في وقت أكد فيه قيادي كردي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أنه كان المفروض على رئيس الوزراء حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع خالد العبيدي، أن يشيدا بعملية الحويجة، ويثمنا دور قوات البيشمركة، فإنه طبقًا لمصدر مطلع فإن «العبادي تجاهل العملية بسبب عدم تنسيق الأميركيين معه، وفضلوا التفاهم المسبق مع قوات البيشمركة لتنفيذها، من منطلق أن المحتجزين الذين تم استهدافهم هم من البيشمركة». وكان بارزاني تلقى تهنئة كل من رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وزعيم «ائتلاف الوطنية» ونائب رئيس الجمهورية السابق إياد علاوي. وإشادة زعيم «ائتلاف متحدون» أسامة النجيفي، بينما لم يتلق أي إشادة من العبادي أو العبيدي.
وقال بيان لمكتب الجبوري تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «تلقى اتصالاً هاتفيًا من بارزاني، تداولا فيه مجريات الجهد الأمني لمواجهة الإرهاب». وأضاف أن «بارزاني أطلع الجبوري على تفاصيل العملية النوعية ودور البيشمركة والقوات العراقية والإسناد الدولي الذي تلقته قواتنا لإنجاح العملية». ودعا إلى «تكرار هذه التجربة الناجحة وإدامة زخم التواصل بين الإقليم والمركز لمواجهة الإرهاب».
وفي بيان لمكتب زعيم «ائتلاف الوطنية» حول العملية أشار علاوي، إن «ما حصل هو تطور نوعي في سياق العمل ضد قوى الإرهاب، ويمثل تقدمًا هامًا في الاتجاه الصحيح يستحق منا الإشادة والتقدير، وهو ما كنا ندعو إليه منذ وقت مبكر في اعتماد المعلومة الاستخبارية، وقوات النخبة الخاصة، والتنسيق بين الأطراف الدولية والوطنية والمحلية المعنية بالمعركة». ورأى أن «هذه العملية الشجاعة والجريئة والموفقة من الكرد تقدم دليلاً آخر على أنهم جزء لا يتجزأ من العراق».
من جهته، أبلغ مصدر مطلع «الشرق الأوسط» طالبًا عدم ذكر اسمه بأن «تجاهل العبادي للعملية رغم أنها أدت إلى تحرير رهائن عرب وليسوا أكرادًا، يعود إلى جملة أسباب من بينها عدم إبلاغه بوقت مناسب بها، وأن واشنطن أبلغته من باب التنسيق والاطلاع، إذ تم الاتفاق مع البيشمركة والقيادة الكردية في أربيل على كل شيء من دون علم بغداد المسبق».
وأضاف أن «من بين الأسباب هو ردود الفعل الغاضبة من قيادات ميليشيات (الحشد الشعبي) وبعض الفصائل المسلحة الشيعية التي أعلنت رفضها لهذه العملية التي لم يؤخذ فيها رأي الحكومة المركزية المسبق، والاستهانة بها. ورغم أن الرهائن الذين تم تحريرهم عرب وليسوا أكرادًا، فإن الحقيقة هي أن العملية كانت تهدف إلى تحرير رهائن أكراد، طبقًا لمعلومات استخبارية للأمن الكردي، والذي يشرف عليه مسرور بارزاني نجل رئيس الإقليم الأكبر، وبالتالي فإن القيادة العراقية رأت أن هناك نوعًا من المتاجرة الإعلامية بتحرير رهائن بالغلط». لكن القيادي الكردي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو البرلمان العراقي محسن السعدون أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العراق يخوض حربًا الآن مع أشرس عدو هو تنظيم داعش الذي لم يفرق بين العراقيين على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي. ففي الوقت الذي هجرّ ملايين العرب السنة، فإن آلاف من المقاتلين العرب الشيعة هم من يقتلون الآن في جبهات المعارك. كما استهدف الكرد وراح آلاف من قوات البيشمركة، وبالتالي فإن أي جهة تساعدنا في الخلاص من هذا العدو يجب أن نقدم لها الشكر والعرفان، بدلاً من أحاديث وتصريحات السيادة المستهلكة».
وأضاف السعدون، أن «العملية التي حصلت كانت نوعية وجاءت بناء على معلومات استخبارية دقيقة بوجود 70 رهينة سوف يتم إعدام العشرات منهم بعد ساعات. ولم يدر بخلد البيشمركة التي استعانت بالتحالف الدولي والقوات الأميركية بالقيام بعملية الإنزال أن هؤلاء عرب أم كرد لأن (داعش) تقوم بنقل الأسرى لديها من مكان إلى مكان، وبالتالي يصعب التمييز، وهو ما يعني أن العملية التي حصلت عراقية بامتياز، أدت إلى تحرير رهائن من بينهم إخوة تم إنقاذهم»، مبينًا: «إننا كنا ننتظر أن يقدم رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشكر والعرفان لمن قام بتنفيذ هذه العملية التي تعد من بين أهم العمليات التي أضعفت (داعش)، وخلخلت توازنه، وذلك لجهة أن بالإمكان القيام بعمليات مماثلة في أماكن أخرى». وبشأن موعد عودة الأسرى إلى أهاليهم، وهل سيتم تسليمهم إلى الحكومة العراقية، قال السعدون إن «الأسرى سوف يعودون إلى أهاليهم بالتأكيد، ولكن بعد إجراء تحقيق اعتيادي لأنهم يملكون معلومات مهمة، بالإضافة إلى أنهم يحتاجون إلى رعاية صحية لبعض الوقت».
العبادي يواصل تجاهله لعملية الحويجة.. وبارزاني يطلع الجبوري وعلاوي على تفاصيلها
قيادي كردي أكد القدرة على تنظيم هجمات مماثلة في أماكن أخرى
العبادي يواصل تجاهله لعملية الحويجة.. وبارزاني يطلع الجبوري وعلاوي على تفاصيلها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة