العناصر الجديدة سلاح ساوثغيت قبل إعلان القائمة المؤقتة لليورو

ساوثغيت خلال تدريبات منتخب إنجلترا (المنتخب الإنجليزي)
ساوثغيت خلال تدريبات منتخب إنجلترا (المنتخب الإنجليزي)
TT

العناصر الجديدة سلاح ساوثغيت قبل إعلان القائمة المؤقتة لليورو

ساوثغيت خلال تدريبات منتخب إنجلترا (المنتخب الإنجليزي)
ساوثغيت خلال تدريبات منتخب إنجلترا (المنتخب الإنجليزي)

يتطلع غاريث ساوثغيت، المدير الفني لمنتخب إنجلترا لكرة القدم، للدفع بعناصر جديدة مرة أخرى خلال لقاء الفريق الودي المقبل ضد بلجيكا، عقب خسارته أمام البرازيل في مواجهة ودية أخرى، أمس (السبت).

ويستعد منتخب إنجلترا (الأسود الثلاثة) للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي تستضيفها ألمانيا هذا الصيف، حيث يوجد في المجموعة الثالثة بالدور الأول للمسابقة القارية، التي يتطلع للتتويج بها للمرة الأولى، برفقة منتخبات سلوفينيا والدنمارك وصربيا.

وما يعزز حظوظ المنتخب الإنجليزي في التتويج بلقب البطولة، التي حصل على وصافتها في النسخة الماضية (يورو 2020) هو وجوده في المركز الثالث حالياً بالتصنيف العالمي الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وخلال فترة المباريات الدولية الحالية، أجرى منتخب إنجلترا مواجهة ودية ضد نظيره البرازيلي، بطل العالم 5 مرات، الذي يوجد في المركز الخامس بتصنيف فيفا العالمي حالياً، قبل أن يلعب ضد المنتخب البلجيكي، المصنف الرابع عالمياً.

وتغلب منتخب البرازيل 1 - صفر على مضيفه منتخب إنجلترا بهدف حمل توقيع لاعبه البديل الصاعد إندريك فيليبي (17 عاماً)، قبل 10 دقائق على نهاية الوقت الأصلي للقاء، لتصبح هذه هي الهزيمة الأولى التي يتلقاها المنتخب الإنجليزي، منذ خسارته 1 - 2 أمام منتخب فرنسا في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2022 بقطر قبل 15 شهراً.

وبدا ساوثغيت سعيداً رغم انتهاء مسيرته الخالية من الهزائم التي استمرت في مبارياته العشر الماضية مع اقتراب انطلاق أمم أوروبا 2024، ويتطلع لخوض اختبار صعب آخر على ملعب «ويمبلي» العريق، الثلاثاء أمام بلجيكا.

وقال مدرب إنجلترا، بعد تعادل بلجيكا من دون أهداف مع آيرلندا، السبت: «ربما لعبوا بتشكيلة مختلفة في القائمة الأساسية للمواجهة، أو قريباً من ذلك، لذا سيكونون أكثر نشاطاً بعض الشيء».

وأضاف: «لكن على غرار (البرازيل)، نحن نتحدث عن مباراة عالية المستوى، وتجربة رائعة للاعبين، وفرصة لرؤية لاعبين جدد مرة أخرى، والتحضير للصيف المقبل».

وأوضح ساوثغيت: «لست محبطاً من مستوى الأداء. أعلم أنه في النهاية عندما تخسر أي لقاء سيكون هناك دائماً ردّ فعل سلبي على الخسارة. لكن أعتقد أن الجماهير كانت راضية عن أداء الفريق الذي أجرى كثيراً من التغييرات في صفوفه».

وتابع: «يمكنهم رؤية كثير من اللاعبين الشباب يدخلون ويقدمون أداء جيداً، وكذلك كثير من اللاعبين الذين يفتقدون أي خبرة دولية يدخلون ويقدمون مستوى طيباً، لذلك لست محبطاً من أداء الفريق على الإطلاق».

وكشف ساوثغيت، في مقابلة منفصلة أجراها مع محطة «بي بي سي 5 لايف» الإذاعية: «من المؤلم أن تنهي إنجلترا مسيرتها الخالية من الهزائم قبل أمم أوروبا بالتأكيد، ولكن هذا يحدث لأننا مررنا بعام خالٍ من الخسارة».

