سوء التقدير يفاقم التصعيد بين إسرائيل وإيران

تل أبيب لم تتوقع أبداً رد طهران... وواشنطن تكتم غيظها من عملية دمشق

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية- رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية- رويترز)
TT

سوء التقدير يفاقم التصعيد بين إسرائيل وإيران

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية- رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية- رويترز)

كانت إسرائيل على بعد لحظات فقط من الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل الكثير من كبار القادة الإيرانيين داخل مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، عندما أبلغت الولايات المتحدة بما كان على وشك الحدوث.

وجاءت الضربة بمثابة مفاجأة لأقرب حليف لإسرائيل.

وسارع عدد من المساعدين إلى إخطار جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي المعاون للرئيس جو بايدن، وجون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي، وبريت ماكغورك، منسق بايدن لشؤون الشرق الأوسط؛ وآخرين ممن رأوا أن الضربة قد تخلف عواقب وخيمة، حسبما ذكر مسؤول أميركي.

علانية، عبّر مسؤولون أميركيون عن دعمهم لإسرائيل، لكن داخلياً، عبّروا عن غضبهم من إقدام إسرائيل على مثل هذا العمل العدواني ضد إيران، دون استشارة واشنطن.

وبحسب مسؤولين أميركيين شاركوا في مناقشات رفيعة بعد الهجوم، أخطأ الإسرائيليون في حساباتهم بشدة لاعتقادهم بأن إيران لن ترد بقوة، وهو رأي يتفق معه مسؤول إسرائيلي رفيع.

تغيير في قواعد الاشتباك

كشفت الأحداث عن تغيير جذري في قواعد الاشتباك غير المكتوبة في الصراع المستعر منذ فترة طويلة؛ ما جعل من الصعب أكثر عن أي وقت مضى على كل جانب قياس نوايا الطرف الآخر وردود أفعاله.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنّته «حماس»، وما تبعه من قصف إسرائيلي لقطاع غزة، كان هناك تصعيد تلو تصعيد وسوء تقدير تلو سوء تقدير؛ ما أجج المخاوف من اشتعال دورة انتقامية يمكن أن تتوسع إلى حرب شاملة.

وحتى بعدما أصبح واضحاً أن إيران سترد، اعتقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون في البداية أن الرد سيأتي محدوداً إلى حد ما، قبل أن يسارعوا إلى مراجعة تقديراتهم. والآن، ينصبّ التركيز على ما ستفعله إسرائيل وكيف يمكن أن ترد إيران.

في هذا السياق، يقول علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية: «نحن في وضع يمكن للجميع فيه أن يزعموا النصر. يمكن لإيران أن تقول إنها انتقمت، ويمكن لإسرائيل أن تقول إنها هزمت الهجوم الإيراني، ويمكن للولايات المتحدة أن تقول إنها نجحت في ردع إيران ودافعت عن إسرائيل».

وأضاف: «إذا دخلنا في جولة أخرى من الفعل ورد الفعل، فمن الممكن بسهولة أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، ليس فقط لإيران وإسرائيل، وإنما كذلك لبقية المنطقة والعالم».

وجرى استخلاص هذه الرواية من مقابلات جرت مع مسؤولين أميركيين، وإسرائيليين وإيرانيين ومن دول شرق أوسطية أخرى. وتحدث جميعهم شرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشتهم أموراً حساسة غير مسموح لهم تناولها علانية.

ردّ إيراني غير متوقّع

مسيّرات إيرانية معروضة في طهران في يناير الماضي (إعلام إيراني)

قال مسؤولان إسرائيليان إن التخطيط للضربة الإسرائيلية في سوريا بدأ قبل شهرين، وكان الهدف محمد رضا زاهدي، قائد «فيلق القدس» الإيراني في سوريا ولبنان، أحد أفرع «الحرس الثوري».

وقبل ذلك بنحو أسبوع، تحديداً في 22 مارس (آذار)، وافق مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي على العملية، تبعاً لسجلات الدفاع الإسرائيلية الداخلية التي لخّصت الاستعدادات للضربة، واطلعت عليها الـ«نيويورك تايمز».

كما أوضحت هذه السجلات نطاق ردود الفعل التي توقّعتها الحكومة الإسرائيلية من إيران، ومن بينها هجمات صغيرة النطاق من قِبل وكلاء، وهجوم صغير من إيران. ولم يتنبأ أي من التقييمات بشراسة الرد الإيراني الذي وقع بالفعل.

منذ يوم الهجوم الإسرائيلي، تعهدت إيران بالانتقام، على الصعيدين العلني وعبر القنوات الدبلوماسية. إلا أنها أرسلت في الوقت ذاته رسائل خاصة مفادها أنها لا تريد التورط في حرب صريحة مع إسرائيل - وبالتأكيد لا ترغب في ذلك مع الولايات المتحدة - وانتظرت طهران 12 يوماً قبل أن تهاجم.

وبذلك، وجد المسؤولون الأميركيون أنفسهم في موقف غريب ومقلق، فقد ظلوا جاهلين بقرار مهم اتخذه حليف وثيق، هو إسرائيل بينما أبلغتهم إيران، الخصم القديم، عن نواياها مقدماً. وقضت واشنطن وحلفاؤها أسابيع منخرطين في جهود دبلوماسية مكثفة، في محاولة لتجنب الهجوم الإيراني المضاد المتوقع. والآن، يحاولون تثبيط إسرائيل عن الرد بالمثل.

ليلة السبت الماضي، جاء استعراض القوة الإيراني كبيراً، لكن إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرين اعترضوا جميع الصواريخ والمسيّرات تقريباً. أما القلة التي وصلت إلى أهدافها، فكان لها تأثير ضئيل. وأعلن مسؤولون إيرانيون أن الهجوم كان يهدف إلى إلحاق أضرار محدودة من الأساس.

وطلب مسؤولون أميركيون من القادة الإسرائيليين أن ينظروا إلى دفاعهم الناجح على أنه نصر؛ ما يشير إلى أن الحاجة إلى رد إسرائيلي ضئيلة أو منعدمة كلياً. ومع ذلك، وعلى رغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد، يرى مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم الإيراني يتطلب رداً؛ وهو ما تؤكد إيران أنها سترد عليه بقوة أكبر، ما يزيد الوضع اضطراباً.

من ناحيتها، قالت دانا سترول، المسؤولة السابقة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في البنتاغون، التي تعمل حالياً بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «السؤال الآن: كيف سترد إسرائيل بطريقة تمنع إيران من إعادة كتابة قواعد اللعبة، دون إثارة دورة جديدة من العنف على مستوى الدول».

في الواقع، كان القادة الإسرائيليون على وشك إصدار أوامر بشنّ ضربات واسعة النطاق في إيران في الليلة التي وقع فيها الهجوم الإيراني، طبقاً لمسؤولين إسرائيليين.

ويرى مسؤولون إسرائيليون أن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنّته «حماس»، والذي فاجأهم، غيّر القواعد الأساسية للصراع الإقليمي. أما أعداؤها، فيرون أن القصف الإسرائيلي لغزة وغزوها هو الذي أدى إلى ذلك، كما أدى إلى زيادة إطلاق الصواريخ من قِبَل جماعة «حزب الله»، وكيل إيران في لبنان. وهذا بدوره أثار هجمات نارية كثيفة من قبل إسرائيل.

علاقة متوترة بين الحليفين

بحلول شهر مارس (آذار)، كانت العلاقة بين إدارة بايدن وإسرائيل أصبحت مشحونة على نحو متزايد، مع انتقاد واشنطن الهجوم الإسرائيلي على غزة، ووصفها إياه بالمميت والمدمر دون داعٍ «ومبالغ فيه»، على حد تعبير بايدن.

وبعد ذلك، جاءت الضربة الإسرائيلية في دمشق. واشتكى مسؤولون أميركيون من أن الإسرائيليين انتظروا حتى اللحظة الأخيرة لإبلاغ الولايات المتحدة، وحتى عندما فعلوا ذلك، كان إخطاراً عاماً لم يحمل أي مؤشر على حساسية الهدف.

وذكر مسؤولون أميركيون ومسؤول إسرائيلي أن الإسرائيليين اعترفوا لاحقاً بأنهم أخطأوا بشدة في تقدير عواقب الضربة.

وكان وزير الدفاع، لويد أوستن، اشتكى مباشرة لنظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مكالمة هاتفية في 3 أبريل (نيسان) من أن الهجوم عرّض القوات الأميركية في المنطقة للخطر، وأن عدم تنبيه واشنطن لم يترك لها الوقت الكافي لتعزيز دفاعاتها. ولم يكن لدى غالانت تعليق فوري على الأمر.

