ارتفاع عدد قتلى فيضانات جنوب الصين إلى 38

إقليم غوانغدونغ شهد انهيارات طينية دمرت آلاف المنازل

صورة جوية تظهر الدمار الذي سببته الفيضانات في إقليم غوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
صورة جوية تظهر الدمار الذي سببته الفيضانات في إقليم غوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد قتلى فيضانات جنوب الصين إلى 38

صورة جوية تظهر الدمار الذي سببته الفيضانات في إقليم غوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
صورة جوية تظهر الدمار الذي سببته الفيضانات في إقليم غوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)

قال التلفزيون المركزي الصيني «سي سي تي في»، اليوم الجمعة، إن 38 شخصاً قُتلوا جرّاء فيضانات وانهيارات طينية ناجمة عن أمطار غزيرة دامت أياماً في واحد من أكثر الأقاليم تضرراً في جنوب الصين.

وأدت الأمطار الغزيرة هذا الأسبوع في مدينة ميتشو بإقليم غوانغدونغ إلى فيضانات وانهيارات طينية دمرت آلاف المنازل، وألحقت أضراراً بطرق ومحاصيل، وعطلت الاتصالات وإمدادات الطاقة.

وقال التلفزيون المركزي الصيني إن شخصين ما زالا مفقودين في مقاطعة بينغيوان في ميتشو.

صورة جوية تظهر رجال الإنقاذ وهم يساعدون في إخلاء السكان المتضررين من الفيضانات في إقليم غوانغدونغ بجنوب الصين (إ.ب.أ)

وهطل كم استثنائي من الأمطار على جنوب الصين في الأيام القليلة الماضية بعد بداية مبكرة لموسم السيول السنوي، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التلفزيون المركزي الصيني إن الكم المتراكم من الأمطار في بينغيوان سجل أربعة أقدام منذ الرابع من أبريل (نيسان)، أي أكثر من ضعف الكمية العادية في الفترة نفسها من السنوات السابقة.

وانخفض عدد وفيات موسم سيول الصيف في الصين كثيراً مقارنة بآلاف سنوياً في التسعينات بعد أن عززت السلطات إجراءات السيطرة على الفيضانات ومنها إقامة السدود.

لكن تطرف المناخ في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك هطول الأمطار بمعدلات غير مسبوقة، جعل الصين عرضة لفيضانات شديدة وكوارث مثل الانهيارات الطينية التي غالباً ما تحدث في مناطق جبلية مأهولة بالسكان.

صورة جوية تظهر الدمار الذي سببته الفيضانات في إقليم غوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الثلاثاء، إن مهمة السيطرة على الفيضانات في الصين زادت صعوبة داعياً إلى بذل جهود شاملة لحماية الأرواح والممتلكات مع اجتياح عواصف قوية الأقاليم الجنوبية.

وقال المركز الوطني الصيني للأرصاد الجوية، اليوم الجمعة، إن إعصاراً قد يتشكل مطلع الأسبوع ويؤثر على مناطق ساحلية في جنوب البلاد.

وتسببت الكوارث الطبيعية التي تتضمن الفيضانات والجفاف والزلازل والطقس المتجمد في الصين، في خسائر اقتصادية مباشرة بلغت 23.76 مليار يوان (3.27 مليار دولار أميركي) في الربع الأول.


مقالات ذات صلة

350 مليار دولار حجم ديون الصين الخارجية غير المسددة حتى مارس الماضي

الاقتصاد زحام في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)

350 مليار دولار حجم ديون الصين الخارجية غير المسددة حتى مارس الماضي

بلغت الديون الخارجية للصين، حتى نهاية مارس الماضي، نحو 2.51 تريليون يوان (350 مليار دولار)، وفق ما أظهرت أرقام واردة من الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا زورق صيني قرب ساحل تايوان (أ.ف.ب)

الصين تدعو التايوانيين إلى زيارتها «من دون خوف»

دعت الصين التايوانيين إلى زيارة برّها الرئيسي من «دون أدنى خوف»، وانتقدت قرار سلطات جزيرة تايوان رفع مستوى التحذير من السفر إليها.

«الشرق الأوسط» (بكين )
آسيا شي يصفق خلال مراسيم توقيع اتفاقية مع رئيس البيرو في قاعة الشعب الكبرى ببكين أمس (إ.ب.أ)

شي: يجب عدم السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار

شدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ على ضرورة «عدم السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار» العالمي، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وندّد بسياسة «المواجهة بين المعسكرات».

محمد هاني (بكين)
آسيا الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)

شي: لا يجب السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار

ندد الرئيس الصيني شي جينبينغ بسياسة «المواجهة بين المعسكرات» و«التكتلات الضيقة»، داعياً إلى «المساواة في السيادة بين الدول».

محمد هاني (بكين)
آسيا الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)

الصين: نخطط لإصلاحات «كبرى» قبيل اجتماع سياسي مهم

أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ أن الحزب الشيوعي الحاكم يخطط لتطبيق إصلاحات «كبرى» قبيل اجتماع سياسي مغلق.