واستطرد: «لكننا تعمدنا خوض مباراتين عاليتي المستوى، وبالطبع كان ينبغي علينا أن نشكل فريقاً مختلفاً تماماً عن الفريق الذي كنا نتصوره».

وأشار: «لذا، ما زلنا نتعلم كثيراً قبل الصيف، وهو أمر مهم حقاً. كما تعلمون، بعض هؤلاء الأولاد يضغطون من أجل الحصول على مراكز أساسية، والبعض الآخر يحاول حجز مكانه في الفريق».

وشدّد ساوثغيت في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) قائلاً: «ينبغي أن نراهم في مواجهة هذا النوع من المنافسين لمعرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من التفوق في الصيف».

وأشاد ساوثغيت بأنتوني جوردون وإزري كونسا وكوبي ماينو بعد ظهورهم الأول مع منتخب إنجلترا أمام البرازيل، بينما يأمل المدافع جاراد برانثويت أن يحذو حذوهم من خلال الحصول على مشاركته الأولى أمام بلجيكا.

ومن المؤكد أن يوجد إيفان توني وجيمس ماديسون، اللذين شاركا في مباراة دولية واحدة، في مواجهة بلجيكا، بعدما كان الثنائي الغائبين الوحيدين عن لقاء البرازيل، وذلك قبل أن يختار ساوثغيت قائمة منتخب إنجلترا المؤقتة لأمم أوروبا.

وانضم جو غوميز ولويس دونك وغارود بوين وماركوس راشفورد إلى كونسا وماينو للمشاركة في لقاء البرازيل، بعدما جلسوا على مقاعد البدلاء في بداية المباراة، ولديهم أيضاً ما يثبتونه قبل إعلان القائمة التي سيختارها ساوثغيت.

كايل ووكر (أ.ف.ب)

ويسعى أيضاً جوردان هندرسون وكول بالمر لحجز مكان في الفريق بعد عودتهما للتدريب في يوم مباراة البرازيل، لكنّ هناك شكاً كبيراً حول كايل ووكر بعد خروجه من الملعب في وقت مبكر من مباراة السبت الودية بسبب الإصابة.

وتحدث ساوثغيت عن ظهير أيمن فريق مانشستر سيتي الإنجليزي: «لا نعرف (مدى خطورة الأمر). لم يتعرض لإصابات كثيرة، لذا فهو نفسه غير متأكد ما إذا كان الأمر مجرد شد عضلي».

وأوضح المدرب الإنجليزي: «أعتقد أنه إذا كان يشعر بذلك، فهو أكثر من ذلك بقليل، لكننا سنعرف مزيداً خلال الـ24 أو الـ36 ساعة المقبلة».

وغادر ووكر معسكر منتخب إنجلترا مثلما الحال بالنسبة لمهاجم بايرن ميونيخ الألماني المخضرم هاري كين، وبوكايو ساكا، نجم آرسنال الإنجليزي، اللذين رحلا عن الفريق بسبب معاناتهما من الإصابة.

في غضون ذلك، فإن الأضواء تبدو مسلطة في المنتخب الإنجليزي على فيل فودين، جناح فريق مانشستر سيتي. ويعتقد الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أن فودين (23 عاماً)، نجم الفريق السماوي، هو اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً، لكنه رغم ذلك، لم يحدث الفارق المأمول مع منتخب إنجلترا حتى الآن، ولم يقدم الأداء المنتظر منه أمس.

وقال ساوثغيت: «أعتقد أننا رأينا في بعض اللحظات تلك (الجودة التي أظهرها في سيتي). لدينا كثير من اللاعبين الغائبين، لذا فإن بعض التشكيلات والتفاعلات تبدو مختلفة».

وذكر: «أعتقد أن فيل تعاون بشكل جيد مع جود (بيلينغهام) في بعض الأحيان في الشوط الأول. ولكنه كان يلعب أيضاً ضد فريق رفيع المستوى. نحن لا نسيطر على الكرة بنسبة 75 في المائة، وهو ما يحدث في بعض الأحيان مع ناديه».

واختتم ساوثغيت تصريحاته قائلاً: «إنه نوع مختلف من التحدي، لكنني لم أكن سعيداً بأداء فيل».