وبدت هشاشة الآلاف من القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، واضحة للغاية، عندما أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران النار عليهم بشكل متكرر؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة أكثر من 100 آخرين. ولم تتوقف هذه الهجمات سوى في مطلع فبراير (شباط) بعد انتقام الولايات المتحدة وتوجيهها تحذيرات شديدة لإيران.

وفي ليلة الغارة على دمشق، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفيرة السويسرية في طهران لنقل غضب طهران إلى واشنطن، إلى جانب رسالة مفادها أنها تعدّ الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، مسؤولة عن الهجوم.

وباستخدام عمان وتركيا وسويسرا وسطاء - لأنه ليس لدى إيران والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية - أوضحت الولايات المتحدة لإيران أنها لم تشارك في الأمر، وأنها لا تريد الحرب.

الدبلوماسية مقابل الحرب

وزير الخارجية والشؤون الأوروبية الفرنسي ستيفان سيجورنيه والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزب بوريل في جلسة حول الشرق الأوسط على هامش قمة الدول السبع في كابري الإيطالية في 18 أبريل (إي بي أي)

أطلقت الحكومة الإيرانية حملة دبلوماسية مفتوحة وواسعة النطاق بشكل استثنائي، موضحة أنها ترى الهجوم انتهاكاً لسيادتها يتطلب الثأر. وأعلنت الحكومة أنها تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة، وأن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان كان يتحدث إلى ممثلي دول المنطقة ومسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى وقيادات في الأمم المتحدة.

وفي السابع من أبريل، التقى عبداللهيان في مسقط، عاصمة عمان، نظيره العماني بدر البوسعيدي. وتٌعد عُمان أحد الوسطاء الرئيسيين بين إيران والغرب. وكانت الرسالة الإيرانية في ذلك الاجتماع، طبقاً لمصدر دبلوماسي مطلع، أن إيران يجب أن ترد، لكنها ستبقي هجومها تحت السيطرة، وأنها لا تسعى إلى إشعال حرب إقليمية.

قبل الاجتماع وبعده، ثارت زوبعة من المكالمات الهاتفية بين الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وبايدن وأوستين وسوليفان، ونظرائهم في إسرائيل والصين والهند والعراق وحلفاء «الناتو» وغيرهم، على حد قول المسؤولين.

وقال مسؤول أميركي إن إدارة بايدن لم يساورها اعتقاد بأن بإمكانها ثني إيران عن مهاجمة إسرائيل، لكنها كانت تأمل في تقليص نطاق الهجوم. وتحدث بلينكن إلى كبار أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي، وأكد لهم أن بلاده ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إيراني، وحثّهم على عدم شن هجوم مضاد متهور دون دراسة جميع الاعتبارات.

من جهتها، عملت وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بشكل وثيق معاً، بمساعدة الأردن ودول شرق أوسطية أخرى، لمعرفة ما في وسعها فعله بشأن نوايا إيران. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن وسطاء وحلفاء أبلغوا الولايات المتحدة وإسرائيل أن إيران تخطط لضرب مواقع عسكرية، وليس أهدافاً مدنية.

وقال مسؤولون إسرائيليون وإيرانيون إن رسالة طهران كانت أنها ستخفف حدة من هجومها؛ حتى لا تثير هجوماً إسرائيلياً مضاداً. إلا أن الجانب الإسرائيلي قال إنه على أرض الواقع، تعمد طهران إلى توسيع خططها الهجومية، وترغب على الأقل في أن تخترق بعض أسلحتها دفاعات إسرائيل.

إخطار مسبق وتوقعات غير صائبة

في البداية، توقّعت أجهزة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية أن تطلق إيران ما لا يزيد على 10 صواريخ أرض - أرض باتجاه إسرائيل. وبحلول منتصف الأسبوع الماضي، أدركوا أن إيران لديها شيء أكبر بكثير في ذهنها، وزاد الإسرائيليون تقديراتهم إلى ما بين 60 و70 صاروخ أرض- أرض. وحتى هذا التقدير تبين أنه منخفض للغاية.

والأربعاء، أكد بايدن علانية ما قاله هو ومساعدوه مراراً: «رغم الخلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الالتزام بالدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات «راسخ».

ومع ذلك، ضاعفت إدارة بايدن، في الوقت ذاته، جهودها الدبلوماسية لتجنب المواجهة، وقال مسؤولون إيرانيون إن حكومتهم تلقت مكالمات الأسبوع الماضي تحثّ حكومتهم على ضبط النفس من دول عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا – وهو جهد وصفوه بأنه محموم.

وأبلغت تركيا، في إطار نقلها رسالة إيرانية، للولايات المتحدة مفادها أن الهجوم الإيراني سيكون متناسباً مع ضربة دمشق، وفقاً لمصدر دبلوماسي تركي. وقال عبداللهيان، وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات للتلفزيون الرسمي في اليوم التالي للقصف الإيراني، إن إيران أخطرت جيرانها بالهجوم قبل 72 ساعة من وقوعه، وإن كانت تفاصيل هذا التحذير غير واضحة.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أنه، بفضل عوامل عدة، منها التعاون الدولي، كانت لديهم فكرة جيدة مسبقاً عن أهداف إيران وأسلحتها. وحرص الجيش الإسرائيلي على إجلاء عائلات من بعض القواعد الجوية، ونقل الطائرات بعيداً عن طريق الأذى.

وتولى الجيش الأميركي تنسيق جهود الدفاع الجوي مع القوات الإسرائيلية والبريطانية والفرنسية، وكذلك مع القوات الأردنية، التي تقع بين إيران وإسرائيل. وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان بهدوء لسنوات مع الدول العربية الصديقة لتطوير نظام دفاع جوي إقليمي يتضمن رصداً وإنذارات مشتركة. واكتسبت الجهود زخماً بعد هجمات عدة بمسيّرات ضد منشآت نفطية سعودية عام 2019.

وانتشرت أخبار الموجة الأولى من الهجوم الإيراني، السبت، والتي تضمنت 185 طائرة مسيّرة بطيئة نسبياً، في جميع أنحاء العالم قبل ساعات من وصول أي منها إلى إسرائيل. وكانت صواريخ كروز الثلاثون التي أطلقتها إيران في وقت لاحق أسرع بكثير، لكن التحدي الأكبر تمثل في الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي تحركت بسرعة تفوق سرعة الصوت مرات عدة. وأطلقت إيران 110 منها؛ ما شكّل أول اختبار كبير لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المضاد للصواريخ الباليستية.

وأسقطت الطائرات الحربية وأنظمة الدفاع الجوي الأميركية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية والأردنية معظم المسيّرات والصواريخ قبل وصولها إسرائيل. وقال مسؤولون إسرائيليون إن 75 طائرة فقط دخلت المجال الجوي الإسرائيلي، حيث جرى إسقاط معظمها كذلك. ولم يلحق الهجوم سوى أضرار طفيفة بقاعدة جوية واحدة، وجرى الإبلاغ عن إصابة واحدة خطيرة فقط.

قنوات مفتوحة خلال الهجوم

وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان في مؤتمر صحافي في طهران في 14 أبريل (أ ف ب)

قال مسؤولون إيرانيون إنه طوال فترة الضربة، أبقت وزارة الخارجية الإيرانية و«الحرس الثوري» خطاً ساخناً مفتوحاً مع الحكومة العُمانية؛ لتمرير الرسائل ذهاباً وإياباً مع الولايات المتحدة.

وفي الثالثة صباحاً، جرى استدعاء السفيرة السويسرية في طهران مرة أخرى - ليس إلى وزارة الخارجية، كما جرت العادة، ولكن إلى قاعدة لـ«الحرس الثوري»، تبعاً لما أفاده مسؤول إيراني وآخر أميركي. وطلب منها مسؤولون إيرانيون أن تنقل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى خارج القتال، وأنه إذا ردت إسرائيل، فإن إيران ستضرب مرة أخرى، بقوة أكبر ودون سابق إنذار.

وعدّت إيران وابل ضرباتها ضد إسرائيل عملاً محسوباً ومبرراً، ولا ينبغي أن يؤدي إلى التصعيد.

وقال اللواء حسين سلامي، القائد العام لـ«احرس الثوري»، عبر التلفزيون الرسمي: «نفذنا عملية محدودة، بالمستوى نفسه والمتناسب مع الأعمال الشريرة للنظام الصهيوني. كان من الممكن أن تكون هذه العمليات أكبر بكثير».

