رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي يصف أفعال المستوطنين المتطرفين بـ«الإرهاب»

ويثير عاصفة من الجدل في إسرائيل

مئير إيتنغر الذي طالته العقوبات الأوروبية يوم الجمعة خلال مثوله أمام محكمة في الناصرة عام 2015 علماً بأنه من قادة جماعة للمستوطنين المتطرفين تدعى «شبان التلال» (أ.ب)
مئير إيتنغر الذي طالته العقوبات الأوروبية يوم الجمعة خلال مثوله أمام محكمة في الناصرة عام 2015 علماً بأنه من قادة جماعة للمستوطنين المتطرفين تدعى «شبان التلال» (أ.ب)
TT

رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي يصف أفعال المستوطنين المتطرفين بـ«الإرهاب»

مئير إيتنغر الذي طالته العقوبات الأوروبية يوم الجمعة خلال مثوله أمام محكمة في الناصرة عام 2015 علماً بأنه من قادة جماعة للمستوطنين المتطرفين تدعى «شبان التلال» (أ.ب)
مئير إيتنغر الذي طالته العقوبات الأوروبية يوم الجمعة خلال مثوله أمام محكمة في الناصرة عام 2015 علماً بأنه من قادة جماعة للمستوطنين المتطرفين تدعى «شبان التلال» (أ.ب)

أثار رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، عاصفة من الجدل بعد إرساله تحذيراً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصف فيها أفعال المستوطنين اليهود المتطرفين في الضفة الغربية بأنها «إرهاب»، مشدداً على أن هذا التطرف يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي الإسرائيلي.

وجاءت رسالة بار في وقت حساس جداً، حيث جرى توجيهها إلى نتنياهو، والمستشار القانوني للحكومة، وأعضاء من الكنيست، بمن فيهم أولئك الذين يدعمون علنياً المستوطنين المتطرفين، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان».

الرسالة التي تم تسريبها ونشرها على «القناة 12» الإسرائيلية، كشفت عن التوترات العميقة والمتصاعدة بين الجناح اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو والجهاز الأمني الإسرائيلي.

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة سابقة في الكنيست (د.ب.أ)

دعا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والذي كان من بين من انتقدهم بار لسلوكهم التحريضي، إلى إقالة رئيس «الشاباك»، في خطوة أثارت انتقادات من وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي عبَّر عن دعمه الكامل لرئيس «الشاباك».

وفي رسالته، ركَّز بار على مجموعة «شباب التلال»، المعروفة بتطرفها العنيف، وشنها لهجمات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بهدف تهجيرهم وتسهيل ضم الأراضي للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

وأكد بار أن هذه الأعمال لم تعد مجرد جرائم، بل إرهاب حقيقي يهدف إلى خلق حالة من الرعب ونشر الخوف، محذراً من أن تساهل السلطات مع هذه الجماعات المتطرفة قد يؤدي إلى تصاعد العنف، حتى ضد قوات الأمن الإسرائيلية نفسها.

وأشار بار إلى أن المتطرفين تحولوا من الهروب من قوات الأمن إلى مهاجمتها بشكل مباشر، وحذر من أن دعم بعض المسؤولين في الحكومة لهذه الجماعات يمنحهم شرعية خطيرة.

كما انتقد بشدة زيارة بن غفير لمجمع المسجد الأقصى الشهر الماضي، مشيراً إلى أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد دموي يهدد وجه الدولة الإسرائيلية.

بينما لم يحاول نتنياهو حتى الآن اتخاذ أي إجراء ضد بار، لكنه انتقد قادة الأمن لدورهم في المفاوضات مع حماس، مشيراً إلى أنهم يظهرون ضعفاً في مواجهة التحديات الأمنية.

الخلاف بين بار وبن غفير يعكس التوترات العميقة داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يقف وزير الدفاع غالانت إلى جانب رئيس (الشاباك)، محذراً من أن تصرفات بن غفير تُعَرِّض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر، وتزيد من الانقسامات الداخلية.


مقالات ذات صلة

خلافات حادة ومبكرة في إسرائيل على إحياء ذكرى 7 أكتوبر

المشرق العربي مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بتحرير الأسرى المحتجزين لدى «حماس» 8 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

خلافات حادة ومبكرة في إسرائيل على إحياء ذكرى 7 أكتوبر

تدخّل الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، لحل خلاف محتدم في إسرائيل حول إقامة مراسم رسمية لإحياء ذكرى 7 أكتوبر، وعرض على الحكومة إقامة المراسم في مقره.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي نشطاء يواجهون مستوطنين قرب قرية بيت جالا بالضفة الغربية الخميس الماضي (أ.ف.ب)

رئيس «الشاباك» لنتنياهو: ليست هناك شرطة في إسرائيل

وجه رئيس جهاز الأمن العام الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، أقسى انتقاد للشرطة الإسرائيلية التي تتبع وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 4 أغسطس 2024 (رويترز)

نتنياهو في خلاف مع المفاوضين الإسرائيليين حول شروط وقف إطلاق النار

قال مصدر مطلع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، دخل في خلاف مع مفاوضي وقف إطلاق النار الإسرائيليين؛ بسبب إصراره على ألا تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الدخان يتصاعد جراء انفجار في غزة وسط الحرب المستمرة (رويترز)

بلا «حماس»... محادثات في القاهرة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة

يتوجه وفد من حركة «حماس» اليوم السبت إلى القاهرة، دون المشاركة في المباحثات الجارية هناك سعياً لهدنة في قطاع غزة، بينما تواصل إسرائيل قصفها في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة - غزة)
شؤون إقليمية العلم الفلسطيني يظهر أمام جزء من الجدار في ممر «فيلادلفيا» بين مصر وغزة (أ.ب) play-circle 01:35

تقرير: نتنياهو يوافق على تغيير موقع واحد للجيش الإسرائيلي في ممر «فيلادلفيا»

أعلن المسؤولون الإسرائيليون أن نتنياهو قبل جزئياً طلب بايدن ووافق على التخلي عن موقع إسرائيلي واحد على طول الحدود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 ضباط احتياط في معارك بغزة

جنود إسرائيليون خلال المعارك في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون خلال المعارك في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 ضباط احتياط في معارك بغزة

جنود إسرائيليون خلال المعارك في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون خلال المعارك في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل 3 ضباط احتياط في معارك بقطاع غزة، حيث الحرب مع حركة «حماس» مستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.

وجاء في بيان للجيش، أن اثنين من الضباط برتبة ميجور جنرال، بينما الثالث برتبة ليفتنانت كولونيل، وقد قتلوا في وسط غزة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

ومنذ أسابيع، تخوض القوات الإسرائيلية معارك ضارية مع مقاتلين فلسطينيين بوسط غزة، خصوصاً في منطقة دير البلح، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبهذا الإعلان ترتفع حصيلة القتلى الإسرائيليين منذ بدء العملية البرية بقطاع غزة في 27 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 338 قتيلاً، ويرتفع عدد القتلى من الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى 699 قتيلاً.

3 ضباط احتياط إسرائيليين قتلوا في معارك بقطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر، وأسفر عن مقتل 1199 شخصاً، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.

وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ«القضاء» على «حماس»، ويشن الجيش منذ ذلك الحين قصفاً مدمراً وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بمقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.