«صنايعية مصر»... مبادرة لإنقاذ حرف تراثية من الاندثار

تُعنى بفنون الخزف والخيامية والنقش على النحاس

أعمال الخيامية من المعروضات في المبادرة (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)
أعمال الخيامية من المعروضات في المبادرة (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)
TT

«صنايعية مصر»... مبادرة لإنقاذ حرف تراثية من الاندثار

أعمال الخيامية من المعروضات في المبادرة (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)
أعمال الخيامية من المعروضات في المبادرة (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)

ضمن مبادرة للحفاظ على الحِرف التراثية والتقليدية، عنوانها «صنايعية مصر»، أقيمت احتفالية لتخريج الدفعة الرابعة من هذه المبادرة المعنيّة بحمايتها من الاندثار، وتسويقها وتعليمها للأجيال الجديدة؛ من بينها فنون الخزف والخيامية والنقش على النحاس والصدف والحليّ والتلّي.

المبادرة الهادفة إلى إتقان ممارسة تلك الحرف بكفاءة عالية، تستلهم روح التراث في أعمال تُحاكي العصر، ليتمكن الخرّيجون من إقامة مشروعاتهم الخاصة في الحِرف التراثية؛ وذلك لتحسين مدخولهم، وتنمية الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تلبية حاجات الأسواق المحلّية والعالمية من تلك المنتجات.

وتُعدّ «صنايعية مصر» من المبادرات الرئاسية، وتنفّذها أكثر من جهة، منها وزارة الثقافة، فيقول رئيس قطاع الفنون التشكيلية وممثل الوزارة في «اللجنة الوطنية لإحياء الحِرف التراثية»، الدكتور وليد قانوش: «هذه المبادرة الرئاسية بدأت قبل 5 سنوات تقريباً، وترتكز على تدريب مجموعة من الشباب والخرّيجين على الحِرف المختلفة».

«صنايعية مصر» مبادرة لتحويل الحِرف مهناً (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «شُكِّلت لجنة من الخبراء برئاسة الدكتور أشرف رضا، اختارت 72 مشتركاً من 350 متقدِّماً تقريباً؛ عملنا معهم طوال العام من خلال مدرّبين متخصّصين في الحِرف المتنوّعة، وبمشاركة الأسطوات والحرفيين في مركز الحرف التقليدية بالفسطاط».

وكانت الوزارة قد تبنّت مبادرة «صنايعية مصر» انطلاقاً من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 لتدريب الأشخاص من سنّ 18 حتى 45 عاماً على الحِرف التراثية، بما يحقّق حماية التراث وإعادة إحيائه.

صناعة الحليّ من الفنون التراثية التي تحظى بعناية (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)

ودُرِّب الشباب على أعمال النحاس، والصدف، والقشرة، والخيامية، والخزف، والحلى التراثية لمدّة 8 أشهر، على أيدي نخبة من الأساتذة والمتخصّصين في كليات الفنون المختلفة، بالإضافة إلى الحرفيين ذوي الكفاءة العالية، وفق بيان لـ«صندوق التنمية الثقافية».

ويشير قانوش إلى أنّ «طبيعة الدراسة تتضمّن تدريباً على المهارات الحرفية بقيادة كل خبير في تخصّصه، وينتهي التدريب بعد إتقان تنفيذ المُنتَج والتدريب على مهارات التسويق المختلفة، وإعداد المتدرِّب لممارسة المهنة بشكل مستقلّ، وتعريف المتدرّبين بالتسهيلات التي يقدّمها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسّطة لممارسة مهنهم بشكل فعال».

وشهدت الدفعة الرابعة من المبادرة التدريب على حرف جديدة هي: فانوس رمضان والأويما، بالإضافة إلى حِرف الخزف، وأشغال النحاس، والحلي، والخيامية، والتطعيم بالصدف والقشرة؛ وامتدت فترة الدراسة بالمنحة لـ10 أشهر، مع إتاحة التدريب بمحافظات القاهرة، والإسكندرية، والبحيرة، وسوهاج، والأقصر.

