الكرة الإنجليزية عرفت المواد المنشطة منذ العقد الرابع بالقرن الماضي

على مسؤولي كرة القدم التعامل بجدية مع تحذيرات فينغر بشأن المنشطات

الكرة الإنجليزية عرفت المواد المنشطة منذ العقد الرابع بالقرن الماضي
TT

الكرة الإنجليزية عرفت المواد المنشطة منذ العقد الرابع بالقرن الماضي

الكرة الإنجليزية عرفت المواد المنشطة منذ العقد الرابع بالقرن الماضي

من الغريب أن مسوؤلي كرة القدم تركوا الأمر حتى الآن من دون محاولة معرفة ما إذا كان ما يقال مجرد كلام للاستهلاك التجاري، أو ما إذا كان آرسين فينغر المدير الفني لنادي آرسنال قد قال شيئا جديرا بالاهتمام.
كان من المثير رؤية رد الفعل الواسعة لكلام آرسين فينغر عندما تحدث عن شكوكه بشأن تعاطي كثير من لاعبي فرق كرة القدم للمنشطات، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يقول فيها إن تعاطي المنشطات في كرة القدم منتشر في تلك الرياضة أكثر مما يعتقد أغلب المتابعين.
لم يختلف الأمر كثيرا عما حدث عام 2013 عندما صرح مدرب آرسنال بعبارة تقول إن كرة القدم مليئة «بالأبطال الأساطير، لكنهم في الحقيقة غشاشون»، بيد أن الرياضة جرت رجليها وشاحت بوجهها بعيدا، ولم تتسبب كلماته في ضجيج، ولم يكن هناك ذكر لمزاعمه في الأخبار بالتلفزيون. وحتى عندما احتل موضوع تورط رياضيي روسيا في فضيحة منشطات كبرى عناوين الصحف المحلية البريطانية، لم يكن من الصعب تخيل بعض زملاء فينغر يديرون أعينهم متمنين لو أن مدرب آرسنال يبعد نفسه عن التدخل في الأمر.
في كرة القدم غالبا ما نطبق قاعدة أن شيئا ما لن يكون حقيقيا ببساطة؛ لأننا لا نريده أن يكون حقيقيا. ومن دون شك، كان هذا الأمر أحد الأسباب التي جعلت المسؤولين في المستوى الأعلى في الوكالة الدولية لمنع المنشطات «وادا» يقولون إن القائمين على تلك الرياضة يبدون راضين عن حالهم.
على الأقل فالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم خطط للجلوس والتحاور مع فينغر لسؤاله عما كان يقصده بقوله: «لم أحقن اللاعبين كي يصبحوا أفضل، لكني ألعب أمام كثير من الفرق التي لا تتحلى بالعقلية نفسها». في الحقيقة، هذا ما كان يتحتم على الاتحاد الإنجليزي فعله منذ سنوات عندما بدأ فينغر في قرع طبوله.
من الصعب تصور أن هناك مدرب فريق يمكن أن يخرج بتصريح بهذا الشكل، ناهيك بموقف فينغر، ومن لهم علاقة بالأمر الذين لم يسعوا لمعرفة ما إذا كان هذا الكلام مجرد شائعات أو ما إذا كان المدرب قد سمع شيئا ما يستدعي التحري.
هل من الممكن أن يكون ما قيل صحيحا؟ فقد أفاد فينغر أيضا أنه لا يصدق أن كأس العالم كان نظيفا، وكثيرا ما اشتكى من أن إجراءات الكشف عن المنشطات التي يجريها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد مباريات دوري أبطال أوروبا في حاجة إلى مزيد من التعزيز. وأظهرت دراسة حديثة أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن 68 في المائة من إجمالي 879 لاعبا محترفا مشاركا في دوري الأبطال الأوروبي والدوري الأوروبي وبطوليتين أوروبيتين جرت خلال الفترة ما بين 2008 - 2013 أن اختبارات المنشطات كشفت تعاطيهم منشط «ستيرويد» وغيره من المنشطات مما لا نحبذ الخوض في تفاصيله، ولذلك من الغباء أن ننكر إغراء المال الذي يحيط بلاعبي الكرة ويدفعهم للإقدام على ذلك.
