بين عدّه «سلعة رفاهية» و«هدية قيمّة» يمكن أن يجري التهادي بها، تصدَّر السكر «التريند» في مصر، بعد أن شحّ المعروض منه وارتفع سعره، وتسابق المواطنون على شرائه قبل شهر رمضان، بحسب تأكيدات رسمية وبرلمانية. وأكد رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، الأحد، العمل على توافر السلع في الأسواق وضبط الأسعار، استعداداً لشهر رمضان.
كان معايا واحد في الشغل عيد ميلاده من يومين فواحد جابله هدية كيلو سكر بجد بقت هدية قيمة دلوقتي
— ♂️ (@powerfuldesiree) February 18, 2024
وبينما شهدت مصر ارتفاعات متتالية في أسعار السلع على مدار شهور عام 2023، ومنذ بداية العام الحالي، خصوصاً أسعار السلع الحيوية، أعلنت الحكومة المصرية، خلال الأيام الماضية، التوسُّع في منافذ السلع المخفَّضة، «أهلاً رمضان» و«كلنا واحد»، بجميع المحافظات المصرية، لمواجهة غلاء الأسعار في البلاد، بنسب تخفيضات للسلع تتراوح بين 25 و30 في المائة، وجاء سعر السكر فيها بقيمة 27 جنيهاً للكيلوغرام.
إلا أنه خارج تلك المنافذ الحكومية هناك نقص في المعروض من السكر في الأسواق خلال الفترة الحالية، بحسب عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات عضو الاتحاد العام للغرف التجارية، المهندس أسامة الشاهد، الذي أكد في تصريحات تلفزيونية، السبت، أن «السكر موجود في مصر لكنه غير متداوَل»، مرجعاً السبب إلى «عدم ثقة التجار في الطريقة التي يتم اتباعها معهم»، حسب قوله.
وشهدت منصات «السوشيال ميديا» خلال الساعات الماضية تفاعلاً كبيراً مع أزمة السكر، لا سيما رواد منصة «إكس»، وكذلك مستخدمو «فيسبوك»، وتصدر هاشتاغ «#كيلو_السكر» التريند الذي تراوح التفاعل عليه ما بين الغضب والانتقاد، وكذلك السخرية.
مطلوب حد محترم وابن ناس ويكون محل ثقة يخش معايا شريك في كيلو سكر
— Mohamed Mohiesn (@abu7kam) February 17, 2024
وتُنتج مصر 2.8 مليون طن من السكر سنوياً، وتستورد 700 ألف طن، مما يُغطي 80 في المائة من احتياجات الاستهلاك البالغ 3.5 مليون طن، بحسب الغرف التجارية المصرية.
نقص السكر عبَّر عنه أحد رواد «السوشيال ميديا» قائلاً إنه «في رحلة بحث عن السكر منذ 3 أيام»، بينما عدّ حساب آخر تلك الرحلة «فسحة» تتطلب أخذ عطلة من العمل.
كيلو سكر #المواطنهياخداجازةعلشانيروحيتفسحعلشانيدورعليكسكر
— Jack (@Jack64677297) February 17, 2024
ومطلع الشهر الحالي قال المتحدث الرسمي بوزارة التموين، إن الوزارة ما زالت مستمرة في صرف السكر الحرّ على البطاقات التموينية، بواقع كيلوغرامَيْن لبطاقة الأربعة أفراد فأكثر، وكيلوغرام واحد لبطاقة الثلاثة أفراد فأقل، وبسعر 27 جنيهاً للكيلوغرام، وإن عدد المستفيدين من الدعم يصل إلى 63 مليون مواطن توفر لهم الدولة يومياً جميع الاحتياجات المطلوبة من السلع الأساسية والتموينية لصرفها على البطاقات التموينية.
الدكتورة هدى الملاح، مديرة «المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى»، تبيِّن لـ«الشرق الأوسط» أن من أسباب نقص المعروض من السكر نظام المضاربة في الاقتصاد، وهو الآن في قمة ممارسته من التجار، عن طريق اختلاف الأسعار وعدم تحديد سعر معين، ولكن يتم البيع بالأهواء، بمعنى أن كل تاجر يبيع بسعر.
البرلمان المصري، بدوره، لفت إلى شُحّ السكر، حيث تقدّم النائب خالد أبو نحول، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجَّه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري الزراعة والتموين، بشأن اختفاء السكر من المحال التجارية وعودة أزمة طوابير السكر في المجمعات، وقال إن هناك معاناة من نقص سلعة السكر بوصفها سلعة استراتيجية مهمة لا غنى عنها في أي بيت مصري، ويكثر احتياج الأشخاص لها في شهر رمضان.
وتلفت الخبيرة الاقتصادية إلى سبب آخر في مشكلة السكر، يتمثل في الإقبال الكبير عليه مع اقتراب شهر رمضان، وهو ما يؤدي إلى التناقص، وبالتالي قلة المعروض من السكر؛ ما أدى إلى زيادة أسعاره.
هذا التنبيه الهام في احدى الهايبر ماركت الكبيرة في مصر الجديدة...قلت مفيش مشكلة كيلو ..كيلو بس للاسف قالوا مفيش سكر..الغريبه ان رئيس الشركة القابضة في لقاء مع الاعلامي شريف عامر بيقول ان مفيش ازمة سكر...معقول كلنا ..كلنا بيتهيئلنا ان مفيش سكر وهما كلهم عندهم جوه pic.twitter.com/h9frCtJTaU
— ABD EL AZIZ EL SAIDY (@saidy_abd) February 17, 2024
وبينما طالب البرلماني الجهات المعنية بالأزمة بالخروج وإيضاح أسباب اختفاء السكر، تصدَّر وزير التموين الدكتور علي المصيلحي التريند، بعد الهجوم الحاد عليه أثناء افتتاحه لأحد معارض «أهلاً رمضان» بمحافظة القليوبية، بسبب ارتفاع أسعار السلع.