع الجانب المصري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.