من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها

من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها
TT

من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها

من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها

«احقنّي بواحدة كبيرة»، تلك كانت العبارة الأخيرة التي تفوّه بها الممثل ماثيو بيري، قبل أن يسلم الروح في مسبح منزله في لوس أنجليس منذ قرابة العام.

طلب النجم الأميركي من مساعده الخاص حقنه بمزيدٍ من مادة الكيتامين المخدّرة، وقد لبّى كينيث إيوامازا النداء. أما باقي تراجيديا وفاة بيري فبات معروفاً؛ من إدمانه على الأدوية المهدّئة والمسكّنات لعقودٍ من الزمن، مروراً بمحاولات العلاج الفاشلة، وصولاً إلى تورّط مقرّبين منه بتأمين المادّة المخدّرة له وحقنه بها، ومن بين هؤلاء مساعده إيوامازا، وطبيبه سلفادور بلاسنسيا.

بيري ومساعده الشخصي كينيث إيوامازا (إكس)

خلال الشهرَين الأخيرَين اللذين سبقا وفاته، أنفق نجم مسلسل «فريندز» 55 ألف دولار على الكيتامين وحدها. كانت الدائرة المحيطة به تؤمّنها له عبر من عُرفت لاحقاً بـ«ملكة الكيتامين» واسمُها الحقيقي جاسفين سانغا، وهي بائعة مخدّرات مقرّبة من دوائر المشاهير والشخصيات النافذة.

خلال الشهرَين الأخيرين من حياته أنفق ماثيو بيري 55 ألف دولار على مادة الكيتامين (أ.ب)

مايكل جاكسون والخلطة القاتلة

ليس بيري الشخصية المعروفة الوحيدة التي سهّل مقرّبون منها الحصول على أدوية أو مخدّرات، وأسهموا بالتالي في التسبّب بوفاتها. فالسيناريو ذاته تقريباً كان قد أحاط بوفاة النجم مايكل جاكسون عام 2009.

فقبل 15 سنة، وعشيّة انطلاقه في جولة موسيقية عالمية، توقّف قلب المغنّي الأميركي بسبب جرعة زائدة من مادّتَي البروبوفول والبنزوديازيبين المخدّرتَين والمضادّتَين للقلق. وكان طبيب جاكسون الخاص، كونراد موراي، قد وصف له هاتين المادتين، إضافةً إلى أدوية منوّمة أخرى لمساعدته على تخطّي الأرق الذي كان يعاني منه.

بعد وفاة جاكسون، توجّهت أصابع الاتهام فوراً إلى موراي الذي كان يوفّر له كمياتٍ كبيرة من العقاقير المشبوهة. وقد حُكم على الطبيب لاحقاً بتهمة القتل غير المتعمّد وبالسَجن 4 سنوات.

مايكل جاكسون (أ.ب) وطبيبه كونراد موراي الذي اتّهم بقتله غير المتعمّد (رويترز)

11 مهدّئاً من صديقة

بعد 5 أشهر على وفاة ابنها العشريني بجرعة زائدة من الأدوية المخدّرة، قضت الممثلة وعارضة الأزياء آنا نيكول سميث عام 2007 بالطريقة ذاتها.

منذ انطلاقتها في عالم الشهرة، ارتبط اسم سميث بمعاناتها من الإدمان على الأدوية المهدّئة ومضادات الاكتئاب. لكنّ موت ابنها الصادم ضاعف آلامها، فلجأت إلى صديقتها وطبيبتها النفسية د. كريستين إروشفيتش التي كانت تصف لها عشرات الأدوية وتؤمّنها لها تحت أسماء مستعارة. وعشيّة وفاة الفنانة الأميركية، كانت إروشفيتش قد أحضرت 11 دواءً مهدّئاً لسميث بكميات كبيرة.

بعد 3 سنوات على رحيل سميث، أدينت الطبيبة من قبل محكمة لوس أنجليس العليا بتهمة تزوير الأدوية، وسُحبت منها لاحقاً رخصة ممارسة المهنة.