وقال بايدن لنتنياهو في اتصال هاتفي إن دفاع إسرائيل الناجح أثبت تفوقها الفني، بحسب جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني.

وقال كيربي، الاثنين: «حث الرئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي على التفكير فيما يقوله هذا النجاح في حد ذاته لبقية المنطقة».

إلا أنه خلال مقابلات أجريت معهم، وصف مسؤولون إسرائيليون الهجوم بعبارات أكثر خطورة بكثير، ويرجع ذلك لعوامل، منها حجمه الهائل. وشددوا على أن الهجوم هذه المرة صدر عن دولة ذات سيادة، من داخل أراضيها، ضد إسرائيل مباشرة، وليس عبر وكلاء في الخارج.

استعداد بلا قرار

أمرت حكومة الحرب الإسرائيلية الجيش بوضع خطط لمجموعة واسعة النطاق من الضربات ضد أهداف في إيران حال وقوع هجوم إيراني واسع النطاق. وبعد ورود أنباء عن عمليات إطلاق إيرانية، السبت، قال بعض القادة خلف الأبواب المغلقة إنه يجب على إسرائيل الرد على الفور.

وقالوا إن الانتظار سيسمح للضغوط الدولية بتعزيز ضبط النفس الإسرائيلي، وقد يجعل إيران تعتقد أنها وضعت قواعد أساسية جديدة للصراع، ما تراه إسرائيل غير مقبول. ومن بين القادة الذين قدّموا هذه الحجة، وفقاً لما ذكره ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، بيني غانتس وجادي آيزنكوت، رئيسا الأركان المشتركة سابقاً اللذان يقفان بصفوف المعارضة البرلمانية لحكومة نتنياهو اليمينية، وعادة ما يعدّان أقل تشدداً، لكنهما انضما إلى حكومة الحرب، الخريف الماضي.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي على استعداد لتنفيذ الأمر، لكن الأمر لم يصدر قط. ليلة السبت، وبعد أن تحدث نتنياهو إلى بايدن؛ ولأن الضرر كان محدوداً، أجّلت حكومة الحرب الإسرائيلية القرار، وتبع ذلك المزيد من التأجيلات.

ولا يزال العالم في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

*خدمة «نيويورك تايمز»



أجواء الحرب تخيم على احتفالات إسرائيل بيوم تأسيسها

متظاهرون يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة عشية العيد الوطني الإسرائيلي السادس والسبعين في ساحة الرهائن في تل أبيب، 13 مايو 2024 (متداولة)
متظاهرون يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة عشية العيد الوطني الإسرائيلي السادس والسبعين في ساحة الرهائن في تل أبيب، 13 مايو 2024 (متداولة)
TT

أجواء الحرب تخيم على احتفالات إسرائيل بيوم تأسيسها

متظاهرون يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة عشية العيد الوطني الإسرائيلي السادس والسبعين في ساحة الرهائن في تل أبيب، 13 مايو 2024 (متداولة)
متظاهرون يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة عشية العيد الوطني الإسرائيلي السادس والسبعين في ساحة الرهائن في تل أبيب، 13 مايو 2024 (متداولة)

احتفل الإسرائيليون، الثلاثاء 14 مايو (أيار)، بيوم تأسيس دولة إسرائيل، وسط أجواء خيّمت عليها أجواء الحرب في قطاع غزة، والحُزن على ضحايا 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وسقوط جنود إسرائيليين في الحرب المستمرة، وسط قلق وترقّب انتظاراً لعودة أكثر من 130 رهينة لدى «حماس» في القطاع.

أقيمت الاحتفالات في إسرائيل في سياق متوتر بشكل خاص هذا العام، بعد سبعة أشهر من هجمات 7 أكتوبر، واستمرار المعارك بين الجيش الإسرائيلي و«حركة حماس» في قطاع غزة. وقد تجمّع آلاف الإسرائيليين في ساحة الرهائن في تل أبيب، حسب راديو «فرنس إنفو» الفرنسي.

آلاف الإسرائيليين يحملون الأعلام الوطنية في مدينة سديروت بجنوب إسرائيل الثلاثاء 14 مايو 2024 (أ.ب)

وتجمع حوالي 100 ألف شخص في الساحة للاحتفال بالمناسبة، واستمعوا إلى خطابات من الناجين من أحداث 7 أكتوبر، بالإضافة إلى أولئك الذين ما زال أفراد من عائلاتهم محتجزين رهائن لدى «حماس» في غزة.

وفي حين أنه من المعتاد أن يتناول الإسرائيليون وجبات كبيرة للاحتفال بعيدهم الوطني، فإنه وبسبب الأحداث الأخيرة، لم يكن لدى بعض السكان مزاج للاحتفال، وفق ما نقله موقع «أخبار أميركا والتقرير العالمي» (USNEWS.COM) الأميركي.

وكانت حفلات هذا العام أصغر حجماً وأكثر هدوءاً، مع عدد أقل بكثير من المحتفلين، في ظل الحرب في غزة، ومباشرة بعد أن احتفلت البلاد ﺑ«يوم الذكرى» العاطفي يوم الاثنين - وهو يوم إحياء إسرائيل ذكرى الجنود الذين سقطوا في الحروب التي خاضتها - كان لدى العائلات الإسرائيلية الرغبة في الاحتفال بيوم الاستقلال حتى في الوقت الذي تواجه فيه البلاد حرباً طويلة الأمد، وواحداً من أصعب اختباراتها منذ عقود.

أشخاص يسيرون بجوار ملصقات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» في غزة... الصورة بتل أبيب بإسرائيل 14 مايو 2024 (رويترز)

وأقامت الحكومة الإسرائيلية حفلا مسبقاً للاحتفال بالعيد الوطني، دون جمهور. وشمل الإشارة إلى جهود الجنود والطواقم الطبية ومدنيين أنقذوا الأرواح في 7 أكتوبر، وفق الوكالة اليهودية للتلغراف.

وقالت شيري سيمون، مبرمجة كومبيوتر من مدينة بني براك الإسرائيلية، لوكالة «أسوشييتد برس»: «من المهم بالنسبة لنا أن نُظهر لـ(حماس) أننا أقوياء، وأن بلدنا مهم بالنسبة لنا، وما زلنا نخرج وما زلنا نعيش حياتنا. لكن فكرة أن أكثر من 100 رهينة محتجزون في غزة، إلى جانب رفات 30 آخرين، والجنود الذين قُتلوا وجُرحوا في القتال الدائر، لم تغب عن ذهننا قط».

وبعدما أجرى بعض المداولات، قرر ريتشارد بينستوك، وهو بريطاني إسرائيلي من مدينة ريشون لتسيون الإسرائيلية، حضور حفل على السطح في تل أبيب، لكنه أشار إلى أن الطرق المؤدية إلى المدينة الساحلية كانت فارغة على غير العادة. وقال: «يؤسفني أن أقول إنه لا توجد حركة مرور. لقد كانت واحدة من أسرع رحلاتي على الإطلاق»، وفق تقرير لصحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.

مشاركون يلوحون بالأعلام الإسرائيلية خلال مسيرة نظمتها جمعية ألمانية إسرائيلية للاحتفال باليوم الوطني الإسرائيلي في ساحة ببريمن ألمانيا 14 مايو 2024 (د.ب.أ)

وقالت نيكول بارس من كريات أونو الإسرائيلية إنها رفضت دعوة لحضور حفل. وصرّحت لوكالة «التلغراف» اليهودية: «لم أشعر بالرغبة في الخروج للاحتفال، لذلك أنا مع عائلتي، وأعقد تجمعاً صغيراً».

وقالت ناتالي بيليغ من تل أبيب إنها ستبقى في الداخل هذا العام؛ لأنها «ليست في حالة مزاجية تسمح لها بالخروج على الإطلاق. لا أستطيع فعل ذلك (الاحتفال) هذا العام».

وأعرب المصلون في كنيس جنوب تل أبيب عن مشاعر مماثلة. وقال إيتسيك كوهين، رئيس كنيس زخرون باروخ: «ليس هناك احتفال هذا العام». وأضاف: «لا نريد أن نحتفل به، ولكن علينا أن نفعل ذلك. ليس لدي شرف القول: لن أفعل ذلك هذا العام. إنه واجب ديني، يشبه إلى حد كبير عيد الفصح»، وفق ما نقلته «ذا تايمز أوف إسرائيل».