ويوضح قانوش أنّ «المبادرة كانت نواة بُني عليها خلال العام الماضي، وتُشارك فيها جميع الوزارات المعنيّة لتحويلها مشروعاً قومياً يُسهم في الاقتصاد الوطني من خلال الإنتاج والتصدير».

أعمال الصدف والخشب من الحرف التراثية ذات الطابع الخاص (صندوق التنمية بوزارة الثقافة)

ويلفت إلى أنّ «الجهات المُشاركة هي وزارة التجارة والصناعة، وجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسّطة التابع لمجلس الوزراء، ووزارة التضامن الاجتماعي، والمركز القومي للمرأة، ووزارة التخطيط، والبنك المركزي، ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفنّي»، مؤكداً: «هذه المبادرة تُخرِّج عدداً محدوداً من المتدرّبين، لكنه عدد مؤثّر بانتظار الانتهاء من المشروع القومي الأكبر».

 

ويختم: «دور وزارة الثقافة بهيئاتها وإداراتها المعنيّة هو إحياء الحِرف التراثية في مصر والحفاظ عليها. أما تحويل الإنتاج والحرف فرصَ عمل، فهذا ينطوي على تدخُّل جهات عدّة من جميع الوزارات المُشاركة بالمبادرة والمعنيّة بها».


مقالات ذات صلة

«حكمة المصريين» تتجلّى في معرض للفنان ناثان دوس

يوميات الشرق جانب من أعمال الفنان (الشرق الأوسط)

«حكمة المصريين» تتجلّى في معرض للفنان ناثان دوس

اختار النحات المصري ناثان دوس لمعرضه الأحدث اسماً دالاً على الحكمة والفهم في الحضارة المصرية القديمة، وإن كان «سيشميت» بدا لفظاً غريباً على الواقع المصري.

محمد الكفراوي (القاهرة)
عالم الاعمال شركة «ديڤوتيه» تعلن مشاركتها في النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض «سعودي ديرم»

شركة «ديڤوتيه» تعلن مشاركتها في النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض «سعودي ديرم»

أعلنت شركة «ديڤوتيه (Devoté)» عن مشاركتها «البارزة في النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض (سعودي ديرم)

يوميات الشرق اختيار سلطنة عمان «ضيف شرف» الدورة الـ56 من معرض القاهرة للكتاب (وزارة الثقافة المصرية)

«الثقافة المصرية» تراهن على الذكاء الاصطناعي في «القاهرة للكتاب»

تحت شعار «اقرأ… في البدء كان الكلمة» تنطلق فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في 23 من شهر يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
ثقافة وفنون «القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

«القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

تم الإعلان عن إطلاق «منصة كتب رقمية» بالتعاون مع وزارة الاتصالات وهي تستهدف «إتاحة الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الثقافية والتراثية»

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
TT

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)

على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، يتعين علينا أحياناً مواجهة حقيقة مفادها أننا لا نعرف أطفالنا البالغين جيداً، كما نعتقد. ومع ذلك يجب أن نظل يقظين للعلامات التي قد تشير إلى أنهم يعانون بطرق لم نفهمها.

يقول الدكتور جيفري بيرنشتاين إنه، بصفته مدرباً للآباء، رأى كيف يريد الآباء أن يصدقوا أن أطفالهم البالغين رائعون ولا يعانون من مشكلات. لكن في بعض الأحيان، تشير التغييرات أو السلوكيات الدقيقة إلى مشكلات أعمق. يمكن أن يُحدث التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر فرقاً كبيراً، كما أشار تقرير لموقع «فسيولوجي توداي» الأميركي.

