الداخلية التونسية تحبط هجمات إرهابية.. وتعتقل 17 عنصرًا متطرفًا

خططوا لاغتيال سياسيين.. وتفجير منشآت أمنية ومدنية

الداخلية التونسية تحبط هجمات إرهابية.. وتعتقل 17 عنصرًا متطرفًا
TT

الداخلية التونسية تحبط هجمات إرهابية.. وتعتقل 17 عنصرًا متطرفًا

الداخلية التونسية تحبط هجمات إرهابية.. وتعتقل 17 عنصرًا متطرفًا

قال رفيق الشلي، وزير الدولة التونسي المكلف بالأمن، إن وزارة الداخلية ألقت القبض على 17 عنصرا إرهابيا ضمن خلية سوسة الإرهابية، وتمكنت بفضل عملها الاستباقي من إحباط هجمات إرهابية متزامنة، كانت تستهدف فنادق ومراكز أمنية واغتيال سياسيين. واعتبر الشلي في تصريح إعلامي أن عناصر ما بات يعرف بـ«خلية سوسة» تدربوا على استعمال الأسلحة في كل من سوريا وليبيا، وعادوا لتونس بنية تنفيذ عمليات إرهابية، غير أن قوات الأمن كشفت مخططاتهم نهاية الأسبوع الماضي قبل الشروع في تنفيذها بفترة وجيزة.
وأكدت مصادر أمنية إحباطها لعلميات إرهابية في تونس كانت مجموعة متطرفة تجهز لها بالتزامن مع الهجوم الإرهابي الذي عرفته العاصمة الفرنسية باريس ليلة الجمعة الماضي، وقالت إنها اعتقلت معظم أفراد خلية إرهابية كانت قد تقدمت بشكل كبير في الإعداد لعمليات إرهابية كبرى، تستهدف ضرب مبان حكومية ومؤسسات أمنية، ومنشآت سياحية.
وأضافت المصادر ذاتها أن اعترافات العناصر الإرهابية التي ألقت قوات الأمن القبض عليها، أكدت تقدم الخطة الإرهابية بنسبة كبيرة، وإعداد العدة لمهاجمة نقاط حيوية في ولايات (محافظات) سوسة، والمهدية والمنستير، ونابل وهي مناطق تونسية معروفة بأنشطتها السياحية في المقام الأول، وبأهميتها الاقتصادية.
وحجزت قوات الأمن لدى عناصر الخلية الإرهابية أسلحة من نوع كلاشنيكوف، وذخيرة حية وقنابل موقوتة جاهزة للتفجير، وعبوات ناسفة وضعت في سيارات مجهزة لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى. وأكدت تصريحات قيادات أمنية من وزارة الداخلية تجنب تونس عمليات إرهابية مدوية كانت تستهدف تسجيل أكبر عدد ممكن من القتلى في صفوف التونسيين، عن طريق نسف مبان وتفجير سيارات في مناطق عمرانية.
وكان هجوم إرهابي شنه عنصر تكفيري في مدينة سوسة في شهر يونيو (حزيران) الماضي قد أوقع نحو 40 قتيلا، جلهم من السياح البريطانيين وجرح نفس العدد تقريبا.
وأشارت المصادر الأمنية ذاتها إلى اعتقال 17 عنصرا إرهابيا ينتمون إلى خلية سوسة المتطرفة، بينما لا تزال قوات الأمن تتعقب خطى خمسة عناصر أخرى في حالة فرار.
وكانت وزارة الداخلية قد دعت المواطنين أول من أمس إلى الإبلاغ السريع عن ثلاثة عناصر إرهابية تونسية، ونشرت أسماءهم وصورهم على موقعها الرسمي، وفي مختلف وسائل الإعلام المحلية، مؤكدة أنها عناصر إرهابية خطيرة.
ويوم الجمعة الماضي نجحت قوات الأمن في اعتقال رأسي خلية سوسة الإرهابية، وهما التونسيان ناظم الحداد، وناجح بن سعد، المتهمان أيضا بمحاولة اغتيال رضا شرف الدين، النائب البرلماني في حركة نداء تونس، وقالت إن الحداد هو الرأس المدبر للعملية الإرهابية، وإنه بايع تنظيم داعش المتطرف في فيديو مسجل قبل أن يبايع الفرع الداعشي مباشرة في ليبيا، مؤكدة أن الحداد تلقى تدريبات عسكرية في التراب الليبي منذ أكثر من 8 أشهر، قبل أن يعود إلى تونس وينفذ أول محاولة اغتيال ضد النائب البرلماني شرف الدين في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ورجحت مصادر أمنية أن تكون لناظم الحداد علاقة مباشرة بالتفجيرين الإرهابيين الدمويين في فندق بمدينة سوسة وفي متحف باردو، وقالت إنه التحق قبل مدة بالمجموعة المتشددة المتحصنة في جبال القصرين (وسط غربي) وتقابل مع أغلب عناصر كتيبة عقبة ابن نافع المتطرفة، واتفقوا على تنفيذ سلسلة من الأعمال الإرهابية في مجموعة من المدن التونسية.
كما اعتقلت قوات الأمن التونسية رجل أمن من مدينة سيدي بوزيد برتبة حافظ أمن، بعد أن عثرت لديه على صور للمنشأة الأمنية التي يعمل بها، واتهمته بتوفير معلومات أمنية مهمة لفائدة التنظيمات الإرهابية، وقالت إن تلك التنظيمات نجحت في تجنيده لصالحها من خلال تعرفه على مطلقة تنتمي بدورها إلى التنظيمات السلفية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.