جيرارد: لم أذهب للدوري السعودي من أجل المال... أنا «وفيٌّ مع الأوفياء»

أسطورة ليفربول ومدرب الاتفاق قال إنه يستمتع بكل لحظة في «الدمام»

جيرارد يقول إنه مستمتع مع فريقه الاتفاق (نادي الاتفاق)
جيرارد يقول إنه مستمتع مع فريقه الاتفاق (نادي الاتفاق)
TT

جيرارد: لم أذهب للدوري السعودي من أجل المال... أنا «وفيٌّ مع الأوفياء»

جيرارد يقول إنه مستمتع مع فريقه الاتفاق (نادي الاتفاق)
جيرارد يقول إنه مستمتع مع فريقه الاتفاق (نادي الاتفاق)

كشف ستيفن جيرارد أسطورة ليفربول التاريخية ومدرب فريق الاتفاق، عن أنه لم يذهب إلى الدوري السعودي من أجل المال بل لرغبته في بناء مسيرة خاصة به وليكون جزءاً من مشروعٍ تطويري للكرة في البلاد.

وقال في حديث طويل لصحيفة «التليغراف» البريطانية: «لم أكن لآتي إلى السعودية من أجل المال. هل كان جزءاً من ذلك؟ نعم. هل كان الشيء الوحيد الذي جعلني أفعل ذلك؟ مليون في المائة، لا».

بعد إقالته من فيلا في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 كانت هناك محادثات أخرى وعروض أخرى: ناديان من الدوري الإنجليزي الممتاز كانا يريدانه في نهاية ذلك الموسم، وكان ناديان من البطولة في الصيف مهتمَّين به، ومن المثير للاهتمام، جرت مناقشات مع فريقين وطنيين وأيضاً مع نادٍ في الإمارات العربية المتحدة.

لكنَّ جيرارد اختار في النهاية النادي السعودي. إذاً، هل يتعلق الأمر بإعادة بناء مسيرته التي تضررت بفقدان وظيفته في فيلا؟

«أحترم هذا الرأي. لا أعتقد أنه غير عادل... لا أعتقد أن الأمر قاسٍ للغاية لأنه عندما تعاني انتكاسة وضربة قوية عليك أن تنظر إلى نفسك في المرآة. يجب عليك أن تنظر إلى المكان الذي أخطأت فيه وتحاول أن تتحسن».

فريق الاتفاق أنفق عليه بشكل كبير هذا الموسم (نادي الاتفاق)

«لذا، بالطبع أريد أن أتعافى من ذلك. لكني لم أرغب في القفز إلى شيء لا أشعر أنه صحيح والمجازفة غير الضرورية وأنا مدرب شاب. لقد حققت النجاح حتى نقطة معينة. لقد شعرت في الواقع بأن أدائي في فيلا كان جيداً حقاً. شعرت في الواقع بأنني انتقلت إلى المستوى التالي من حيث ما تعلمته من رينجرز. شعرت بأنني نضجت. لكن كانت لدينا سلسلة سيئة من النتائج. يجب أن أتحمل مسؤولية ذلك ويجب أن أتعلم من أخطائي. ربما أفعل الأشياء بشكل مختلف قليلاً وأتطور وأتطور. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها المضي قدماً من الانتكاسة أو الضربة القاضية».

في الحقيقة، لقد انهار الأمر بسرعة محيِّرة في فيلا: من 8 انتصارات في أول 16 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى 4 فقط في 22 مباراة تالية. 11 شهراً فقط، في المجمل، ويعترف جيرارد بأن اللاعبين لم يكونوا يستجيبون.

«أعتقد أنه عندما لا يكون لاعبو كرة القدم الكبار في مستواهم لن أتراجع عن ذلك. كان لدينا لاعبون لم يقدموا ما شعرت بأنه كان يجب أن يقدموه في ذلك الوقت وهذه مسؤوليتي».

«فيلا نادٍ رائع. لقد كانت فرصة رائعة في ذلك الوقت وليس لديَّ أي شيء سيئ لأقوله. لقد منحني المُلاك فرصة رائعة.

«في الفترة الأولى، كان مستوانا في المراكز الثمانية الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن الواضح أن رأي الكثير من الناس الآن سيكون أنني فشلت، إذا أردت، لكنني أعلم أنه كانت هناك فترة حققنا فيها الكثير من الأشياء الصحيحة. كان الفريق يؤدي بشكل جيد».

