طيارون جنوبيون يشاركون لأول مرة في القتال إلى جانب القوات الجوية للتحالف

تخرج دفعة جديدة من المقاومة الجنوبية

حفل تخرج 400 مقاوم جنوبي في «دورة الشهيد إياد محمد مثنى» بمدينة الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
حفل تخرج 400 مقاوم جنوبي في «دورة الشهيد إياد محمد مثنى» بمدينة الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
TT

طيارون جنوبيون يشاركون لأول مرة في القتال إلى جانب القوات الجوية للتحالف

حفل تخرج 400 مقاوم جنوبي في «دورة الشهيد إياد محمد مثنى» بمدينة الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
حفل تخرج 400 مقاوم جنوبي في «دورة الشهيد إياد محمد مثنى» بمدينة الضالع أمس («الشرق الأوسط»)

قال المتحدث باسم جبهات العند بمحافظة لحج، قائد نصر الردفاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن مقاتلات حربية أقلعت من مطار العند شمال عاصمة لحج، الحوطة، منفذة غارات جوية في محافظات يمنية هي تعز وإب وصنعاء.
وأكد الردفاني أن الطيران الحربي تابع لدول التحالف وللجيش الوطني الذي دخل طيرانه ولأول مرة في القتال الدائر مع الميليشيات الانقلابية.
وكانت قاعدة العند شهدت خلال الثلاثة الأشهر التالية لتحريرها من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، عملية إصلاح وتأهيل من جانب قوات التحالف، ممثلة بالجيش الإماراتي.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن طيارين جنوبيين منضوين في المقاومة الجنوبية خضعوا خلال المدة الماضية لبرنامج تدريبي مكثف في مجال الطيران الحربي، وبإشراف من القوات المسلحة لدولة الإمارات، في إطار التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وأكدت أن الطيارين الذين تم تدريبهم نفذوا أولى غاراتهم على مواقع ومخازن للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع في مدينة تعز.
وفي محافظة الضالع، جنوب اليمن، شهدت مديرية الحصين، شرق مدينة الضالع، صباح أمس الخميس، حفل تخرج لـ400 مقاوم ممن أكملوا الدورة التدريبية التي استمرت ثلاثة أشهر وأطلق عليها «دورة الشهيد إياد محمد مثنى».
وكان الحفل قد حضرته قيادات السلطة المحلية بمحافظة الضالع وقادة في المقاومة الجنوبية والأحزاب السياسية وجماهير غفيرة من المواطنين الذين توافدوا إلى ساحة المهرجان من مختلف المحافظات الجنوبية.
وقال منصور زيد حيدرة، أمين عام اتحاد شباب الجنوب لـ«الشرق الأوسط»، إن احتفاء الجنوبيين بتخريج دفعات من المقاومين خلال الفترة القليلة القصيرة يأتي امتدادا لما شهدته المقاومة الجنوبية من تطور عسكري كفيل بردع أي عدوان وبتأمين المحافظات المحررة من كل أعمال العبث والتخريب.
وأشار منصور إلى أن الدفعة المتخرجة خضعت خلال ثلاثة أشهر لعملية تدريب وتأهيل عسكري على مختلف صنوف الفنون القتالية، لافتا إلى أن الدفعة تم تقسيمها إلى مجموعات متخصصة لاقتحام الأماكن والصاعقة والكمائن والرماية والقنص وغيرها من التخصصات العسكرية التي يمكنها رفد وتعزيز المقاومة الجنوبية.
وكان قائد المقاومة الجنوبية، العميد عيدروس الزبيدي، وجه من مقر إقامته المؤقتة بالرياض، كلمة عبر الهاتف، هنأ في مستهلها المقاومين المتخرجين، مؤكدا أنهم وبما اكتسبوه من مهارات ومعارف عسكرية سيكونون نواة الجيش الوطني الذي بمقدوره الدفاع عن وطنه وسيادته ومؤسساته واستقلاله.
ووجه قائد المقاومة الجنوبية شكره لدول التحالف قائلا: «من هنا من مملكة الخير وعاصمة الحزم الرياض ومن خلالكم أيها المقاومون دعونا نتوجه بالشكر لقيادة التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات على دعمهم للمقاومة الجنوبية واستمرارهم في بناء مؤسسات الجنوب وتثبيت الأمن إلى جانب المقاومة الجنوبية والعمل على الاستفادة من هذه الطاقات والقدرات التي تظهرونها أنتم المتدربون ومن سبقكم في بناء الجيش الذي يحمي الجنوب والمنطقة والجوار».
وأكد أن المقاومة الجنوبية وبشرعيتها (شرعية المقاومة الجنوبية) ستظل إلى جانب قوات التحالف في مختلف ميادين القتال وحفظ الأمن والأعمار.
من جهة ثانية وفي سياق متصل بمعالجة لازمة المشتقات النفطية، وصلت يوم أمس إلى ميناء عدن سفينة تحمل شحنة من الوقود المخصص للكهرباء في عدن.
وقالت مصادر بشركة النفط اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن السفينة محملة بسبعة آلاف طن من الديزل كوقود «إسعافي» لمحطات توليد الكهرباء، مشيرة إلى الكمية الواصلة جاءت بناء على متابعة واتصالات من قيادة السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ جعفر محمد سعد.
وأضافت أن وصول الشحنة، وفي ظروف حرجة تعيشها محطات التوليد، سيسهم في استقرار الكهرباء التي تعاني من «نفاد» في وقودها ومخصصاتها، لافتة إلى أن شحنات أخرى تأخرت نتيجة لأسباب عدة منها السيولة النقدية، وهي الآن في طريقها إلى عدن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.