لائحة حوكمة شركات التأمين السعودية تستهدف حفظ حقوق المتعاملين

اللائحة الداخلية ستعرض على المساهمين لإبداء الرأي

تداولات الأسهم السعودية (تصوير سعد الدوسري) ‫‬
تداولات الأسهم السعودية (تصوير سعد الدوسري) ‫‬
TT

لائحة حوكمة شركات التأمين السعودية تستهدف حفظ حقوق المتعاملين

تداولات الأسهم السعودية (تصوير سعد الدوسري) ‫‬
تداولات الأسهم السعودية (تصوير سعد الدوسري) ‫‬

بدأت شركات التأمين السعودية، السعي نحو إصدار لائحة حوكمة داخلية تلتزم بلائحة حوكمة شركات التأمين التي أصدرتها مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، على أن تُعرض اللائحة الداخلية على مساهمي الشركات لإبداء الرأي حيالها، تمهيدًا للعمل بها قبل تاريخ 19 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وتأتي هذه التطورات في وقت وجهت فيه مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، شركات التأمين في البلاد، بضرورة العمل على إصدار لائحة داخلية لحوكمة الشركات، بشرط أن تكون ملتزمة بلائحة حوكمة شركات التأمين، وهي اللائحة التي وضعت «حفظ حقوق المتعاملين» هدفًا أساسيًا تسعى إلى تحقيقه.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع داخل إحدى شركات التأمين السعودية، أمس، أن اللائحة الداخلية للشركات المحلية ستسعى إلى الإلمام ببنود لائحة حوكمة شركات التأمين كافة، التي أصدرتها «ساما»، وقال: «لن تعرض اللائحة على المساهمين للتصويت، بل لإبداء الرأي، وفي حال وجود تعديلات مقترحة فإنها لا تتجاوز بنود اللائحة الأساسية».
وفي هذا الإطار، أصدرت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، أول من أمس (الأربعاء)، «لائحة حوكمة شركات التأمين»، التي تهدف إلى إيجاد معايير عالية لحوكمة الشركات في قطاع التأمين، وفق أفضل الممارسات الدولية المتعارف عليها.
كما أصدرت مؤسسة النقد السعودية (ساما)، لائحة لجان المراجعة في شركات التأمين أو إعادة التأمين، التي تهدف إلى إلزام شركات التأمين بتطبيق معايير عالية بشأن أعمال لجان المراجعة، وألزمت «ساما»، شركات بتطبيق لائحة حوكمة شركات التأمين فور صدورها، وكذلك بتطبيق «لائحة لجان المراجعة في شركات التأمين في موعد أقصاه 19 يناير المقبل.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور فهد المبارك محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي على مجالس إدارة شركات التأمين وإعادة التأمين بوضع وتطوير لائحة داخلية للحوكمة تكون متوافقة مع «لائحة حوكمة شركات التأمين»، على أن تكون متاحة لمساهمي الشركة خلال 360 يومًا من تاريخ إصدار اللائحة بالنسبة إلى الشركات المرخصة، ومن تاريخ الترخيص بالنسبة إلى الشركات الأخرى.
وتُعرض اللائحة على الجمعية العامة تمهيدًا لاعتمادها في أول اجتماع لها، وتزويد مؤسسة النقد بنسخة من لائحة الحوكمة الخاصة بالشركة خلال 21 يوم عمل من تاريخ اعتمادها.
وقال المبارك: «مؤسسة النقد مستمرة في تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية، لتعزيز استقرار قطاع التأمين، وتولي عناية خاصة بحماية حقوق المتعاملين فيه»، مؤكدًا أن تطبيق هاتين اللائحتين سيكون له آثار إيجابية على مستوى حماية حقوق المتعاملين في قطاع التأمين وتعزيز مبادئ الشفافية والإفصاح، إضافة إلى تكوين بيئة عمل منظمة ومثالية تسهم في توفير خدمات أفضل تلبي احتياجات السوق وتخدم المتعاملين فيه.
من جهة أخرى، أظهرت نشرة مؤسسة النقد السعودي (ساما) أن عدد فروع البنوك العاملة في السعودية بنهاية التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، بلغ نحو 1963 فرعًا وذلك مقارنة بـ1912 فرعًا بنهاية عام 2014، إذ جرى افتتاح 51 فرعًا جديدًا للبنوك خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام، بمعدل 6 فروع جديدة في الشهر.
وتأتي هذه التطورات، في وقت أفادت فيه هيئة السوق المالية السعودية - أخيرا - بأن تطبيق هذه المبادرة المتمثلة في زيادة حصة الاستثمار المؤسسي في الطروحات الأولية يتسق مع مهمة تطوير السوق المالية، وهي من المهام الرئيسية التي نص عليها نظام السوق المالية، لذا تسعى الهيئة إلى خلق بيئة جاذبة للاستثمار تتسم بالعدالة والكفاية والشفافية، وتتوافر فيها القنوات الاستثمارية المتعددة التي تخدم جميع فئات المستثمرين، وهذه البيئة ستكون مواتية للتحقيق من خلال تعزيز الاستثمار المؤسسي ورفع نسبته في السوق، مما سيؤدي بدوره إلى تعزيز كفاءة السوق وانخفاض مستوى التذبذب فيها.
وقالت هيئة السوق السعودية: «علاوة على أن زيادة حصة المستثمر المؤسسي في الاكتتابات تدعم ممارسة الحوكمة في الشركات المدرجة وتزيد من مستوى شفافيتها والإفصاح لديها، وهذا يصعب تحقيقه في ظل هيمنة المستثمرين الأفراد، وسعيًا نحو تحقيق هذا الهدف، تأمل الهيئة أن توجه معظم الاكتتابات الأولية لفئات المستثمر المؤسسي بنهاية الخطة الاستراتيجية».
وأضافت هيئة السوق: «ستكون حصة صناديق الاستثمار المطروحة طرحًا عامًا ما نسبته 90 في المائة من إجمالي الطرح المخصص للاستثمار المؤسسي، وذلك مع بداية تطبيق المبادرة، وكما هو معلوم فإن الأسهم التي ستخصص لصناديق الاستثمار مملوكة بطريقة غير مباشرة في كثير من الحالات من قبل المستثمرين الأفراد المشتركين في هذه الصناديق».
وتابعت هيئة السوق: «يأتي رفع حصة الصناديق لأن مديري الصناديق أكثر احترافية من الأفراد في دراسة المخاطر الواردة في نشرات الإصدار، كما أن الاستثمار عن طريق الصناديق الاستثمارية سيسهم في توفير منتجات استثمارية متنوعة وسيرفع من الممارسات المهنية والسلوك المؤسسي في السوق، وهو ما سينعكس إيجابًا على المستثمرين والسوق بشكل عام».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».