مقالات ذات صلة

يوفنتوس يسعى لضم فيليبي في يناير

رياضة سعودية لويز فيليبي مطلوب في يوفنتوس الإيطالي (نادي الاتحاد)

يوفنتوس يسعى لضم فيليبي في يناير

يبحث نادي يوفنتوس الإيطالي عن تعزيز دفاعي، بسبب إصابة مدافعَيه خوان كابال وجليسون بريمر.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

من المقرر أن يخوض خيسوس نافاس مباراته رقم 943 والأخيرة مع الفريق الأول بعد ظهر يوم الأحد، حيث يسافر إشبيلية إلى سانتياغو برنابيو لمواجهة ريال مدريد.

The Athletic (إشبيلية)
رياضة عالمية لامين يامال خرج مصاباً من مواجهة ليغانيس (إ.ب.أ)

من سيعوض يامال أمام أتلتيكو؟

أمام ليغانيس، تم استبدال لامين يامال في الدقيقة الـ75، وشعر اللاعب بعدم الراحة، حيث أكدت الفحوصات الطبية بعد المباراة أنه تعرض لإصابة في كاحله الأيمن.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (رويترز)

فونسيكا: ميلان حقق فوزاً صعباً على فيرونا

أقرّ باولو فونسيكا، مدرب ميلان، بالتحديات التي يُشكِّلها اللاعبون الغائبون والمستوى الحالي للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية جويل إمبيد تألق رفقة فيلادلفيا (رويترز)

«إن بي إيه»: إمبيد يتألق ويقود فيلادلفيا لفوز جديد

ارتدى العملاق جويل إمبيد قناعاً واقياً وسجل 34 نقطة و9 تمريرات حاسمة ليقود فيلادلفيا إلى الفوز على ضيفه شارلوت هورنتتس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
TT

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)

ستُطوي هذا الأسبوع إحدى الصفحات الأكثر مجداً في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

وبحسب شبكة «The Athletic»، من المقرر أن يخوض خيسوس نافاس مباراته رقم 943 والأخيرة مع الفريق الأول بعد ظهر يوم الأحد؛ حيث يسافر إشبيلية إلى سانتياغو برنابيو لمواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني.

خلال ما يقرب من 22 عاماً بوصفه لاعباً كبيراً، فاز نافاس بـ8 ألقاب مع إشبيلية (بما في ذلك 4 كؤوس الاتحاد الأوروبي)، و3 ألقاب مع مانشستر سيتي (بما في ذلك لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2013 - 2014)، و4 ألقاب دولية مع إسبانيا (بما في ذلك كأس العالم 2010 ويورو 2024).

على مرّ السنين، تطور الجناح السريع الذي نشأ في فريق شباب إشبيلية إلى ظهير موثوق به وذي خبرة وطالت مسيرته في الملاعب، بينما كان يتعامل مع إصابة مؤلمة ومزمنة في الفخذ في المواسم الأخيرة.

يقول نافاس، الذي بلغ من العمر 39 عاماً في نوفمبر (تشرين الثاني)، في ملعب تدريب إشبيلية: «لقد كنت أحاول الاستمتاع بالوقت المتبقي مع الجماهير، وهو أجمل شيء. يأتي الألم عندما أتدرب بجد أو ألعب مباراة مكثفة. في هذه الحالة يكون من الصعب حتى اللعب مع أطفالي (في الأيام التالية). لذلك أحاول الراحة».

لا توجد مباريات أصعب من مواجهة الأحد خارج الديار أمام ريال مدريد، بطل أوروبا.

يقول: «في النهاية، هذا هو إشبيلية الذي أحبه. لقد ساعدت بقدر ما أستطيع».

وُلِد نافاس خارج العاصمة الأندلسية في لوس بالاسيوس وفيلافرانكا، وانضم إلى أكاديمية الشباب في إشبيلية في سن الخامسة عشرة. وبعد ظهوره لأول مرة مع الفريق الأول بعد 3 سنوات، سرعان ما أصبح لاعباً أساسياً، حيث بدأ إشبيلية في تجميع أعظم فريق في تاريخه.

انضم إلى النجوم البارزين فريدريك كانوتيه، والمدير الفني الحالي لتشيلسي إنزو ماريسكا، ولويس فابيانو، وجوليان إسكودي، شباب محليون بمَن فيهم نافاس، وخوسيه أنطونيو رييس، وأنتونيو بويرتا، حيث فاز الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس السوبر الإسباني بين عامي 2006 و2010.

