بايدن يرى أن الدفاع عن الديمقراطية أهم من المنصب... ويبرر انسحابه من السباق الرئاسي بالحاجة لتوحيد حزبه

الرئيس الأميركي يشيد بقدرة كامالا هاريس ويؤكد أن بلاده أقوى من أي طاغية

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

بايدن يرى أن الدفاع عن الديمقراطية أهم من المنصب... ويبرر انسحابه من السباق الرئاسي بالحاجة لتوحيد حزبه

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

في أول خطاب منذ إعلان انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية، قدّم الرئيس الأميركي جو بايدن شرحاً لقراره الانسحاب من سباق 2024، مستعرضاً إنجازاته خلال ثلاث سنوات ونصف، ومطالباً الأميركيين بالاتحاد لحماية الديمقراطية الأميركية والوقوف أمام أي طاغية. كما أشاد بنائبته كامالا هاريس التي ستخوض السباق الرئاسي ووصفها بأنها امرأة قوية وتملك الخبرة.

وقال الرئيس الأميركي في خطابه الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إنه أنهى محاولته إعادة انتخابه من أجل توحيد حزبه وبلاده، قائلاً: «هناك وقت ومكان لأصوات جديدة، أصوات أصغر سناً». وأضاف «لقد أصبح واضحاً لي أنني أحتاج إلى توحيد حزبي وتقديم رؤيتي لمستقبل أميركا، ولا شيء يمكن أن يقف في طريق إنقاذ ديمقراطيتنا، لذا قررت أن أفضل طريقة للمضي قدماً هي تسليم الشعلة إلى جيل جديد وللأصوات الشابة»، مضيفاً أن فكرة الوطن أكثر أهمية من الفرد، وأن الدفاع عن الديمقراطية أهم من أي لقب ومن أي طموح شخصي، وقال «أنا أقدس هذا المنصب، لكني أحب بلدي أكثر».

وتعهّد بايدن بالاستمرار في عمله، رافضاً كل الاتهامات من المعسكر الجمهوري بالتشكيك في قدرته على الاستمرار كرئيس للولايات المتحدة. وقال «خلال الستة أشهر المقبلة سأركز على القيام بعملي كرئيس، والاستمرار في خفض التكاليف للأسر الأميركية، وتنمية الاقتصاد، وسأواصل الدفاع عن حرياتنا، من حق التصويت إلى حق الاختيار، وسأظل أدعو إلى نبذ الكراهية والتطرف».

وأضاف «لا يوجد مكان في أميركا للعنف السياسي، وسأوصل حماية أطفالنا من العنف المسلح، وكوكبنا من التهديد الوجودي للمناخ، والقضاء على السرطان وإصلاح المحكمة العليا». وشدد قائلاً «مستمرون في العمل لضمان بقاء أميركا قوية وآمنة». وتعهد بايدن بمنع بوتين من السيطرة على أوكرانيا، وتعزيز قوة حلف شمال الأطلسي، وتعزيز التحالفات في المحيط الهادئ، وأنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة جميع الرهائن وإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط.

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

واستعرض الرئيس إنجازاته مشيراً إلى توفير الرعاية الصحية، ومساعدة ملايين المحاربين القدامى، وخفض معدلات الجريمة العنيفة إلى أدنى مستوياتها، وحماية المعابر الحدودية، وتعيين أول امرأة سوداء في المحكمة العليا. وفي لهجة تحذير قال بايدن: «لقد حافظت على التزامي أن أكون رئيساً لكل الأميركيين، لكني أعتقد أن روح أميركا على المحك وهويتنا على المحك، وفقط الشعب الأميركي هو الذي يختار مستقبل أميركا». وطالب الشعب بالاختيار بين الجمهورية والدكتاتورية. وقال «الشيء العظيم في أميركا موجود هنا، فالملوك والطغاة لا يحكمون هنا، الشعب هو من يحكم».

وأشار بايدن إلى تاريخه السياسي على مدي خمسين عاماً، مشيراً إلى بداياته المتواضعة في مدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا كطفل يعاني من التلعثم إلى جلوسه خلف المكتب البيضاوي كرئيس للولايات المتحدة، مشدداً على فكرة الحلم الأميركي. وقال «لقد كان شرفاً لحياتي أن أخدم هذا البلد لأكثر من خمسين عاماً».

