يهدف معرض جديد إلى فحص كيف نجح الفنان البريطاني، جي إم دبليو تيرنر، في تصوير التأثير الدائم الذي يتركه الناس في البيئة، في لوحاته دون قصد منه. ويذكر أن المعرض سوف يقام خلال الفترة من 6 يوليو (تموز) إلى 27 أكتوبر (تشرين الأول).
ومن المقرر أن تقيم مؤسسة «وورلد أوف كير» معرضاً لأعمال رسام المناظر الطبيعية، جنباً إلى جنب مع أمثلة حديثة للقضايا البيئية، لإظهار كيف التقط تيرنر في لوحاته التغيرات التي طرأت على عالمه، التي كان من شأنها أن تُغير المناخ إلى الأبد، حسب «بي بي سي» البريطانية.
في هذا الصدد، شرح د. توماس أرديل، أمين المعرض، أن تيرنر في خضم تصويره المناظر الطبيعية من حوله، كان «يسجل عن غير قصد المراحل الأولى من الانهيار المناخي والبيئي في أثناء سفره عبر أرجاء بريطانيا وأوروبا».
ومن المقرر أن يقام المعرض في منزل تيرنر، وهو المنتجع السابق للرسام بمنطقة تويكنهام، جنوب غربي لندن، في السادس من يوليو.
ويذكر أن الرسام جوزيف مالورد ويليام تيرنر وُلد في لندن عام 1775، وأصبح ما يعدّه كثيرون أحد أعظم الفنانين الرومانسيين في بريطانيا.
ويُعرف تيرنر باسم «رسام الضوء»، وقد ابتكر مناظر طبيعية ومناظر بحرية تعكس في كثير من الأحيان التغيرات التي طرأت على المناظر الطبيعية والغلاف الجوي، الناجمة عن النشاط البشري، خصوصاً بسبب الثورة الصناعية.
من جهته، قال مقدم البرامج التلفزيونية والناشط المعني بالدفاع عن البيئة كريس باكهام: «لقد رسم تيرنر نقطة التحول في تاريخ كوكبنا الحديث».
وفي لوحته «المطر والبخار والسرعة»، نرى قاطرة مدخنة في فترة مطلع الثورة الصناعية، تعوي خارجة من الضباب.
وعلق باكهام على اللوحة، موضحاً أن «غروب الشمس لدى تيرنر مفعم بالحيوية، وسماؤه حارقة. إنه يلتقط أعتاب التغيير».
ومن المقرر أن يضم المعرض لوحات مثل «غروب الشمس»، و«لندن من غرينوتش»، و«شيلدز»، و«على نهر تاين».
ومن المقرر عرض كثير من هذه اللوحات، جنباً إلى جنب مع أمثلة حديثة تكشف التغيرات المناخية، مثل صورة وادي مير دي غلاس في فرنسا، التي سيتم عرضها بجانب لوحة تيرنر للنهر الجليدي من عام 1812 لإظهار كيفية انحساره.
وفي شرحه للفكرة وراء المعرض، قال د. أرديل: «حتى وقت قريب، ربما كنا نرى هذه اللوحات بوصفها تصويراً مذهلاً وجميلاً للمناظر الطبيعية البكر، لكن هناك العديد من الدلائل على أن النشاط البشري قد ألحق بالفعل أضراراً لا رجعة فيها بالبيئة».
ومن خلال النظر إلى عمله من جديد في سياق التغيرات المناخية، تمكننا إعادة التواصل مع أعمال تيرنر على مستوى إنساني للغاية، وفهم أن ما كان مهماً له، لا يزال مهماً لنا اليوم.