«المنحنيات والأسلاك»... بورتريهات آسيوية على نيل القاهرة

معرض للكاريكاتير والفوتوغرافيا بمشاركة 18 فناناً مصرياً

الوجوه النيبالية حملت سمات مميّزة من الثقافة الشعبية (الشرق الأوسط)
الوجوه النيبالية حملت سمات مميّزة من الثقافة الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

«المنحنيات والأسلاك»... بورتريهات آسيوية على نيل القاهرة

الوجوه النيبالية حملت سمات مميّزة من الثقافة الشعبية (الشرق الأوسط)
الوجوه النيبالية حملت سمات مميّزة من الثقافة الشعبية (الشرق الأوسط)

وجوهٌ آسيوية تبدو وافدة من عالم الأساطير، طلّت على نيل القاهرة مُحمَّلة برؤية 18 فناناً شاركوا في معرض جماعي بعنوان «المنحنيات والأسلاك... تصوير الفنانين المصريين للوجوه النيبالية».

المعرض الذي افتتحه سفير نيبال لدى القاهرة في مقرّ السفارة المطلّ على النيل بوسط العاصمة، لا تخلو البورتريهات والوجوه التي يضمّها من الحسّ الشعبي والتراثي والحضاري الذي تتمتّع به دولة بلاده.

وتضمّن مجموعة من الأعمال لفنانين مصريين، من بينهم فنان الأسلاك والخشب والحجر جلال جمعة، والمصوّر الصحافي والمخرج الوثائقي أشرف طلعت، الذي قدَّم لقطات من رحلاته إلى وادي موستانج ولومبيني بنيبال في مارس (آذار) ومايو (أيار)، والمصوّر ياسر علاء مبارك، الذي شارك بمَشاهد عدّة لمعبد باشوباتيناث خلال احتفالية «شيفاراتري» بمارس الماضي.

الاحتفالات والمناسبات المختلفة في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

في هذا السياق، قال منسّق المعرض فنان الكاريكاتير المصري فوزي مرسي: «إنّ هدفه مدّ جسور التقارب الثقافي عبر الفنّ». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض شكَّل فرصة ليتعرّف الفنانون المصريون أكثر إلى الشخصيات والثقافة النيبالية؛ وكذلك للجمهور للتعرُّف إلى هذه الوجوه»، لافتاً إلى أنها «المرّة الأولى التي تُتاح فيها إقامة معرض للتعريف بثقافة بلد انطلاقاً من وجوهه الشهيرة».

وذكر مرسي أنّ «نيبال مقصد هواة متسلّقي الجبال، بموقعها المتميّز في جبال الهيمالايا بين الهند والصين، فيتوجّهون إليها للاستمتاع بالمناظر الطبيعية هناك»، مشيراً إلى العمل على تنظيم معرض مع فنانين منها لرسم الوجوه والحضارة المصرية: «حدث هذا سابقاً حين افتتح سفير نيبال في القاهرة (معرض نجيب محفوظ) في متحف الأديب الراحل بالقاهرة التاريخية، حيث شارك فيه أحد الفنانين من نيبال، فرسم (بورتريه) له».

وكان مرسي قد نظّم معرضاً ثنائياً بين فنانين مصريين وآخرين من الهند رسموا بورتريهات لأديبَي «نوبل»، الهندي رابندرانات طاغور، والمصري نجيب محفوظ في معرض أُقيم بالقاهرة، لتعزيز جسور التواصل الثقافي بين البلدين.

الفنانون المصريون رسموا الوجوه النيبالية بطريقة كاريكاتورية (منسّق المعرض)

ورأى سفير نيبال لدى القاهرة، سوشيل كومار لامسال، أنّ هذا المعرض ينضوي «ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الثقافي بين مصر ونيبال»، معرباً، خلال الافتتاح، عن تقديره للمصوّرين والفنانين المصريين الذين قدّموا تصويراً حيّاً للوجوه المتنوّعة والمناظر الطبيعية والتراث الثقافي لنيبال.

وقدَّم السفير التحية للفنان المصري، جلال جمعة، ووصفه بأنه «مخضرم وبارع ليس فقط في إنشاء فنّ استثنائي بالوسائط التقليدية، لكنه أيضاً موهوب بشكل لا يُصدَّق في إنشاء الفنّ بالأسلاك والخشب والحجارة».

واستعاد في كلمته قصة «تن تن» وصديقه الصيني الذي تحطّمت طائرته على جبال الهيمالايا، ومغامرات «تن تن» في العاصمة النيبالية كاتماندو، مدخلاً لهذا المعرض الفنّي.

أول نيبالية تتسلّق قمة إيفرست (منسّق المعرض)

كما أشار إلى الشخصيات البارزة التي تضمّنها المعرض من نيبال، وهي: تينجينغ نورغاي شيربا، أول متسلّق لجبل إيفرست، مع إدموند هيلاري، وباسانغ لامو شيربا، أول امرأة نيبالية تتسلّق إيفرست أيضاً، والشاعر النيبالي الأول، وبانو بهاكْتا أتشَارْيا، كوماري، إضافة إلى مصمّم الأزياء برابال غورونغ، والمغنّي نارايان غوبال، وعدد من الشخصيات الأخرى.

وقدَّم المعرض مجموعة متنوّعة من الأعمال الفنّية، أبرزها المنحوتات السلكية لجلال جمعة، وأعمال الكاريكاتير لفوزي مرسي، وخالد المرصفي، وخالد صلاح، وشيماء الشافعي، وأحمد جعيصة، ومروة إبراهيم، ونورا مكرم، وصفية يحيى، وهاني عبد الجواد، وحسن فاروق، وخضر حسن، وأحمد علوي، وأحمد سمير فريد، وأحمد مصطفى، وهدير يحيي، وثروت مرتضى.


