استدعاء ضباط من المدن المحررة مؤشر على قرب عملية تحرير شاملة لليمن

الحوثيون يجبرون سكان تهامة على توقيع وثيقة وصفت بالطائفية

استدعاء ضباط من المدن المحررة مؤشر على قرب عملية تحرير شاملة لليمن
TT

استدعاء ضباط من المدن المحررة مؤشر على قرب عملية تحرير شاملة لليمن

استدعاء ضباط من المدن المحررة مؤشر على قرب عملية تحرير شاملة لليمن

استدعت القيادة العليا في اليمن، التي تتخذ من العاصمة المؤقتة عدن مقرا لها، عددا من ضباط ألوية الجيش والمقاومة الشعبية المرابطين في المدن المحررة والمتاخمة لإقليم تعز وتهامة، وأكد خبراء عسكريون أن الاستدعاء للتشاور والاطلاع على الأوضاع الميدانية في تلك المدن وآلية التعامل في المرحلة المقبلة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر عسكري يمني أن عودة بعض ضباط الجيش والمقاومة الشعبية قد يعقبها تكليف بمهام عسكرية جديدة، لم يفصح عنها، إلا أنه لمح إلى أن هناك تحركات عسكرية تجري ضمن الخطة المدرجة لعملية تحرير المناطق التي تقع تحت قبضت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا أن جميع القيادات العسكرية جاهزة لتنفيذ المهام كافة، وأن معنويات الأفراد مرتفعة بعد استقرار المدن المحررة.
واستدعاء ضباط من الجبهات إلى مركز القيادة والسيطرة في أي دولة لا يخرج عن ثلاث نقاط رئيسية، بحسب مختصين في الشأن العسكري، أبرزها أن يكون جدّ في الأوضاع الميدانية ما يدفع إلى طلب عودة القائد الميداني لمقر القيادة ومناقشته، وإما أن يكون هناك تعليمات سرية لا تفي الطرق التقليدية، البريد أو الهاتف، بإيصالها لما فيها من معلومات عسكرية يخشى أن يجري الاطلاع عليها، والحالة الثالثة أن يكون هناك أخطاء عسكرية حدثت على الجبهة وهو ما لا ينطبق مع القيادات التي استدعيت من المناطق المحررة.
وهنا قال العميد ركن محمود صائل الصبيحي قائد لواء الصواريخ، وقائد المقاومة الشعبية، إنه استدعي من القيادة إلى مقر عمله السابق قاعدة العند، بعد أن بسطت المقاومة الشعبية نفوذها على كامل محافظة باب المندب وجبل الشيخ سعيد ومديرية ذباب، إضافة إلى قرية العمري التي تمت السيطرة عليها وتحريرها من قبضة الحوثيين.
وأشار العميد الصبيحي إلى أن استدعاءه قد ينتج عنه تكليفه بمهام عسكرية جديدة، تتوافق مع خطط القيادة العليا في توحيد محافظات البلاد كافة، ولم يحدد نوعية التكليف العسكري الذي من المتوقع أن ينفذه، إلا أنه أكد أن جميع القيادات الميدانية على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر تصدر لخوض معارك عسكرية جديدة ضد ميليشيا الحوثي التي تعيش مرحلة تخبط بعد النجاحات التي حققتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني بدعم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
في سياق متصل حول الأحداث الجارية في إقليم تهامة، توعدت المقاومة الشعبية في الإقليم ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح بالرد القوي والموجوع على محاولتها إرغام المواطنين بالقوة العسكرية على توقيع وثيقة ما سمته الميليشيا «الشرف»، التي يسعى «أنصار الله» لتجميع أكبر عدد من الموقعين عليها في الإقليم. وتؤسس الوثيقة لعصر جديد من الطائفية، وفقا للمقاومة الشعبية، وصراعات مستقبلية لا تنتهي بسهولة، كما أنها تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي وتدعو للفتنة وسفك الدماء وانتهاك الأعراض، الأمر الذي دفع المقاومة في إقليم تهامة وعموم المواطنين إلى عدم التوقيع عليها أو الترويج لتلك الوثيقة، مشددة على أن من يتورط في هذه الوثيقة سيكون هدفا صريحا ومشروعا للمقاومة الشعبية وللتحالف المساند للشرعية.
ودعت المقاومة الشعبية شيوخ وأعيان إقليم تهامة للتصدي لمثل هذه الأعمال المشبوهة التي تخدم ميليشيا الحوثي في المرحلة المقبلة، موضحة أن التوقيع على تلك الوثيقة أو الدعوة والترويج سيفتح نار الفتنة والاقتتال بين أبناء الإقليم ومن ثم بين أبناء الشعب اليمني عامة، وسيكون في الجهة المدافعة عن الحوثيين وأعمالهم الإجرامية بحق الشعب.
ميدانيا، كثفت المقاومة الشعبية أعمالها العسكرية ضد ميليشيا الحوثي وعلي صالح في مواقع مختلفة، منها مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، التي شهدت عملية نوعية باستهداف مزرعة تتخذها الميليشيا مقرا لها، وتتبع لحمدي مشعشع المتورط في قضايا تجيد صغار السن ودفع الأموال لهم لمواجهة أبناء الزرانيق، بينما يقوم بترحيل كثير من الشباب إلى جبهات القتال في تعز.
وفي خط شمر، وتحديدا نقطة «المقشاب»، أمطرت المقاومة الشعبية ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح بقذائف «آر بي جي» نتج عنها عشرات القتلى في صفوف الميليشيا، بينما فر من الموقع عدد من الحوثيين لمواقع أخرى، كما قامت المقاومة الشعبية بهجوم على نقطة تابعة لميليشيا الحوثي أمام المجمع الحكومي لمديرية بيت الفقيه ليلة أمس، وأسفر الهجوم عن إصابات مختلفة في صفوف ميليشيات الحوثي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.