هل تنهي الاضطرابات في أسواق الأسهم العالمية عهد «تجارة الفائدة»؟

تظهر الأوراق النقدية بالين الياباني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
تظهر الأوراق النقدية بالين الياباني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

هل تنهي الاضطرابات في أسواق الأسهم العالمية عهد «تجارة الفائدة»؟

تظهر الأوراق النقدية بالين الياباني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
تظهر الأوراق النقدية بالين الياباني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

تعاني أسواق الأسهم والسندات العالمية، ولا سيما اليابانية، من تداعيات تفكك تجارة الفائدة بالين «Carry Trade» الشائعة للغاية.

هذه التجارة، التي تتضمن اقتراض الين بتكلفة منخفضة للاستثمار في عملات وأصول أخرى توفر عوائد أعلى، تتعرض للتدمير بسبب رفع أسعار الفائدة اليابانية، وتقلب الين، والتقليص الوشيك لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة ودول أخرى، وفق «رويترز».

كيف تعمل الـ«Carry Trade»؟

تتمثل هذه الاستراتيجية في اقتراض الين الياباني، الذي يتميز بفائدة منخفضة للغاية، واستخدام الأموال المقترضة لشراء عملات أو أصول أخرى ذات عوائد أعلى.

وكان الين الياباني العملة المفضلة لتمويل عمليات الـ«Carry Trade» في الدولار الأميركي، والبيزو المكسيكي، والدولار النيوزيلندي، وبعض العملات الأخرى.

وتتضمن العملية شراء العملة عالية العائد بالين المقترض، واستثمارها في سندات أو أدوات سوق نقدية أخرى بعملة الشراء.

وفي نهاية العملية، التي تكون عادة قصيرة الأجل، يقوم المستثمر بتحويل الدولارات أو البيسوس مرة أخرى إلى ين، وسداد القرض.

وعادة ما تبلغ العوائد السنوية نحو 5 إلى 6 في المائة في عمليات الـCarry Trade بالدولار الأميركي والين الياباني، وهو الفرق بين الفائدة الأميركية واليابانية، مع إمكانية تحقيق مكاسب أكبر في حال انخفاض قيمة الين خلال تلك الفترة.

ما هو أصل «Yen Carry Trade»؟

إذا تم تعريفها على نطاق واسع على أنها استخدام الين منخفض العائد لشراء أصول أجنبية عالية العائد، فيمكن إرجاع أصولها إلى عام 1999 عندما خفضت اليابان أسعار الفائدة إلى الصفر بعد انفجار فقاعة أسعار الأصول.

ولجأ اليابانيون إلى الأسواق الدولية للحصول على أي شيء أفضل من العوائد الصفرية في الداخل، واستثمروا تريليونات الدولارات في الأسواق الخارجية، مما حول اليابان إلى أكبر دائن في العالم.

وبدأت تجارة الـCarry Trade كما نعرفها اليوم، والتي تتضمن اقتراض الين من قبل مستثمرين دوليين إلى حد بعيد في عام 2013 في ظل التيسير الكمي والنوعي لرئيس الوزراء شينزو آبي والذي تزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وانخفاض قيمة الين.

ووصلت هذه الصفقات إلى مستويات قياسية جديدة خلال عامي 2022 و2023 حيث رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسرعة للحد من التضخم، بينما أبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة قصيرة الأجل سلبية، وانخفض الين بشكل كبير.

إعداد: "الشرق الأوسط"

ما حجم الـ«Yen Carry Trade»؟

لا أحد متأكد تماماً. باستخدام التعريف الضيق لـ«Carry Trade»، يشير المحللون إلى 350 مليار دولار من القروض الخارجية قصيرة الأجل من قبل المصارف اليابانية كأحد التقديرات للصفقات الممولة بالين في العالم.

وقد يكون هذا الرقم مبالغاً فيه إذا كانت بعض هذه القروض عبارة عن معاملات تجارية بين المصارف أو قروضاً للأعمال التجارية الأجنبية التي تحتاج إلى الين.

ولكن هذا قد يقلل أيضاً من تقدير الحجم الفعلي لـ «Yen Carry Trade» لأن هناك مليارات من الين التي ربما اقترضها اليابانيون أنفسهم للاستثمار في الأسواق المحلية.

ويمكن أن تتضخم المواقف الفعلية بشكل كبير بسبب الاستخدام المكثف لـ «Carry Trade» من قبل صناديق التحوط والصناديق التي تعمل بالكومبيوتر.

وأضف إلى ذلك الاستثمارات الضخمة التي قامت بها صناديق المعاشات التقاعدية اليابانية وشركات التأمين والمستثمرون الآخرون في الخارج.

وتظهر بيانات وزارة المالية أن استثمارات المحفظة الأجنبية لليابان بلغت 666.86 تريليون ين (4.54 تريليون دولار) في نهاية مارس (آذار)، وأكثر من نصفها في أصول الديون الحساسة لمعدلات الفائدة، وإن كان معظمها طويل الأجل.

لماذا تنهار الـ«Yen Carry Trade»؟

من الجدير بالذكر أن بنك اليابان لم يشرع بعد في رفع أسعار الفائدة بشكل كبير، حيث لا يزال سعرها عند مستوى متواضع يبلغ 0.25 في المائة، مقارنة بسعر الفائدة في الولايات المتحدة الذي يبلغ نحو 5.5 في المائة.

لكن المحللين يقولون إن صفقات الـ«Carry Trade» أكثر حساسية لتحركات العملة وتوقعات أسعار الفائدة من المستوى الفعلي للأسعار.

فقد أدى مجرد الحديث عن المزيد من رفع أسعار الفائدة في اليابان وخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول سبتمبر (أيلول) إلى ارتفاع الين بنسبة 13 في المائة في شهر واحد وضيّق الفجوة في العائد، مما قضى تماماً على المكاسب الضئيلة في صفقات الـ«Carry Trade» البحتة بالين والدولار.

ومع تكبد المستثمرين الكبار خسائر كبيرة في صفقات الـ«Yen Carry Trade»، فهم يضطرون لبيع جزء كبير من استثماراتهم الأخرى لتعويض هذه الخسائر.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.