لماذا يحبس الآباء في كوريا الجنوبية أنفسهم في زنازين؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5035630-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B2%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%9F
لماذا يحبس الآباء في كوريا الجنوبية أنفسهم في زنازين؟
صورة نشرتها مؤسسة الشباب الكورية لإحدى الأمهات المشاركات في البرنامج
سيول:«الشرق الأوسط»
TT
سيول:«الشرق الأوسط»
TT
لماذا يحبس الآباء في كوريا الجنوبية أنفسهم في زنازين؟
صورة نشرتها مؤسسة الشباب الكورية لإحدى الأمهات المشاركات في البرنامج
في غرفة صغيرة لا يُسمح فيها بالهواتف أو أجهزة الكومبيوتر المحمولة ولا يربطها بالعالم الخارجي إلا فتحة في الباب يتم من خلالها إدخال الطعام إلى الشخص الموجود بداخلها، يختبر عدد من الآباء بكوريا الجنوبية الشعور الذي قد يساور أبناءهم المنعزلين اجتماعياً.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، تعاني نسبة كبيرة من المواطنين في كوريا الجنوبية الانسحاب الاجتماعي الشديد، وهي أزمة حاول الكثير من العلماء مؤخراً التصدي لها.
ومنذ شهر أبريل (نيسان)، شارك عدد كبير من الآباء في برنامج مدته 13 أسبوعاً، بتمويل وإدارة من قِبل المنظمات غير الحكومية، مثل مؤسسة الشباب الكورية ومركز الحوت الأزرق للتعافي، يستهدف تعليمهم كيفية التواصل بشكل أفضل مع أبنائهم.
ويتضمن البرنامج قضاء ثلاثة أيام في غرفة تشبه زنزانة الحبس الانفرادي داخل منشأة في هونغتشون كون بمقاطعة كانغ وون.
وأشار القائمون على البرنامج إلى أنهم يأملون أن توفر هذه العزلة للآباء فهماً أعمق لأبنائهم المنعزلين اجتماعياً.
«السجن العاطفي»
شاركت جين يونغ هاي (50 عاماً) في هذه التجربة، حيث قالت إنها ساعدتها على تفهم «السجن العاطفي» الذي يعيشه ابنها البالغ من العمر 24 عاماً، والذي يعزل نفسه في غرفة نومه منذ ثلاث سنوات.
وتقول جين: «كنت دائماً أشعر بالذنب تجاه ابني وأتساءل عن الخطأ الذي ارتكبته تجاهه ليصبح منعزلاً بهذا الشكل. من المؤلم جداً التفكير في ذلك حقاً».
وأضافت: «لكن بعد التجربة، اتضحت لي الكثير من الأمور في هذا الشأن.»
ولفتت جين إلى أن ابنها كان موهوباً جداً، وكانت لديها ووالده توقعات كبيرة منه. لكنه كان يمرض كثيراً جداً، حيث كان يعاني اضطرابات معوية، جعلت ذهابه إلى المدرسة ومقابلته أصدقاءه أمراً صعباً.
وأضافت: «عندما تمكن ابني من الالتحاق بالجامعة، بدا أنه في حالة جيدة في البداية، ولكن في أحد الأيام، قرر الانعزال تماماً في غرفته. وهذا الأمر حطم قلبي».
وعلى الرغم من أن إحباط ابنها وخيبة أمله لعدم قبوله في إحدى الجامعات المرموقة، بالإضافة إلى قلقه المستمر، والصعوبات التي عانى منها في علاقاته مع عائلته وأصدقائه، فإنه لم يتحدث مع والديه تماماً عما يشعر به.
وعندما شاركت جين في التجربة، قرأت ملاحظات كتبها شباب منعزلون آخرون.
وتقول: «قراءة تلك الملاحظات جعلتني أدرك أن ابني يحمي نفسه بالصمت لأن يشعر أن لا أحد يفهمه».
ومن جهتها، أشارت سيدة أخرى تدعى بارك هان سيل إلى أنها شاركت في التجربة وذهبت إلى الزنزانة من أجل ابنها البالغ من العمر 26 عاماً، والذي قطع كل اتصالاته بالعالم الخارجي منذ سبع سنوات.
وبعد هروبه من المنزل مرات عدة، أصبح نادراً ما يغادر غرفته.
وقد أخذته بارك إلى معالجين نفسيين، لكنه رفض تناول أدوية الصحة العقلية التي وصفت له وأصبح مهووساً بلعب ألعاب الفيديو.
وقد أشارت بارك إلى أنها بدأت الآن في فهم مشاعر ابنها بشكل أفضل من خلال برنامج العزل.
