​منح من «غوغل» لباحثين في «كاوست» دعماً للذكاء الاصطناعي

«غوغل» تقدم 5 منح لأساتذة باحثين من «كاوست» لدعم جهودهم في مجالات أبحاث تعلم الآلة والنماذج اللغوية الكبيرة «LLMs» (شاترستوك)
«غوغل» تقدم 5 منح لأساتذة باحثين من «كاوست» لدعم جهودهم في مجالات أبحاث تعلم الآلة والنماذج اللغوية الكبيرة «LLMs» (شاترستوك)
TT

​منح من «غوغل» لباحثين في «كاوست» دعماً للذكاء الاصطناعي

«غوغل» تقدم 5 منح لأساتذة باحثين من «كاوست» لدعم جهودهم في مجالات أبحاث تعلم الآلة والنماذج اللغوية الكبيرة «LLMs» (شاترستوك)
«غوغل» تقدم 5 منح لأساتذة باحثين من «كاوست» لدعم جهودهم في مجالات أبحاث تعلم الآلة والنماذج اللغوية الكبيرة «LLMs» (شاترستوك)

بهدف دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي تقدم «غوغل» منحاً بقيمة 100 ألف دولار لباحثين من قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). تهدف «غوغل» إلى تعزيز الأبحاث في مجال تعلم الآلة متعدد اللغات والنماذج، خصوصاً في استخدام النماذج اللغوية التوليدية الكبيرة (LLMs) في ظل تطور الذكاء الاصطناعي. سيستفيد باحثو «كاوست» من هذه المنح في مواضيع تشمل الصحة، وفهم اللغة عبر الثقافات، والاستدامة، والخصوصية، والتعليم.

وأعربت سارة الحسيني، رئيسة قسم السياسات العامة لدى «غوغل». في المملكة العربية السعودية عن أمل شركتها في مواصلة تعزيز الإنجازات في مجال تعلم الآلة متعدد اللغات والنماذج: «الذي سيعود بالنفع على المنطقة والعالم بأسره».

من جهتها، أشادت جامعة «كاوست» باعتراف «غوغل» بجودة المواهب في قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية التابعة لها. وقال البروفيسور جيانلوكا سيتي، عميد قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في «كاوست» إن هذه المنح ستتيح لأعضاء الهيئة الأكاديمية تعزيز الجهود في مجال تعلم الآلة متعدد اللغات والنماذج، وتطوير النماذج اللغوية الكبيرة في المجالات التي يمكنها إحداث تأثير مجتمعي هائل.

سيتناول الباحثون مواضيع تشمل الصحة وفهم اللغة عبر الثقافات والاستدامة والخصوصية والتعليم (غوغل)

أبرز الحاصلين على المنح

قال البروفيسور برنارد غانم، الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي (ECE) وعلوم الحاسب الآلي (CS)، إن المنحة ستساعد في دعم تمكين نماذج الذكاء الاصطناعي من متابعة التعلم من تدفقات البيانات. وأوضح أن هذه النماذج ستستمر في تعلم مفاهيم جديدة، كما تظهر بشكل طبيعي بمرور الوقت.

كما حصل على المنحة البروفيسور طارق النفوري هو أستاذ في الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي والباحث الرئيسي في مختبر نظم المعلومات في «كاوست». وأوضح أن المنحة ستسهم في دمج تعلم الآلة في جوهر عمليات الشبكة اللاسلكية بإحداث تحسينات كبيرة في تجربة المستخدم، وكفاءة الشبكات، وقابليتها للتوسع، ودفع حدود ما هو ممكن في مجال الاتصالات الحديثة.

وتهدف أبحاث البروفيسور النفوري إلى إنشاء بنية تحتية مرنة وفعالة للشبكات اللاسلكية المفتوحة (RAN) التي تستفيد من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة لتحسين أداء الشبكات اللاسلكية وقابليتها للتكيف.

ومن بين الحاصلين على منحة «غوغل» البروفيسور محمد الحسيني، الأستاذ المساعد في علوم الحاسب الآلي، عن عمله الرائد في مجال تعلم الآلة، وتحديداً في تقنيات الحوسبة البصرية من خلال مختبره (VISION CAIR). وتتمحور أبحاثه حول تطوير نماذج ذكاء اصطناعي شاملة يمكنها تفسير البيانات البصرية واللغوية وتوليدها عبر لغات وسياقات ثقافية متعددة، مما يعالج التنوع في التجارب العاطفية البشرية.

وحصل على المنحة أعضاء هيئة تدريس آخرين في «كاوست»، مثل البروفيسور دي وانغ، الأستاذ المساعد في علوم الحاسب الآلي والباحث الرئيسي في مختبر الخصوصية والوعي والمسؤولية والثقة (PART)، والبروفيسور شين غاو، رئيس وأستاذ برنامج علوم الحاسب الآلي والمدير المساعد المكلف لمركز العلوم البيولوجية الحاسوبية (CBRC) وقائد مجموعة المعلوماتية الحيوية الهيكلية والوظيفية في الجامعة.

أحد المباني في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» (شاترستوك)

مركز عالمي لـ«كاوست»

تحتل «كاوست» المرتبة 17 على الصعيد العالمي في تصنيفات علوم الحاسب الآلي (CSRankings)، وهي تصنيفات تقيس مخرجات أقسام الحاسب الآلي في أبرز المنشورات العلمية المرموقة بين عامي 2014 - 2024 في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة والحوسبة البصرية، وتحديداً الرؤية الحاسوبية والرسوميات الحاسوبية والتصوير التحليلي.

ويتصادف توقيت هذه المنح مع إعلان «كاوست» عن تأسيس مركزها الجديد للتميز في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يسعى إلى تسريع التميز في أبحاث الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطويرها في السعودية من خلال ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للأغراض العامة، وتدريب أفضل الممارسات التي تغذي الحلول المتخصصة لأولويات للبحث والتطوير والابتكار في المملكة.


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».