«الشرق الأوسط» (بكين)

هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
TT

هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)

تحول الاختبار الصاروخي الأخير لكوريا الشمالية إلى نقطة خلاف جديدة مع جارتها الجنوبية، فبينما تقول بيونغ يانغ إنها اختبرت صاروخاً متطوراً متعدد الرؤوس الحربية، فإن سيول تتهمها بالكذب.

وبعدما وصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية التجربة بـ«الناجحة»، ونشرت صورة منها، قالت كوريا الجنوبية إن التجربة «خادعة ومبالغ فيها»، ونشرت أدلتها على فشل التجربة.

وما زال المحللون غير متيقنين من صحة ادعاءات كوريا الشمالية، وهو ما يشير إلى صعوبة التأكد من تطور أسلحتها. وإذا صحت الأخبار الكورية الشمالية عن التجربة الأخيرة فإنها ستمثل تطوراً كبيراً في برنامجها الصاروخي.

امتلاك تكنولوجيا تصنيع صاروخ متعدد الرؤوس الحربية يمثل تحدياً، وهي صواريخ يصعب التصدي لها. وإلى جانب الولايات المتحدة - أول من ابتكر هذا النوع من الصواريخ في ستينات القرن الماضي - لا تمتلكها إلا بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين.

طرح الخبراء منذ فترة احتمال أن كوريا الشمالية ستتوصل في النهاية لتكنولوجيا تصنيع قدرات «ميرف»، وهذا التعبير يعني صاروخاً يحمل رؤوساً حربية متعددة يمكنها إصابة أهداف مختلفة بعد الانفصال عن الصاروخ. هذه الرؤوس تمتلك محركاتها الصاروخية الخاصة، ويمكنها أن تطير في اتجاهات متعددة وبسرعات مختلفة لإصابة أهداف تبعد عن بعضها مئات الكيلومترات، وهو ما يجعل هذا النوع من الصواريخ فعالاً للغاية.

وتقول كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح تجربة انفصال الرؤوس الحربية عن الصاروخ، وتوجيه كل رأس على حدة، وأضافت أن الصاروخ كان متوسط المدى، ويعمل بالوقود الصلب، واستطاع توصيل 3 رؤوس حربية بالإضافة إلى رأس خادع.

وأشارت إلى أن الصاروخ انطلق إلى مدى 170 – 200 كيلومتر لضمان مدى آمن لطيران الرؤوس الحربية، وأكدت وصول الرؤوس الحربية الثلاثة لأهدافها، وكذلك الرأس الخادع المصمم لتضليل الرادارات.

من جانبه، أصدر جيش كوريا الجنوبية مقطع فيديو لإطلاق الصاروخ موضحاً أنه أظهر عدم استقرار في مرحلة الإطلاق ما أدى لانفجاره في الهواء. وأضاف مسؤولون عسكريون أنهم رصدوا كماً كبيراً من الشظايا لا يتفق مع القول إن التجربة نجحت.

ويقول يانغ أوك الباحث في معهد «أسان» للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية لـ«بي بي سي»: «أعتقد أن بعض مراحل الاختبارات نجحت مثل إطلاق الصاروخ وانفصال الرؤوس الحربية عنه، لكن (كوريا الشمالية) لم تقدم دليلاً على وصول الرؤوس الحربية لأهدافها، فلا يمكن أن نقول إن هذا الجزء من التجربة قد نجح».

وقالت وزارة الدفاع في اليابان إن الصاروخ وصل إلى ارتفاع 100 كيلومتر فقط، ما يعني أنه لم يغادر إلى الفضاء الخارجي، وبقي داخل الغلاف الجوي للأرض. ورأى يانغ أن هذا يعني أيضاً أن الرؤوس الحربية لم تختبر ضد الحرارة العالية والضغط الناتجين عن دخول الغلاف الجوي للأرض، لذلك لا يمكن معرفة قدراتها.

ونشرت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية مقطع فيديو صوَّره مدنيون، ويظهر ذيلاً من العادم في السماء. وعلق فان ديبن الخبير في أسلحة كوريا الشمالية والموظف السابق في «الخارجية الأميركية» أن «الفيديو لا يشير لانفجار كبير أو كارثي، ويبدو متوافقاً مع الصور التي نشرتها كوريا الشمالية، لكن هذا لا يعني استبعاد فشل أجزاء أخرى من الاختبار».

ويعتقد مراقبون أن بيونغ يانغ قد حصلت على بيانات تقنية مهمة من عملية الاختبار، ستقربها خطوة أخرى من هدف تصنيع صاروخ برؤوس حربية متعددة، كما أعلنت في عام 2021.

وفي رأي فان ديبن فإن التجربة الأخيرة حتى لو كانت ناجحة فهي ليست كافية لتطوير سلاح من هذا النوع، وسيكون أمام كوريا الشمالية سنوات أخرى عدة قبل الوصول لهدفها.