البنك الدولي: السعودية تتمتع ببيئة أعمال واستثمار عالية التنافسية

المدير الإقليمي في الخليج لـ («الشرق الأوسط») : جاهزون لدعم توجه الرياض الاقتصادي

البنك الدولي: السعودية تتمتع  ببيئة أعمال واستثمار عالية التنافسية
TT

البنك الدولي: السعودية تتمتع ببيئة أعمال واستثمار عالية التنافسية

البنك الدولي: السعودية تتمتع  ببيئة أعمال واستثمار عالية التنافسية

قال الدكتور نادر محمد المدير الإقليمي للبنك الدولي لدى دول مجلس التعاون الخليجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن السعودية تتمتع ببيئة أعمال واستثمار عالية التنافسية، بسبب متانة اقتصادها وامتلاكه قدرات استمرارية النمو، واستيعابه للهزات التي يخلفها تذبذب أسعار البترول.
وأكد المدير الإقليمي للبنك الدولي لدى دول مجلس التعاون الخليجي، استمرارية التعاون بين السعودية والبنك الدولي، مبينا أنها تعتبر أهم شريك استراتيجي أصيل للبنك على أكبر مستوى في المنطقة، في أكثر من مجال وعلى الصعد التنموية كافة في أكثر من موقع جغرافي.
ونوه الدكتور نادر محمد بأن البنك يقدر التعاون المتنامي مع السعودية بشكل كبير، مبينا أن البنك يقابل ذلك بتقديم مشورات ومساعدات فنية في كل زمان ومكان، لإبقاء اقتصادها على عافيته التي عرف بها، والتأكيد على تعزيز نموه بشكل مستمر.
وأوضح أن البنك الدولي لن يتوانى في تقديم أي حزمة من البرامج التي من شأنها، تعزيز ودعم توجه السعودية الاقتصادي من الناحية الفنية، من خلال أكبر حزمة من البرامج التقنية، مؤكدا استعداد البنك للاستمرار في هذا التعاون إلى أقصى حد ممكن.
وقال المدير الإقليمي للبنك الدولي بالخليج إن «البنك يقدّم - حاليا - برامج مساعدات فنية لجميع دول الخليج، تعين هذه الدولة في تجاوزها التحديات التي تواجه اقتصاداتها بشكل عام»، مشيرًا إلى أن دول الخليج هي دول ذات دخل عالٍ ولا تحتاج إلى تمويل من البنك الدولي.
ولفت محمد إلى أن برامج التعاون الفني بين البنك الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي، تشمل مختلف الأنشطة الاقتصادية، منها على سبيل المثال لا الحصر، أعمال التخطيط، والخدمات المالية العامة، وتصحيح بيئة الأعمال التنافسية ومناخ الاستثمار.
وتشمل برامج التعاون - أيضًا- الخدمات الاجتماعية، ومنها قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، بجانب سوق العمل، بالإضافة إلى قطاعات البنى التحتية التي تضم مجالات الطاقة والمواصلات والمياه والبيئة والزراعة والأمن الغذائي.
وأوضح المدير الإقليمي للبنك الدولي بالخليج أن للبنك الدولي شراكة مع السكرتارية العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في مجالات عدة، مثل المواصلات، خصوصا السكك الحديدية، والبيئة، بالإضافة إلى عدد آخر من المؤسسات الخليجية الأخرى، لافتًا إلى أن شراكة البنك الدولي مع دول الخليج قديمة وعميقة، مبينا أنها تعود إلى عام 1975، حين اعتمد برنامج التعاون الفني مع السعودية وافتتح مكتب البنك الدولي بالرياض.
وقال الدكتور نادر محمد إن «دول الخليج الست من أكبر المساهمين في البنك، وفي أنشطته، كما تدعم السعودية والكويت الدول الفقيرة، من خلال دعمها المتواصل لأنشطة مؤسسة التنمية الدولية، في ظل وجود عميد مجلس المديرين التنفيذيين في البنك الدولي الدكتور ميرزا حسن من الكويت، إذ يمثل دول الخليج الأخرى، والسعودية يمثلها مدير تنفيذي دائم في مجلس إدارة البنك».



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.