مما لا يثير الدهشة أن موقف فيلا أثَّر فيه بشدة. فحتى تلك اللحظة لم تكن مسيرة جيرارد المهنية قد اتَّبعت مساراً تصاعدياً -من تألقه لاعباً مع ليفربول وإنجلترا، إلى تحويل مسار غلاسكو رينجرز في أول وظيفة إدارية له، والفوز باللقب بعد 9 سنوات من هيمنة سيلتيك، إلى أن أصبح حتماً خليفة يورغن كلوب في أنفيلد، إلى أن وصل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مع فيلا.

«أنا لست من أولئك الأشخاص الذين يتطلعون إلى إلقاء اللوم وتوجيه أصابع الاتهام. هذا ليس أسلوبي، وهذا هو السبب في أنني احتجت إلى فترة من الوقت لمعالجة تلك الصلابة القاسية. لقد أفقدتني ثقتي بنفسي قليلاً. إنه كذلك. تحدثت مع كثير من المدربين حول ذلك. ذهبت لمقابلة أليكس فيرغسون لبضع ساعات وقال لي: خذ وقتك، لا تقفز إلى أي شيء. خذ وقتك واستوعب الأمر وقم بتحليله. وهذا ما فعلته. لكنّ ذلك لم يؤثر في طموحي. لم تكن لديَّ أيّ أهداف عندما انطلقت في هذه الرحلة المختلفة. لم تكن لديّ خطة للذهاب إلى غلاسكو رينجرز. لم تكن لديَّ خطة للذهاب إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد ثلاث سنوات ونصف. لم يكن لديَّ فريق أستون فيلا في سيرتي الذاتية. أنا أسير على طول الطريق أحاول أن أكون أفضل نسخة من نفسي وأن أمارس مهنة التدريب لأنني شغوف بها».

اللاعبون الأجانب في الاتفاق اختيروا بعناية (نادي الاتفاق)

يقول جيرارد إنه لو كانت «المحادثات مختلفة» مع بعض الأندية التي تحدث إليها «ربما كنت سأتحدث إليكم الآن في إحدى مدن إنجلترا»، لكنه كان مصمماً على إيجاد «المشروع المناسب» لتطوير مسيرته التدريبية وأن يكون جزءاً من شيء يثير حماسه.

ولكنّ جيرارد بدا وهو يقف على خط التماس في ملعب أولد ترافورد جزءاً من تغطية القناة الرابعة لتصفيات إنجلترا المؤهلة لـ«يورو 2024» في يونيو (حزيران) الماضي، كأنه يستبعد احتمال أن يكون ذلك في الدوري السعودي. وقال: «في وضعنا الحالي، لن أقبل هذا العرض». لكنَّ الجميع تجاهل عبارة «في الوقت الحالي» في هذا التصريح.

مرة أخرى، السياق هو كل شيء، كما أوضح جيرارد. كان قد تلقى الاتصال الأول الذي طلب منه الذهاب إلى السعودية، مع وجود ناديين بعده، عندما كان في إسطنبول لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا في 10 يونيو وسافر مباشرةً إلى هناك. ويوضح: «كان هذا هو توقيت الأمر».

الاتفاق يجد دعماً كبيراً، فهم لم يتعاقدوا مع جوردان هندرسون فحسب، بل تعاقدوا أيضاً مع جورجينيو فينالدوم من باريس سان جيرمان، وجاك هيندري من كلوب بروج، وديماراي غراي من إيفرتون، وموسى ديمبلي مهاجم فولهام وسيلتيك السابق، بمجرد أن حصلوا على جيرارد الذي كانوا مستعدين لانتظاره، والأهم من ذلك أنهم سمحوا له بجلب طاقم عمل كبير معه. حتى في الصيف الذي كانت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تتعاقد خلاله مع كريم بنزيمة ونيمار، كان التعاقد مع جيرارد بمثابة انقلاب كبير.

يضيف جيرارد: «لكنني أعتقد أن الفرص التي أُتيحت لي للعودة سريعاً في الوقت الذي ربما لم أكن جاهزاً فيه، كانت فرصاً عالية المخاطر، عالية المخاطر حقاً من حيث إنها كانت ستشكل ضربة قاسية مرة أخرى إذا لم تكن الفرصة المناسبة.

