زعيم المعارضة التركية يتحدث عن حراك للتطبيع مع دمشق يشمل لقاء الأسد

اعتقال عميد في الجيش لتورطه في تهريب سوريين عبر الحدود

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه في «إكس»)
زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه في «إكس»)
TT

زعيم المعارضة التركية يتحدث عن حراك للتطبيع مع دمشق يشمل لقاء الأسد

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه في «إكس»)
زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه في «إكس»)

يتصاعد الحديث عن احتمالات عودة أنقرة ودمشق لاستئناف مسار تطبيع العلاقات بدفع من روسيا، التي أظهرت في الأيام الأخيرة حراكاً في هذا الاتجاه، قبل اللقاء المرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، على هامش قمة «مجموعة شنغهاي» في أستانا بكازاخستان في 3 و4 يوليو (تموز) المقبل.

من ناحية أخرى، اعتقلت السلطات التركية ضابطا برتبة عميد، أحيل إلى التقاعد لتورطه في تهريب سوريين عبر الحدود في سيارته الرسمية، مستعيناً ببعض مساعديه.

وبينما تتقاطع المؤشرات بشأن اتخاذ خطوات جديدة لاستئناف محادثات التطبيع المجمدة منذ يونيو (حزيران) العام الماضي، أعلن زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، عن القيام بتحركات نشطة «للغاية»، قد تشمل لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، لاتخاذ مبادرة بشأن حلّ المشكلة السورية وفتح قنوات الاتصال بين أنقرة ودمشق.

وقال أوزيل، في تصريحات الخميس: «لا نريد أن يبقى اللاجئون السوريون في تركيا أو أن يصبح الوضع القائم حالياً وضعاً مستداماً، ولهذا السبب نريد القيام بتحركات نشطة للغاية في الأيام المقبلة، لاتخاذ مبادرة بشأن حل المشكلة السورية، والتوصل إلى حل شامل».

وأضاف: «سنتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذا لزم الأمر، لإعادة فتح قنوات الاتصال بين تركيا وسوريا وضمان عودة السوريين إلى بلادهم، وسنعمل على ضمان عودتهم الآمنة».

وتابع: «نقوم بتقييم جميع البدائل، بما في ذلك الذهاب إلى اجتماع مع الأسد، سنتخذ موقفاً نشطاً للغاية في غضون أشهر قليلة، يجب حلّ مشكلة اللاجئين، لكن القيام بذلك عبر لغة الكراهية لا يناسب تركيا أو حزبنا».

موقف الأسد

جاءت تصريحات أوزيل، بعدما أكد الأسد انفتاح دمشق على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا، المستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى.

وعدّ الأسد، خلال لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف في دمشق، الأربعاء، أن تلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سوريا، والمنطقة عموماً.

لقاء الأسد والمبعوث الروسي في دمشق الأربعاء (إكس)

وقال إن سوريا تعاملت دائماً بشكل إيجابي وبنّاء مع كل المبادرات ذات الصلة، لافتاً إلى أن نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها.

قصف مدفعي تركي لمواقع «قسد» والجيش السوري في منبج (أرشيفية - إكس)

وترهن دمشق تقدم محادثات التطبيع مع أنقرة بسحب تركيا قواتها من شمال سوريا، وهو ما ترفضه أنقرة في الوقت الراهن بسبب اعتقادها أن الجيش السوري لا يمكنه بسط السيطرة على الحدود.

بدوره، أكد لافرنتييف دعم بلاده لكل المبادرات ذات الصلة بالعلاقة بين سوريا وتركيا، وأن الظروف حالياً تبدو مناسبة أكثر من أي وقت مضى لنجاح الوساطات، وأن روسيا مستعدة للعمل على دفع المفاوضات إلى الأمام، وأن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سوريا وتركيا.

اعتقال ضابط كبير

على صعيد آخر، كشفت مصادر بوزارة الدفاع التركية عن توقيف ضابط برتبة عميد أحيل على التقاعد الشهر الماضي لتورطه في تهريب أشخاص عبر الحدود مع سوريا بمركبته الرسمية، بعد إحالة الأمر على الجهات القضائية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع، الخميس: «كما أعلنّا من قبل، وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد في بداية الحادث ما إذا كان العميد المذكور متورطاً في الحادث أم لا، فقد أحيل إلى التقاعد على الفور. وأجري التحقيق الأولي سراً، وفي نطاق المعلومات التي تم الحصول عليها نتيجة لذلك، اتخذ قرار الاعتقال من قبلنا وتنفيذ العمليات الإدارية والقضائية المتعلقة بهذه القضية، جنباً إلى جنب، وفقاً لتطورات العملية القضائية وقانون القوات المسلحة التركية».

أطفال سوريون بتركيا هرباً من الحرب في أكتوبر 2023 (أ.ب)

كانت الوزارة قد أعلنت، الشهر الماضي، إحالة ضابط كبير من قادة العمليات في سوريا على التقاعد، وهو مسؤول عن أحد المعابر الحدودية، لتورطه مع آخرين في عملية تهريب للبشر، لافتة إلى أن مثل هذه الحوادث الفردية لا يجوز استخدامها لوضع الجيش التركي موضع الشك.

وتفجرت القضية من خلال معلومات نشرها الصحافي باريش تيرك أوغلو، حول تورط جنرالات بالجيش في تهريب سوريين عبر الحدود في سياراتهم الرسمية، مستغلين مواقعهم الوظيفية من أجل التربح، وقد فتح تحقيق ضده بسبب نشر هذه المعلومات.


مقالات ذات صلة

إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

شؤون إقليمية إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

قال إردوغان إنه لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع، في تعليق بعد إحراق منازل ومتاجر لسوريين في ولاية قيصري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا استقبلت المفوضية أعداداً متزايدة من اللاجئين السودانيين في مصر (مفوضية شؤون اللاجئين)

أجانب في مصر يستنفرون لـ«توفيق أوضاعهم» مع انتهاء مُهلة حكومية

تنتهي، الأحد، مُهلة حدّدتها الحكومة المصرية لجميع الأجانب المقيمين على الأراضي المصرية لتسجيل أسمائهم، وتوفيق أوضاعهم لدى وزارة الداخلية.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق قارب بانكسي المطاطي يحمل على الأعناق في مهرجان غلاستونبيري (إكس)

بانكسي يطلق تحفة فنية على شكل قارب مطاطي للمهاجرين

يفاجئ الفنان البريطاني بانكسي جمهوره دائماً؛ تظهر رسوماته على حائط ما فتدهش المارة والجمهور، الدهشة والمفاجأة هي أسلحته ولهذا يكون وقع أعماله دائماً قوياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي زاد عدد اللاجئين السودانيين في مصر بشكل كبير (مكتب مفوضية اللاجئين)

مصر تشدد على ترحيل أي أجنبي مخالف لـ«ضوابط الإقامة»

شددت السلطات المصرية على عزمها ترحيل أي لاجئ أو أجنبي مخالف لـ«ضوابط الإقامة»، وأكد مصدر مصري مسؤول، الجمعة، «ترحيل أي أجنبي حال ارتكابه جريمة تستوجب الترحيل».

أحمد عدلي (القاهرة)
شؤون إقليمية صورة موزعة من المخابرات التركية لمسؤول منطقة الجزيرة في «الوحدات الكردية» بعد استهدافه بعملية في القامشلي

تراشق تركي سوري حول اللاجئين في مجلس الأمن

تراشق حاد شهدته جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني والسياسي في سوريا، ليل الثلاثاء - الأربعاء، بين المندوب التركي ونظيره السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

غانتس ينضم للمطالبين بتوسعة الحرب إلى لبنان

فلسطينيون يتزاحمون للحصول على ماء في مخيم للنازحين بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على ماء في مخيم للنازحين بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)
TT

غانتس ينضم للمطالبين بتوسعة الحرب إلى لبنان

فلسطينيون يتزاحمون للحصول على ماء في مخيم للنازحين بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على ماء في مخيم للنازحين بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)

تجدَّد، أمس، التخوف من توسع الحرب على جبهة لبنان بين إسرائيل و«حزب الله»، خصوصاً مع ازدياد الأصوات الإسرائيلية المنادية بتوسعتها، وذلك غداة إصابة 18 جندياً إسرائيلياً في موقع بالجولان استهدفته مُسيرة انقضاضية أطلقها «حزب الله».

وقال زعيم المعارضة في إسرائيل بيني غانتس: «على (حزب الله) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (حزب الله)».

إلا أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال: «نركز الجهود كي لا تنتقل الحرب في غزة لحرب في شمال إسرائيل (جنوب لبنان)، وأعتقد أن جميع الأطراف لا ترغب في حرب كهذه».

وفي الشأن الفلسطيني، جدد إفراج إسرائيل عن مدير مستشفى «الشفاء» الطبي، محمد أبو سلمية، بعد نحو 7 أشهر على اعتقاله من قطاع غزة، الاتهامات المتلاحقة لتل أبيب بـ«تعذيب الأسرى»، والأوضاع المأساوية للمسجونين لديها. وأثارت واقعة الإفراج عن أبو سلمية أيضاً عاصفة في إسرائيل؛ إذ تنصل مسؤولون في حكومة نتنياهو وأجهزة أمنية من مسؤولية اتخاذ القرار.