وتقول: «لقد أدركت أنه من المهم أن أتقبل حياة ابني دون إجباره على قالب معين».
وتشير الأبحاث التي أجرتها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في كوريا الجنوبية إلى أن هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي تدفع الشباب إلى الانعزال عن العالم.
ووفقاً لمسح الوزارة الذي شمل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و34 عاماً، فإن الأسباب الأكثر شيوعاً هي:
- صعوبات في العثور على عمل (24.1 في المائة)
- مشكلات في العلاقات الشخصية (23.5 في المائة)
- المشكلات العائلية (12.4 في المائة)
- مشكلات صحية (12.4 في المائة)
وتعاني كوريا الجنوبية بعض أعلى معدلات الانتحار في العالم، وفي العام الماضي، كشفت حكومتها عن خطة خمسية تهدف إلى معالجة هذه المشكلة.
وأعلن الوزراء أنه سيتم إجراء فحوص للصحة العقلية بتمويل من الدولة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً كل عامين.
حلَّ علماء آثار لغز هيكل عظمي غريب من بلجيكا يتكوّن من عظام 5 أشخاص عاشوا قبل 2500 عام متفرِّقين... فكيف التقت هذه المجموعة المختلطة من العظام في هيكل واحد؟
مهنة «جديدة» في مصر تصنع ثروة وتثير امتعاضاً... «البروكر»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5079635-%D9%85%D9%87%D9%86%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D9%86%D8%B9-%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B6%D8%A7%D9%8B-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D8%B1
حي جاردن سيتي الجديد في العاصمة الإدارية (صفحة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
مهنة «جديدة» في مصر تصنع ثروة وتثير امتعاضاً... «البروكر»
حي جاردن سيتي الجديد في العاصمة الإدارية (صفحة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)
لم تكن بريهان الفحام، الشابة الثلاثينية، تتخيل وهي تسافر من مصر إلى الإمارات في عام 2022 بحثاً عن فرصة عمل في الصحافة، أنها ستصبح في غضون عامين فقط، صاحبة شركة خاصة بها في التسويق العقاري، أو وفق المُسمّى الدراج للمهنة «بروكر».
تقول الفحام لـ«الشرق الأوسط» إن السمسرة التي عملت فيها بالصدفة، ليست مهنة سهلة، ولا تختلف سماتها عن السمات التي كانت تحتاج إليها بصفتها صحافية: «كل من البروكر والصحافي يعرف كيف يتواصل مع الناس».
فشلت بريهان في الحصول على وظيفة ذات صلة بالإعلام، فقدمت في شركة «بروكر» على وظيفة في قسم العلاقات العامة. خلال المقابلة عرض عليها صاحب الشركة العمل في قسم المبيعات، مشيراً إلى أن سماتها تؤهلها لذلك. وافقت بريهان، معتبرة أنه من أفضل القرارات التي غيرت مسار حياتها.
تقول: «بفضل البروكر أصبح لدي مشروعي الخاص الذي أخطط لتوسعته العام المقبل، بفتح مكتب لشركتي في مصر وآخر في تركيا».
ولم تغير مهنة البروكر حياة بريهان فقط، بل أيضاً نيرة محمد (اسم مستعار بناءً على طلبها) والتي تسوق مشاريع شركات كبرى مثل «ماونتن فيو» وشركة «أورا» لسميح ساويرس، وغيرهما.
بدأت نيرة العمل في السمسرة منذ كانت طالبة في كلية الآداب بقسم علم الاجتماع، وأنجزت صفقتين أدرَّتا عليها دخلاً لم تكن تحلم به، تجاوز الـ30 ألف جنيه، عام 2017 (الدولار كان يساوي وقتها ما بين 17 و19 جنيهاً مصرياً)، ووقتها قررت أن تستمر في المهنة التي أكملت فيها عامها السابع.
غيّرت مهنة السمسرة أيضاً حياة علاء الشيخ الذي يملك الآن شركة «اسيت تاب» للتسويق العقاري. وقد بدأ حياته المهنية في عام 2011 في قسم التسويق بشركة «عامر جروب»، ثم انتقل للعمل في شركة سمسرة لثلاثة أعوام أخرى، وبعدها فتح شركته التي تخصصت في العمل غرب القاهرة «شركتي من أكبر شركات البروكر هناك».
كيف تصبح «بروكر»؟
لا يرى كل من الشيخ وبريهان أن البروكر مهنة سهلة، على عكس نيرة التي تراها من أسهل الأعمال ولا تتطلب خبرة في أي شيء؛ ما يجعلها مجال جذب للكثير من الشباب الخريجين.
تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أي أحد يستطيع أن يكون بروكر، ما دام كان لديه المهارات اللازمة لذلك، فلا تحتاج إلى أن تكون خريج جامعة معينة، على عكس العاملين في أقسام التسويق في الشركات المطورة - المعمارية - ممن يفضلون خريجي الجامعات (ذوات الـ3 حروف)». في إشارة إلى الجامعات الأجنبية مثل الجامعة الأمريكية AUC، والكندية ACU.
وأضافت أنهم يكونون عبارة عن «صورة» للشركة، لكن في الواقع تعتمد هذه الشركات بالأساس على البروكرز لجلب العملاء.
ولا يُعدّ العاملون في أقسام التسويق بالشركات المطورة «بروكر»؛ إذ إن البروكر هو وسيط بين العميل والشركة المطورة، لذا فهو يستطيع توفير أفضل عرض للعميل في إطار إمكاناته، من بين مشاريع عدة يعمل على تسويقها في آن لشركات مختلفة، على عكس العاملين في أقسام التسويق بالشركات المطورة الذين يعملون فقط على مشاريع شركتهم، حسب الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في شركة «جذور» الدكتور معتز شلبي.
ويتفق الشيخ مع نيرة في أن البروكر لا يحتاج إلى كليات بعينها، وأن القدرة على التواصل والإقناع مفتاحان أساسيان للعمل في هذا المجال، لكنه لا يراها مع ذلك مهنة سهلة «تحتاج دائماً إلى دراسة توجهات السوق العقارية، ومشاريع المطورين، والسوق المالية واتجاهات السوق، وحفظ كم هائل من المعلومات، وقدرة على عرضها على العميل، وهي تحتاج إلى اطلاع دائم».
البواب البروكر
قبل عقود، لم يكن البروكرز بالوجاهة ذاتها، لا يعتنون كثيراً بملابسهم، أو في حاجة إلى سمات شخصية لإقناع العميل. فقط يجلسون أمام العقارات، يحرسونها خلال عملهم الاعتيادي، وإلى جانبه يمارسون السمسرة؛ وذلك «لعلمهم بالمنطقة والشقق والمباني الخالية فيها»، حسب الشيخ.
ويضيف صاحب شركة «اسيت تاب» أن مهنة البروكر بدأت تكتسب هذا التعقيد، ومعه العائد المُجزي، منذ أوائل الألفينات، حين افتتحت شركة «كولدويل بانكر» فرعاً لها في مصر، بالتزامن مع اتساع السوق العقارية وظهور شركات مثل طلعت مصطفى، و«دريم» لصاحبها أحمد بهجت، و«بالم هيلز»، و«سوديك» التي تعاقدت مع هذه الشركة لترويج مشاريعها.
وبعد نحو عقد آخر، بدأ الكثير ممن كانوا يعملون في الشركة الأولى، تأسيس شركاتهم الخاصة؛ ما مهّد السوق للتحول الأكبر خلال الفترة من عام 2015 إلى 2017، مع الإعلان عن إنشاء العاصمة الإدارية وبدء البيع فيها.
ويرى الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في شركة «جذور» الدكتور معتز شلبي، أن البروكر هو التطور الطبيعي لـ«السمسار» بشكله التقليدي؛ إذ بفضل شركات البروكر باتت المهنة تتم في إطار تنظيمي، تحكمه أسس ومعايير، وتملك الشركة موظفين، وتدفع ضرائب، وتعمل من خلال حملات إعلانية.
دخل مُجزٍ
تتذكر الفحام راتبها في الصحافة وتصفه بـ«غير المجزي»، على عكس ما جنته في أول صفقة لها من البروكر 24 ألف درهم (الدولار حالياً يساوي 3.6 درهم إماراتي)
وفي مصر، قد يجني البروكر من 25 إلى 35 ألف جنيه في الشهر (الدولار حالياً يساوي 49.27 جنيه مصري) ذلك حال استطاع «تحقيق التارجت»، وفق الشيخ. ويتمثل التارجت في إتمام صفقات بملايين عدة من الجنيهات كل شهر، قائلاً: «على كل مليون يأخذ البروكر عمولة 5 آلاف جنيه».
وتشير نيرة إلى أن ذلك ليس دائماً سهلاً «ممكن في شهر تنجز صفقتين، وشهور أخرى دون شيء»، موضحة أن مرتبات البروكرز تتراوح بين 3 آلاف جنيه للمبتدئ و10 آلاف جنيه لقائد الفريق، بخلاف العمولة التي تصل في مشاريع العاصمة الإدارية إلى 7 وأحياناً 9 آلاف جنيه على كل مليون جنيه».