لذا، كنت بحاجة إلى الجلوس مع أشخاص يشاركونني الكثير من الأشياء، ربما من حيث الرغبة في بناء شيء ما، في أن يتم إعطائي مزيداً من الوقت... شعرت بأنني أشبه برينجرز. الآن، أنا لا أقارن بين الأندية والأحجام ولكن من حيث المشروع. هل يمكنك بناء شيء مميز؟ هل يمكنك بناء فريق؟ هل يمكنك بناء بنية تحتية؟ هل يمكنك أن تمنح الأكاديميين فرصاً؟ هل يمكنك مشاركة خبراتك والسماح للناس بالنمو؟».

جيرارد مع مساعديه قبل إحدى المباريات (نادي الاتفاق)

«على سبيل المثال، لقد عُرضت عليَّ فرصة العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في وقت متأخر، حيث لم يكن أمام الفريق وقت كافٍ للذهاب إلى الدوري الممتاز، حيث كان الفريق بحاجة إلى تلك الانطلاقة وردة الفعل تلك. ولكن إذا لم أحصل على ردة الفعل تلك وهبط الفريق كان سيبدو الأمر كأنه ضربة أخرى على ظهر فيلا».

يتابع جيرارد: «لا توجد ضمانات ولكنني أؤمن بأنه مع مرور الوقت ومع وجود الدعم، ومع وجود نفس الأشخاص، لقد جرّبت ذلك من قبل، لديَّ الثقة والإيمان بأنني أستطيع بناء شيء ما وإحداث تغيير».

ودليلاً على توطيد علاقة جيرارد مع الاتفاق، وعلى الرغم من تحقيقه فوزاً واحداً فقط في 11 مباراة، عُرض عليه تمديد عقده لمدة عامين ووقَّع عليه في يناير (كانون الثاني) -على الرغم من أنه كان يتبقى له 18 شهراً في عقده الأول.

«الرجال في الاتفاق رأونا نعمل كمجموعة من الموظفين، ورأوا الفريق والروح والتحليلات وكانوا سعداء بنا. هذا ما جاء في العقد الجديد. نحن في رحلة».

جيرارد لحظة متابعة دقيقة في إحدى المواجهات (نادي الاتفاق)

وحول رحيل هندرسون لاعب الاتفاق السابق، قال: «لقد شعرت بخيبة أمل. أي مدرب يفقد قائده خلال الموسم ليس مثالياً وقد أخبرت جوردان بذلك. ولكن إذا كان شخص ما غير مستقر. إذا كان لدى شخص ما بعض الأمور العائلية التي تؤثر عليه. إذا كان لدى شخص ما أهداف أو فرص خارجية مختلفة، مثل إنجلترا على سبيل المثال، فيجب أن أحترم ذلك وأتفهمه. وأنا أفعل ذلك. لكن هل شعرت بخيبة أمل؟ بالطبع كنت كذلك».

يضيف جيرارد: «لقد فعلت ذلك لكنني لم أبالغ في ذلك لأنه كان يجب أن يكون قرار جوردان. إنه فتى كبير ولم أرغب في أن أكون شخصاً متسلطاً -على سبيل المثال إذا أقنعته بالبقاء وشعر في وقت لاحق (في النهاية) أنه كان قراراً خاطئاً- لم أرد أن أكون ذلك الشخص الذي قيل له: لماذا أقنعتني بالبقاء؟ كان يجب أن يكون قرار جوردان. كان بحاجة إلى وقته الخاص. كان بحاجة إلى أن يمر بإجراءات خاصة به. كانت النصيحة التي قدمتها لجوردان هي: افعل ما هو مناسب لعائلتك».

فرحة للاعبي الاتفاق بعد الفوز في إحدى مباريات الدوري (نادي الاتفاق)

ويقول جيرارد عن اللاعبين السعوديين: «لا أعتقد أن اللاعبين في قمة كرة القدم هنا يريدون أن تتم مقارنتهم بأي شخص. إنهم يريدون أن يكونوا على طبيعتهم. إنهم طموحون ومتحمسون. يريدون دعم اللاعبين المحليين. المفتاح في الأحاديث التي أجريتها مع مدرب المنتخب السعودي روبرتو مانشيني، هو أنهم متحمسون جداً للاعبيهم ويريدون أن يكونوا منافسين وأقوياء وموهوبين قدر الإمكان».

يريد جيرارد القيام بهذا الدور. يقول: «كل ما يمكنني القيام به لإحداث فرق، سأفعله. اللاعبون السعوديون الذين عملت معهم يريدون التمسك بكل كلمة. أرى ذلك عندما يستجوبون جيني فينالدوم. لا أريد أن أقارن الدوري السعودي بالدوري الإنجليزي الممتاز لأن هذا غير عادل، وهناك اعتراف هنا بأنهم يعلمون أنهم ليسوا هناك. لكن الإمكانات والشغف لتطوير اللعبة وأن يكونوا أفضل نسخة من أنفسهم يمكنني أن أضمن ذلك بنسبة 100 في المائة».

