يشكل اللاعب السعودي، عناد باعويضان، الملقب بـ«شبح الفنون القتالية»، ورقة رابحة وأيقونة فريدة من نوعها بالنسبة لاتحاد الفنون القتالية المختلطة والملاكمة والركل والملاكمة التايلاندية، ويتطلع إلى تطوير نفسه على المستوى الرياضي والشخصي، بعدما بدأت مسيرته الرياضية كلاعب كاراتيه بعمر 10 سنوات في نادي عكاظ الرياضي بمدينة الطائف، ومن ثم مارس الملاكمة، وانتقل بعدها للجوجسيتو والمصارعة، وكانت الكونغو فو ساندا محطته الأخيرة.
وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، تحدث عناد عن أكثر ما يميزه في اللعب، وقال: «مبدأي في القتال هو أن لكل مقام مقالاً، فعلى حسب الرياضة يتم التركيز والتجهيز لها بمدة لا تقل عن 3 إلى 4 أشهر، مثلاً في حال المشاركة في الفنون القتالية المتنوعة يتم التركيز على المصارعة والجوجيتسو بحكم كثرة الإسقاطات داخل الحلبة، وفي حال التجهيز لبطولات الملاكمة التايلاندية والملاكمة والركل يتم التركيز قبلها على اللعبة بشكل كامل للحصول على أفضل النتائج».
وعن الرياضات الأخرى التي يمارسها، قال عناد: «هوايتي رياضه التزلج، إذ أمارسها مع ابني أصيل، واخترتها المتنفس لي، وتسهم في رفع المستوى اللياقي، وهي بعيدة تماماً عن الفنون القتالية». وأضاف: «يلعب ابني أصيل في رياضة المصارعة، وقد حقّق كثيراً من الإنجازات والميداليات الذهبية على مستوى المملكة، ويمثل نادي الوحدة».
وكشف باعويضان عن بدايات تعلم ابنه الفنون القتالية، قائلاً: «كان ذلك من خلال حضوره معي لصالات التدريبات لمشاهدة المقاتلين وتدريباتهم، لكن شغفه قاده ليصبح مصارعاً يحمل في خزينته كثيراً من الميداليات الذهبية على مستوى بطولة المناطق والمملكة».
وقال عناد: «المصارعة جعلت من ابني أصيل معتمداً على نفسه، يثق بها، وأصبح أقرب إلى زملائه، وتشرب الروح الرياضية وقيمة العمل الجماعي».
وأشار باعويضان إلى أن التحدي والإصرار للوصول إلى ما يطمح إليه يكون بثمن وصعوبات كثيرة، وقال: «في بداياتي كلاعب ناشئ، كان من الصعب اختيارنا لاعبين في البطولة، إذ يتطلب الأمر التنافس في بطولة تدريبية قبل المشاركة في البطولات الرئيسية والرسمية. لذلك، كانت لمسألة بذل الجهد والإصرار على الوصول لهدف والنجاح بتحقيقه لذة يتمتع بها المقاتل».
وعن الذكريات التي يحتفظ بها في مسيرته، قال: «من أكثر المواقف التي تثير الحزن عندما كنت أستعد وأتدرب لأحد النزالات الخاصة بالملاكمة، وكان التدريب للاعبي وأبطال منتخب الملاكمة، ومن هفوة بسيطة مني وعدم تركيزي في توجيه لكمة خطافية صحيحة أصبت بكسر في السلاميات التابعة للكف، ما كلفني استراحة مدتها سنة كاملة، ما بين عملية تركيب الشرائح والعلاج الطبيعي والتأهيل».
وعن طموحاته المستقبلية، قال: «طموحي في هذه اللعبة الحصول على الميداليات وتحقيق الإنجازات محلياً ودولياً وفتح صالة رياضية ناجحة، والأهم هو بناء جيل جديد بفكر رياضي محترف».
وختم عناد حديثه بنصيحته للأبطال المبتدئين في هذه الرياضة، قائلاً: «ليتذكروا قول الله (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، لا يوجد شيء مستحيل، توكل على الله، وابدأ بحبّ وطموح، وستصل».
يذكر أن عناد باعويضان تأثر كثيراً بوالده الذي كان يعمل في الجيش السعودي، وكان أحد أبطال حرب الخليج، وساعد أبناءه في الوصول لمستوى لياقي عالٍ في مجال الرياضة، وبخاصة الفنون القتالية.
وترك عناد بصمته الناجحة في كثير من البطولات على المستوى الدولي أو الإقليمي حتى المحلي ، حيث نجح في خطف كثير من الميداليات، وهو في الـ14 من عمره، في بطولة مناطق المملكة، وأكمل سلسلة إنجازاته في الفنون القتالية المختلطة برصيد 11 ميدالية ذهبية، والاستحواذ على وزن 84 كيلوغراماً.
وفي ختام الموسم الماضي، نال باعويضان الميدالية الذهبية في بطولة العالم للفنون القتالية التي استضافتها الرياض لفئة وزن 75 كيلوغراماً، وآخر بطولة شارك بها كانت لرياضة الكونغو فو ساندا في نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي حيث حصل فيها على الميدالية الذهبية في وزن 80 كيلوغراماً.
وحصل عناد على الحزام الأسود في الكاراتيه والكيك بوكسينغ والحزام الأزرق في الجوجيتسو.