ولايتي: إيران ستشارك في محادثات فيينا وستحافظ على خطوطها الحمراء

نائب رئيس الائتلاف السوري: طهران تحاول الالتفاف على «جنيف»

ولايتي: إيران ستشارك في محادثات فيينا وستحافظ على خطوطها الحمراء
TT

ولايتي: إيران ستشارك في محادثات فيينا وستحافظ على خطوطها الحمراء

ولايتي: إيران ستشارك في محادثات فيينا وستحافظ على خطوطها الحمراء

أعلنت إيران أنها ستشارك في الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية في فيينا بعد تهديدها بالانسحاب من العملية، وهو ما لم تر فيه المعارضة السورية إشارة إيجابية لإمكانية التوصل إلى حلّ في ظل بقاء المعطيات السياسية والعسكرية على حالها لا سيما لجهة محاولة طهران الالتفاف على «مقررات جنيف» واستمرار القصف الروسي على مواقع المعارضة ومناطق المدنيين، وفق ما قال نائب رئيس الائتلاف السوري، هشام مروة.
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي للشؤون الخارجية، قوله إن «إيران ستشارك وبشكل فعال في محادثات السلام السورية مع الإعلان عن معاييرها والحفاظ على خطوطها الحمراء». وأضاف: «سنساند حليفتنا سوريا ليس فقط في مجال الدفاع لكن أيضا على الساحة السياسية».
وقال دبلوماسيون إن الجولة المقبلة من المحادثات الدولية ستبدأ على الأرجح في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ورأى هشام مروة، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «إعلان إيران عن نيتها المشاركة في مباحثات فيينا للمحافظة على مقعدها بعد المعلومات التي أشارت إلى أنها ستنسحب وكي لا تتّهم بعدم الجدية في التعامل مع الحل السياسي، لكن في الواقع لا يبدو أنّ إيران والدول الداعمة للنظام السوري، لا سيما روسيا، تتعامل بإيجابية مع الملف السوري وتحديدا لجهة تطبيق بيان جنيف، وهذا ما عبّر عنه بشكل واضح على لسان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الأسبوع الماضي خلال زيارته طهران، معلنا رفض دمشق لأي مرحلة انتقالية». وبعدما كان الائتلاف الوطني قد اعتبر أن حضور إيران في مباحثات فيينا الأخيرة تقويضا للحل السياسي، قال مروة: «نعتبر أن مشاركتها أدت إلى غموض في مقررات فيينا مما جعلها تتناقض مع بيان جنيف الذي لا تزال ترفض هي القبول به»، مستبعدا أن يتم التوصل إلى حل نهائي وجذري في ظل التعنّت الإيراني واستمرار العملية العسكرية الروسية في سوريا.
وفيما نفى مروة المعلومات التي أشارت إلى أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يحاول إقناع المعارضة بالقبول ببشار الأسد في مرحلة انتقالية لأشهر قليلة، أوضح «هذا الأمر لم يطرح علينا بشكل مباشر بل كان ضمن الوثائق الخاصة بمجموعات العمل التي كان قد عيّنها دي ميستورا، وأبدينا رفضنا لها مع تأكيدنا على أن بقاء الأسد هو تقويض لأي حل سياسي». ولفت مروة إلى أن «التركيز في اللقاء الذي جمع رئيس الائتلاف خالد خوجة والوفد المرافق مع دي ميستورا في فيينا كان على دور الأمم المتحدة ونظرتها للحلّ في سوريا بعد اتفاق فيينا الذي لا تزال معالمه غير واضحة وأبدينا عليه ملاحظاتنا، لا سيما منها المتعلقة بالفقرة السابعة المرتبطة بما وصف بـ(الحكومة الموسعة) التي تتعارض مع مقررات جنيف وتحديدا المرحلة الانتقالية»، مضيفا: «نؤكد على أهمية أن تكون محادثات فيينا استكمالا لمقررات جنيف في وقت لا تزال إيران ترفض الاعتراف بها وتحاول الالتفاف عليها».
وأكد مروة على موقف المعارضة الرافض للحوار مع الروس، مضيفا: «لو كانت لديهم أي نيّة للتوصل إلى حل لكانوا أوقفوا القصف بالصواريخ واستهداف المعارضة والمدنيين بطريقة همجية، وهذا أكبر دليل على أنّ كل ما يحاولون الترويج له لجهة رغبتهم بلقاء المعارضة للبحث في حل سياسي هدفه ليس إلا شراء الوقت وبروباغندا إعلامية غير صادقة».
من جهته، كان «الجيش السوري الحر» نفى موافقته على الاجتماع مع مسؤولين روس بهدف التنسيق وبحث العلاقة بينهما، وذلك في بيان صادر وقع عليه قرابة 50 فصيلاً عسكريًا عاملاً في صفوفه بينهم «جيش الإسلام». وجاء في البيان «ننفي ما ورد عن الاجتماع مع مسؤولين روس في العاصمة الإماراتية أبوظبي جملة وتفصيلاً». وأضاف «من غير الممكن الجلوس مع الروس في ظل احتلالهم لسوريا واستهدافهم المدنيين والمستشفيات ومواقع الجيش السوري الحرّ». وأشار البيان إلى أن هدف الروس من بث مثل هذه الشائعات هو «تفريق الصفوف ونشر البلبلة وتضليل الرأي العام ولفت الانتباه عن جرائمهم». وتعهد الجيش الحر بمواصلة القتال «حتى تطهير سوريا من رجس الاحتلال بكل أشكاله، ومن عصابة الأسد المجرمة، ومن إرهاب (داعش)».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.