من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها

من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها
TT

من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها

من جورج واشنطن إلى ماثيو بيري... شخصيات تورطَ أطبّاؤها ومعاونوها في موتها

«احقنّي بواحدة كبيرة»، تلك كانت العبارة الأخيرة التي تفوّه بها الممثل ماثيو بيري، قبل أن يسلم الروح في مسبح منزله في لوس أنجليس منذ قرابة العام.

طلب النجم الأميركي من مساعده الخاص حقنه بمزيدٍ من مادة الكيتامين المخدّرة، وقد لبّى كينيث إيوامازا النداء. أما باقي تراجيديا وفاة بيري فبات معروفاً؛ من إدمانه على الأدوية المهدّئة والمسكّنات لعقودٍ من الزمن، مروراً بمحاولات العلاج الفاشلة، وصولاً إلى تورّط مقرّبين منه بتأمين المادّة المخدّرة له وحقنه بها، ومن بين هؤلاء مساعده إيوامازا، وطبيبه سلفادور بلاسنسيا.

بيري ومساعده الشخصي كينيث إيوامازا (إكس)

خلال الشهرَين الأخيرَين اللذين سبقا وفاته، أنفق نجم مسلسل «فريندز» 55 ألف دولار على الكيتامين وحدها. كانت الدائرة المحيطة به تؤمّنها له عبر من عُرفت لاحقاً بـ«ملكة الكيتامين» واسمُها الحقيقي جاسفين سانغا، وهي بائعة مخدّرات مقرّبة من دوائر المشاهير والشخصيات النافذة.

خلال الشهرَين الأخيرين من حياته أنفق ماثيو بيري 55 ألف دولار على مادة الكيتامين (أ.ب)

مايكل جاكسون والخلطة القاتلة

ليس بيري الشخصية المعروفة الوحيدة التي سهّل مقرّبون منها الحصول على أدوية أو مخدّرات، وأسهموا بالتالي في التسبّب بوفاتها. فالسيناريو ذاته تقريباً كان قد أحاط بوفاة النجم مايكل جاكسون عام 2009.

فقبل 15 سنة، وعشيّة انطلاقه في جولة موسيقية عالمية، توقّف قلب المغنّي الأميركي بسبب جرعة زائدة من مادّتَي البروبوفول والبنزوديازيبين المخدّرتَين والمضادّتَين للقلق. وكان طبيب جاكسون الخاص، كونراد موراي، قد وصف له هاتين المادتين، إضافةً إلى أدوية منوّمة أخرى لمساعدته على تخطّي الأرق الذي كان يعاني منه.

بعد وفاة جاكسون، توجّهت أصابع الاتهام فوراً إلى موراي الذي كان يوفّر له كمياتٍ كبيرة من العقاقير المشبوهة. وقد حُكم على الطبيب لاحقاً بتهمة القتل غير المتعمّد وبالسَجن 4 سنوات.

مايكل جاكسون (أ.ب) وطبيبه كونراد موراي الذي اتّهم بقتله غير المتعمّد (رويترز)

11 مهدّئاً من صديقة

بعد 5 أشهر على وفاة ابنها العشريني بجرعة زائدة من الأدوية المخدّرة، قضت الممثلة وعارضة الأزياء آنا نيكول سميث عام 2007 بالطريقة ذاتها.

منذ انطلاقتها في عالم الشهرة، ارتبط اسم سميث بمعاناتها من الإدمان على الأدوية المهدّئة ومضادات الاكتئاب. لكنّ موت ابنها الصادم ضاعف آلامها، فلجأت إلى صديقتها وطبيبتها النفسية د. كريستين إروشفيتش التي كانت تصف لها عشرات الأدوية وتؤمّنها لها تحت أسماء مستعارة. وعشيّة وفاة الفنانة الأميركية، كانت إروشفيتش قد أحضرت 11 دواءً مهدّئاً لسميث بكميات كبيرة.

بعد 3 سنوات على رحيل سميث، أدينت الطبيبة من قبل محكمة لوس أنجليس العليا بتهمة تزوير الأدوية، وسُحبت منها لاحقاً رخصة ممارسة المهنة.