وتبدأ أسعار الشقق في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، ذات الغرفة الواحدة من 3 ملايين و700 ألف جنيه، في حين تبدأ في منطقة مثل الشيخ زايد غرب العاصمة بـ5 ملايين و200 ألف جنيه، وفق تقرير «ماركت ووتش» للسوق العقارية المصرية خلال الربع الأول من العام الحالي.
سوق تتسع
وتشهد السوق العقارية في مصر اتساعاً لافتاً؛ إذ يقدر حجمها خلال العام الحالي بنحو 20.02 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 33.67 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.96 في المائة خلال الفترة المتوقعة 2024 - 2029، وفق «موردور إنتليجنس».
وربط أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية الدكتور سعيد صادق، ظهور مهنة البروكر باعتماد «الاقتصاد المصري على بيع العقارات والمدن والمصايف بسبب سرعة الحصول على النقد السريع»، موضحاً: «إذا بُنيت عمارة يمكن أن تنتهي في سنة وتحقق أرباحاً طائلة، وتركز هذه السوق إما على الخليجيين أو المصريين الذين يعملون في الخليج أو المصريين القلقين من التدهور غير المسبوق في قيمة الجنيه المصري فيسعون لشراء الذهب أو العقارات».
الإزعاج
وعلى خلاف الوجاهة الممتدة إلى المكسب السريع، فإن مهنة البروكر مرتبطة بالإزعاج لدى صادق، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» اقتصاد العقارات قائم على توظيف الشباب الساعي لربحٍ سريع وعمولة البيع فيقوم على توظيف عدد هائل من الشباب في تلك المشاريع، ممن يقومون باستخدام الموبايلات في طلب أسماء يحصلون عليها من مصادر عدة لعرض شراء عقارات عليهم بصورة مزعجة متكررة.
ويضيف أستاذ علم الاجتماع: «يطلبون (البروكرز) الزبون المحتمل ويشرحون العرض لعله يقبله فيحصلون على عمولة. ولا يوجد وسيلة لوقف إزعاج سماسرة العقارات حتى الآن. البعض لا يرد على تليفونات مجهولة أو يستخدم برامج تحذرك من تليفونات تجارية».
وكان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر أعلن في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدء اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد شركة «ماونتن فيو» للتطوير العقاري وإحالتها للنيابة، بعدما تلقى الكثير من الشكاوى من المواطنين الذين استقبلوا مكالمات من هذه الشركة باستمرار.
أقر البروكرز الثلاثة الذين تحدثت معهم «الشرق الأوسط» بانتشار هذه التقنية وتسمى «كولد كول» أي «نداء عبر الاتصال»، لكنهم نفوا استخدامهم لها، واتهموا آخرين.
يقول الشيخ إن شركته تستخدم الحملات الترويجية وليس «الكولد كول» التي توجد عند الشركات التي تعتمد على توظيف 1500 بروكر.
أما نيرة فقالت إن «(الكولد كول) مهمة في البداية لإكساب البروكر خبرة وجرأة في الحديث مع العملاء»، مشيرة إلى أنها تستخدمها فقط مع «العملاء السابقين»، ومقرّة بأن مثل هذه المكالمات مستفزة ومزعجة «لسيدة بسيطة ربة منزل أو رجل لا يعرف كيف يغطي مصاريف أسرته، فكيف أعرض عليه شراء شاليه في الساحل بـ5 ملايين جنيه!».
وكشف البنك الدولي عن أن آخر إحصائية للفقر في مصر في عام 2022 سجلت ارتفاعاً ليصل معدله إلى 32.5 في المائة.
ولا يقتصر إزعاج البروكر على مصر، وفق الفحام التي تؤكد انتشار هذه التقنية في دبي أيضاً. لكن الإمارات وضعت في أغسطس (آب) الماضي، ضوابط للتسويق عبر الهاتف، تبدأ بضرورة حصول الشركة على ترخيص لإجرائه، مروراً بمنع الاتصال أكثر من مرة في اليوم، والشركة المخالفة تتعرض لغرامة تزيد على 150 ألف درهم.
وبخلاف الإزعاج يشعر أستاذ علم الاجتماع بالأسف لتحول انجذاب الأجيال الصاعدة بمهن الكسب السريع مثل البروكرز أو التأثير عبر السوشيال ميديا «الأنفلونسرز»، على حساب مهن مثل الطب والهندسة.
لكن الشيخ يعتز بمهنته، لافتاً إلى أنها عكس الشائع، مهنة عريقة تمتد جذورها إلى العصر الفاطمي. وهو ما أكدته دراسة أعدتها أستاذة التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر الدكتورة فاطمة حسب، تحت عنوان «السماسرة والأدّلاء في مصر الإسلامية».