يشرق وجه نافاس، وهو شخص متحفظ ومتحدث حذر، عندما يتذكر هدف الفوز المتأخر الذي سجله بويرتا ضد شالكه في مباراة الإياب في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2005 - 2006. وبعد مرور عام بقليل، انهار بويرتا وتوفي أثناء مباراة ما قبل الموسم في أغسطس (آب) 2007.

ويقول نافاس: «كان الأمر مذهلاً، فقد فتح ذلك الهدف الأبواب أمام كل ما حققناه، وقد قدمت له التمريرة الحاسمة. لقد كان زميلي في الغرفة. لقد كان ذلك مصدر سعادة هائلة. لقد أصبح بويرتا الآن في ذاكرة كل من يعيش في إشبيلية».

وقد أدى أداء نافاس بوصفه جناحاً سريعاً ومباشراً إلى استدعائه للمنتخب الإسباني في عام 2009، وفي نهائي كأس العالم في العام التالي، كانت انطلاقته القوية في الوقت الإضافي هي التي أدت إلى هدف الفوز الذي سجله أندريس إنييستا.

ويقول نافاس: «حلم أي طفل هو الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده؛ أن يكون في الملعب، وأن يلعب دوراً في مساعدة الفريق. وعندما انطلقت صافرة النهاية، كان ذلك مصدر فرحة كبيرة. أشاهد الفيديو (على هاتفي) كل بضعة أيام، وما زلت أشعر بالقشعريرة».

كما أسهم نافاس بدور مؤثر في فوز إسبانيا ببطولة أوروبا 2012 بوصفه جزءاً من فريق يضم إنييستا وتشافي وإيكر كاسياس وسيرجيو راموس وتشابي ألونسو. ويُنظر إلى هذا الجيل الذهبي على نطاق واسع باعتباره الأفضل في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

ويقول نافاس: «أشعر بأنني جزء من هذا الجيل. لقد فزنا بكل شيء، لكن الأمر لم يقتصر على النتائج فقط. لقد لعبنا كرة قدم رائعة وجميلة، واستحوذنا على الكرة طوال المباراة. لذا كان الأمر رائعاً».

جذب أداء نافاس مع النادي والمنتخب انتباه الأندية الكبيرة في أوروبا، وفي صيف 2013، انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 20 مليون يورو.

بدأت مسيرته مع مانشستر سيتي بشكل مذهل، بما في ذلك هدف رائع في الدقيقة الأولى في الفوز 6 - 0 على توتنهام. وانتهى العام الأول في فريق مانويل بيليغريني بميدالية الدوري الإنجليزي الممتاز و6 أهداف و13 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات.

يقول نافاس: «في الموسم الأول، كنت ألعب كل المباريات، وفزنا بالبطولات: الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الرابطة».

كثيراً ما قيل إن الشخصية الهادئة المرتبطة بمنزله وعائلته في الأندلس ناضلت من أجل الاستقرار في إنجلترا، لكن نافاس لا يقبل هذه الفكرة؛ حيث كانت حياته كلها تدور دائماً حول كرة القدم، أينما كان يعيش.

وأردف: «كانت تجربة جيدة (في مانشستر)، سواء على أرض الملعب أو على المستوى الشخصي. 183 مباراة في 4 مواسم هي الكثير. طريقتي في الحياة هي أن أكون هادئاً، وقريباً من عائلتي. لذلك لم تكن حياتي هناك مختلفة كثيراً عن هنا. عدت إلى المنزل وركزت فقط على كرة القدم، كما هو الحال دائماً».

يقول نافاس إن القلق كان في الواقع مشكلة أكثر صعوبة عندما بدأ اللعب مع الفريق الأول لإشبيلية في سن المراهقة.

يقول: «الأمر صعب عندما تبدأ. أنا قادم من بلدة صغيرة، حيث الهدوء التام، وكنت أتدرب مع فريق الشباب، والقفز إلى فريق الكبار، ليس بالأمر السهل. ولكن في النهاية، كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لي. لقد تغلبت على ذلك، وسارت الأمور على ما يرام».

مع مرور الوقت، كان نافاس بديلاً في كثير من الأحيان لمانشستر سيتي، خصوصاً بعد وصول بيب غوارديولا مدرباً في صيف 2016، عندما بدأ يشارك في المباريات، كان ذلك غالباً في مركز الظهير الأيمن.

يقول نافاس: «الحقيقة هي أنني كنت على علاقة جيدة جداً مع بيب. (الظهير الأيمن بابلو) زاباليتا و(باكاري) سانيا أصيبا وأخبرني أنه يمكنني اللعب هناك. رغم أنه كان مركزاً جديداً، فإن كل شيء سار على ما يرام».

أثناء وجوده في مانشستر، شاهد نافاس إشبيلية يرفع 3 ألقاب أخرى في الدوري الأوروبي على شاشة التلفزيون. ومنذ عودته إلى سانشيز بيزخوان عندما انتهى عقده مع السيتي في عام 2017، قادهم إلى لقبين آخرين - بتمرير أهداف من الظهير الأيمن في كل من المباراة النهائية لعام 2020 ضد إنتر ونهائي 2023 ضد روما.

يقول نافاس: «لقد جعلت هذه المنافسة هذا النادي ينمو بشكل كبير ومنحت الكثير من الفرح للجماهير. لذلك في كل مرة نلعب فيها، نذهب إلى كل شيء. على الرغم من وجود مثل هذا الموسم الصعب في عام 2023 (في مسابقات أخرى)، فقد تحوّلنا (في الدوري الأوروبي). حملنا المشجعون أيضاً. لقد كان أمراً رائعاً لا يصدق».

بعد بضع سنوات من الغياب، استدعى مدرب إسبانيا الحالي لويس دي لا فوينتي نافاس إلى التشكيلة الدولية في عام 2023. لعب المباراتين في مركز الظهير الأيمن أثناء الفوز بنهائيات دوري الأمم الأوروبية في ذلك العام، وكان عضواً مهماً في الفريق، حيث فازت إسبانيا ببطولة أوروبا 2024 الصيف الماضي.

يقول نافاس: «بالنسبة لي، فإن أهم شيء على الإطلاق هو الدفاع عن بلدي. الفوز بدوري الأمم الأوروبية، ثم بطولة أوروبا في عمري، الحقيقة كان هذا أمراً مذهلاً».

كان الجانب الأيمن من فريق إسبانيا ضد فرنسا في يوليو (تموز) الماضي يضم أكبر وأصغر اللاعبين سناً على الإطلاق لبدء نصف نهائي بطولة أوروبا: نافاس في عمر 38 عاماً و231 يوماً، ولامين يامال في عمر 16 عاماً و362 يوماً.

تغلب نجم فرنسا المهاجم كيليان مبابي على نافاس ليصنع هدف الافتتاح في المباراة، وسرعان ما حصل المخضرم على البطاقة الصفراء لمحاولة يائسة لمنع مبابي من تسجيل هدف.

يقول نافاس عندما سُئل عن تلك اللحظة: «شعرت بالهدوء والاسترخاء. كنت أعلم أنني يجب أن أستمر. لم أكن أفكر كثيراً في (مبابي). أفكر دائماً في الهجوم. عندما كانت الكرة بحوزتنا، كنت أفتح الملعب، مثل الجناح تقريباً. وجاء أحد أهدافنا من ذلك».

يشير نافاس إلى تمريرته العرضية من الجهة اليمنى التي أدت مباشرة إلى هدف الفوز لإسبانيا بواسطة داني أولمو. قبل ذلك، عادل يامال النتيجة بتسديدة رائعة من مسافة 25 ياردة في الزاوية العلوية.

يقول نافاس: «(لامين) لديه موهبة. لقد وُلد للعب كرة القدم. نحن الأجنحة لدينا هذه الطريقة في اللعب: أن نكون شجعاناً، وأن نلعب بفرح؛ نيكو (ويليامز) أيضاً. أخبرت لامين أنه من المهم حقاً في كل مرة يحصل فيها على الكرة، أن يحاول تجاوز المدافع. هذه قوة هائلة للفريق».

اعتزل نافاس اللعب الدولي بعد البطولة وتم تكريمه من قبل الاتحاد الإسباني في مباراة دوري الأمم الأوروبية في أكتوبر (تشرين الأول) ضد صربيا، بحضور والديه فرانسيسكو وأورورا وزوجته أليخاندرا وطفليه جيسوس وروميو أيضاً.

يقول نافاس: «لم أتغير بوصفي شخصاً، ما زلت نفس الرجل الذي كنت عليه دائماً. الحفاظ على قدمي على الأرض هو ما أوصلني إلى هذا الحد. مع العلم أنه يجب عليك العمل بجد كل يوم، والتدريب إلى أقصى حد. هذا ما أوصلني إلى حيث أنا الآن، للفوز بأشياء مهمة للغاية، مع المنتخب الوطني، ومع إشبيلية، ومع مانشستر سيتي».