مقالات ذات صلة

مصر تودّع «فيلسوف الكاريكاتير» محمد حاكم عن 80 عاماً

يوميات الشرق الفنان الراحل محمد حاكم (فيسبوك)

مصر تودّع «فيلسوف الكاريكاتير» محمد حاكم عن 80 عاماً

بعد رحلة إبداع جعلته يحظى بألقاب كثيرة، منها «فيلسوف الضحك» و«رائد الكوميديا السوداء»، ودّعت مصر فنان الكاريكاتير محمد حاكم عن عمر ناهز 80 عاماً.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق مسار تطوُّر الدمية الأشهر (أ.ف.ب)

«باربي» في لندن... من الدمية «رقم 1» إلى تطوُّر 65 عاماً

ينفرد متحف «ديزاين ميوزيم» في غرب لندن، بدءاً من الجمعة، بمعرض يُخصّصه لـ«باربي»، يضمّ أكثر من 180 دمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق البعض وصف اللوحة بـ«القبيحة» (أ.ب)

هاري «محبُّ الحفلات» وميغان «الدخيلة» في لوحتين تسبَّبتا بالضحك

كتب ناقد غير معجب بالعملين: «كيف تكون تلك هي ميغان؟ اللوحة قبيحة». وأضاف آخر: «آسف، لا أرى ميغان، إنها امرأة مجهولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ​معرض «قطرات الندى» لسيتا مانوكيان: رحلة نحو الأفق الأبيض

​معرض «قطرات الندى» لسيتا مانوكيان: رحلة نحو الأفق الأبيض

تموّجات تجريدية تواكبها رسوم طفولية وأخرى فلسفية تُلوّن لوحاتها وتستخلص منها عبرة في إحداها جعلت للتناقض جمالية رسمتها بالأحمر والأسود.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «أبجدية دهشور» تتضمن معظم الرموز التي استخدمها الفنان في مشواره (الشرق الأوسط)

أحمد عبد الكريم يراهن على «أبجدية دهشور» في معرضه الجديد

بمجرد الدخول إلى معرض الفنان المصري أحمد عبد الكريم تخطف عينيك تلك الجدارية الضخمة، أو لنقل العمل المركب على طريقة التجهيز في الفراغ، تحت اسم «أبجدية دهشور».

محمد الكفراوي (القاهرة )

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)
تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)
TT

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)
تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)

ذكرت دراسة أميركية أن تعزيز الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الرغبة في التدخين، ويساعد على الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.

وأوضح الباحثون بجامعة «هارفارد»، أن نتائج الدراسة يمكن أن تساعد في تصميم نهج جديد لحملات الرسائل الصحية العامة التي تهدف إلى تقليل السلوكيات الخطرة مثل التدخين، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)..

ويظل تعاطي التبغ السبب الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، ففي كل عام يموت نحو 480 ألف أميركي بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين.

وفي الوقت الحالي، يعاني أكثر من 16 مليون أميركي من مرض واحدٍ على الأقل ناجمٍ عن التدخين، بما في ذلك السرطان، ويمكن للإقلاع عن التدخين أن يحسن فرص البقاء على قيد الحياة بنسبة 30 إلى 40 في المائة لمرضى السرطان الذين يدخنون.

وخلال الدراسة، اختبر الباحثون تأثير إثارة مشاعر الامتنان لدى المدخنين لتقليل رغبتهم في التدخين، وذلك عن طريق تشجيعهم على ممارسة التأمل الذهني بانتظام، من خلال توجيه العقل نحو التفكير الإيجابي، وتخصيص وقت يومي لكتابة 3 أشياء يشعرون بالامتنان لها، سواء كانت صغيرة مثل قضاء وقت ممتع مع العائلة أو كبيرة مثل تحقيق إنجاز شخصي.

كما يمكن تعزيز الامتنان في الحياة اليومية من خلال التعبير عن الشكر أو الانخراط في الأنشطة التطوعية لمساعدة الآخرين. ويمكن دمج هذه الممارسات في برامج الإقلاع عن التدخين لمساعدة المدخنين على البقاء متحفزين والتغلب على التحديات.

ومن خلال سلسلة من الدراسات متعددة الأساليب، وجد الباحثون أدلة متسقة على أن إثارة مشاعر الامتنان ترتبط بانخفاض معدلات التدخين.

وأظهرت الدراسات الوطنية الممثلة في الولايات المتحدة والعينة العالمية أن مستويات الامتنان العالية ارتبطت بانخفاض احتمالية التدخين، حتى بعد حساب العوامل الأخرى المعروفة التي تدفع إلى التدخين.

وقال الباحثون إنه مقارنة بالمبالغ الكبيرة التي تنفقها شركات التبغ على الإعلانات، فإن حملات الصحة العامة لديها ميزانيات ضئيلة؛ لذا يجب عليهم الاستفادة القصوى من كل دولار.

وأضافوا أنه على عكس العواطف الإيجابية الأخرى مثل السعادة، والشفقة، والأمل، يتمتع الامتنان بميزة فريدة تتمثل في جعل الأشخاص أقل ميلاً إلى الإشباع الفوري، وأكثر تركيزاً على العلاقات طويلة الأمد والصحة.

وأشار فريق البحث إلى أن هذا التأثير الفريد مرتبط بدور الامتنان وتأثيره على سلوكيات التدخين والرغبة في الإقلاع، لذلك فإن تصميم حملات الصحة العامة لتحفيز الامتنان بشكل أكثر فاعلية يمكن أن يساعد في تحقيق تأثير أكبر لتقليل معدلات التدخين.