لوهلة يشعر المتابع لإعلان نادي الفتح عن القمصان الجديدة للموسم الكروي بأنه يشاهد فيديو خاصاً بأمر رياضي، إنه أشبه بمشهد لبداية عمل سينمائي، سيارة من نوع شيفروليه تظهر في بداية العمل تقودك لمزيد من التركيز وترقب الجديد، ثم تتوالى اللقطات بين واحة النخيل وسوق الحرفيين وبرج الموسى الطبي الذي يعرفه أهالي الأحساء جيداً، ناهيك عن المزيج الكبير بين موسيقى وأغنية الراب الحديثة والفن الشعبي القديم لطاهر الأحسائي، إحدى أيقونات الفن المرتبط بالسعودية وتحديداً مدينة الأحساء.
تفاصيل مليئة تعيشها عند مشاهدة إعلان نادي الفتح، وهو العمل الذي قام به المركز الإعلامي للنادي وأنتجه بطريقة مختلفة دشن معها باكورة حراكه للموسم الجديد الذي بات على الأبواب.
فيديو تدشين الأطقم لنادي الفتح الذي تم إنتاجه خلال 3 أسابيع عمل كان عبارة عن استعراض لثقافة الأحساء الغنية بالموروث واستثمار التفاصيل كافة بدقة متناهية وبمزج يجذب الأنظار، يتحدث محمد الضيف، مدير الإعلام والاتصال بنادي الفتح، لـ«الشرق الأوسط» عن الفكرة خلف هذا العمل، ويوضح: في كل سنة بالمركز الإعلامي دائماً نحب الخروج عن المألوف، وأن نخرج بشيء مميز ومختلف فهذه البداية للقصة.
يعود الضيف للحديث عن نقطة إطلاق هذا النوع المختلف من الأعمال، ويكشف: سمعنا أغنية لشخص هاوٍ في «يوتيوب» اسمه محمد بو قسمي، ليس معروفاً، لكنه يجيد هذا النوع من الغناء، فأحببنا أن يكون بيننا تعاون ندعمه من جانب ونظهر في النادي بعمل مختلف.
ويضيف، مدير الإعلام والاتصال: طلبنا من محمد بو قسمي أن يقوم بعمل خاص للنادي يكون مزيجاً بين الفن الشعبي والراب، وتوفقنا بإخراج الكلمات بشكل مميز، وألحان وتوزيع حسن البريه، وبعدها كنا ننتظر أقرب مناسبة لتدشينها، وكان تدشين الأطقم مناسباً لنا.
وعن كواليس تصوير الأغنية والأماكن التي تم اختيارها، يوضح الضيف: احتجنا إلى ثلاثة أيام تصوير، خصوصاً وأن الوقت المطلوب هو في ساعات النهار رغم حرارة الأجواء، كان الموقع الأول على طريق العقير بالسيارة القديمة التي تعاون فيها معنا متحف الخليفة في توفير السيارة من نوع شيفروليه موديل 69، وهي من السيارات المحببة لأهل الأحساء وارتباطهم بهذا النوع معروف.
ويمضي في حديثه: بعدها تم التصوير في الموقع الثاني برج الموسى الطبي، وهو أعلى برج موجود في الأحساء في مهبط طائرات الهيلكوبتر، بعد ذلك تم التصوير في سوق الحرفيين، وهي المكان الذي نفخر به وندعم من يعمل به، ويوضح: كونك تتحدث عن الأحساء فمن الضروري أن تتكلم عن المزارع والنخيل، وبالتالي كان موقعنا الرابع في إحدى مزارع الأحساء بين النخيل وبجوار «الطبينة».
والطبينة الحساوية كما تعرف بهذا الاسم، هي عبارة عن بقايا النخيل والحشائش في مزارع الأحساء يتم جمعها وإحراقها بطريقة مختلفة وهادئة ليستفيد منها المزارعون في استعمال الدخان الناتج منها في طرد الحشرات وتنظيف الواحات، والاستفادة منها في تخصيب التربة من جديد.
وعن المزج بين صوت طاهر الأحسائي مع فن الراب، يكشف محمد الضيف: الفنان طاهر الأحسائي هو فنان قديم قد لا يعرفه الجيل الجديد ممن يتابعون حساب النادي في مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت فرصة لنُعرّف الجيل الحالي بالفنانين الشعبين وندمجه مع فنان حديث، وكذلك إيصال الثقافة الأحسائية من خلال سوق الحرفيين التي تظهر الديكور الخاص بهذه السوق على القميص الأبيض للنادي «مستوحى من هذا المكان»، في حين الطقم الأزرق مستوحى من سعف النخيل، فهو ربط ثقافي واجتماعي وفني بين الأشياء.
شارك في هذا العمل على صعيد لاعبي الفريق الأول لوكاس زيلاريان، ومراد باتنا، ودجانيني تافاريس، ومحمد الفهيد قائد الفريق، وعمار الدحيم، واللاعبة ولاية السالم واللاعبة شهد مراد.
تستوقفك مفردة «ترانكيلو» التي تظهر عنواناً لهذا العمل، لكن الاستغراب يزول حينما تفهم المقصود منها؛ إذ يكشف الضيف: هي كلمة إسبانية تعني «على الهادئ أو على رِسلك باللغة العربية»، وجاءت هذه الكلمة بعد أن غاب الفتح عن عمل أي صفقة في فترة الانتقالات الصيفية، وكان يأتينا كلام كثير من الجماهير «وين الصفقات»؛ فقمنا بإدخال هذه الكلمة رسالةً للجمهور بالصبر والانتظار قليلاً، وتم استخدامها من هذا الباب.