ترمب يفاخر بـ«الترمبية» السياسية ويتحوّل ظاهرة في أميركا

أتى من خارج النخبة وافترس الحزب الجمهوري ويتأهب لمعركته الكبرى مع بايدن

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فعالية انتخابية بفرجينيا في 2 مارس 2024 (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فعالية انتخابية بفرجينيا في 2 مارس 2024 (رويترز)
TT

ترمب يفاخر بـ«الترمبية» السياسية ويتحوّل ظاهرة في أميركا

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فعالية انتخابية بفرجينيا في 2 مارس 2024 (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فعالية انتخابية بفرجينيا في 2 مارس 2024 (رويترز)

خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016. ظنّ كثيرون أن دونالد ترمب في السياسة كان مجرد «ظاهرة «تويترية» أميركية، كما رأى عبد الله القصيمي في «العرب ظاهرة صوتية». غير أن تلك الحملة والسنوات التي تلت فوزه بالرئاسة عامذاك، ثم مواقفه بعد خسارته إياها عام 2020 ومحاولته الآن العودة إلى البيت الأبيض، قدّمت ترمب بوصفه ظاهرة عزّ نظيرها منذ استقلال الولايات المتحدة قبل أكثر من 250 عاماً.

على الرغم من أن نجومية دونالد ترمب بدأت في عوالم الأعمال والإعلام منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي، لكنه تمكن من تسجيل المفاجأة تلو الأخرى، بدءاً من فوزه بالرئاسة عام 2016 رغم أن كل الاستطلاعات كانت ترجح فوز منافسته هيلاري كلينتون. وعندما شعر أن نجمه آخذ في الأفول عام 2020. لم يترك سبيلاً إلا وسلكه لقلب نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس جو بايدن. وعوض أن يؤدي إخفاقه إلى إحباطه، يحض ترمب أنصاره الآن إلى «الثأر» - كما قال حرفياً - من خصمه اللدود عبر صناديق الاقتراع مجدداً في انتخابات عام 2024.

صورة مركبة للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

لم يأت ذلك من عدم. فعلى وقع استياء بعض شرائح المحافظين من وصول رجل أسود إلى البيت الأبيض عام 2008، جاء من يرفع شعار «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» بوصفه بديلاً يعدونه مرادفاً لـ«جعل أميركا بيضاء مرة أخرى». وترى هذه الشريحة أن لا مرشّح أفضل من دونالد ترمب ليعيد الاعتبار لمن ساءهم انتخاب باراك أوباما رئيساً للبلاد، التي لا يزال يشكل فيها الأميركيون البيض نحو 70 في المائة من السكان.

تكاد المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون التي هزمها ترمب الرئيس، تكون انعكاساً آخر للتحالف الذي أوصل أوباما، ثم بايدن إلى البيت الأبيض. لم تعثر النخبة الجمهورية على أفضل من ترمب لمهمة إعادة الأمور إلى نصابها.

صورة من الأرشيف تجمع الرئيس السابق باراك أوباما مع الرئيس الحالي جو بايدن في مارس 2010 (رويترز)

شخصية ترمب

ليس غريباً أن يكون ترمب هو الذي يسعى - على غرار والده فريديرك - إلى استنفاد كل الوسائل الشخصية والمالية والقانونية ثم أخيراً الشعبوية من أجل الوصول إلى مبتغاه. وليس أدل على ذلك مما شهده العقد الأخير من تصميم استثنائي عند ترمب ليس فقط للاضطلاع بدور في الحياة السياسية الأميركية، بل إلى تبوّء مركز القيادة في طول البلاد وعرضها. طغت شخصيته لنحو عقد الآن على الحزب الجمهوري، المعروف أيضاً باسم الحزب القديم العظيم. وهناك من يعتقد أنه لا يزال يسعى إلى الطغيان بشخصه على الولايات المتحدة بأسرها.

وعلى هذا الأساس، تشكلّت «الترمبية» المرتبطة بشخص ترمب، لكن جذورها أعمق، وتتشابك مع اتجاهات سياسية فريدة من نوعها أميركياً. ولكن في الوقت ذاته، تتمايز عن اليمين الأوروبي الذي ظهر في القرن الماضي، ويحاول العودة في القرن الحادي والعشرين.