فيما يلي 3 علامات تحذيرية على أن طفلك البالغ يعاني، ونصائح عملية حول كيفية المساعدة:

التحولات الجذرية في الشخصية: من الطبيعي أن يتغير الناس مع نموهم، لكن التحولات المفاجئة والشديدة في الشخصية أو السلوك يمكن أن تكون بمثابة إشارة تحذيرية. ربما أصبح طفلك الذي كان هادئاً في السابق، سريع الانفعال. على سبيل المثال، ناثان، البالغ من العمر 28 عاماً، أصبح سريع الانفعال ومنعزلاً بشكل لا يمكن تفسيره، عندما لاحظتْ والدته تيسا أنه لم يعد يردُّ على مكالماتها، أو يتجنب التجمعات العائلية، وفسَّرت ذلك في البداية بأنه مشغول في حياته العملية، وبمرور الوقت، تفاقمت تقلباته مزاجية وعُزلته.

ما يمكنك فعله: تجنب استخلاص استنتاجات أو الإدلاء بتصريحات اتهامية؛ مثل «لماذا تتصرف بغرابة؟». وبدلاً من ذلك، عبِّر عن الفضول والقلق. على سبيل المثال، قل: «لاحظت أنك تبدو أكثر بعداً، مؤخراً. هل كل شيء على ما يرام؟ أنا هنا إذا كنت تريد التحدث».

إن تقديم الدعم دون إصدار أحكام يمكن أن يفتح الباب أمام محادثات هادفة.

عدم الاستقرار المالي أو المهني المستمر: إن فقدان الوظائف بشكل متكرر، أو الأزمات المالية غير المبرَّرة، أو الافتقار إلى الدافع لتحقيق الأهداف، يمكن أن يشير إلى صراعات أكثر عمقاً.

على سبيل المثال، صوفيا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي بَدَت كأنها تملك كل شيء، حتى اكتشفت والدتها إيلينا أنها كانت تقترض المال من الأصدقاء لتغطية الإيجار، وكانت أعذار صوفيا حول الصراعات في مكان العمل والحظ السيئ تُخفي القلق والاكتئاب الكامنين اللذين كانا يفسدان نجاحها.

ما يمكنك فعله: شجِّع ابنك على مشاركة تحدياته، دون إصدار أحكام. اقترح عليه طلب الدعم المهني، سواء من خلال العلاج أو الاستشارة المالية. ضع ذلك في إطار جهد جماعي: «دعنا نكتشف كيفية تزويدك بالموارد التي تحتاج إليها لتشعر بمزيد من الاستقرار».

الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو مدمرة للذات: يمكن أن يكون السلوك المحفوف بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات، أو الإنفاق المتهور، أو العلاقات غير الصحية، بمثابة صرخة لطلب المساعدة.

فعندما بدأ ماركوس، البالغ من العمر 30 عاماً، نشر تحديثات غير منتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي والاحتفال بشكل مفرط، عَدَّ والده جريج الأمر مجرد مرحلة، حتى ألقي القبض على ماركوس بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، حينها أدرك جريج خطورة الموقف.

ما يمكنك فعله: ضع حدوداً واضحة ورحيمة. دع ابنك يعرف أنك قلِق بشأن سلامته، وأنك على استعداد لدعمه، ولكن فقط إذا اتخذت خطوات نشطة لمعالجة سلوكه. على سبيل المثال، «أنا قلق بشأن شُربك. سأساعدك في الحصول على المساعدة، لكن لا يمكنني تجاهل كيف يؤثر هذا على صحتك وسلامتك».

لماذا يُعد هذا الأمر مهماً أكثر من أي وقت مضى؟ لقد حدثت حالات بارزة لسقوط وموت وتعب أطفال بالغين، يبدو مظهرهم من الخارج أنهم ناجحون، مما يذكِّرنا بأن المظاهر الخارجية قد تكون خادعة. وكذلك فإن تجاهل علامات التحذير المبكرة قد يؤدي إلى صراعات كبيرة. وغالباً ما يتردد الآباء في التدخل، خوفاً من تجاوزهم، أو إجهاد العلاقة مع أبنائهم، ومع ذلك فإن التعامل مع ابنك البالغ بالتعاطف والدعم يمكن أن يُحدث فرقاً عميقاً.