الممثلة الأميركية آنا نيكول سميث (إنستغرام) وطبيبتها النفسية كريستين إروشفيتش (أ.ب)

10 ألاف جرعة لإلفيس

خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 1977، وصف د. جورج نيكوبولوس لإلفيس بريسلي أكثر من 10 آلاف جرعة من المهدّئات والأمفيتامين والأدوية المخدّرة. وفي نهاية تلك الأشهر، كان قد قضى مَن عُرف بـ«ملك الروك آند رول» جرّاء أزمة قلبيّة.

وفق التقرير الطبي، لم تلعب المخدّرات دوراً مباشراً في الوفاة، إلا أنه عُثر على 14 دواءً في جسد إلفيس، ما رجّح أن يكون هذا الأمر قد أثّر سلباً. لكن كان يجب انتظار سنتَين حتى يخرج الطبيب الشرعي بخلاصة أن مزيجاً من مضادات الاكتئاب كان السبب وراء وفاة النجم الأميركي. وقد تلا ذلك إيقاف نيكوبولوس عن مزاولة المهنة، وهو كان طبيب بريسلي الخاص.

إلفيس بريسلي برفقة زوجته وابنته وطبيبه جورج نيكوبولوس وزوجته عام 1970 (إنستغرام)

نزف متعمّد

لا تقتصر الأخطاء التي ارتكبها الأطباء بحقّ مرضاهم من المشاهير على الفنانين، بل تنسحب على الشخصيات السياسية، كما أنها تضرب عميقاً في التاريخ، إذ تعود بعض الحالات إلى القرون الغابرة.

سنة 1685، وبعد إصابته بنوبة مفاجئة في الكلى، خضع ملك إنجلترا تشارلز الثاني لعلاجاتٍ غريبة من قِبَل فريقه الطبي؛ بما في ذلك تعريضه المتعمّد للنزف، وهو كان علاجاً متعارفاً عليها في القِدَم. إلا أن ذلك فاقم من سوء حالته فتوفّي بعد 4 أيام على إصابته بالمرض.

الملك تشارلز الثاني (موقع العائلة البريطانية المالكة)

من ألم في الحلق إلى وفاة

يوم عاد جورج واشنطن من جولة على صهوة حصانه تحت الثلج في ديسمبر (كانون الأول) 1799، لم يخلع ملابسه المبلّلة عندما جلس إلى مائدة العشاء. في الصباح التالي، استيقظ الرئيس الأميركي الأول مع ألمٍ في الحلق.

تحوّل الأمر إلى التهاب، فسارع طبيبه إلى العلاج المعتمَد آنذاك، أي تعريضه للنزف مراتٍ متكررة. لكنّ تلك التدخلّات الطبية العنيفة فاقمت الالتهابات، ما أدّى إلى وفاة واشنطن بعد يومَين.

أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية جورج واشنطن (موقع البيت الأبيض)

الأصابع القاتلة

يفصل بين وفاة جورج واشنطن ورحيل خلفِه رقم 20 جيمس غارفيلد قرابة 80 عاماً. غير أن مرور الزمن لم يَحُل دون تكرار الخطأ الطبي القاتل.

تعرّض غارفيلد لمحاولة اغتيال عام 1881، حيث استقرّت الرصاصة خلف البنكرياس من دون أن تكون قاضية. غير أن الأطبّاء الذين تدخّلوا فور وقوع الحادث، تسبّبوا للرئيس بالتهابات حادّة، بعد أن أدخلوا أصابعهم في الجرح من دون تعقيم، بهدف استخراج الرصاصة. تفاقم الالتهاب في جسد غارفيلد وساءت حالته؛ ما أدّى إلى وفاته بعد 80 يوماً على محاولة الاغتيال.

جيمس غارفيلد الرئيس العشرون للولايات المتحدة الأميركية (موقع البيت الأبيض)

قُتل من أجل عناوين الصحف

بالعودة إلى ملوك إنجلترا، فإنّ نهاية جورج الخامس لم تكن أقلّ دراميّةً من نهاية تشارلز الثاني. ففي عام 1936، وبعد أن مرض وشارف على الموت، ارتأى طبيبه الخاص، اللورد داوسون، أن يحقنه بمادتَي الكوكايين والمورفين عند منتصف الليل لتسريع الوفاة. لم يفعل الطبيب ذلك بهدف قتله، بل حرصاً على أن يتوافق توقيت الوفاة مع صدور الصحف الصباحية. ارتأى داوسون أن يتصدّر خبر موت الملك البريطاني العناوين الصباحية وليس تلك المسائية الأقلّ قراءةً.