ماهية «الترمبية»: 4 خصائص

بالنسبة إلى البعض، تُمثّل «الترمبية» بداية لحزب جمهوري جديد، يستند أكثر إلى قاعدة شعبية تعتمد أكثر من السابق على الطبقة العاملة، وليس فقط على أصحاب المهن والحرف العالية الدخل، وتجمع بين الرسائل المناهضة للهجرة والحمائية، والدعوة إلى تفكيك البيروقراطية المتصلبة والفاسدة في واشنطن.

يفاخر ترمب بـ«الترمبية» السياسية التي تتسم بخصائص أربع تكمن فيها مظاهر أكثر تعقيداً. ولكنها تقدم تفسيراً موجزاً لجاذبية الرجل الذي تمكن من افتراس مشهد الحزب الجمهوري، إذ يقول ثلاثة من كل أربعة جمهوريين إنهم يعتقدون أن رجلهم فاز في انتخابات عام 2020.

متظاهرون مؤيدون للرئيس السابق دونالد ترمب خلال اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021 (أ.ب)

تتمثل الخصيصة الأولى في أن ترمب اعتنى بصحبة المشاهير، سواء أكانوا من نجوم السينما أو الشخصيات الإعلامية من الذين اضطلعوا منذ فترة طويلة بدور في السياسة الأميركية، ولعل أبرزهم في العقود الماضية الرئيس السابق رونالد ريغان. غير أن ترمب أفاد من المشاهير أيضاً لتمكين «الترمبية» بعدّه رئيساً تنفيذياً وصانع قرار حازماً بما يتناسب مع صورته السياسية المرغوبة. وهذا ما منحه تفوقاً منقطع النظير على بقية منافسيه الجمهوريين خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في أثناء الحملة الانتخابية.

أما الخصيصة الثانية لدى ترمب، فتتمثل في النزعة القومية المعادية للمهاجرين والمليئة بنظريات المؤامرة حول الأجانب. وتحت شعار النصر «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، تعهد ترمب ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية، وترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين، فضلاً عن خطته غير القابلة للتنفيذ لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.

وتتعلق الخصيصة الثالثة بأن ترمب دخل إلى الحلبة السياسية التي تهيمن عليها النخب من الحزبين الرئيسيين في البلاد. وهذا ما فعله ريغان في أثناء حملته الانتخابية الأولى لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا عام 1967، وقد كان مولعاً بالقول: «أنا لست سياسياً»، بل «مواطن عادي ولدي اعتقاد راسخ بأن كثيراً مما يزعجنا سببه السياسيون». وأضاف ترمب إلى ذلك تبجحه الدائم بأنه «ملياردير لا يحتاج إلى ملايين الدولارات من جماعات الضغط».

والخصيصة الرابعة، ولعلها الأهم، هي «الشعبوية الترمبية» التي تجذب مجموعة كبيرة من الناخبين الأميركيين الساخطين على «النخب»، من الذين دعموا المرشحين الرئاسيين من «الحزب الثالث» روس بيرو وجورج والاس، وكذلك السيناتور جوزيف مكارثي. بمثل هذه الشعوبية، تعتمد «الترمبية» على خطاب الاستياء من بنية السلطة الراسخة.

وبالنظر إلى جوانب من شخصيته المثيرة للجدل، ما كان نجاح ترمب السياسي ليتحقق في غياب دعم دوائر مالية له في كل مرحلة من مراحل صعوده. وكان لهذا الدعم وقع الصدمة على الذين كانوا يعرفون دونالد ترمب قبل عام 2016 فقط، بوصفه شخصية «سطحية» في عالم العقارات والمصارعة الحرة وتلفزيون الواقع، وبرنامجه «ذي أبرينتيس».

فكيف تمكن دونالد ترمب من جعل نفسه ظاهرة في السياسة بعدما صعد إلى النجومية في عالمي الأعمال والإعلام؟

«فن الصفقة»

يسلّط ترمب نفسه الضوء على جانب مهم للإجابة عن هذا السؤال. ففي كتابه «فن الصفقة» لعام 1987 مع طوني شوارتز، ادعى ترمب على سبيل المثال لا الحصر أنه دفع خمسة ملايين دولار نقداً لشراء منتجع مارالاغو في فلوريدا، لكنه أكد لاحقاً في واحدة من شهاداته أمام المحكمة أن مصرف «تشايس مانهاتن بنك أقرضه سعر الشراء بالكامل»، مقابل «رهن عقاري غير مسجل». وعلى الرغم من أن الرهن العقاري يحتاج إلى ضامن، أفاد ترمب بأنه «ضمن شخصياً» القرض لنفسه من المصرف الشهير في مانهاتن.

