القاصة المصرية سعاد سليمان تحصد ثاني جوائز «متحف الكلمة» في إسبانيا

عن قصة لا تتجاوز 26 كلمة ولا تنوي تكرار التجربة مرة أخرى

سعاد سليمان
سعاد سليمان
TT

القاصة المصرية سعاد سليمان تحصد ثاني جوائز «متحف الكلمة» في إسبانيا

سعاد سليمان
سعاد سليمان

تستعد الأديبة المصرية سعاد سليمان للسفر إلى القصر الملكي الإسباني بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لتسلم جائزة «متحف الكلمة» التي تتبناها مؤسسة «ثيسار إخيدو سيرّانو» لفوزها بالمركز الثاني في المسابقة الدولية الرابعة للقصة القصيرة جدًا» التي لا تتجاوز 100 كلمة، تحت شعار «مانديلا: كلمة وانسجام»، والتي تتنافس فيها قصص بأربع لغات، هي: الإسبانية والعربية والإنجليزية والعبرية، تحت شعار «الكلمة رباط الإنسانية».
تجاوز عدد المترشحين للجائزة هذا العام من 119 دولة أكثر من 22.571 كاتب، وتبلغ قيمة الجائزة الرئيسية 20 ألف دولار للقصّة الفائزة بالمركز الأول، وتمنح أيضا ثلاث جوائز قيمة كل واحدة منها ألفان دولار، ذلك لأفضل القصص من كل اللغات المعتمدة في المنافسة، والتي لم تفز بالجائزة الأولى.
وحول تلقيها نبأ فوزها، قالت صاحبة «شهوة الملائكة» لـ«الشرق الأوسط»: «شاركت بقصتين عدد كلماتهما يتراوح ما بين 20 و26 كلمة، لكن إلى الآن لم يتم إبلاغي باسم القصة الفائزة أو أية تفاصيل أخرى، لكن أتصور أن قصة بعنوان (فزع) هي التي فازت». ورغم سعادتها الغامرة وتلقيها التهاني من الوسط الثقافي المصري والعربي، كشفت أنها لن تنفق المزيد من إبداعها في القصة الومضة أو القصة الـ«تويترية»: «لم أكن أتخيل أنني سأفوز بهذه الجائزة، لأن الجوائز في مصر لم تنصفني فهي ترزح تحت وطأة (الشللية)، بالطبع كل كاتب يتمنى أن تُقدر أعماله ويفوز بجوائز، ولكن على الرغم من سعادتي إلا أنني لا أنوي تكرار تلك التجربة؛ فهي تجربة مرت لا أنوي تكرارها، كنت أتحدى إمكانياتي وقد تخطيت هذا التحدي».
وقالت صاحبة «الراقص»: «لدي مشروع أدبي لكتابة مسرحيتين و3 روايات أعكف عليها حاليا، ودائما ما أبحث عن جنس أدبي آخر أتحدى نفسي فيه؛ جمال الإبداع أنه يخرج مرة واحدة ويثير الدهشة و(تكرار المضمون غير مضمون)، فمثلا (السراب) لدى نجيب محفوظ ليس لها علاقة بـ(الحرافيش) أو (أولاد حارتنا)».
قدمت سعاد سليمان 5 تجارب إبداعية كان آخرها المجموعة القصصية «شهوة الملائكة» (2014) عن دار «روافد» وتضم بها 42 قصة. وتجسد المجموعة حالة حوارية بين 22 قصة طويلة و22 قصة ومضة، في محاولة لإيجاد شكل ومضمون مختلفين. أما مجموعتها القصصية «غير المباح» وهي رواية فانتازيا سياسية، فتضمنت 3 مستويات من الحكي والقص لأنها «تهتم بشكل الكتابة مثلما تهتم بالمضمون لكي يكسر حدة الملل».
تنتمي غالبية نصوص سعاد سليمان (49 سنة) إلى الواقعية لكنها دومًا ما تغلفها بنفحات خيالية استلهمتها من رؤيا أو حلم، كما تبرز في كتاباتها تأثيرات نشأتها في «سوهاج» بصعيد مصر واختلاطها بثقافة شمال مصر المتمثل في الإسكندرية على تناقضهما التام، فخرجت من «شرنقة الثقافة المنغلقة والعشائرية إلى تلك الثقافة المنفتحة التي اكتشفتها في مرحلة الدراسة الجامعية». تقول: «كنت أهرب للقراءة لأعيش مع عالم موازٍ غير العالم الذي أعيش فيه حيث الفقر المدقع والحياة القاسية؛ ذلك الخيال الذي منحتني إياه القراءة وطورته الكتابة».
بدأت سعاد سليمان رحلتها الأدبية عام 2001 بأول مجموعة قصصية لها «هكذا ببساطة»، لكن تجاربه الأولى تعود لمرحلة الطفولة: «بدايتي في الانجذاب للأدب كانت عبر قراءاتي للمنفلوطي (النظرات) و(ماجدولين). كنت طفلة فقيرة ولم يكن متاحًا لي سوى ما كان موجودًا في مكتبة المدرسة. والذي غير مساري للقصة القصيرة هو يوسف إدريس، الذي كانت كتابته تكتم أنفاسي حتى أنتهي منها، وخصوصا رواية (العسكري الأسود)، حينها عرفت أن الكتابة ليست كلمات منمقة متراصة بجوار بعضها».
وتشكو الكاتبة من الواقع الثقافي في مصر، إذ يعيش الأديب المصري، كما تقول، على الكفاف «فلا يتلقى نقدا منصفا موضوعيا أو مقابلا مجزيا عن كتاباته سواء في داخل أو خارج مصر، فضلا عما نجده من تجهيل للجميع. فالثقافة أصبحت آخر اهتمامات الدولة المصرية، وما زال كتاب جيل الستينات هم من يتصدرون المشهد، وأعتقد أن السبب يرجع لأنه لا توجد إجابة محددة لما تريده الدولة من الثقافة».