الممثلة الأميركية آنا نيكول سميث (إنستغرام) وطبيبتها النفسية كريستين إروشفيتش (أ.ب)

10 ألاف جرعة لإلفيس

خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 1977، وصف د. جورج نيكوبولوس لإلفيس بريسلي أكثر من 10 آلاف جرعة من المهدّئات والأمفيتامين والأدوية المخدّرة. وفي نهاية تلك الأشهر، كان قد قضى مَن عُرف بـ«ملك الروك آند رول» جرّاء أزمة قلبيّة.

وفق التقرير الطبي، لم تلعب المخدّرات دوراً مباشراً في الوفاة، إلا أنه عُثر على 14 دواءً في جسد إلفيس، ما رجّح أن يكون هذا الأمر قد أثّر سلباً. لكن كان يجب انتظار سنتَين حتى يخرج الطبيب الشرعي بخلاصة أن مزيجاً من مضادات الاكتئاب كان السبب وراء وفاة النجم الأميركي. وقد تلا ذلك إيقاف نيكوبولوس عن مزاولة المهنة، وهو كان طبيب بريسلي الخاص.

إلفيس بريسلي برفقة زوجته وابنته وطبيبه جورج نيكوبولوس وزوجته عام 1970 (إنستغرام)

نزف متعمّد

لا تقتصر الأخطاء التي ارتكبها الأطباء بحقّ مرضاهم من المشاهير على الفنانين، بل تنسحب على الشخصيات السياسية، كما أنها تضرب عميقاً في التاريخ، إذ تعود بعض الحالات إلى القرون الغابرة.

سنة 1685، وبعد إصابته بنوبة مفاجئة في الكلى، خضع ملك إنجلترا تشارلز الثاني لعلاجاتٍ غريبة من قِبَل فريقه الطبي؛ بما في ذلك تعريضه المتعمّد للنزف، وهو كان علاجاً متعارفاً عليها في القِدَم. إلا أن ذلك فاقم من سوء حالته فتوفّي بعد 4 أيام على إصابته بالمرض.

الملك تشارلز الثاني (موقع العائلة البريطانية المالكة)

من ألم في الحلق إلى وفاة

يوم عاد جورج واشنطن من جولة على صهوة حصانه تحت الثلج في ديسمبر (كانون الأول) 1799، لم يخلع ملابسه المبلّلة عندما جلس إلى مائدة العشاء. في الصباح التالي، استيقظ الرئيس الأميركي الأول مع ألمٍ في الحلق.

تحوّل الأمر إلى التهاب، فسارع طبيبه إلى العلاج المعتمَد آنذاك، أي تعريضه للنزف مراتٍ متكررة. لكنّ تلك التدخلّات الطبية العنيفة فاقمت الالتهابات، ما أدّى إلى وفاة واشنطن بعد يومَين.

أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية جورج واشنطن (موقع البيت الأبيض)

الأصابع القاتلة

يفصل بين وفاة جورج واشنطن ورحيل خلفِه رقم 20 جيمس غارفيلد قرابة 80 عاماً. غير أن مرور الزمن لم يَحُل دون تكرار الخطأ الطبي القاتل.

تعرّض غارفيلد لمحاولة اغتيال عام 1881، حيث استقرّت الرصاصة خلف البنكرياس من دون أن تكون قاضية. غير أن الأطبّاء الذين تدخّلوا فور وقوع الحادث، تسبّبوا للرئيس بالتهابات حادّة، بعد أن أدخلوا أصابعهم في الجرح من دون تعقيم، بهدف استخراج الرصاصة. تفاقم الالتهاب في جسد غارفيلد وساءت حالته؛ ما أدّى إلى وفاته بعد 80 يوماً على محاولة الاغتيال.