وينتقد مراقبون ماليون هذا النوع من الممارسات، إذ «اشتكى العديد من المصارف من عدم العلم بأن مصارف أخرى أقرضت أموالاً لترمب بناءً على ضمانته الشخصية من دون سجل عام لالتزام رد الدين».

من جهته، يعود الصحافي الاستقصائي الحائز جائزة «بوليتزر»، ديفيد كاي جونستون، إلى «الأصل والفصل» للجذور الألمانية لأسرة درمبف، التي جرى تبسيطها إلى ترمب منذ قرون في ألمانيا، وصارت الآن علامة تجارية فريدة للعائلة في أميركا. ويطرب الرئيس السابق لتعريف «ترمب» في لعبة «بريدج» للورقة، التي تتفوق على كل الأوراق الأخرى، علماً بأن التعريفات الأخرى تشمل «الشيء القليل القيمة، التافه»، و«خدعاً أو غشاً»، بالإضافة إلى «نفخ أو صوت البوق». أما بوصفها فعل، كلمة ترمب الإنجليزية تعني «الابتكار بطريقة عديمة الضمير»، و«التزوير، أو الاختلاق، أو الاختراع»، وفق تعريفات مختلفة.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في ساوث كارولاينا في فبراير 2024 (أ.ب)

ميوله... اليمينية؟

يعرض جونستون مؤشرات مهمة على الميول العقائدية لعائلة ترمب. يتقصى حقيقة أن فريديريك ترمب، والد الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، حمل الإرث العقاري لوالده في نيويورك منذ كان مراهقاً، وما إن بلغ 21 عاماً حتى اعتقلته السلطات على أثر صدامات بين الشرطة وجماعة «كو كلاكس كلان» اليمينية المتطرفة. وعزت الشرطة سبب اعتقاله إلى رفضه الانصياع لأوامر التفرق.

عندما حاولت صحافية أخرى حاصلة على جائزة «بوليتزر» أيضاً، وهي ماغي هابيرمان من «نيويورك تايمز»، التحري عن ميول دونالد ترمب السياسية بشأن علاقة أسرته بجماعة «كو كلاكس كلان»، أجابها بسؤال: «ماذا يتوجب علي أن أقول؟»، مشيراً إلى أن لديه محاميين يهوديين، هما ديفيد فريدمان وجايسون غرينبلات.

من زوايا مختلفة، تلتقي هابيرمان في كتابها لعام 2022 «الرجل الثقة: صناعة دونالد ترمب وانكسار أميركا» مع التساؤلات العديدة التي أوردها جونستون في كتابه «صناعة دونالد ترمب» الذي صدرت النسخة الأولى منه في أغسطس (آب) 2016. ومع أن أياً منهما لم يركز على ما يطيب للبعض تسميته الآن «ظاهرة ترمب» أو «الترمبية السياسية»، فلا شك في أن كلاً منهما قدم أبعاداً مهمة للحال الترمبية، التي توصف بأنها شعبوية وحمائية وانعزالية وقومية.

روّج دونالد ترمب، الذي كان أول رئيس أميركي عديم الخبرة العسكرية أو الحكومية سابقاً، لنظريات المؤامرة وأطلق العديد من التصريحات الكاذبة والمضللة خلال حملاته الانتخابية ورئاسته، إلى درجة غير مسبوقة في السياسة الأميركية. تم وصف العديد من تعليقاته وأفعاله بأنها مشحونة بالعنصرية أو عنصرية، والعديد منها معادٍ للنساء.

المؤامرة والقانون

يقدم جونستون في كتابه جولة قصيرة في الحياة المهنية لترمب، الذي اتّبع إرث والده ومهارته في التلاعب السياسي والتهرب من القوانين، عارضاً لبعض التفاصيل الفاضحة لبناء «برج ترمب»، وعملية الشراء وسوء الإدارة والانهيار المالي لعقارات «كازينو دونالد» في أتلانتيك سيتي.