لم يُسجن داوسون رغم أنه لم يتشاور مع العائلة المالكة في قراره، بل بقي الطبيب المعتمَد في القصر الملكي البريطاني، وتولّى متابعة الشؤون الصحية لكلٍ من الملك إدوارد الثامن وشقيقه الملك جورج السادس.

ملك إنجلترا جورج الخامس (ويكيبيديا)

فرويد... والقتل الرحيم

مؤسّس التحليل النفسي سيغموند فرويد، الذي عالج آلاف الأشخاص من آلامهم الروحية، لم ينجُ من مرض السرطان الذي أصاب فمه وعرّضه لأوجاع مبرّحة طيلة سنوات.

مؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد (ويكيبيديا)

عندما اقترب من النهاية، طلب من طبيبه أن يساعده على إنهاء حياته من أجل وضع حدّ للألم. وبعد الحصول على موافقة ابنته، حقن الطبيب فرويد بالمورفين؛ ما أدّى إلى وفاته في سبتمبر (أيلول) 1939.


مقالات ذات صلة

حادث قتل طالب لوالده وسط الشارع يصدم المصريين

شمال افريقيا عوامل كثيرة تؤدي إلى جرائم العنف الأسري بمصر (أ.ف.ب)

حادث قتل طالب لوالده وسط الشارع يصدم المصريين

شهد حي المقطم (شرق القاهرة) واقعة مأساوية، بعدما طعن طالب يعمل ميكانيكياً والده بسكين في الصدر أمام المارة في الشارع، ما أسفر عن وفاته في الحال.

أحمد عدلي (القاهرة )
آسيا صورة من موقع الحادث في الصين (إكس) play-circle 00:20

حافلة مدرسية تصدم حشداً وتقتل 11 شخصاً بينهم تلامذة في الصين

صدمت حافلة مدرسية حشدا من الناس أمام مدرسة متوسطة شرق الصين الثلاثاء مما أسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم 5 تلامذة، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شؤون إقليمية أرشيفية للسفينة «يو إس إس واسب»

توقيف 15 شخصاً في تركيا لاعتدائهم على جنديين أميركيين

أعلنت السلطات التركية أنّها أوقفت 15 شخصاً لاعتدائهم جسديا على جنديين من طاقم حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس واسب» في مدينة إزمير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا السلطات الألمانية على علم بشأن كثير من شحنات الطرود التي أرسلها أفراد واشتعلت بها النار وهي في طريقها إلى عناوينها (رويترز)

مسؤولون ألمان يحذرون من عبوات حارقة في الشحن الجوي

حذرت السلطات الأمنية الألمانية من «عبوات حارقة غير تقليدية» يتم إرسالها عبر مقدمي خدمات الشحن، بعد كثير من الحوادث، التي اشتعلت فيها النيران.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي تكرار حوادث النقل في مصر دفع متخصصين للمطالبة بتشديد الإجراءات (د.ب.أ)

مصر: مطالب بـ«عقوبات رادعة» مع تكرار حوادث «النقل الثقيل»

في ثاني حادث مروري كبير بمصر، خلال أقل من أسبوع، تسببت سيارة نقل ثقيل في حادث مروري، فجر الاثنين، بعد اصطدامها بعدد من مركبات الأجرة والملاكي، بطريق الفيوم.

أحمد إمبابي (القاهرة)

موظفو الجيل «زد» يأخذون إجازات مرضية أكثر من سابقيهم... ما السبب؟

أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)
أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)
TT

موظفو الجيل «زد» يأخذون إجازات مرضية أكثر من سابقيهم... ما السبب؟

أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)
أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)

يستخدم موظفو الجيل «زد» أيام الإجازات المرضية المدفوعة الأجر أكثر من أي وقت مضى، وفقاً لتقرير لشبكة «فوكس نيوز».

وبحسب منصة الموارد البشرية «غوستو»، التي تستخدمها أكثر من 300 ألف شركة أميركية، فقد أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، بزيادة 42 في المائة عن عام 2019.

كما ازداد متوسط ​​الوقت المستغرَق للإجازة المرضية بنسبة 15 في المائة منذ عام 2019، ليصل إلى متوسط ​​15.5 ساعة في السنة.