جيمس غارفيلد الرئيس العشرون للولايات المتحدة الأميركية (موقع البيت الأبيض)

قُتل من أجل عناوين الصحف

بالعودة إلى ملوك إنجلترا، فإنّ نهاية جورج الخامس لم تكن أقلّ دراميّةً من نهاية تشارلز الثاني. ففي عام 1936، وبعد أن مرض وشارف على الموت، ارتأى طبيبه الخاص، اللورد داوسون، أن يحقنه بمادتَي الكوكايين والمورفين عند منتصف الليل لتسريع الوفاة. لم يفعل الطبيب ذلك بهدف قتله، بل حرصاً على أن يتوافق توقيت الوفاة مع صدور الصحف الصباحية. ارتأى داوسون أن يتصدّر خبر موت الملك البريطاني العناوين الصباحية وليس تلك المسائية الأقلّ قراءةً.

لم يُسجن داوسون رغم أنه لم يتشاور مع العائلة المالكة في قراره، بل بقي الطبيب المعتمَد في القصر الملكي البريطاني، وتولّى متابعة الشؤون الصحية لكلٍ من الملك إدوارد الثامن وشقيقه الملك جورج السادس.

ملك إنجلترا جورج الخامس (ويكيبيديا)

فرويد... والقتل الرحيم

مؤسّس التحليل النفسي سيغموند فرويد، الذي عالج آلاف الأشخاص من آلامهم الروحية، لم ينجُ من مرض السرطان الذي أصاب فمه وعرّضه لأوجاع مبرّحة طيلة سنوات.

مؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد (ويكيبيديا)

عندما اقترب من النهاية، طلب من طبيبه أن يساعده على إنهاء حياته من أجل وضع حدّ للألم. وبعد الحصول على موافقة ابنته، حقن الطبيب فرويد بالمورفين؛ ما أدّى إلى وفاته في سبتمبر (أيلول) 1939.


مقالات ذات صلة

هونغ كونغ تشكّل «لجنة مستقلة» للتحقيق في حريق المجمع السكني

آسيا حريق المجمع السكني في هونغ كونغ (أ.ب)

هونغ كونغ تشكّل «لجنة مستقلة» للتحقيق في حريق المجمع السكني

أعلن الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ الثلاثاء إنشاء «لجنة مستقلة» برئاسة قاضٍ للتحقيق بالحريق المدمر الذي اندلع في مجمع سكني وأودى بحياة 151 شخصاً الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
آسيا إن هاك جا زعيمة كنيسة التوحيد تصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع لمراجعة مذكرة التوقيف الصادرة بحقها بناء على طلب المدعين الخاصين في سيول (أرشيفية - رويترز)

كوريا الجنوبية تبدأ محاكمة زعيمة دينية بتهم فساد

بدأت اليوم (الاثنين) محاكمة زعيمة «كنيسة التوحيد» في كوريا الجنوبية بتهمة تقديم رشى للسيدة الأولى السابقة بينها حقيبة يد فاخرة وقلادة ماسية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ عناصر من الشرطة يعملون بموقع الحادث بعد إطلاق النار على أشخاص عدة خلال تجمع عائلي في ستوكتون بكاليفورنيا (رويترز)

مقتل 4 وإصابة 10 في إطلاق نار خلال حفل عيد ميلاد بكاليفورنيا

قالت الشرطة إن 4 أشخاص لقوا حتفهم بعد إطلاق النار على 14 شخصاً خلال تجمُّع عائلي في مدينة ستوكتون بشمال كاليفورنيا، مساء أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
أوروبا أشخاص يتجولون في محطة كولونيا المركزية للقطارات بألمانيا (د.ب.أ)

إصابة رجلين بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار بألمانيا

أصيب رجلان بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار بمدينة كولونيا الألمانية، حسبما أعلنت الشرطة والادعاء العام في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا أحد حوادث الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)

حادث سير ينهي حياة أسرة كاملة في مصر

لقي 5 أشخاص من أسرة واحدة حتفهم إثر وقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الدولي الساحلي بنطاق مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.