في ذلك الحين، عرف ترمب كيف يحوّل الفشل نجاحاً نسبياً. فعندما صار مهتماً بمدينة أتلانتيك سيتي، طلب من المدعي العام في نيوجيرسي اختصار إجراءات فحص الخلفية، ملوّحاً بأنه سيتخلى عن البناء في الولاية، ويتوجه إلى نيويورك؛ حيث «أملك مساحة ستكون مناسبة لكازينو». واستجابت الولاية للعرض، في دليل آخر على أنه بمجرد أن يحظى ترمب بالنجاح مع المصارف ومع سلطات المدن أو الولايات، فإنها لا يمكنها أن تتركه يغرق، وفق جونستون. وعندما أفلست «كازينوهاته» في أتلانتيك سيتي، عدته نيوجيرسي أكبر من أن يفشل. وكانت العقوبة أن يحصل على بدل شهري قدره 450 ألف دولار!

لم تتطلب الحيل الصغرى كثيراً، غير استخدام الموارد القانونية لانتزاع المزيد من الدولارات من خلال الثغرات الضريبية المتاحة للأثرياء، ما مكنه مرة أخرى من خفض ضريبة الأملاك على ملعب الغولف الخاص به في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي إلى الصفر تقريباً، من خلال الاحتفاظ بحظيرة من الماعز، بهدف تصنيفها «أرضاً زراعية نشطة». وفي حملته الانتخابية لعام 2016، دفع لنفسه مقابل استخدام طائراته الخاصة الكبيرة والصغيرة ومساحة مكتبه في برج ترمب.

العلاقة بالصحافة

قبل جونستون، الذي تصدر عناوين الأخبار أخيراً بنشره أجزاء من إقرارات ترمب الضريبية لعام 2005، قدم الصحافي واين باريت تفاصيل العقدين الأولين في سيرة الرئيس السابق بعنوان «ترمب: الصفقات والسقوط»، التي صدرت عام 1992 بعدما استغرق إعداد كتابه فترة طويلة. وروى قصة صحافي آخر كتب عن ترمب بشكل لم يعجبه، فـ«أخذه إلى المحكمة وأفلسه». وهذا ما فعله أيضاً في دعوى أخرى ضد الصحافي تيم أوبراين الذي لم تعجبه كتاباته. وقال ترمب إن الدعوى تستحق العناء بسبب المتاعب التي جلبها له. وقال: «أنفقت بضعة دولارات على رسوم قانونية، وأنفق أكثر بكثير. فعلت ذلك لأجعل حياته بائسة، وأنا سعيد بذلك».

هذه مجرد واحدة من نحو 3500 دعوى قضائية كان ترمب طرفاً فيها، فيما يعده جونستون أحد أعمال التواصل الاجتماعي العدائية التي تميزه، على غرار التغريدات التي كان ينشرها الساعة الرابعة صباحاً على حسابه في «تويتر» («إكس» حالياً)، قبل إغلاقه بعد هجوم الكابيتول في 6 يناير 2021، وإعادته من طرف إيلون ماسك.

ورغم كل الدعاوى والاتهامات الخطيرة ضده، تمكن دونالد ترمب من إزاحة منافسيه الجمهوريين خلال أشهر قليلة من الحملات الانتخابية. وها هو يتأهب لمواجهة الرئيس جو بايدن، في معركة انتخابية توصف بأنها «استعادية» من عام 2020 ولكنها أيضاً تاريخية.

النائبة الجمهورية الأميركية مارجوري تايلورغرين محاطة بأشخاص يرفعون صور ممرضة قتلت في جورجيا في 9 مارس (إ.ب.أ)

«الترمبية» أيضاً وأيضاً

ذهبت عالمة الاجتماع لدى جامعة «كاليفورنيا - بيركلي»، أرلي راسل هوتشيلد، إلى أقصى الجنوب الأميركي لدرس الهوية المحافظة الناشئة، وأسباب صعود دونالد ترمب. ونشرت في كتابها الصادر عام 2016 بعنوان «غرباء في أرضهم»، ما سمته «القصة العميقة»، التي خلصت فيها إلى أن «الترمبية» ترتبط بشكل وثيق بالاسم الذي تحمله، لأنها موجودة خارج منطق السياسة. وعبّرت عن اعتقادها أن «الصحافة السائدة لا تزال تخطئ في شأن ترمب»، إذ إن الصحافيين «يشعرون بالارتياح في الحديث عن الاقتصاد وشخصية (ترمب)، لكنهم لا يعطون الأولوية لمشاعر» الناس حياله.


مقالات ذات صلة

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

الاقتصاد نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

فرض الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، غرامة قدرها 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، المملوكة لإيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي ترمب في استراتيجية جديدة أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

 سلط موقع «ديلي بيست» الأميركي الضوء على ظهور الرئيس دونالد ترمب الخميس وهو يضع ضمادة على يده اليمنى المُصابة بجروح لليوم الثالث على التوالي.

المشرق العربي السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس براك خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في بيروت - لبنان - 22 يوليو 2025 (رويترز)

براك: على لبنان أن يناقش مع إسرائيل مسألة «حزب الله»

قال المبعوث الأميركي توم براك، اليوم (الجمعة)، إنه ينبغي للبنان أن يناقش مع إسرائيل مسألة «حزب الله»، معبّراً عن أمله في ألا توسع إسرائيل هجماتها على لبنان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ضباط شرطة نيو أورلينز يحملون رجلاً خارج مبنى البلدية بعد مشاركته في احتجاج على نشر عملاء فيدراليين في المدينة (أ.ف.ب)

بعد إهانات ترمب.. اعتقال صوماليين في حملة ضد المهاجرين في مينيابوليس

قال مسؤولون اتحاديون أمس الخميس إن أفرادا من أصول صومالية كانوا من بين من جرى اعتقالهم في حملة ضد المهاجرين في مينيابوليس.

«الشرق الأوسط» (مينيابوليس)

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في استراتيجية جديدة منتظرة منذ مدة طويلة، أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

وتعهّدت الاستراتيجية الجديدة التي نُشرت صباح الجمعة، «تعديل حضورنا العسكري العالمي للتعامل مع التهديدات العاجلة لجزئنا من الكرة الأرضية، والابتعاد عن الميادين التي تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات أو العقود الأخيرة».

وتسعى الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب لوضع حد للهجرة الجماعية حول العالم، وجعل السيطرة على الحدود «العنصر الأساسي للأمن الأميركي»، حسب ما جاء في الوثيقة. وجاء في الوثيقة التي حملت اسم «استراتيجية الأمن القومي»: «يجب أن ينتهي عصر الهجرة الجماعية. أمن الحدود هو أهم عنصر من عناصر الأمن القومي». وأضافت: «يجب أن نحمي بلادنا من الغزو، ليس من الهجرة غير المنضبطة فحسب، بل كذلك من التهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والمخدرات والتجسس والاتجار بالبشر».

وحذّرت الوثيقة كذلك من خطر «محو» الحضارة الأوروبية، مشيرة إلى أنه «إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاماً أو أقل». وتدعو الوثيقة الواقعة في 33 صفحة، التي اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى «استعادة التفوق الأميركي» في أميركا اللاتينية.

إلى ذلك، دعت إدارة ترمب في وثيقة «استراتيجية الأمن القومي» كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، الجمعة، إلى بذل مزيد من الجهود لدعم تايوان في سعيها للدفاع عن نفسها أمام الصين.

وجاء في الوثيقة: «علينا حضّ هذين البلدين على زيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على الإمكانات... اللازمة لردع الأعداء وحماية سلسلة الجزر الأولى»، في إشارة إلى حاجز طبيعي من الجزر يشمل تايوان شرق الصين.


اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
TT

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن سلطات الهجرة ألقت القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس قبل يوم من عيد الغفران اليهودي.

وألقت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية القبض على كارلوس برتغال جوفيا، وهو برازيلي، يوم الأربعاء، بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرته المؤقتة المخصصة لغير المهاجرين بعد ما وصفته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه «واقعة إطلاق نار بدافع معاداة السامية» - وهو ما يتعارض مع وصف السلطات المحلية للقضية، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن جوفيا، وهو أستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة ساو باولو والذي كان يدرس في جامعة هارفارد خلال فصل الخريف، وافق على مغادرة البلاد. ولم يتسنَّ الوصول إليه بعد للتعليق، ورفضت جامعة هارفارد ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس التعليق.