عند الاستماع إلى حديث جيرارد، حتى إنه تبنَّى عبارة فيرغسون عن رغبته في أن يكون «الجار المزعج» الذي سيواجه أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، يبدو أنه ليس في عجلة من أمره للعودة إلى إنجلترا.

جماهير الاتفاق باتت تساند فريقها بقوة (نادي الاتفاق)

يقول جيرارد: «عندما أوقِّع على شيء أكون مخلصاً. أريد أن أراه حتى النهاية. أود مواصلة البناء على العمل الذي تم إنجازه داخل وخارج الملعب حتى الآن. أنا في الملعب كل يوم. أنظر إلى المدربين الآخرين هنا وأتنافس معهم. الدوري سيستمر في النمو وأنا داخله. لكنني أستمتع بحياتي. أريد أن أقدم أفضل ما يمكنني تقديمه. أريد أن أكون وفياً للأشخاص الذين كانوا أوفياء لي، وأريد أن أُحدث فرقاً هنا بطريقة إيجابية. ما زلت طموحاً ومتعطشاً لتقديم أفضل ما يمكنني تقديمه في مسيرتي التدريبية. إذاً، هل سأدرب في مكان آخر بعد ذلك؟ نعم، سأفعل. أنا شاب. لقد حققت نجاحاً. لقد تعرضت لضربة قوية. أنا في طور محاولة التعافي من ذلك بينما أكون في بيئة يمكنني فيها القيام بعمل جيد».


مقالات ذات صلة

«سوق الرياضة» السعودية تستهدف حاجز 84 مليار ريال

رياضة سعودية 
جانب من منتدى الاستثمار الرياضي البريطاني - السعودي الذي عُقد في لندن (واس)

«سوق الرياضة» السعودية تستهدف حاجز 84 مليار ريال

أفاد «منتدى الاستثمار الرياضي البريطاني - السعودي» في لندن، بأن من المتوقع أن يستهدف حجم السوق المستقبلية للقطاع الرياضي في السعودية، حاجز 84 مليار ريال بحلول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية جانب من منتدى الاستثمار الرياضي البريطاني - السعودي الذي عُقد في لندن الأربعاء (واس)

وزارة الاستثمار: حجم السوق الرياضية في السعودية سيبلغ 84 مليار ريال عام 2030

استضافت العاصمة البريطانية لندن (الأربعاء) «منتدى الاستثمار الرياضي البريطاني السعودي»، بمشاركة وزارتي الاستثمار والرياضة و100 من كبار المسؤولين والمستثمرين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية ناتشو فرنانديز (نادي القادسية)

رسمياً... ناتشو قائد الريال إلى القادسية

أعلن القادسية الصاعد حديثا للدوري السعودي للمحترفين الخميس تعاقده مع ناتشو فرنانديز قائد ريال مدريد بعد انتهاء عقده مع عملاق الدوري الإسباني وبطل أوروبا.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
رياضة سعودية موسى ديابي (نادي أستون فيلا)

نجم أستون فيلا موسى ديابي يجذب اهتمام النصر

يجذب موسى ديابي جناح أستون فيلا الإنجليزي اهتماما جديدا من نادي النصر السعودي بعد منافسة بين الفريقين الصيف الماضي على اللاعب حيث كسب الفريق الإنجليزي خدماته.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية الأخضر يأمل تكرار انجاز التأهل للمونديال للمرة السابعة في تاريخه (تصوير: يزيد السمراني)

الأخضر يترقب نتائج قرعة «كوالالمبور» المونديالية اليوم

تتجه الأنظار، اليوم (الخميس)، صوب العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث ستجري مراسم قرعة الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026، عقب نهاية

فهد العيسى (الرياض)

لامين جمال يتصدر قائمة 5 وجوه شابة خطفت الأنظار في «يورو 2024»

لامين جمال موهوب أسبانيا الواعد (ا ف ب)
لامين جمال موهوب أسبانيا الواعد (ا ف ب)
TT

لامين جمال يتصدر قائمة 5 وجوه شابة خطفت الأنظار في «يورو 2024»

لامين جمال موهوب أسبانيا الواعد (ا ف ب)
لامين جمال موهوب أسبانيا الواعد (ا ف ب)

يعد لامين جمال جناح المنتخب الإسباني الواعد أحد 5 مواهب شابة برزت بالدور الأول لكأس أوروبا المقامة في ألمانيا، لكنه تفوق على جميع أقرانه كونه الأصغر سناً والأكثر رشاقة مؤكدا جدارته بحجز مكان أساسي على حساب نجوم كبار.