انطلاق الدورة الـ19 لـ«البابطين الثقافية» بمضاعفة جوائز الفائزين

وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)
وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق الدورة الـ19 لـ«البابطين الثقافية» بمضاعفة جوائز الفائزين

وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)
وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)

كرمّت «مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية»، صباح اليوم (الأحد)، الفائزين بجوائز الدورة الـ19 للجائزة، مع انطلاق هذه الدورة التي حملت اسم مؤسس وراعي الجائزة الراحل عبد العزيز سعود البابطين، تخليداً لإرثه الشعري والثقافي.

وأُقيم الاحتفال الذي رعاه أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور (ممثل أمير البلاد) وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري، ومشاركة واسعة من الأدباء والمثقفين والسياسيين والدبلوماسيين وأصحاب الفكر من مختلف أنحاء العالم العربي، كما حضر الحفل أعضاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

جانب من حضور دورة الشاعر عبد العزيز سعود البابطين (الشرق الأوسط)

وقال وزير الثقافة والإعلام الكويتي، عبد الرحمن المطيري، في كلمته، إن هذا الملتقى «الذي يحمل في طياته عبق الشعر وأريج الكلمة، ليس مجرد احتفالية عابرة، بل هو تأكيد على أن الثقافة هي الروح التي تحيي الأمم، والجسر الذي يعبر بنا نحو مستقبل زاخر بالتسامح والتعايش والمحبة».

وأضاف: «إن لقاءنا اليوم ليس فقط تكريماً لمن أبدعوا الكلمة وشيَّدوا صروح الأدب، بل هو أيضاً دعوة لاستلهام الإرث الثقافي الكبير الذي تركه لنا الشاعر الراحل عبد العزيز سعود البابطين (رحمه الله)، والذي كان، وسيبقى، قامة ثقافية جمعت بين جمال الكلمة وسمو الرسالة... رسالة تُعبِّر عن القيم التي تجمع بين الحضارات. ومن هنا جاءت مبادراته الرائدة، التي عرَّف من خلالها الشرقَ بالشعر العربي، وقدَّم للغرب بُعدَه الإنساني، جاعلاً من الشعر جسراً يربط القلوب، ومفتاحاً للحوار بين الثقافات».