وقال كوهين إن قادة الكنيس أجروا مناقشات عدة حول كيفية الاحتفال بالعيد، الذي جاء بعد أكثر من سبعة أشهر بقليل من هجوم آلاف المسلحين بقيادة «حماس».

مؤيدون لإسرائيل يجتمعون للاحتفال بالعيد الوطني الإسرائيلي في مونتريال بكندا الثلاثاء 14 مايو 2024 (أ.ب)

اندلعت حرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر الماضي بعد أن شنت فصائل فلسطينية بقيادة «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصاً، وخطف نحو 250 آخرين، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية. وردت إسرائيل بهجوم مدمر على قطاع غزة أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص حسب مسؤولي وزارة الصحة التابعة ﻟ«حماس» في القطاع.


الهند تقلّل من أهمية تهديد واشنطن بالعقوبات إثر صفقة مع إيران

جايشانكار خلال مؤتمر صحافي مع  نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران يناير الماضي (أ.ف.ب)
جايشانكار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

الهند تقلّل من أهمية تهديد واشنطن بالعقوبات إثر صفقة مع إيران

جايشانكار خلال مؤتمر صحافي مع  نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران يناير الماضي (أ.ف.ب)
جايشانكار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران يناير الماضي (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، إنّ بلاده ستعمل على توضيح فوائد الاتفاق على تطوير ميناء تشابهار الإيراني، بعدما حذّرت الولايات المتحدة من أنّ الشركات الهندية العاملة في المشروع تواجه خطر العقوبات.

ووقّعت إيران والهند هذا الأسبوع عقداً لتطوير وتجهيز ميناء تشابهار المتوقّف منذ فترة طويلة، في اتفاق يمنح نيودلهي حقّ الوصول إلى المنشأة لمدّة عشر سنوات، بينما تسعى حكومتها إلى تنمية التجارة مع غرب ووسط آسيا.

وتتمتع واشنطن بعلاقات جيدة مع نيودلهي، في حين أن علاقتها الدبلوماسية مقطوعة مع إيران منذ اقتحام سفارتها على يد متشددين من أنصار المرشد الإيراني الأول (الخميني) في 1979.

وقال جايشانكار خلال مناسبة عامة في مدينة كولكاتا مساء الثلاثاء: «إنّها مسألة تواصل وإقناع وجعل الناس يفهمون أنّ هذا في الواقع لصالح الجميع».

وأضاف: «إذا نظرت إلى موقف الولايات المتحدة تجاه تشابهار في الماضي، فقد كانت تقدّر أنّ تشابهار له أهمية أكبر»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

قَبِلَت الولايات المتحدة على مضض مشروع الميناء في أثناء وجود الجيش الأميركي في أفغانستان، معتبرةً أنّ نيودلهي شريك قيّم لدعم حكومة كابل التي سقطت في عام 2021.

لكنّ وزارة الخارجية الأميركية حذّرت، الاثنين، من أنّ الشركات الهندية العاملة في المشروع تخاطر بالخضوع لعقوبات أميركية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، في مؤتمر صحافي: «أي كيان، أي شخص، معنيٍّ بالصفقات التجارية مع إيران، عليه أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة التي يعرّض نفسه لها».

وتنص الصفقة الموقّعة هذا الأسبوع على استثمار شركة «إنديا بورتس غلوبال ليميتد India Ports Global Limited» مبلغ 370 مليون دولار في «توفير معدات استراتيجية... وتطوير البنية التحتية للنقل في الميناء» على مدى العقد المقبل.

ووافقت الهند في عام 2016 على تطوير الميناء الإيراني ليصبح مركزاً تجارياً لآسيا الوسطى.

وقبل جائحة كوفيد في عام 2019، وافق البلدان على تسريع إتمام المشروع بعد زيارة أجراها جايشانكار لطهران.

ويقع ميناء تشابهار في المحيط الهندي على بُعد نحو 100 كيلومتر غرب الحدود الباكستانية. وتقوم باكستان، الخصم التاريخي للهند، بتطوير ميناء غوادار بدعم من الصين.


قاآني يتوعد دولاً أوروبية تصدت لهجوم إيران على إسرائيل

قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني (يسار الصورة) بجانب قادة «الحرس الثوري» الإيراني (تسنيم)
قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني (يسار الصورة) بجانب قادة «الحرس الثوري» الإيراني (تسنيم)
TT

قاآني يتوعد دولاً أوروبية تصدت لهجوم إيران على إسرائيل

قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني (يسار الصورة) بجانب قادة «الحرس الثوري» الإيراني (تسنيم)
قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني (يسار الصورة) بجانب قادة «الحرس الثوري» الإيراني (تسنيم)

توعد مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» إسماعيل قاآني، القوى الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا؛ لمشاركتها في التصدي لهجوم شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل الشهر الماضي.

وقال قاآني خلال مراسم أربعين الجنرال محمد هادي حاجي رحيمي، الذي قضى مع العميد محمد رضا زاهدي في قصف القنصلية الإيرانية بدمشق مطلع الشهر الماضي، إن قوات «تحتفظ بمحاسبة» فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على إثر مشاركة مقاتلات تلك الدول في عملية التصدي لهجوم إيران الانتقامي على إسرائيل.

ونقلت وكالة «دانشجو» (إس إن إن) منصة الباسيج الطلابي، عن قاآني قوله: «على فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي أرسلت مقاتلات، ألا تظن أن كل شيء انتهى. الحساب سيكون في محله».

وفرضت بريطانيا وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي عقوبات على «الحرس الثوري» خلال الأسابيع الأخيرة، لكنها لا تزال ترفض تصنيف تلك القوات على قوائم الإرهاب.

وقال قاآني: «أميركا والكيان الصهيوني علما بوضوح النهار متى تتم عملية الوعد الصادق». وزعم أن «أكثر من 200 طائرة مقاتلة حلقت في سماء المنطقة»، من أجل التصدي للهجوم الإيراني الذي قالت إسرائيل إنه فشل بنسبة 99 في المائة.

وأضاف قاآني: «مجموعة كبيرة من السفن الحربية اجتمعت في البحر الأبيض المتوسط لكي تمنع العملية»، لافتاً إلى أن بلاده «تصرفت بصبر وحكمة رغم أنها تعرضت لأشد الضغوط».

وتحاشى قاآني توجيه تهديد للولايات المتحدة، واكتفى بالتهكم من الرئيس الأميركي، قائلاً إن «جو بايدن الذي يدافع باستماتة عن إسرائيل، أعلن رسمياً أنه لن يتدخل». وقال إن الهجوم الإيراني «وجه رسالة لجميع الأشخاص الذين يعولون على أميركا».

ومع ذلك، قال قاآني: القوى الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل «لا يمكنها التصدي لجبهة المقاومة»؛ في إشارة إلى الجماعات المسلحة التي تنشط في المنطقة بدعم من طهران.

وأطلقت إيران 300 طائرة مسيرة انتحارية وصواريخ باليستية وكروز، للانتقام من قصف قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الماضي، بعدما وصف المرشد علي خامنئي القنصلية بأنها «أرض إيرانية».

وقال خامنئي في 21 أبريل (نيسان) الماضي، إن عدد الصواريخ وإصابتها للأهداف «محل تركيز الأعداء»، واصفاً المسألة بـ«القضية الثانوية والفرعية».

وعلى غرار خامنئي، قال قاآني إن «انتصار عملية الوعد الصادق ليس بالصواريخ والطائرات المسيرة التي وصلت إسرائيل»، متحدثاً عن «أسرار كبيرة في العملية».

ولمح قاآني مرة أخرى إلى الدور الإيراني في عملية «طوفان الأقصى»، وقال إن العملية بالإضافة إلى الهجوم الإيراني «يتطلبان وقتاً لكي يظهر عمقهما». وأضاف: «أعداؤنا أدركوا أفضل من أصدقائنا أي ضربة تلقوا».


غالانت لا يوافق على سيطرة عسكرية إسرائيلية في غزة بعد الحرب

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
TT

غالانت لا يوافق على سيطرة عسكرية إسرائيلية في غزة بعد الحرب

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، أنه لن يوافق على حكم إسرائيلي عسكري في غزة بعد انتهاء الحرب والقضاء على «حماس».

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غالانت دعوته، في مؤتمر صحافي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعلان أن إسرائيل لن تسيطر على غزة بعد هزيمة «حماس».

وأضاف غالانت أن وجودا أمنياً لإسرائيل في غزة بعد الحرب من شأنه أن يؤدي إلى «خسائر غير ضرورية في أرواح الإسرائيليين».