كانت خبرة نافاس لا تقدر بثمن بالنسبة لإشبيلية في السنوات الأخيرة، عندما أثرت القضايا المالية والمشاحنات في مجلس الإدارة على فريق بدلاً من القتال من أجل الألقاب كان غالباً ما يقاتل في النصف السفلي من الدوري الإسباني.

كانت هناك لحظة محرجة في يونيو (حزيران) الماضي، عندما أعلن إشبيلية أن نافاس سيغادر، على الرغم من أنه أراد الاستمرار. تم الاتفاق على عقد آخر لمدة 6 أشهر مع الرئيس الحالي خوسيه ماريا ديل نيدو كاراسكو، مع دفع جميع أجوره مباشرة إلى مؤسسة النادي الخيرية.

يقول نافاس، دون الرغبة في الخوض في التفاصيل: «كان الشيء المهم بالنسبة لنا جميعاً أن نكون على نفس الموجة. بالنسبة لي، كان أكبر شيء هو الاستمرار مع إشبيلية، وأن أكون هنا، للانتقال مع اللاعبين الأصغر سناً. وأود أن أتمكن من توديع الجماهير التي أحبها».

كان المدرب فرانك غارسيا بيمينتا يدير دقائق نافاس هذا الموسم. ويحتاج إلى حقن منتظمة لعلاج مشكلة الورك التي يعاني منها منذ 4 سنوات. وبسبب عدم قدرته على المشاركة في الكثير من العمل البدني للفريق في التدريبات، فإنه غالباً ما يضطر إلى الاستلقاء في معظم الأيام التي تلي المباراة.

يقول نافاس: «أعرف القليل عن كيفية التعامل مع الأمر في التدريبات. المباريات أكثر صعوبة. ولكن هذا هو وضعي. إنه أمر صعب، مع مشاعر متضاربة. بعد كل مباراة، أحاول التركيز على التدريب مرة أخرى، حتى أتمكن من لعب مباراة واحدة أخرى. كما أنني أستمتع بالتدريبات، وأشعر بالتوتر. ومع اقتراب النهاية، أصبح الأمر أكثر صعوبة».

كان الألم والتوتر يستحقان كل هذا العناء، لأنه تمكن من مشاركة اللحظات في الأشهر الأخيرة مع زملائه ومشجعي إشبيلية، بما في ذلك هدف الفوز ضد خيتافي في سبتمبر (أيلول)، والفوز في «ديربي» أكتوبر على منافسه في المدينة ريال بيتيس.

وأردف نافاس: «الشعور هو الفرح والمكافأة على كل الألم الذي تحملته. قبل مباراة الديربي، كان زملائي في الفريق طوال الأسبوع يقولون إنهم سيفوزون بالمباراة من أجلي. كان المشجعون سعداء للغاية من أجلي، وكنت سعيداً للغاية من أجلهم. إنهم يعلمون أنني كنت دائماً على استعداد لمساعدة الفريق، على الرغم من كل الألم، وكل ما يتعين عليّ القيام به كل يوم».

كانت آخر بداية لنافاس في سانشيز بيزخوان في الفوز 1 - 0 في الدوري الإسباني الأسبوع الماضي على سيلتا فيغو، عندما حصل على ممر شرف من كلا الفريقين قبل المباراة وحظي بتصفيق عاطفي من الجماهير عندما تم استبداله في الدقيقة 71.

سيقوم نادي إشبيلية بتنظيم حفل وداع رسمي في 30 ديسمبر (كانون الأول) لنافاس وعائلته. عرض عليه ديل نيدو كاراسكو «عقداً مدى الحياة» لكن لم تتم مناقشة دور محدد بعد. أحد الاحتمالات المستقبلية هو تدريب فرق الشباب التي تلعب في الدوري الإسباني. في ملعب التدريب الذي يحمل اسمه.

وعن خطوته المقبلة، يقول نافاس: «أنا حقاً لا أعرف (ماذا سيحدث بعد ذلك). لم أفكر في الأمر بعد، ربما يكون الأمر متعلقاً بنظام الشباب. كنت أستمتع فقط بالمباريات التي أستطيع لعبها وأشكر الجماهير على دعمهم».