بالفعل هناك منشطات في الألعاب الرياضية، خاصة رياضة الدراجات التي امتلأت بها، في حين تعاني غيرها من الألعاب من تلك الآفة، لكن ليس من بينها كرة القدم التي تعد أكبرهم جميعا. قد لا يكون فينغر قادرا على تقديم أدلة دامغة ملموسة، وهو أيضا ليس المدرب رفيع المستوى الوحيد الذي أثار هذه القضية، فقد سبقه سير أليكس فيرغسون الذي عبر عن تحفظاته عما يمكن أن يكتشف يوما ما في هذا الشأن.
لا يريد بعض الناس مجرد التفكير في هذا الأمر، في حين يميل آخرون للاعتقاد أنه لم يسبق أن سمع عن فريق يتعاطى لاعبيه المنشطات، وأنه في المجمل ليس هناك سوى نسبة بسيطة سجلت نتيجة إيجابية في كل الاختبارات التي جرت. وبالمنطق نفسه، من الغريب أن كثيرا من الناس يعتقدون أن كرة القدم استمرت دوما نظيفة في حين أن ما يقوله التاريخ مختلف تماما.
هل تعرف، على سبيل المثال، قصة المدير السابق لنادي آرسنال الذي اشتملت سيرته الذاتية على فصل بعنوان «أعطيت اللاعبين منشطات كي يفوزا بمباراة فاصلة في الكأس»، واعترف بالتكتم على فعلته بدافع الخوف من رد فعل الجماهير.
ويتذكر ليسلي نايتون أنه عندما كان مديرا فنيا لآرسنال عام 1925 وقبل مباراة فريقه أمام وستهام المرعب والأعلى كعبا في مسابقة كأس الاتحاد قائلا: «كنت أجلس وحيدا في مكتبي ورأسي بين يداي أفكر كيف لي أن أفعل المستحيل لكي أهزم وستهام في مسابقة الكأس»، وحينها كان يزوره طبيب معروف من منطقة غرب لندن، وعرض الطبيب على الفريق ما سماه «حبوب الشجاعة»، وهي بالتأكيد ما يعرف حاليا بالإمفيتامين، بعد أن أكد لنايتون أن اللاعبين سوف «تكون لهم قلوب بحجم قلب الثور».
واتفق كلاهما على التكتم على ما حدث لأنهما كانا على يقين من نظرة الناس لهما حال كُشف الأمر. ومن قبيل التجربة، تناول نايتون حبة واحدة وشعر بعدها برغبة مفاجأة في العدو، والقفز، وتسديد الكرة، فقد كان هناك شيء ما في هذه الحبوب، «شعرت أنني بمقدوري إسقاط جدار بقبضتي».
المشكلة كانت أنه بعد فترة قصيرة من ابتلاع اللاعبين لتلك الأقراص الفضية ألغى الحكم المباراة بسبب الغيوم، حسب مذكرات نايتون عام 1948، «كانت قيادة اللاعبين للعودة إلى ملعب هايبري (مقر آرسنال القديم) أشبه بقيادة قطيع هائج من الأسود الشابة، كانوا متوترين بدرجة كبيرة ومستميتين بشكل رهيب للحصول على الطعام والماء». وعند إعادة المباراة بدا لاعبوه كأنهم عمالقة تم شحنهم فجأة، «رأيتهم يجولون ويصولون بالكرة وسددوا كرات أشبه بصواعق»، ووقف دفاع وستهام عاجزا أمام حبوب الشجاعة. بيد أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف، وواصل وستهام مسيرته في المسابقة بعدما خاض مباراة ثانية أمام آرسنال الذي رفض لاعبوه تناول تلك الأقراص نظرا لأثارها الجانبية التي تمثلت في إحساسهم بالعطش الدائم. وقال نايتون: «كثيرا ما تساءلت عن إمكانية الفوز في حال تناولَ اللاعبون منشطات قبل هذه المباراة»، مضيفا «لم نخسر عندما تناولنا تلك الحبوب، ولم نفز عندما رفضنا تناولها».