وقال غالانت إنه طلب تشكيل هيئة حكم بديلة لـ«حماس» ولم يتلق رداً. وتابع غالانت خلال المؤتمر «قريبا، سيُطلب منا اتخاذ قرار بشأن كيفية إعادة (الإسرائيليين) إلى منازلهم في الشمال، من خلال اتفاق أو من خلال عمل عسكري».

وعن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية في رفح، قال غالانت «إننا نحل الخلاف في غرف مغلقة، وليس في المقابلات أو الاقتباسات».

وجاء مؤتمر غالانت بعد ساعات قليلة فقط من خطاب لنتنياهو قال فيه «إنه لا جدوى من الحديث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب» طالما بقيت «حماس» في السلطة في غزة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو القول "إسرائيل تتعامل منذ أشهر مع مسألة من سيحكم غزة بعد حماس، وإلى أن يتضح أن حماس لا تحكم غزة عسكريا، لن يكون أي طرف مستعدا للقبول بالحكم المدني في غزة خوفا على سلامته».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية الأحد الماضي النقاب عن خلافات ومواجهات كلامية بين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت بعدما قرر الأخير عقد مناقشات مع كبار قادة الجيش والعسكريين حول مسألة «اليوم التالي» للحرب في غزة والعملية في رفح دون حضور نتنياهو.

وفي أول رد فعل من حكومة نتنياهو التي يشكل اليمين المتطرف أغلبيتها، دعا كل من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير الاتصالات شلومو كارهي إلى إقالة غالانت ردا على تصريحاته. وقال بن غفير «يجب استبدال وزير الدفاع هذا من أجل تحقيق أهداف الحرب». وأضاف «من وجهة نظر (غالانت)، لا يوجد فرق بين ما إذا كانت غزة تحت سيطرة الجنود الإسرائيليين أو ما إذا كان قتلة حماس سيسيطرون عليها. هذا هو جوهر تصور وزير الدفاع الذي فشل في 7 أكتوبر وما زال يستمر في الفشل حتى الآن».

أما الوزير كارهي فقال إنه يتفق مع غالانت على أمر واحد وهو أنه «طالما كان غالانت وزيرا للدفاع فإن الحكم العسكري (لغزة) هو في الواقع خيار سيئ، لكن هذا يمكن إصلاحه» في إشارة على ما يبدو للتخلص من غالانت على رأس وزارة الدفاع.

وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان بالفيديو نُشر على الإنترنت بعد تصريحات غالانت، قائلاً إن أي تحرك لتكوين بديل لحركة «حماس» لحكم غزة يتطلب القضاء على الحركة أولا، وطالب بالسعي لتحقيق هذا الهدف «بدون أعذار».


طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع «الذرية الدولية»

رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يغادر بعد حضوره في اجتماع الحكومة الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)
رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يغادر بعد حضوره في اجتماع الحكومة الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)
TT

طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع «الذرية الدولية»

رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يغادر بعد حضوره في اجتماع الحكومة الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)
رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يغادر بعد حضوره في اجتماع الحكومة الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

أعلنت طهران توصلها إلى تسوية بشأن نصف القضايا العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت أبلغ مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، رافاييل غروسي صحيفة بريطانية، بأنه لم يحصل على ضمانات من المسؤولين الإيرانيين رغم أنهم أبدوا استعدادهم للانخراط في «حوار جاد».

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة، الأربعاء، إنه «جرى حل نحو نصف القضايا المتبقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وتريد الوكالة الدولية الحصول على تفسيرات من إيران بشأن مواقع سرية عُثر فيها على آثار يورانيوم، لكن طهران أحجمت حتى الآن في التجاوب مع التحقيق الدولي، بدعوى أنه يستند إلى معلومات «إسرائيلية».

وأوضح إسلامي أن «الموقعين المتبقيين قيد التسوية»، لافتاً إلى أن نائبه ونائب مدير الوكالة الدولية «يواصلان التفاعل والحوار»، وذلك في إشارة إلى ما ذكرته وكالة «إرنا» الرسمية الأحد الماضي، عن زيارة وشيكة لخبراء من الوكالة الدولية إلى طهران؛ لمتابعة مباحثات أجراها غروسي في طهران، قبل أسبوع.

وقال غروسي في صحيفة «فاينانشيال تايمز» على هامش زيارته إلى لندن الثلاثاء، إن المحادثات الفنية بين الوكالة الدولية والمسؤولين الإيرانيين استمرت منذ عودته من طهران. لكنه أفاد بأن «طهران لم تقدم أي التزامات خلال رحلته إلى إيران».

وبعد العودة من طهران، قال غروسي للصحافيين إن ثمة جوانب سياسية في هذه المباحثات، وذلك عند سؤاله عما إذا كانت إيران تطالب برفع العقوبات مقابل اتخاذ الخطوات التي تتعلق بالأسلحة النووية، وهو أمر خارج نطاق صلاحيات الوكالة وسيتطلب اشتراك قوى عظمى. وأضاف: «الجانب المعقد في هذا، هو وجود كثير من الأمور السياسة. بعضها في نطاق صلاحياتي، والبعض الآخر لا». وأردف: «لذا؛ حينما يتعلق الأمر برفع العقوبات وأمور مثل تلك، وهي أمور مهمة للغاية بالنسبة لإيران، فإنني لست من لديه القدرة على حل هذه المشكلات».

ورداً على قوله غروسي، قال إسلامي إن «عملنا مع الوكالة الدولية لا علاقة له بمفاوضات رفع العقوبات».

«حوار جاد»

وتواجه الوكالة مجموعة من الصعوبات في إيران، منها حقيقة عدم تنفيذ طهران سوى قسم صغير مما يرى غروسي أنها ملتزمة به في «بيان مشترك» أصدراه في مارس (آذار) 2023 بشأن التعاون المستقبلي، وتوقفت الخطوات الملموسة القليلة التي اتخذنها طهران في يونيو (حزيران) من العام الماضي، حسب «رويترز».

وبعد أسبوع من التفاعل بين الجانبين، أبلغ غروسي صحيفة «فاينانشيال تايمز» بأن طهران «تبدو مستعدة لمناقشة قضايا ملموسة»، موضحاً أن المسؤولين الإيرانيين أبدوا استعداهم للدخول في «حوار جاد» مع الوكالة الدولية للمرة الأولى منذ توصل الطرفان إلى تفاهم لحل القضايا العالقة في مارس 2023.

وفد الوكالة الدولية برئاسة رفائيل غروسي يجري مباحثات مع وفد «الذرية» الإيرانية في أصفهان الأسبوع الماضي (رويترز)

وقال إن العلاقات المتوترة بين طهران والوكالة لأشهر عدة، يمكن أن «تدخل مرحلة مختلفة»، وزاد: «إنه أمر مهم جداً لأننا عاودنا التواصل بعد أشهر عدة من الحديث مع بعضنا بعضاً». وزاد: «أرى فيهم اعترافاً بأنه من الأفضل أن يكون هناك بعض الانخراط بدلاً من الاستمرار في مسار متباين تماماً؛ مما يؤدي إلى مزيد من التصعيد، وربما المزيد من الخطر بما في ذلك الحرب».

وأشار غروسي إلى أن طهران تعهدت في مارس من العام الماضي، بإعادة تركيب نحو 30 كاميرا تابعة للوكالة الدولية في منشآتها النووية، ولكن تم تشغيل تسع فقط.

ويتوقع أن يصدر غروسي تقريراً فصلياً بشأن الأنشطة الإيرانية، بما يشمل أحدث تقديرات مفتشي الوكالة من مخزون إيران للمواد النووية، خصوصاً اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة.

وطالبت القوى الغربية في آخر اجتماع لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة، بالحصول على تقرير مبكر لمناقشة القرارات بشأن إيران.

وبحسب غروسي، فإن طهران لديها الآن ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج نحو ثلاث قنابل نووية في غضون أسابيع، إذا اختارت ذلك.

وقال مدير الوكالة الدولية: «كانت هناك تذبذبات في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة... ما نراه هو أن هناك قاعدة ثابتة. لقد كانوا أسرع في الماضي، ولكن ما نراه هو (وتيرة) منتظمة – إنها مثل الركض». لكن «البرنامج ينمو، ويكبر، ويتوسع، ويزداد قوة – بلا شك».

وأعادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» التنازلات الإيرانية الأخيرة، إلى محاولتها لتفادي اللوم الغربي. وقال غروسي للصحيفة: «من المهم ضمان عدم فك الارتباط الكامل والقطية... ما نحاول القيام به الاحتفاظ بالأشياء، أن (يكون لدينا) مستويات من الرؤية المفيدة وذات المغزي».