وبات لامين جمال اصغر لاعب يخوض مباراة في النهائيات عندما شارك في صفوف منتخب بلاده ضد كرواتيا (3-0) بعمر بلغ 16 عاما و338 يوما، وفي المباراة ذاتها، أصبح أصغر لاعب ينجح في تمريرة حاسمة عندما استثمر داني كارفاخال عرضيته في نهاية الشوط الأول وسجل الهدف الثالث لمنتخب بلاده.

أراحه مدرب إسبانيا لويس دي لا فوينتي في المباراة الأخيرة ضد ألبانيا بعد أن ضمن التأهل وصدارة المجموعة.

وفي إسبانيا أيضا لمع اسم نيكو وليامز الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثاني والعشرين في 12 يوليو (تموز) المقبل، حيث ساهمت تمريراته ومراوغاته المجدية في انتصارات منتخب بلاده الثلاث بدور المجموعات. وأثبت وليامز جناح أتلتيك بلباو الذي ساهم في تتويج فريقه بطلا لكأس إسبانيا للمرة الأولى منذ 40 عاما الموسم الفائت، أنه ينتمي إلى النخبة على المستوى الدولي حيث شكل خطرا دائما على دفاعات المنتخبات المنافسة بفضل سرعته وإجادته المراوغة وبنيته الجسدية القوية واختير أفضل لاعب في المباراة القوية ضد إيطاليا.

هنأه ملك إسبانيا فيليبي الذي زار لاعبي المنتخب في غرف الملابس شخصيا بعد الفوز على إيطاليا ما جعل وليامز يصرح بعد ذلك: «لقد حلمت بلحظة مماثلة طوال طفولتي».

وفي ألمانيا لعب جمال موسيالا الدور الأكثر فعالية في هجوم منتخب الماكينات المضيف، بتسجيله هدفا في كل من المباراتين الأوليين. أضاف إلى مهارته في المراوغة، وفعاليته في إنهاء الهجمات.

وضع موسيالا وراءه موسما رديئا في صفوف بايرن ميونيخ الذي خرج خالي الوفاض تماما محليا وقاريا وأثبت أنه يشكل ثنائيا متفاهما مع نجم باير ليفركوزن كريستيان فيرتز.

وبعد أن نال جائزة أفضل لاعب في مباراة منتخب بلاده الافتتاحية ضد أسكوتلندا (5-1)، سئل موسيالا عما إذا كان خاض أفضل مباراة له على الإطلاق فأجاب: «يمكنكم القول كذلك، نعم».

وفي إنجلترا وعلى الرغم من كونه لا يزال في العشرين من عمره، بات جود بيلينغهام الذي تألق في صفوف ريال مدريد الإسباني هذا الموسم وقاده إلى الثنائية (الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا)، عنصرا أساسيا في صفوف منتخب بلاده. سجل الهدف الوحيد لإنجلترا في مرمى صربيا في افتتاح دور المجموعات ووضعها على الطريق الصحيح. رغم البداية البطيئة لمنتخب بلاده ما زال يمثل بيلينغهام إلى جانب الهداف هاري كين والجناح فيل فودن نقطة الثقل في منتخب الأسود الثلاثة ويأمل أن يضع حدا لصيام دام طويلا عن الألقاب الكبيرة وتحديدا منذ تتويج بلاده بكأس العالم التي استضافتها عام 1966.

وبرز اسم الواعد أردا غولر مع منتخب تركيا مواصلا نهجه التصاعدي في الأشهر الأخيرة في صفوف ريال مدريد، حيث سجل 5 أهداف في مبارياته الخمس الأخيرة، وبات أصغر لاعب في تاريخ كأس أوروبا يسجل هدفا في باكورة مبارياته في البطولة القارية بعمر 19 عاما و114 يوما ماحيا الرقم القياسي السابق المسجل باسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، علما بأن غولر لم يكن قد ولد عندما سجل النجم البرتغالي رقمه القياسي في نسخة عام 2004. سجل غولر هدفا رائعا في مرمى جورجيا ليدخل قائمة المرشحين لنيل جائزة أفضل هدف في البطولة.