منذ عدة أيام ذكّر موقع «ليفربول إيكو» القراء بما كتبته صحيفة «صنداي بيبول» عام 1964 على لسان حارس مرمى إيفرتون آنذاك ألبرت دنلوب عندما زعم أنه وزملاءه بالفريق يتعاطون وبانتظام على مدار عامين أقراص إمفيتامين على شكل حبوب تسمى «القلوب الأرجوانية» وأنهم فازوا خلال تلك الفترة ببطولة دوري القسم الأول. بيد أن مجلس إدارة النادي أنكر المشاركة في ذلك، وتم تكذيب دنلوب واعتبر شاهد زور، لكن كان هناك نوع من القبول لاستخدام تلك الأقراص. ويشير تقرير آخر إلى فوز فريق إيفرتون على تشيلسي بنتيجة 4- صفر ويصف كيف كان اللاعبون «يركضون على أرض الملعب».
هناك قصة أخرى لكن عن فريق ولفرهامبتون في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي تحت قيادة المدرب فرانك باكلي الذي اقتنع أن أفضل وسيلة لزيادة القوة البدنية للاعبيه هي حقنهم بمادة مستخرجة من غدد القردة. وصل خبر العلاج الجديد إلى أندية أخرى، وقرر مدرب بورتسموث، جاك تيم، حقن لاعبيه بهذا العقار لبقية الموسم، ولحقت بذلك أندية فولهام، وبريتسون، ونورث إند، وتوتنهام هوتسبير، وتورطت بعض الأسماء الكبيرة في الكرة الإنجليزية في ممارسات مشبوهة مماثلة.
النقطة هي أنه طالما أن الأندية في ذلك الوقت لجأت للمنشطات، فلماذا نستغرب أن يتكرر هذا الأمر الآن في مكان ما من العالم؟ ما يحدث في روسيا يجعلنا لا نصدق نتائج المعامل هذه الأيام. فقد صرح ديك باوند، مدير لجنة «وادا» للكشف عن المنشطات، التي كشفت عن منظومة لتعاطي المنشطات ترعاها الدولة، في وقت سابق أنه «من المحتمل أن هذا فقط مجرد قمة جبل الجليد»، مضيفا أن «روسيا ليست الدولة الوحيدة المتورطة في هذا الأمر، وألعاب القوى ليست الرياضة الوحيدة».
كرة القدم؟ دعنا نأمل أن يكون آرسين فينغر مخطئا، لكن أليست مصادفة مزعجة أن فيتالي موتكو، وزير الرياضة الروسي، الذي اتهم بشكل صريح بالاشتراك في تمهيد الطريق لعملية الغش المنظم عن طريق سماحه باستخدام المنشطات، كان قد شغل في السابق منصب رئيس نادي زينت بيترسبورغ ورئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم.
وعلى المنوال نفسه، ليس من المعتاد أن يكون اللاعبون الروس الثلاثة والعشرون الذين لعبوا باسم منتخب بلادهم في بطولة كأس العالم الأخيرة قد لعبوا جميعا في الدوري الروسي، حيث الحوافز المالية الكبيرة للبقاء في البلاد. ربما هناك تفسير بسيط لهذا، لكن ربما من الأفضل أن تكون متفتح الذهن.
ما نستطيع قوله بالتأكيد هو أنه يتعين على فينغر شرح مزاعمه بالتفصيل، لأنه عندما يقول شخص في مثل موقعه كلاما مثل هذا، فليس بالأمر الجيد أن ينفي الآخرون ما يقول ويكتفوا بأن يلوحوا معترضين بأيديهم.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.