وتجري إيران عمليات لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، والتي تقترب لنسبة 90 في المائة المستخدمة في تصنيع الأسلحة. ووفقاً لمعيار رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن تخصيب هذه المواد إلى مستويات أعلى يكفي لصنع نوعين من الأسلحة النووية.

جانب من معرض للصناعة النووية الإيرانية في أصفهان الأسبوع الماضي (أ.ب)

العقيدة النووية

وجاءت محاولات الوكالة الدولية وطهران لكسر الجمود، بعد أسبوعين من نفي طهران إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، عبر سفيرها لدى الأمم المتحدة في نيويورك سعيد إيرواني. وتقول طهران إنها تواصل تبادل الرسائل عبر قنوات الاتصال.

وبعد توجيه إيران ضربة انتقامية إلى إسرائيل، للرد على قصف قنصليتها في سوريا، حذّر مسؤولون إيرانيون من تغيير مسار برنامجهم النووي إذا تعذرت المنشآت النووية لهجوم من إسرائيل.

وفي 18 أبريل (نيسان)، حذّر مسؤول حماية المنشآت النووية، الجنرال في «الحرس الثوري»، أحمد حق طلب، من «مراجعة العقيدة والسياسة النووية للجمهورية الإسلامية، وتعديل الملاحظات المعلنة في السابق».

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 27 أبريل إن «طهران لا تخطط لامتلاك السلاح النووي؛ لأن المرشد علي خامنئي أفتى بتحريم ذلك». وأضاف: «العقيدة النووية لطهران لا تشمل إطلاقاً صناعة سلاح نووي، واستخدامنا للتقنية النووية سلمي».

وفي 9 مايو (أيار) الحالي، عادت طهران لتكرار التلويح بتغيير مسارها النووي، على لسان كمال خرازي، رئيس اللجنة الاستراتيجية العليا للعلاقات الخارجية، الخاضعة لمكتب خامنئي.

وقال خرازي: «لم نتخذ بعد قراراً بصنع قنبلة نووية، لكن إذا أصبح وجود إيران مهدداً، فلن يكون هناك أي خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية». وقال: «في حال شنّ النظام الصهيوني (إسرائيل) هجوماً على منشآتنا النووية فإن ردعنا سيتغير».

عيّنات من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في موقع تابع للمنظمة الذرية الإيرانية نوفمبر 2019 (أ.ف.ب) - مفتش من الطاقة الذرية يركّب كاميرات للمراقبة في منشأة نظنز في 8 أغسطس (أ.ب)

والجمعة الماضي، نقل موقع «رويداد 24» الإخباري عن النائب أحمد بخشايشي أردستاني: «أعتقد أننا وصلنا إلى الأسلحة النووية، لكننا لن نعلن»، وأضاف: «سياستنا العملية هي امتلاك قنبلة نووية، لكن سياستنا المعلنة هي التحرك في إطار سياسات الاتفاق النووي».

وتابع: «أشعر أننا حصلنا على السلاح النووي؛ لهذا تمكنت من مهاجمة إسرائيل وقبل ذلك هاجمت القاعدة الأميركية في عين الأسد». وتابع في جزء من تصريحاته: «إذا لم تكن إيران راغبة في امتلاك قنبلة نووية ذات يوم، فهذا يعني أن منافستها إسرائيل لا ينبغي لها ذلك أيضاً».

وكرر خرازي تهديداته الأحد أمام مؤتمر حضره وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. وقال: «نحن لا نريد أسلحة نووية لأن هناك فتوى للمرشد بشأن تحريم إنتاج الأسلحة، لكن إذا هدد الأعداء ما الذي ينبغي فعله، سنكون مضطرين إلى إحداث تغييرات».

وأضاف خرازي: «بالطبع يقول الأميركيون إن الدبلوماسية أفضل طريق، تعالوا نتحدث عن منطقة خالية من السلاح النووي، أنتم من خرج من الاتفاق النووي، واليوم لستم على استعداد للعودة إلى طاولة التفاوض، بعد ذلك تقولون إن الدبلوماسية أفضل طريق، نحن أيضاً نقول إنه أفضل طريق، مستعدون للعودة إلى طاولة التفاوض».

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الاثنين: «لم يطرأ أي تغيير على عقيدتنا للجمهورية الإسلامية، ونحن ضد استخدام الأسلحة النووية».

وبعد ساعات، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، الاثنين، إن بلاده توصل تقييمها بأن «إيران لا تقوم حالياً بالأنشطة الرئيسية الضرورية لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار». وقال: «لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي». وأضاف «إن لدينا طرقاً للتواصل مع إيران عندما يكون ذلك في مصلحتنا».

ونقل موقع «جماران» الإخباري، الأربعاء، عن عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، إن «المرشد يحرّم إنتاج واستخدام السلاح النووي»، وأضاف: «لا أعلم على أي أساس يطرح بعض الأصدقاء أقوالاً عن تغيير العقيدة النووية الإيرانية، ربما تلقوا إشارات».


نتنياهو: القضاء على «حماس» ضروري لصعود حُكم فلسطيني بديل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في الحروب الإسرائيلية وضحايا الهجمات في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في الحروب الإسرائيلية وضحايا الهجمات في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: القضاء على «حماس» ضروري لصعود حُكم فلسطيني بديل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في الحروب الإسرائيلية وضحايا الهجمات في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في الحروب الإسرائيلية وضحايا الهجمات في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن القضاء على «حماس» في قطاع غزة ضروري لصعود أي حكم فلسطيني بديل هناك، معتبرا أن ترك «حماس» في مكانها سيشكل تهديداً لمن سيخلفها، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأكد نتنياهو أنه لا جدوى من الحديث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب طالما بقيت «حماس» في السلطة في غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو القول «إسرائيل تتعامل منذ أشهر مع مسألة من سيحكم غزة بعد (حماس)، وإلى أن يتضح أن (حماس) لا تحكم غزة عسكريا، لن يكون أي طرف مستعدا للقبول بالحكم المدني في غزة خوفا على سلامته».

وأضاف نتنياهو «خلافا لما قيل، انخرطنا منذ أشهر في محاولات مختلفة للتوصل إلى حل لهذه المشكلة المعقدة، وبعض محاولات مخفية (عن الجمهور) وهذا أمر جيد، وهذا جزء من أهداف الحرب التي حددناها ونحن مصممون على تحقيقها». وتابع «على أية حال، ليس هناك بديل عن النصر العسكري.. هناك بديل وحيد فقط للنصر وهو الهزيمة وحكومتي لن تقبل بذلك».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن قواته قامت بإخلاء المدنيين من رفح، وإن حوالي 500 ألف مدني غادروها حتى الآن.

ورد أيضا على الانتقادات الغربية للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة، قائلا «الكارثة الإنسانية التي تم الحديث عنها لم تحدث، ولن تحدث».

كما عبّر نتنياهو عن أمله في الحصول على مساعدات عسكرية أميركية والتغلب على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق شحنات أسلحة معينة، متعهدا بقتال حركة «حماس» بدون الدعم الأميركي في ظل ما وصفه بالخلاف مع واشنطن.

وقالت مصادر أمس الثلاثاء إن وزارة الخارجية الأميركية نقلت حزمة مساعدات بالأسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى الكونغرس لمراجعتها. ورفض نتنياهو الإجابة على سؤال في مقابلة مع شبكة «سي.إن.بي.سي» أذيعت اليوم الأربعاء عما إذا كان بإمكانه تأكيد هذه الحزمة، لكنه عبر عن تقديره للمساعدات الأميركية.


إردوغان: إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (د.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إسرائيل قد «تضع عينها» على منطقة الأناضول التركية في المستقبل إذا لم يتم إيقافها في قطاع غزة. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام الأعضاء البرلمانيين لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة، الأربعاء، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف: «لا تفترضوا أن إسرائيل سوف تتوقف عند غزة ولا تفترضوا أن رام الله سوف تكون في أمان. إذا لم يتم إيقاف تلك الدولة الشرسة، فإن تلك الدولة الإرهابية، سوف تضع عينها على الأناضول عاجلاً أم آجلاً بناءً على وهم الأرض الموعودة»، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وفي مطلع الشهر الحالي، أوقفت تركيا جميع الصادرات والواردات من إسرائيل وإليها، مشيرة إلى «تفاقم المأساة الإنسانية» في الأراضي الفلسطينية.