رئيس مجلس أمناء «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين يلقي كلمته في افتتاح الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)

في حين قال رئيس مجلس أمناء «مؤسسة البابطين الثقافية»، سعود البابطين، إن هذه الدورة تأتي احتفاءً «بالشعر، فن العرب الأول على مر العصور، وتكريماً للمبدعين والفائزين مِنَ الشعراءِ والنقاد، ووفاءً ومحبة لشاعر هذه الدورة (عبد العزيز البابطين) الذي أخلص في رعاية الشعر العربي وخدمة الثقافة العربية بصدق ودأب وتفانٍ طيلة عمره كله، بلا ملل ولا كلل».

وفي خطوة لافتة، قدَّم رئيس مجلس الأمناء، أمين عام المؤسسة السابق، الكاتب عبد العزيز السريع، الذي رافق مؤسس الجائزة منذ نشأتها، ليتحدث عن ذكرياته مع راعي الجائزة الراحل، والخطوات التي قطعها في تذليل العقبات أمام إنشاء المؤسسة التي ترعى التراث الشعري العربي، وتعمل فيما بعد على بناء جسور التواصل بين الثقافات والحضارات.

وأعلن البابطين، في ختام كلمته عن مضاعفة القيمة المالية للجوائز ابتداءً من هذه الدورة، وفي الدورات المقبلة لـ«جائزة عبد العزيز البابطين».

ونيابة عن الفائزين، تحدَّث الأديب والشاعر الكويتي الدكتور خليفة الوقيان، مشيداً بـ«جهود (مؤسسة البابطين الثقافية) في دعمها اللامحدود للفعل والنشاط الثقافي داخل وخارج الكويت».

وأضاف: «في هذا المحفل الثقافي البهيج، يمرُّ في الذاكرة شريط لقاءات تمَّت منذ 3 عقود، كان فيها الفقيد العزيز الصديق عبد العزيز البابطين يحمل دائماً هَمّ تراجع الاهتمام بالشعر، ويضع اللَّبِنات الأولى لإقامة مؤسسة تُعنى بكل ما من شأنه خدمة ذلك الفن العظيم، ثم ينتقل عمل المؤسسة إلى الأفق الدولي، من خلال ما يُعنى بقضية حوار الثقافات والحضارات».

وألقى الشاعر رجا القحطاني قصيدة عنوانها «إشعاع الكويت»، من أشعار الراحل عبد العزيز البابطين.

يُذكر أن فعاليات الدورة الـ19 مستمرة على مدى 3 أيام، بدءاً من مساء الأحد 15 ديسمبر (كانون الأول) إلى مساء الثلاثاء 17 ديسمبر الحالي. وتقدِّم الدورة على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي 5 جلسات أدبية، تبدأ بجلسة بعنوان «عبد العزيز البابطين... رؤى وشهادات»، تليها 4 جلسات أدبية يعرض المختصون من خلالها 8 أبحاث عن الشاعر عبد العزيز سعود البابطين المحتَفَى به، و3 أمسيات شعرية ينشد فيها 27 شاعراً.

وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)

الفائزون:

* الفائز بالجائزة التكريمية للإبداع الشعري الشاعر الدكتور خليفة الوقيان، وقيمة الجائزة 100 ألف دولار.

* الفائزان بجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر «مناصفة»، وقيمتها 80 ألف دولار: الدكتور أحمد بوبكر الجوة من تونس، والدكتور وهب أحمد رومية من سوريا.

* الفائزة بجائزة أفضل ديوان شعر، وقيمتها 40 ألف دولار: الشاعرة لطيفة حساني من الجزائر.

* الفائز بجائزة أفضل قصيدة، وقيمتها 20 ألف دولار: الشاعر عبد المنعم العقبي من مصر.

* الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر للشعراء الشباب، وقيمتها 20 ألف دولار: الشاعر جعفر حجاوي من فلسطين.