وأتاح هذا الخطاب الفرصة للجمهور الأميركي للاستماع مباشرة من الرئيس بايدن عن مبرراته للانسحاب من السباق الانتخابي، بعد إصراره لأسابيع على الاستمرار وأنه أفضل مرشح لمواجهة الرئيس السابق دونالد ترمب الذي وصفه دون ذكر اسمه بأنه يشكل تهديد وجودي للبلاد وللديمقراطية.

وواجه بايدن فترة عصيبة بعد تزايد الضغوط من أقرب حلفائه للانسحاب بعد مناظرته السيئة مع ترمب، وأعلن انسحابه، يوم الأحد الماضي، وتأييده لترشيح نائبته كامالا هاريس لتوحيد الحزب الديمقراطي وخوض السباق الانتخابي عوضاً عنه.

ويقول مساعدون إن بايدن يعرف أنه إذا خسرت هاريس، فسوف يتعرض لانتقادات بسبب بقائه في السباق لفترة طويلة وعدم منحها أو أي ديمقراطي آخر الوقت الكافي لشن حملة فعالة ضد ترمب. وإذا فازت، فسوف تضمن تأمين انتصاراته السياسية وتوسيع نطاقها، وسوف يتذكره الناس بإرث تاريخي من القيادة وحماية الديمقراطية.

من جانبها، وصفت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الابيض، يوم الأربعاء، أي سؤال حول استقالة بايدن من منصبه بأنه «سخيف». وشددت أن بايدن «ليس نادماً» على قراره البقاء في السباق طوال هذه المدة، أو قراره بالانسحاب منه خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت إن قرار بايدن لا علاقة له بصحته.


مقالات ذات صلة

محكمة أميركية توجه تهمة «الإرهاب باسم حزب الله» إلى مهاجم سلمان رشدي

الولايات المتحدة​ هادي مطر الشاب الأميركي اللبناني المتهم بمحاولة قتل الكاتب سلمان رشدي خلال جلسة سابقة أمام المحكمة في نيويورك (أ.ب)

محكمة أميركية توجه تهمة «الإرهاب باسم حزب الله» إلى مهاجم سلمان رشدي

وجّهت وزارة العدل الأميركية، الأربعاء، تهمة «الإرهاب باسم حزب الله اللبناني» إلى الشاب الأميركي من أصول لبنانية، هادي مطر، الذي حاول قتل الكاتب سلمان رشدي.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

أعلنت روسيا والصين أنهما نفذتا دوريات مشتركة بقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، قرب ولاية ألاسكا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجل الأعمال روبرت مردوخ خلال حضوره اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في منتدى فيسيرف ميلووكي في ويسكونسن (أ.ف.ب)

قطب الإعلام مردوخ يخوض معركة قانونية عائلية بشأن خليفته

قطب الإعلام روبرت مردوخ، يخوض معركة قانونية ضد 3 من أبنائه؛ لضمان بقاء نجله الأكبر وخليفته المختار لاكلان مردوخ مسؤولاً عن إمبراطوريته الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم مقاتلة أميركية من طراز «إف-16» (أرشيفية - رويترز)

الجيش الأميركي يعلن اعتراض طائرات روسية وصينية

ذكر الجيش الأميركي، الأربعاء، أنه اعترض طائرات عسكرية روسية وصينية كانت تعمل في منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي في ألاسكا، رغم أنها ظلت في المجال الجوي الدولي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن خلال خطابه إلى الأميركيين (رويترز)

بايدن يبرر انسحابه بالحاجة إلى «توحيد حزبه»... ويشيد بـ«قوة» هاريس و«قدراتها»

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء، أنّه تخلّى عن الترشّح لولاية رئاسيّة ثانية لأنّه توجّب عليه «توحيد» صفوف الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسيّة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كامالا هاريس تندد بحرق عَلم أميركا خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين في واشنطن

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (د.ب.أ)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (د.ب.أ)
TT

كامالا هاريس تندد بحرق عَلم أميركا خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين في واشنطن

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (د.ب.أ)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (د.ب.أ)

نددت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي، اليوم (الخميس)، بما وصفتها بأنها «أعمال حقيرة من جانب متظاهرين غير وطنيين» في واشنطن، حيث أحرق بعض المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الأعلام الأميركية أمس، احتجاجاً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للولايات المتحدة.

وحسب «رويترز»، قالت هاريس في بيان أصدره البيت الأبيض: «أندد بحرق العلم الأميركي. هذا العلم هو رمز لمبادئنا العليا كأمة ويمثل الوعد الأميركي. لا ينبغي أبداً تدنيسه بهذه الطريقة».