حددت وزارة التجارة التركية مهلة ثلاثة أشهر للشركات المصدرة إلى إسرائيل بعد تطبيق الحظر التجاري،

وبلغ حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل 6.8 مليار دولار في عام 2023.


تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية اليوم (الأربعاء) بأن مسؤولين إسرائيليين حذَّروا من أن مصر قد تنسحب من جهود الوساطة في اتفاق للتهدئة بقطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، مع تفاقم «الأزمة» بين مصر وإسرائيل، عقب سيطرة الأخيرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين عبَّروا أيضاً عن قلقهم من احتمال خفض مستوى التعاون بين مصر وإسرائيل في مجالي الدفاع والمخابرات، ما لم يتم حل الأزمة.

كما أبدى المسؤولون الإسرائيليون مخاوفهم من أن الأزمة في العلاقات بين مصر وإسرائيل قد تتفاقم مع استمرار القتال في غزة، وانهيار المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حماس».

كان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد اتهم مصر بإغلاق معبر رفح، وقال إن القاهرة «تملك المفتاح» لمنع حدوث أزمة إنسانية في غزة. وأضاف كاتس أن «العالم يضع مسؤولية الوضع الإنساني (في غزة) على عاتق إسرائيل؛ لكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في أيدي أصدقائنا المصريين».

غير أن وزير الخارجية المصري سامح شكري انتقد هذه التصريحات، وأكد رفض بلاده القاطع «لسياسة لي الحقائق والتنصل من المسؤولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي»، مشدداً على أن إسرائيل «هي المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة حالياً».


بايدن يتعهد في ذكرى قيام إسرائيل بالالتزام الثابت بأمنها

مسيرة في ذكرى النكبة في مدينة شفا عمرو شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
مسيرة في ذكرى النكبة في مدينة شفا عمرو شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

بايدن يتعهد في ذكرى قيام إسرائيل بالالتزام الثابت بأمنها

مسيرة في ذكرى النكبة في مدينة شفا عمرو شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)
مسيرة في ذكرى النكبة في مدينة شفا عمرو شمال إسرائيل الثلاثاء (أ.ف.ب)

تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بمناسبة الذكرى الـ76 لقيام إسرائيل، بالتزامه الثابت بأمن إسرائيل، قائلاً: «إن التزامي بأمن إسرائيل ثابتٌ، ومن الضروري أن نعمل معاً».

وأضاف بايدن في رسالته لهرتسوغ: «تفتخر الولايات المتحدة بعلاقتنا المستمرة مع إسرائيل. وباعتبارنا أول دولة تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة في عام 1948، فإن علاقاتنا مبنية على القيم الديمقراطية المشتركة والمصالح المشتركة والتقارب الثقافي المماثل. كان العام الماضي مؤلماً للغاية، حيث تعرضت إسرائيل لأسوأ هجوم في تاريخها في 7 أكتوبر 2023. لكن شعب إسرائيل أظهر قوة ومرونة غير عادية. إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يتزعزع. ومن الضروري أن يعمل بلدانا معاً لتعزيز الأمن والسلام لإسرائيل والمنطقة بأكملها. وآمل أن تستمر بلداناً في العمل معاً لخلق مستقبل أفضل لجميع شعوبنا. آمل أن يجلب العام المقبل المزيد من السلام والفرح بدلاً من المعاناة».

الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون الدولي خلال زيارة بايدن في يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)

وجاء في رسالة بايدن: «كما أوضحت بعد هجوم (حماس) لقد دعمت إسرائيل طوال حياتي وكنت الرئيس الوحيد الذي زار إسرائيل أثناء الحرب، فإن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ثابت».

وتحتفل إسرائيل بذكرى قيامها الـ76 التي تمثل نكبة للشعب الفلسطيني.

وقالت حركة «فتح»، في بيان، الثلاثاء، في الذكرى الـ76 للنكبة، إن الحقيقة الفلسطينية لا يمكن طمسها، وإن إرادة الشعب الفلسطيني أصلب من أن تُكسر، وإصراره على التمسك بحق العودة وحق تقرير المصير وبالحرية والاستقلال الوطني لن يلين.

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية على الحدود الجنوبية قرب رفح أول مايو (إ.ب.أ)

وقالت إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية التاريخية عن الظلم الذي لا يزال يتعرض له الشعب الفلسطيني وعن كل النكبات التي أصابته، و«آخرها حرب الإبادة الهمجية التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة، والتي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي بأبشع الأساليب والصور، بالتزامن مع الحرب على الضفة والقدس، في ظل تصاعد هجمات المستعمرين الإرهابيين بدعم من حكومة الاحتلال المجرمة».

المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود مستخدماً حق النقض في مجلس الأمن خلال التصويت على منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية (صور الأمم المتحدة)

وتساءلت «فتح» لماذا يُمنع الشعب الفلسطيني دون غيره من الشعوب من حقه في تقرير المصير والعودة إلى وطنه، وألا تحصل دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟

وحمّلت «فتح» بريطانيا المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني، فهي من أصدر وعد بلفور عام 1917 المشؤوم، واحتلت فلسطين لتنفذ الوعد، ودعمت إقامة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وفلسطين التي تم شطبها عن الخريطة عام 1948.

وأكدت «فتح» أن الولايات المتحدة الأميركية كانت شريكةً في صياغة «وعد بلفور» وشريكة في نكبة الشعب الفلسطيني، «وهي اليوم من يتحمل المسؤولية الحقيقية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع وغزة وبيدها وقفها فوراً إن أرادت»، مشيرة إلى أن واشنطن تمارس النفاق السياسي عندما تدعي حرصها على حل الدولتين، وفي الوقت نفسه تدعم إسرائيل بالسلاح والذخائر الفتاكة، وتقوم بتغطية عدوانها على الشعب الفلسطيني سياسياً، وفي المحافل الدولية وعبر ممارسة حق «الفيتو» في مجلس الأمن.

فلسطينيون في مسيرة بمناسبة يوم النكبة بمدينة رام الله بالضفة الغربية (أرشيفية)

ودعت «فتح» الولايات المتحدة إلى العمل فوراً على وقف الحرب، إذا ما أرادت صيانة القانون الدولي وحل الدولتين.

ولأول مرة في إسرائيل تم بث المراسم السنوية لإيقاد الشعل بعد أن تم تسجيلها مسبقاً.

وقال موقع «تايمز أوف اسرائيل»، إنه باستثناء رسالة مسجلة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان المزاج العام قاتماً إلى حد ما، في تناقض صارخ مع السنوات السابقة.

ويتم عادة بث الحفل على الهواء مباشرة، لكن سعى المنظمون الحكوميون لتصويره مسبقاً، وسط تكهنات بأنهم أرادوا تجنب المضايقات التي شوهدت في مراسم يوم الذكرى المتعددة قبل ساعات.

وقال نتنياهو في مقطع فيديو على خلفية موسيقى مبتهجة يضم لقطات من التاريخ الإسرائيلي وحرب غزة، إلى جانب لقطات له ولزوجته سارة: «بفضل هذه الروح انتصرنا على أعدائنا وضمنّا وجودنا. وبتنا حالياً أقوى أضعافاً مضاعفة»، مضيفاً: «هذا ليس عيد استقلال عادياً. فالحرب لا تزال في أوجها».

وأقيم «حفل إيقاد الشعل» وسط احتجاجات كبيرة من أولئك الذين يشعرون أنه لا ينبغي للحكومة أن تقيم مثل هذا الحفل بعد أن أشرفت على أكبر هجوم في يوم واحد للإسرائيليين في تاريخ البلاد. وقد قُتل حوالي 1200 شخص، وتم احتجاز 252 رهينةً خلال الهجوم الذي قادته «حماس» في 7 أكتوبر، وأشعلت شرارة الحرب المستمرة في غزة.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال مسيرة للمطالبة بالإفراج عنهم في تل أبيب يوم الخميس (رويترز)

ومن بين الأصوات الأكثر معارضةً لإقامة الحفل التقليدي أقارب الرهائن والعائلات التي فقدت أقاربها أو نزحت من منازلها نتيجة القتال في غزة وعلى الحدود اللبنانية.

وقاد بعضهم مراسم «إشعال شعل» بديلة في بلدة بنيامينا، حضرها حوالي 1000 إسرائيلي. وانضم 100 ألف آخرين إلى عائلات الرهائن الأخرى لإحياء بداية اليوم هناك، في تجمع كئيب مماثل في ساحة الرهائن في تل أبيب.