وأبلغت منصة أخرى للموارد البشرية «Dayforce»، عن زيادة بنسبة 55 في المائة في الإجازات المرضية خلال الإطار الزمني نفسه، بناءً على نشاط مستخدميها.

وفقاً لبيانات «غوستو»، كان العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً هم الأكثر احتمالاً للاستفادة من هذه المزايا.

وقالت «غوستو» العام الماضي: «إن هذا الجيل الأصغر سناً هو الأكثر احتمالاً الآن لأخذ إجازة من العمل للراحة والتعافي من المرض، وهي علامة على التحول الجيلي في موقف الموظفين بشأن أخذ إجازة لحماية صحتهم».

وكان جيك كانول، المدير الإقليمي لـ«معهد أفضل أصحاب العمل» في نيويورك، قد ردّ على هذه البيانات في تصريح لـ«فوكس نيوز».

وقال كانول إن «معهد أفضل أصحاب العمل» وجد في بحث جديد أنه بغض النظر عن العمر، «يشجع أصحاب العمل أيام الإجازة المرضية للوقاية من المرض، والتعافي منه».

وأشار الخبير إلى أن عديداً من الشركات ذات المستويات العالية من مشاركة الموظفين، أنشأت مبادرات لزيادة الوعي بالصحة العقلية والعاطفية.

ووفق كانول، فإن موظفي الجيل «زد» أقل احتمالية للعمل في أماكن عمل مستقلة وموجهة ذاتياً؛ لأنهم يقدرون الاتصال البشري والتعاون. وقال: «هم يميلون إلى تجنب إصابة زملائهم بالبقاء في المنزل».

وقال الدكتور مارك سيغل، كبير المحللين الطبيين في «فوكس نيوز» وأستاذ الطب السريري في جامعة نيويورك لانغون، للشبكة إنه «سيكون من الجيد» أن نعتقد بأن الاستخدام الإضافي لأيام الإجازة المرضية يرجع إلى أن الناس أصبحوا أكثر وعياً بانتشار العدوى منذ الوباء.

وأضاف: «لكنني لا أعتقد بأن هذه هي الحال. إذا كان هناك أي شيء، فإن التعب بعد كوفيد أدى إلى احتياطات أقل، بما في ذلك كوفيد، الذي ينتشر الآن على نطاق واسع مرة أخرى».

افترض الطبيب أن ارتفاع أيام الإجازات المرضية يرتبط بشكل أكبر بالإرهاق في العمل، وندرة المكافآت، والافتقار إلى الالتزام الوظيفي، خصوصاً بين الشباب.

«من المرجح أن يستغل الناس النظام أو يتطلبون أياماً للصحة العقلية؛ بسبب القلق والاكتئاب المتزايدَين في مجتمعنا»، كما افترض سيغل. وشرح أن «بعض الناس يشعرون فقط برغبتهم في توفير مزيد من التوازن في حياتهم بين العمل واللعب».

إلى ذلك، أوضح الدكتور كايل إليوت المدرب المهني المقيم في كاليفورنيا، أن موظفي الجيل «زد» يعطون الأولوية للتوازن بين العمل والحياة.

قال إليوت لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «من الأسهل أخذ يوم إجازة مرضية عندما تجد معنى وهدفاً يتجاوزان عملك وحياتك المهنية».

أدرك موظفو الجيل «زد» أيضاً أن أيام المرض ليست مخصصة فقط للمرض الجسدي، وفقاً للخبير.

قال إليوت: «يمكن استخدامها أيضاً عندما تتعامل مع الإجهاد أو الإرهاق، ولا يتعين عليك تزويد صاحب العمل الخاص بك بسبب مفصل لاستخدامك يوم الإجازة المرضية».

كشفت بيانات جديدة وحصرية من استطلاع «Top Employers Gen Z» عن أن 81 في المائة من العمال الشباب يعتقدون بأن أصحاب العمل لديهم مسؤولية دعم الصحة البدنية لموظفيهم.

وفي الوقت نفسه، يتفق 83 في المائة على أن أصحاب العمل مسؤولون عن دعم الصحة النفسية لموظفيهم.

أيضاً، 62 في المائة من الجيل «زد» على استعداد لقبول راتب أقل مقابل توازن أفضل بين العمل والحياة، وفقاً للاستطلاع.