المساعدات لمسلمي غرب بورما مهددة بعد تعليق عمل «أطباء بلا حدود»

مخاوف من تراجع عمل المنظمات الإنسانية مع تفاقم الأزمة

تلعب المساعدات الإنسانية دورا حيويا بالنسبة للمسلمين المقيمين في مخيمات في غرب بورما
تلعب المساعدات الإنسانية دورا حيويا بالنسبة للمسلمين المقيمين في مخيمات في غرب بورما
TT

المساعدات لمسلمي غرب بورما مهددة بعد تعليق عمل «أطباء بلا حدود»

تلعب المساعدات الإنسانية دورا حيويا بالنسبة للمسلمين المقيمين في مخيمات في غرب بورما
تلعب المساعدات الإنسانية دورا حيويا بالنسبة للمسلمين المقيمين في مخيمات في غرب بورما

تلعب المساعدات الإنسانية دورا حيويا بالنسبة للمسلمين المقيمين في مخيمات في غرب بورما، لكن المنظمات تواجه تهديد القوميين البوذيين الذين دفعوا بالسلطات إلى طرد منظمة أطباء بلا حدود من المنطقة. وتبدو الأوضاع في ولاية راخين على حدود بنغلاديش متفجرة بعد موجتين من العنف بين مسلمي أقلية الروهينغيا المعدومة الجنسية وبوذيي إثنية راخين. وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 200 شخص خلال عام 2012، ونزوح 140 ألفا أغلبهم من المسلمين.
في الأسبوع الماضي، شكل إعلان السلطات عن تعليق أنشطة أطباء بلا حدود في هذه المنطقة الفقيرة إنذارا إلى الهيئات الإنسانية بحسب الخبراء. في أحد المخيمات البائسة على مشارف سيتوي كبرى مدن ولاية راخين، تزاحم النازحون قبل أيام للحصول على الصابون ومنتجات العناية الصحية التي وزعتها منظمة إنسانية طلبت عدم ذكر اسمها. وأغلبية سكان هذه المخيمات من الروهينغيا الذين تعتبرهم سلطات بورما مهاجرين غير شرعيين. ونظرا إلى تقييد تحركاتهم تعتمد أكثريتهم على المساعدات الدولية للبقاء. لكن هذه المساعدة تلقى تنديد جماعات قومية الراخين، التي تتهمها بالانحياز.
وقبل صدور الإعلان بخصوص «أطباء بلا حدود»، صرح شوي ماونغ، المسؤول في حزب تنمية قوميات الراخين، لوكالة الصحافة الفرنسية «إنهم يهملون شعبنا». وتابع «ليسوا في صفنا، نحن ندرك ذلك. لكنهم يساعدون أعداءنا».
وأعلنت «أطباء بلا حدود» يوم الجمعة الماضي أن الحكومة أمرتها بوقف جميع أنشطتها في البلاد. لكن أجيز لها لاحقا استئنافها في كل مكان باستثناء ولاية راخين. وكانت المنظمة التي تؤكد أنها لا تعمل إلا بحسب الحاجات، تقدم مساعدات صحية أولية للروهينغيا الذين لا يسعهم اللجوء إلى المؤسسات العامة. ومن دون هذه المساعدة يواجه عشرات آلاف سكان ولاية راخين «أزمة إنسانية» صحية، على ما حذرت المنظمة التي تواصل التفاوض مع السلطات.
وفي الأسابيع الأخيرة، استهدفت موجة مظاهرات أطباء بلا حدود، بعد الكشف عن علاجها عددا من الجرحى في إحدى عياداتها قرب قرية دو تشي يار تان حيث قتل عشرات الروهينغيا في هجمات شنها راخين في يناير (كانون الثاني) الماضي. ونفت الحكومة بحزم هذه الاتهامات التي كررتها الأمم المتحدة. وحاليا يكمن الخطر في احتمال إثارة تعليق عمل المنظمة الإنسانية تحركات ضد منظمات إنسانية أخرى، على ما أفادت كريس ليوا من جمعية مشروع اراكان الناشطة من أجل حقوق الروهينغيا. وصرحت بأن ذلك «أمر غير مقبول في بلاد تزعم أنها على طريق الديمقراطية».



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.