قال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في مقابلة أُذيعت يوم الخميس، إن بلاده جمَّدت مشاركتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، لأن المعاهدة خذلت أرمينيا، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وقال باشينيان أيضاً إن أذربيجان، التي خاضت أرمينيا معها حربَين على مدى العقود الثلاثة الماضية، لا تلتزم بالمبادئ اللازمة للتوصُّل إلى معاهدة سلام طويلة الأمد، ولمح إلى أن أذربيجان تستعد لشن هجوم آخر.
وتابع باشينيان لقناة «فرانس 24» التلفزيونية أن معاهدة المنظمة التي تهيمن عليها روسيا خذلت أرمينيا.
وقال من خلال مترجِم: «معاهدة الأمن الجماعي لم تحقق أهدافها فيما يتعلق بأرمينيا، خصوصاً في عامَي 2021 و2022. ولا يمكننا أن نسمح بمرور ذلك مرور الكرام».
وأضاف: «لقد جمّدنا الآن من الناحية العملية مشاركتنا في هذه المعاهدة. أما بالنسبة لما سيأتي بعد ذلك، فعلينا أن ننتظر ونرى».
وقال إنه لا يوجد نقاش حول توقيت إغلاق قاعدة روسية في أرمينيا. وكان الأمر يخضع لمعاهدات مختلفة.
وأعرب باشينيان في الأشهر الماضية عن استيائه من علاقات أرمينيا القائمة منذ أمد طويل مع روسيا، وقال إن أرمينيا لم تعد قادرة على الاعتماد على روسيا لضمان احتياجاتها الدفاعية. وسبق أن أشار إلى أن عضوية البلاد في المنظمة قيد المراجعة.
واستعادت أذربيجان مساحات شاسعة من الأراضي عام 2020، في الحرب الثانية على منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازَع عليها، التي يسكنها بشكل رئيسي أفراد من عرقية الأرمن، ولكن يُعترف بهم دولياً كجزء من أذربيجان.
وفي العام الماضي، سيطر الجيش الأذربيجاني على المنطقة، مما دفع معظم سكانها إلى النزوح إلى أرمينيا.
وقال باشينيان في تصريحاته إن آفاق التوصل إلى معاهدة سلام طويلة الأمد تضررت بسبب تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف التي فسرتها أرمينيا على أنها تعني الزعم بتبعية أجزاء كبيرة من الأراضي الأرمينية.
وقال لـ«فرانس 24»: «إذا لم تعترف أذربيجان بمبادئ وحدة الأراضي وحرمة الحدود، فهذا ببساطة غير ممكن».
وتابع: «أذربيجان تستغل الوضع لإشعال خطابها. وهذا يدفع المرء للاعتقاد بأن أذربيجان تستعد لهجوم جديد على أرمينيا».