وجاءت رسالة بايدن بعد أن كان ألغى في وقت سابق شحنة أسلحة كانت متوجهةً إلى إسرائيل، وأعلن أنه لن يزود إسرائيل بأسلحة هجومية في هجوم للجيش الإسرائيلي يؤثر على المراكز السكانية في رفح جنوب قطاع غزة.

أنتوني بلينكن يتحدث مع عائلات الرهائن لدى حركة «حماس» خارج فندقه في تل أبيب الأربعاء (أ.ف.ب)

وأصر السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك لو، على أنه «لم يتغير شيء بشكل أساسي في العلاقة الأساسية» بين إسرائيل والولايات المتحدة، على الرغم من القرار الذي اتخذته إدارة بايدن بتأخير تسليم شحنة قنابل ثقيلة إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن المساعدات العسكرية من واشنطن إلى تل أبيب زادت منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم «حماس» في 7 أكتوبر.

وأكد لو في مقابلة أجرتها معه «القناة 12» أنه تم تجميد «مجموعة واحدة من الذخائر فقط»، وأن «كل شيء آخر مستمر في التدفق».

وأضاف أنه ينبغي على الجانبين «مواصلة الحديث حول» القضايا المتعلقة باستخدام «القنابل ذات القطر الكبير والقنابل الثقيلة، خاصة عندما يكون هناك احتمال لاستخدامها في مناطق حضرية مكتظة بالسكان».

وكرر قائلاً: «لكنني أعتقد أنه من الخطأ الاعتقاد بأن أي شيء قد تغير بشكل جذري في العلاقة».

ورداً على سؤال حول نية بايدن المعلنة بعدم تزويد إسرائيل بأسلحة هجومية، إذا دخلت إلى هذه المراكز السكانية، أجاب لو: «ما قاله الرئيس هو أنه لا يعتقد أن شن حملة برية واسعة النطاق في منطقة مكتظة بالسكان هي فكرة جيدة. لكنه قال على وجه التحديد إنه لا ينبغي استخدام القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل (900 كيلوغرام) في هذا المكان».

ومع ذلك، أشار لو إلى أن بايدن أوضح أن إسرائيل، حتى الآن، لم تنفذ هذا النوع من العمليات البرية الكبرى في رفح، التي تعارضها الولايات المتحدة. حتى الآن، عملية رفح لم «تعبر إلى المنطقة التي تكمن فيها خلافاتنا. آمل ألا نصل إلى خلافات حقيقية».


زعيم المعارضة التركية رفض ممارسات رؤساء بلديات تجاه اللافتات العربية

رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه على إكس)
رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه على إكس)
TT

زعيم المعارضة التركية رفض ممارسات رؤساء بلديات تجاه اللافتات العربية

رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه على إكس)
رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه على إكس)

فجّرت تصريحات لزعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزجور أوزيل، حول تشدد بعض رؤساء البلديات المنتخبين مؤخراً من صفوف الحزب تجاه السوريين والتعامل مع اللافتات باللغة العربية، جدلاً واسعاً.

وتعرض أوزيل، الذي كان حزبه بنى حملته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة تحت قيادة رئيسه السابق، كمال كليتشدار أوغلو، على قضية اللاجئين وترحيلهم من البلاد حال الفوز بالانتخابات التي أجريت في مايو (أيار) 2023، لانتقادات حادة من جانب بعض السياسيين المعارضين، بخاصة القوميين، فضلاً عن الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جانب الرافضين لوجود السوريين وجنسيات أخرى.

رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو يتحدث في اجتماع لنواب الحزب في البرلمان بأنقرة في 8 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

وكان أوزيل انتقد بعض السياسيين الذين يتحدثون عن كلمة «عربي» وكأنها «كلمة بذيئة»، مشيراً إلى أن تركيا بها 6 ملايين مواطن لغتهم الأم هي العربية، كما أن اللغة العربية هي لغة مقدسة لأنها لغة القرآن الكريم.

وأضاف: «ما يجب أن أقوله عن اللاجئين السوريين هو أنه عندما تكون أماكنهم في بلادهم صالحة للعيش فيها، يجب أن يعودوا بالتأكيد إلى وطنهم».

وانتقد أوزيل الذي فاز حزبه بالأغلبية في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، تصريحات بعض رؤساء البلديات من حزبه بسبب استهدافهم السوريين في خطاباتهم، وتضييق الخناق عليهم عبر مضاعفة رسوم الخدمات لهم، وفرض رسوم عالية على معاملات الزواج، مؤكداً أن ذلك ليس من اختصاصهم.

وعلق أوزيل على قرار رئيسة بلدية أفيون كارا حصار، بورجو كوكسال، التي قررت زيادة رسوم معاملات الزواج للسوريين بمقدار 25 ضعفاً عن الأتراك، قائلاً: «تحدثت إلى زملائي، قلت لهم إنه لا يمكنكم إرسال السوريين إلى بلادهم بعدم عقد القران لهم».

وأضاف: «يجب على رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين أن يتماشوا مع السياسات العامة للحزب، نصحناهم بذلك، عندما تعتني بمشاكل المياه للمواطنين بدلاً من التركيز على السوريين، سنجد قبولاً أكبر، وقضية السوريين ليست قضية يمكن أن يحلها المسؤول المحلي».

كما عبّر أوزيل عن رفضه ممارسات بعض رؤساء البلديات الذين استهدفوا اللافتات المكتوبة باللغة العربية، قائلاً إن ذلك يمكن أن يترك جرحاً لدى الكثيرين، لأن اللغة العربية هي لغة القرآن.

وأضاف: «إذا أزلت اللافتات المكتوبة بالعربية وحدها، ستصبح اللغات الأجنبية الأخرى أيضاً موضع تساؤل... في اللاوعي لدى الناس، العربية هي لغة القرآن، ويمكن أن يترك ذلك جرحاً، يجب النظر في ما هو مكتوب على اللافتة، إذا كان يسهل على الناس الحصول على الخدمة بلغتهم الأم، فهذا حق لهم».

وأوضح أن القانون يحدد أن اللغة الأجنبية، العربية وغيرها، يجب ألا تتجاوز 25 في المائة من حجم اللافتات التركية، ويمكن تطبيق ذلك على اللغة الإنجليزية أيضاً.

وطالب زعيم المعارضة التركية بتجنب استخدام كلمات يمكن أن تستغل بشكل انتقائي، قائلاً: «يجب التعامل بحس سليم، بعض زملائنا قد يندفعون بحماسهم من دون سوء نية، لكن يجب أن نتحلى بالتوازن ونتجنب ارتكاب الأخطاء، فكل شيء موجود في القانون، وإذا لم يكن موجوداً، يمكنك اتخاذ قرار في مجلس البلدية وإصدار إخطار، فهذه هي الطريقة الصحيحة».

ولفت أوزيل إلى ضرورة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، قائلاً إن «سياستنا بشأن الهجرة معروفة، نحن ندعو إلى التفاوض مع سوريا والأسد، وإلى السلام، وإلى تدخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وإلى توفير عمل وطعام وسكن للسوريين من أجل جذبهم للعودة إلى بلادهم، وليس فقط عن طريق إقامة منازل من الطوب وإرسالهم إليها»، في إشارة إلى ما تفعله الحكومة التركية بدعم من قطر في شمال سوريا.

في سياق متصل، تلقى آلاف السوريين من الخاضعين للحماية المؤقتة رسائل نصية من إدارة الهجرة التركية تطالبهم فيها بتحديث بياناتهم في موعد أقصاه 90 يوماً، ما أثار القلق لدى الكثيرين، لا سيما في ظل الحديث عن عمليات ترحيل للمخالفين لشروط ومكان الإقامة، فضلاً عن تطبيق شروط جديدة لمنح الإقامات وتجديدها، وإلغاء صفة «الحماية المؤقتة» للسوريين الذي وصلوا عبر منافذ جوية وبحرية قادمين من دول أخرى غير سوريا لأنهم لا تنطبق عليهم شروط الحماية المؤقتة كونهم جاءوا من مناطق آمنة.

إلى ذلك، سجل معبر «باب السلامة» الحدودي بين تركيا وسوريا في شمال حلب، عبور 2235 سورياً من تركيا في أبريل (نيسان) الماضي، فيما عبر 2811 خلال مارس (آذار) الماضي.

وتنفي السلطات التركية الترحيل القسري للسوريين، بينما تتهمها منظمات حقوقية، منها «هيومن رايتس ووتش»، بإجبار آلاف السوريين منذ عام 2022 على العودة إلى بلادهم تحت مسمى «العودة الطوعية».