وجاء اعتقال جوفيا في الوقت الذي ضغطت فيه إدارة ترمب على هارفارد للتوصل إلى اتفاق لحل سلسلة من المشكلات، من بينها اتهام هارفارد بأنها لم تفعل ما يكفي لمكافحة معاداة السامية ولحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

وألقت الشرطة في بروكلين بولاية ماساتشوستس القبض على جوفيا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن تلقت بلاغاً عن شخص يحمل بندقية بالقرب من الكنيس في الليلة السابقة لعيد الغفران، وذكر تقرير الشرطة أن جوفيا قال إنه كان يستخدم بندقية خرطوش لاصطياد الفئران في مكان قريب.

ووافق الشهر الماضي على الاعتراف بتهمة استخدام بندقية الخرطوش بشكل غير قانوني وقضاء ستة أشهر تحت المراقبة لحين المحاكمة. وتم إسقاط التهم الأخرى التي واجهها، مثل تعكير الصفو العام والسلوك المخل بالنظام وتخريب الممتلكات كجزء من صفقة الإقرار بالذنب.

وقال الكنيس في وقت سابق، إن الشرطة أبلغته بأن جوفيا «لم يكن على علم بأنه يعيش بجوار معبد يهودي وبأنه يطلق بندقية الخرطوش بجواره أو أن هناك عطلة دينية».


لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

سلط موقع «ديلي بيست» الأميركي الضوء على ظهور الرئيس دونالد ترمب الخميس وهو يضع ضمادة على يده اليمنى المُصابة بجروح لليوم الثالث على التوالي.

وأضاف الموقع أن ترمب، البالغ من العمر 79 عاماً، كان يخفي يديه خلف المنصة أثناء إلقائه كلمته الافتتاحية في حفل توقيع اتفاق سلام بين رئيسي رواندا والكونغو، في معهد السلام بواشنطن، الذي سُمي باسمه هذا الأسبوع.

والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية أنها أعادت تسمية معهد السلام السابق «ليعكس أعظم صانع صفقات في تاريخ أمتنا»، أشاد ترمب بتغيير الاسم في حفل التوقيع يوم الخميس، وقال ترمب: «هذا مبنى جميل، لا بد لي من إخباركم بذلك. لذا، فهذه مناسبة خاصة لأسباب عديدة، أولها أنها أول مناسبة لنا في هذا المبنى نستخدمه من أجل السلام، وهو في جوهره سلام».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وعندما وقف الرئيس الأميركي بجانب المنصة بينما كان المسؤولون الآخرون يُلقون خطاباتهم، كانت الضمادة ظاهرة على يده اليمنى بوضوح، على الرغم من تغطيتها بيده الأخرى أحياناً خلال الحدث.

وتواصل موقع «ديلي بيست» مع البيت الأبيض للتعليق.

وكانت الضمادات رُصدت لأول مرة هذا الأسبوع عندما كان ترمب يضع ضمادتين طبيتين على يده خلال اجتماع وزاري الثلاثاء، حيث أبقى يديه مخفيتين تحت المكتب حتى التقطه مصور وهو يلمس وجهه، والأربعاء، وضع ترمب ضمادة واحدة كبيرة على يده.

وعند التواصل مع البيت الأبيض بشأن سبب وضع الضمادات قدم رداً مُعداً مسبقاً استُخدم عدة مرات في الماضي، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: «الرئيس ترمب رجل من الشعب، ويلتقي أميركيين ويصافحهم يومياً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ».

ولفت الموقع إلى أن ترمب بدا ناعساً في حفل التوقيع يوم الخميس، حيث كان يُغمض عينيه أثناء إلقاء الخطب، وشوهد أيضاً بعينين متدليتين خلال اجتماع مجلس الوزراء، وبدا وكأنه يغفو أحياناً، ويومها، أصرت ليفيت على أن ترمب كان منخرطاً تماماً خلال الاجتماع وقالت لـ«ديلي بيست» في بيان: «كان الرئيس ترمب يستمع باهتمام ويدير اجتماع مجلس الوزراء الذي استمر ثلاث ساعات».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ودأب البيت الأبيض على تجنب الأسئلة المتعلقة بالكدمات بالإشارة إلى تقرير طبي صدر في 17 يوليو (تموز)، والذي أفاد بتشخيص إصابة الرئيس بقصور وريدي مزمن، أي إن أوردة الساق لا تعيد الدم إلى القلب كما ينبغي.

وقال البيت الأبيض إنها «حالة حميدة وشائعة» تُلاحظ عادةً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، وأشار إلى أن ترمب يتناول الأسبرين كجزء من نظامه الغذائي.