في الوقت الذي تشهد فيها الأراضي الفلسطينية ودول الجوار منخفضات جوية كثيفة، أعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة عن توقف محطة الكهرباء الوحيدة التي تولد نحو 90 ميغاواط، بحكم أنها تعمل بأقل من قدرتها الإنتاجية الكاملة، لعدم توافر الوقود اللازم لتشغيل 3 مولدات رئيسية تعتمد المحطة عليها لتشغيلها.
وتغذي خطوط مصرية مناطق جنوب قطاع غزة بـ28 ميغاواط، فيما تصل الكمية التي تغذيها إسرائيل لبعض المناطق إلى 120 ميغاواط، بينما يحتاج القطاع بأكمله في الأساس إلى أكثر من 470 ميغاواط لا يتوافر منها باستمرار سوى نحو 70 في المائة، بسبب التشويشات التي تحصل على الخطوط المختلفة، وتوقف المحطة من حين لآخر وعدم عملها بكامل قدرتها التشغيلية.
وأرجعت سلطة الطاقة في بيان لها توقف المحطة مجددا إلى عدم تمديد مجلس الوزراء فترة الإعفاء المتعلقة بـ«ضريبة البلو»، المضافة على سعر الوقود الذي يتم شراؤه لتشغيل مولدين من أصل 3، لإمداد السكان بالكهرباء بـ«جدول 8 وصل يقابله بالمثل فصل». وعبرت سلطة الطاقة عن أسفها لعدم تمديد قرار الحكومة بإعفاء المحطة من الضريبة، كما جرى في الأشهر الأخيرة الماضية، مبينةً أنها بذلت جهودا كبيرة خلال الأيام الماضية مع الجهات المسؤولة لتمديد الإعفاء دون أن يتم ذلك حتى الآن. وناشدت جميع الجهات المعنية والفصائل الضغط نحو سرعة تمديد قرار الإعفاء على وقود المحطة اليوم، وفتح معبر كرم أبو سالم الجمعة، لإدخال الوقود للحيلولة دون إطفاء محطة الكهرباء.
وشُكلت في قطاع غزة منذ نحو شهرين لجنة مكونة من قيادات سياسية فصائلية ومستقلين وفنيين من سلطة الطاقة وشركة الكهرباء، لمتابعة الملف باستمرار، والتنسيق بين الجهات المختصة في غزة والضفة، لمنع أي إشكاليات تعيد الأزمة لمربعها من جديد.
وتُعد أزمة الكهرباء من الأزمات الخطيرة التي تثير غضب الغزيين بسبب استمرارية الخلافات السياسية التي تؤثر على عمل المحطة الوحيدة لغزة التي تعرضت لهجوم جوي إسرائيلي عام 2006 في أعقاب أسر مجموعة من المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط. فمنذ ذلك الحين وسكان القطاع يعانون ظروفا مأساوية من فترة إلى أخرى نتيجة عدم توافر الكهرباء.
وبإعلان توقف المحطة مجددا، فإن الفلسطينيين في غزة سيضطرون للتأقلم حياتيا مع جدول الكهرباء الجديد، بنظام 6 ساعات وصل فأقل إلى 4، تقابلها نحو 18 أو 20 ساعة فصل، مما سيؤثر على كل مناحي الحياة على الصعيد الفردي أو المؤسساتي، ويزيد من الأزمات المتراكمة بالأساس، كعدم توافر المياه باستمرار والتحذير من نفاد كميات الغاز التي يتم توفيرها من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم بكميات قليلة جدا، رغم تزايد الطلب عليه في موسم الشتاء.
أزمة الكهرباء تتصدر المشهد من جديد بغزة مع دخول فصل الشتاء
الغزيون سيضطرون للعيش بنظام 6 ساعات وصل و18 ساعة قطع
أزمة الكهرباء تتصدر المشهد من جديد بغزة مع دخول فصل الشتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة